أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعدي يوسف - صـــواريخُ القيـــامة















المزيد.....

صـــواريخُ القيـــامة


سعدي يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 418 - 2003 / 3 / 7 - 04:06
المحور: الادب والفن
    


                               
                                                          

قد يكون ما أكتبه الآن ، غيرَ ذي معنىً ، بعد حينٍ أقلّ من لـمح البصر ( نسبيةُ الزمانِ مقلقةٌ هذه الأيام ) ، لكن الرأي يظلّ قائمَ الضرورة ، حتى وإن كان غيرَ مُـجْـدٍ ، مقايسـةً بسـواه من وسائل التعبير عن السياسـة.
ومـمّـا يزيدُ من وهَـن الرأي ( رأيي ) أنه لا يدّعي تعبيراً عن غير قائله ؛ فهجراتُ نصف القرن التي بدأتْ أواخرَ الخمسينيات ، وتعاظمت أوائلَ الستينيات ، وتفاقمتْ أواخرَ السبعينيات ، جعلت الشتات يحمل معنىً ليس ديموغرافياً حصــراً ، معنىً يتصل بمفاهيميةٍ ملتبسة ، بل مبتذلةٍ أحياناً .
من هنا تتـأتّـى صعوبةُ ما كُـلِّـفتُـه .
أهي مساحةٌ للتأمل ، إذاً ؟
                                                *
لا أريد المرور حتى سريعاً على العَـمْـد والابتسار اللذين رُسمتْ بموجبهما خريطة الشرق الأوسط بين نهايتي الحربين العالميتين ، الأولى والثانية ، اريد فقط أن أقول إننا نضرس الآن ، لأن آباءنا أكلوا الحصرم ؛ لكن المرارة المحنظلة ليست في أننا نضرس ، بل في أننا لا نعترف بأننا نضرس ؛ وإلاّ فكيف نفســر أن كياناً مثل العراق ،
غير قوميّ ، تاريخاً وتركيبةً ، يُحشَـر حشراً في قالبٍ ليس من الفولاذية حتى يستعصي على التفكك ؟
المهزوم الذي حُـرِم نفطَ كركوك وبابا كركر في الحرب العالمية الأولى ينبش اليومَ خرائطه ومواثيقه ووثائقه العتيقة كي يُرَدَّ إليه ما حُـرِمَـه .
ســوى هذا كثيرٌ ، حدَّ اللعنة ...
                                                 *
سفينةٌ حربية بريطانية راسية في مياه شط العرب ، أوائلَ العشرينيات ( العراق تحت الإحتلال البريطاني ) ، تدعو المسّ بيل ، السيدَ طالب النقيب مرشحَ العراقيين للمنصب الأول ، إلى حفل استقبال على ظهر السفينة ،يلبي النقيب الدعوة ، يصعد إلى السفينة بكامل مهابته  ، ليفاجأ باعتقاله ، ونفيه في ما بعدُ ، بأمرٍ من المسّ بيل ، التي ستـأتي بأحد أعوان لورنس ( العرب ) ، وتنصِّـبه ملكاً ، بعد أن قُمعتْ ثورة العشرين ، وأُعدمَ قادتها واغتيلوا وسُجنوا
وأُبعدوا إلى المنافي والـمَـعازل .
قُصفت القرى ، وشُــرِّدَ أهلها ، ثمَّ شكّـل البريطانيون جيشاً محليّـاً مَـهَـمّـتُـه الأولى :القَـــمع .

                                                *
في أوائل شباط  ـ2003  تكتب الـ " ريفيو " التي تصدر ملحقاً من مَلاحق صحيفة " الغارديان " البريطانية ، كل سبت ، مقالاً تذكر فيه بالنصّ :
المخابرات المركزية الأميركية هي التي ساعدت في 1963 حزب البعث العراقي في تدبير الإنقلاب على الجنرال الوطني عبد الكريم قاسم ، الذي أمّـمَ شركة نفط العراق المملوكة من الغرب ، وأخرجَ البلاد من حلف بغداد المعادي للسوفييت . وقد تلت ذلك مجازرُ شنيعةٌ .
                                                   *
جان دمّــو الشاعر ، ذو كراس " أسمال " الوحيد ، أقرأ له في أحد مواقع الإنترنت العربية ،  " تصريحاً " يقول فيه إن العراق يحتاج إلى رجّـــة .
جان دمّــو ، الذي لا يكاد يفيق ، يشعر في مَـنْـســاه الأسترالي ، بأنه والعراق يحتاجان إلى رجّـــة .
متفقٌ معه ، أنا ، تماماً .
لكنّ صاروخ القيامة ليس ساعةً منبِّـهةً .
                                                 *
سوف ينطلق صاروخُ القيامةِ وشيكاً ، إنْ لم يكن انطلقَ ، بالفعل ، الآن .
وسوف يكمل بعثُ العراق  المختطَفُ أو الأصيلُ ، مسيرته ( ثلاثين عاماً من الهول)  ، ليســلِّـمَ البلاد ، إلى المستعمِـرِ الذي جاء  به ، وليكون في منتهى السعادة لأنّ ثلاثةً أو أربعةً من ضباطه ظلوا في السلطة يعِـينون الإحتلال ، وييسِّــرون مساعيه .
                                                *
نحن ، العراقيين ، سنظل أوفياء إلى حلمنا الأثير .
إلى حقِّـنا ، مثل أي شعبٍ ، في وطنٍ حرٍّ ســيِّــدٍ .
لن نستقبل صاروخَ القيامة بالزهور .
هذه ليست من عاداتنا . نحن نستقبل ما نحبّ بالملبَّس والحلوى والحنطة النابتة وشموع الصواني.
وما أبعدَ هذه ، كلَّها ، عن الصاروخ !
                                                *
الإحتلالُ آتٍ ، لا ريبَ فيه .
لكننا ، مثل كل شعوب الأرض ، سنقاوم الإحتلال .
حركة تحررٍ وطنيّ عراقية
إنها أفقنا المفتــــوح ...


                                                      لندن 23 / 2 / 2003

 




#سعدي_يوسف (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسالة مبكِّـرة إلى الجنرال تومي فرانكس
- عُـرسُ بـنـاتِ آوى
- النبيذ الذي ظل منتظراً كل تلك السنين
- من قتل فرهاد عثمانوف؟
- أكثر من ذكرى ، أقلُّ من ذاكرة


المزيد.....




- المخرج الأميركي جارموش مستاء من تمويل صندوق على صلة بإسرائيل ...
- قطر تعزز حماية الملكية الفكرية لجذب الاستثمارات النوعية
- فيلم -ساحر الكرملين-.. الممثل البريطاني جود تدرّب على رياضة ...
- إبراهيم زولي يقدّم -ما وراء الأغلفة-: ثلاثون عملاً خالداً يع ...
- النسخة الروسية من رواية -الشوك والقرنفل- تصف السنوار بـ-جنرا ...
- حين استمعت إلى همهمات الصخور
- تكريم انتشال التميمي بمنحه جائزة - لاهاي- للسينما
- سعد الدين شاهين شاعرا للأطفال
- -جوايا اكتشاف-.. إطلاق أغنية فيلم -ضي- بصوت -الكينج- محمد من ...
- رشيد بنزين والوجه الإنساني للضحايا: القراءة فعل مقاومة والمُ ...


المزيد.....

- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعدي يوسف - صـــواريخُ القيـــامة