أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - سعدي يوسف - آيةُ الله … كنعان مكّــية














المزيد.....

آيةُ الله … كنعان مكّــية


سعدي يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 469 - 2003 / 4 / 26 - 04:08
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


            
                                            

… وفي العام الثالث بعد الألفَـين من ميلاد السيد المسيح ، هبطَ على الديار العراقية ، من سمتيّـةٍ أمــيركانيّةٍ  ، آيةٌ من آيات الله ، ينتسب إلى مكّــةَ ، كانتساب أبي رُغالٍ إليها ، لكنه لم يُطِـل المكثَ ، إذ سرعانَ ما رفعته السمتيةُ التي جاء  بها ، ليعود إلى دياره ، خائباً خاملاً ، حاملاً أوراقه التي اهترأتْ من طول تداوُلٍ وتناوُلٍ .
والحقّ أن آية الله كنعان مكية ، كان ينتظر في الناصرية مَن يعرفه فلم يجد أحداً  ، ولَربّـما كان مَرَدُّ ذلك أن الناس
في الناصرية ناطقون بالعربية دارجةً ، وليس بالإنجليزية / الأميركانية رطانةً ، بينما المأثورُ عن آية الله هذا قوله إن العراق ليس عربياً . قولٌ حقٌّ أريدَ به باطلٌ ، أو قولٌ باطلٌ أريدَ له أن يُجرى مُـجرى الحقّ. والأمرُ في الحالَين واحدٌ ، كما يرى الـمَـناطقةُ .
المصيبة التي أصابت آيةَ الله كنعان مكية أن الناس في الناصرية لم يستجيبوا إلى دعوته نحو إنصاف اللوطيين ، تلك الدعوة التي خرجَ بها في خان الهيلتون متروبوليتان اللندني ، وأعتقدُ أن سبب ذلك عائدٌ إلى أن النساء في الديار العراقية أكثرُ عدداً من الرجال ، بعد كل الحروب التي قضتْ على أجيالٍ وأجيالٍ ، لكن آيةَ الله ما كان ليعرف هذا فهو في حلٍّ ومرتحلٍ دائبينِ بين واشنطن وتل أبيب ، فكيف له أن يعرف ما حلَّ بالبِـنية الإجتماعية  من جديدٍ ؟
الرجلُ معذورٌ ، فربما تصوّرَ الناصريةَ قريبةً من حيّ ســوهو !
ومـمّـا فاقَـمَ من خيبة الرجل أن المحتلين لم يسـلِّـموه مفاتيح غرفته في الأقل ( أعني حثالته "الديموقراطية ") ، وهي الغرفة التي تُؤوي سارقي مصارفَ ومهربينَ ومشعلي حرائقَ وناهبي متاحفَ ومكتباتٍ . آية الله كنعان مكية هدّدَ بأن يرفع الأمرَ إلى السيد الأعلى : جورج بوش الإبن ؛ فكيف يجرؤ الجنرال المتقاعد غارنر على إبعاد آية الله عن تصريف شؤون البلاد والعباد ؟
كيف يجرؤ الجنرال المتقاعدُ على هذا ؟
ألم يقرأ ما كتبه آيةُ الله؟
على أي حالٍ ، بلَـغني أن مستشاراً لبنانياً في دائرة غارنر ، حاكم العراق العام ، أشار إلى رئيسه بذلك ، متذرعاً بذرائع شتى ، من بينها أن ما كتبه آيةُ الله ليس بشيءٍ .
هذا المستشار قال مثلاً إن كتاب  " جمهورية الخوف " ليس كتاباً ، فهو يضمّ نثيراً ضئيلاً ممّـا يتداولُـه العراقيون عن تسلّط البعثيين . كلُ ما في الأمر أن الكتاب كان باللغة الإنجليزية ، وإن كان هذا يعني شيئاً خارج العراق ، فإن الكتاب غير ذي معنى في العراق .
وقال المستشار أيضاً إن كتاب النُّـصُـب  Monuments ليس كتاباً ينمّ عن تخصّصٍ عالٍ وتدقيقٍ .
أمّـا كتاب " الصخرة " فإن المستشار يراه ضارّاً  ، في الوقت الراهن ، من الناحية السياسية العملية ، ما دام الكتاب مبنيّـاً على فكرة أن المسجد الأقصى يعود تاريخيّـاً إلى بني إسرائيل لا إلى العرب المسلمين .
" القسوة والصمت " في رأي المستشار اللبناني ، هو متابعةٌ لمسعى المؤلف في إبعاد العراق عن محيطه  ، وهو أمرٌ ضارٌّ في الوقت الراهن ، ولا ينسجم مع الجهود الأميركية الآنيّــة .
• 
مصيرٌ مؤلمٌ لآية الله كنعان مكية … بعد كل المشوار الذي قطعه ابتداءً بتروتسكي ، وانتهاءً بتل أبيب !

 



#سعدي_يوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجــــمعـــة اليتـــيمـــة
- ابتدأت معركة التحرير
- الجـــنرال الأصلع و طابورُه
- الفالاشا العراقية ودرس الخوئي
- أنا العراقيّ ، كيف أستعينُ بنفسي …
- الطّــوافُ بالمقاهي الثلاثة
- مصـطــفى
- يومٌ في منتهى الغرابة
- - العراقيون C.I.A - مثقفو الـ
- بغداد ON / OFF
- أوراقُ التينِ اليابسةُ
- عن العراق الذي لم يكنْ
- نشــيدٌ شــخصــيٌّ
- بــيــزنــطــة
- بانوراما الشعر العراقي في الفضــاء الأميركي
- صـــواريخُ القيـــامة
- رسالة مبكِّـرة إلى الجنرال تومي فرانكس
- عُـرسُ بـنـاتِ آوى
- النبيذ الذي ظل منتظراً كل تلك السنين
- من قتل فرهاد عثمانوف؟


المزيد.....




- منهم آل الشيخ والفوزان.. بيان موقّع حول حكم أداء الحج لمن لم ...
- عربيا.. من أي الدول تقدّم أكثر طالبي الهجرة إلى أمريكا بـ202 ...
- كيف قلبت الحراكات الطلابية موازين سياسات الدول عبر التاريخ؟ ...
- رفح ... لماذا ينزعج الجميع من تقارير اجتياح المدينة الحدودية ...
- تضرر ناقلة نفط إثر هجوم شنّه الحوثيون عليها في البحر الأحمر ...
- -حزب الله- اللبناني يعلن مقتل أحد عناصره
- معمر أمريكي يبوح بأسرار العمر الطويل
- مقتل مدني بقصف إسرائيلي على بلدة جنوبي لبنان (فيديو+صور)
- صحيفة ألمانية تكشف سبب فشل مفاوضات السلام بين روسيا وأوكراني ...
- ما عجز عنه البشر فعله الذكاء الاصطناعي.. العثور على قبر أفلا ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - سعدي يوسف - آيةُ الله … كنعان مكّــية