أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - عبد جاسم الساعدي - انتفاضة تشرين/قراءة في مستويات الوعي/جماهير مدينة الثورة انموذجا/الثانية














المزيد.....

انتفاضة تشرين/قراءة في مستويات الوعي/جماهير مدينة الثورة انموذجا/الثانية


عبد جاسم الساعدي

الحوار المتمدن-العدد: 6587 - 2020 / 6 / 8 - 20:48
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


كنت اميل في ساعات التظاهر في ساحة التحرير لمراقبة وعي جماهير المدينة، وكيف يتصرفون أو يندمجون في شعارات التظاهر، إذ وجت الفاصل مع الأسف لا يبشر بخير ولا يسر المتابع، وان أعدادا منهم يتمتعون بمضغ(المكسرات )، ويرمونها في الشارع. بينما تتعالى شعارات التظاهر وكانت تمس جوهر حياتهم اليومية في مدينة اضناها البؤس والشقاء والعزلة والتسكع والبطالة والأمية التي ضربت عمق الحياة حتى بلغت زهاء ٨٠% وان نسبة المتسربين وصلت إلى ٧٥% في شباب بين أعمار ١٥ و٢٥ عاما حسب احصاءات وزارة التخطيط وكذلك الحال في محافظة النجف. إنها مأساة وطن لم تتحرك ازاءها كل المراجع الدينية على الرغم من وفرة المصادر المالية المتنوعة التي تصلها. يحيلنا الوضع المتردي باننا لا يمكن أن ننتظر من تلك المراجع ما يعالج ولو أزمة واحدة بل تجدها في خصومات مستمرة على بيع وشراء العقارات والنزاعات بين الوقفين الشيعي والسني على بسط السيطرة علي الجوامع والمساجد. فلم نقرأ مبادرة ولا مشروعا يفيد الشباب وينتشل حال فقرهم.
والسؤال الجاد هل الفضاءات والمرجعيات الطائفية لا يهمها سوى التفاخر بالأموال التي تصلها حتى من دون جردة حساب. كما أنها تعنى بدورات دينية لآلاف الشباب وتنفق أموالا طائلة عليهم كل سنة في كربلا، والنجف وهم اصلا عاطلون عن العمل.
فخلخلة الوعي السائد بحاجة الى اقتحام الساكن بصورة سلمية وحوارية لازاحة كواتم الصوت والمراقبة والعزلة وتفكيك هيمنة الميليشيات المسلحة حتى يتسنى للشباب التعبير عن حضورهم وجدوى مشاركتهم في حركة التظاهر.
ومهما يكن وعلى الرغم من الشعارات الطائفية المتجذرة منذ عقود، إلا أننا وجدنا أعدادا كبيرة كانت تتحرك للتعبير عن مشاعرها الحقيقية في المطالبة بالعدالة الإجتماعية وإدانة كل أشكال الفساد المالي والإداري وكأنها أدركت بأنها في الطريق الصحيح الذي يؤدي الى الانتماء الحقيقي للعراق أولا ولمدينة تحتاج لشبابها.
فصرنا نجد أن شعارات التظاهر قد دخلت برفق ومرونة إلى الحياة الإجتماعية هناك والى أفراد العائلة الواحدة وفي مجالسهم الاجتماعية. فانتقلت إلى الحياة اليومية مما شجع على الحوار والتخلص من أسوار العزلة المذهبية الصارمة وستبقى هذه المدينة الباسلة التي واجهت أزمات لا حد لها في مراحلها التاريخية بخاصة إبان النظام البعثي الفاشي والنظام السياسي الحالي، ستكون جديرة بالحياة والعز والحرية والعمل وإطلاق مشروعات اقتصادية وتنموية لتحريرها من عبث الاستحواذ والجوع والفساد وتشرد الاطفال.
مدينة الأربعة ملايين، كان ينبغي أن تكون نموذجا جميلا يوحي بالحياة والزهو وابتسامة الاطفال وفك الاكتظاظ السكاني بإعادة بناء عشرين الف مدرسة جديدة ومتنزهات ورياض أطفال ومستشفيات وإدارات جديدة متحررة من بؤس الانتماء الطائفي وسياسة المحاصصات الرعناء.
لا اظن ابدا بأن تلك المشروعات الإصلاحية بعيدة التحقيق أن توافرت ارادة جماهيرية وقيادات شعبية بوعي إجتماعي جديد .
أكيد ستضاهي مدن العالم أن توافرت حكومة وطنية لا وجود لأمراض المحاصصة والنهب والفساد ويمكن أن تسهم كفاءات العراق في الخارج والداخل بإعادة بناء مدينة تتسع وعيا وحرية ببناء مصانع وتنظيم دورات تأهيل وتدريب الشباب وتشجيع الكفاءات والطاقات.
إننا بصدد الأبعاد الإنسانية الجميلة لبناء مدينة خربتها نزعات الاغتيال والخطف والاغتصاب والتصفيات البشرية وجعلتها مجردة من العوامل الجميلة لوجودها.
ولابد ان تقتنع مصادر التيار الصدري بأن الناس أحرار في اختياراتهم والبحث عن البدائل الممكنة في عصر جديد يبحث الناس فيه عن حياة جديدة لأطفالهم خارج أسوار الضغط وفرض القيود عليهم.
هكذا ننشد الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية وبناء الإنسان من دون إكراه ولا قيود ولا نزعات المواجهات بالسلاح. لابد أن نقر نحن أحرار وان نتخلص من هرج وقعقعة السلاح.



#عبد_جاسم_الساعدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انتفاضة تشرين/قراءة في مستويات الوعي وإشكالية التحديات/الأول ...
- جماهير التيار الصدري/بين ثقافتين اثنتين/قراءة في الوعي الاجت ...
- جماهير التيار الصدري/بين ثقافتين اثنتين/قراءة في الوعي الاجت ...
- الاستراتيجية الإيرانية للاستحواذ على العراق / الثانية...
- الاستراتيجية الإيرانية للاستحواذ على العراق...
- الشرطة العراقية
- الحلقة التاسعة/مجزرة ساحة السباع
- الحلقة الثامنة/حملات القمع والتعذيب والاعتقالات
- الحلقة السابعة/ اضراب عمال شركة الزيوت النباتية
- الحلقة السادسة/إضراب عمال شركة الزيوت النباتية حافل بالبطولة
- الحلقة الخامسة/اضراب عمال شركة الزيوت النباتية/الوعي بالانتم ...
- الحلقة الرابعة/العمق الاجتماعي والنقابي/لمناسبة الذكرى الساد ...
- الحلقة الثالثة/ العراق بين ثقافتين اثنتين/لمناسبة الذكرى الس ...
- الحلقة الثانية تأريخ حافل بالمجد ومواجهة الطغيان وبناء وعي س ...
- الحلقة الاولى لمناسبة الذكرى السادسة والثمانين لتأسيس الحزب ...
- الى جماهير شعبنا التواقة الى الحرية والعدالة الاجتماعية
- في موسم الحصاد
- بمناسبة اليوم العالمي لمحو الامية
- هذا ما حدث
- التنوع الثقافي في العراق وامكانات التغيير


المزيد.....




- -لا لإقامة المزيد من القواعد العسكرية-: نشطاء يساريون يتظاهر ...
- زعيم اليساريين في الاتحاد الأوروبي يدعو للتفاوض لإنهاء الحرب ...
- زعيم يساري أوروبي: حان وقت التفاوض لإنهاء حرب أوكرانيا
- إصلاحُ الوزير ميراوي البيداغوجيّ تعميقٌ لأزمة الجامعة المغرب ...
- الإصلاح البيداغوجي الجامعي: نظرة تعريفية وتشخيصية للهندسة ال ...
- موسكو تطالب برلين بالاعتراف رسميا بحصار لينينغراد باعتباره ف ...
- تكية -خاصكي سلطان-.. ملاذ الفقراء والوافدين للاقصى منذ قرون ...
- المشهد الثقافي الفلسطيني في أراضي الـ 48.. (1948ـــ 1966)
- ناليدي باندور.. وريثة مانديلا وذراعه لرفع الظلم عن غزة
- ناليدي باندور.. وريثة مانديلا وذراعه لرفع الظلم عن غزة


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - عبد جاسم الساعدي - انتفاضة تشرين/قراءة في مستويات الوعي/جماهير مدينة الثورة انموذجا/الثانية