أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سعدي يوسف - أوراقُ التينِ اليابسةُ














المزيد.....

أوراقُ التينِ اليابسةُ


سعدي يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 436 - 2003 / 3 / 26 - 04:00
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


 

الصيارفة المطلوبون من الشرطة الدولية ، هؤلاء الذين قال الجواهري عن واحدهم " وتَوَقَّ ذاكَ الصيرفيَّ الحاسبا " ، ومُـدّعو الدين الذين قال أبو العلاء عنهم إنهم " يُسَــبِّـحونَ وباتوا في الخَـنا سُـبُـحا " ، والقَـتَـلةُ البعثيون المستعدون للخيانة منذ نعومة أظفارهم ( هل كانت ناعمةً يوماً ما ؟ ) ... هؤلاء جميعاً قدّموا أوراقَ التين ، وإنْ كانت يابسةً ، كي يتستّــر بها الإحتلالُ الماثلُ . والفاجعُ في الأمر أن طِـماحهم الأدنى هو في ادّعاء أنهم ، هم ، مَن يُـضادّونَ النظامَ ، وبالتالي يكونون ، هم ، المؤهلين لإدارة البلد ، غداةَ ينتهي الإحتلالُ من عمليات " التهدئة " .حُـكمُ الأتباعِ هو طماحُـهمُ الأعلى.
لكن حُكمَ بلدٍ مثل العراق ليس بالأمر الهيِّـنِ ، أعني أنه لا يمتُّ بصلةٍ إلى إدارة مصرفٍ، أو إلقاءِ موعظةٍ ، أو بناء
غرفةِ تعذيبٍ ؛ لقد تعلّـمَ صدام حسين الأسماءَ كلَّـها ، القريبةَ من هذا ، ولم يُـفْـلِـحْ في أن يسوسَ البلد سياســةً ، وهاهوذا الضحيةُ الأولى للمنطقِ الخطأِ الذي كلّــفَ العراقَ استقلالَـه .
جاء صدام حسين إلى الحكم ، كما يحلو للصيارفة ومدّعي الدين والقتلة البعثيين  أن يجيئوا الآن : بالقطار الأميركي ذاته . لقد قفز العِـلْـجُ من جدار السفارة الأميركية ببغداد مع ثُـلّـةِ متآمريه ، واعتقل رئيسَ الجمهورية آنذاك
عبد الرحمن عارف ، مفتتحاً أشدَّ العهودِ حُلكةً في تاريخ العراق ، بإطلاقٍ . لكن تلك الأيام كانت أيامَ الحرب الباردة ، حين كان الأميركيون محتاجين إلى جلادٍ ينفذ أوامرهم ، ويحكم إنابةً .
الآن اختلفَ الأمرُ :
الأميركيون يحتلّــون البلدَ احتلالاً مباشراً ، وهكذا فهم بغير حاجةٍ إلى عميلٍ يحكم بالإنابةِ . سوف يقيمون إدارتهم ، ويفتحون فروعاً لمصارفهم ، وجامعاتهم ، وبعثاتهم التبشيرية ، مستخدمين وسطاءَ في هيأةِ أدلاّء ومترجمين
وقُــفاةِ أثرٍ ... سوف يطوِّرون الإدارةَ القائمةَ لتكون على صورةٍ ما من إدارتهم ، ويمضون بالأمر قُـدُماً معتمدين على سـلاحهم أولاً ، وعلى الله الموفِّـقِ ثانياً ، وعلى صبر العراقيين الفريدِ ثالثاً .
المحتلّ لا يتعامل مع العميل.
المحتلّ يأمرُ العميلَ ويستخدمه .
لكن على المحتل ، باعتباره سلطةً ، أن يتعامل مع من يحتلّــهم ، أي أن يتعامل مع الناس ، مباشرةً . هكذا تنتهي
موضوعة العميل وظيفياً  ؛ وفي هذا جانبٌ إيجابيّ ، فالعميلُ أشدُّ قسوةً على الناس من الأصيل ( وقد أثبتَ صدام حسين هذا  ) ، ثم أن على الأصيل أن يقدم حسابه – بعد أن يستتبَّ له الأمرُ – إلى هيئات بلده التمثيلية ، ولهذا لايُعتبَـرُ حكمُـه مطْـلقاً ، بينما يمضي الوهمُ بالعميل حتى أبخرة الألوهية .
سوف تكون المعادلةُ مُـحْـكَـمةً :
الناس من جانبٍ . و المحتلّ من جانبٍ .
أليس هذا بدءَ التحريرِ ؟
                                                                   لندن 25 / 3 / 2003

 



#سعدي_يوسف (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن العراق الذي لم يكنْ
- نشــيدٌ شــخصــيٌّ
- بــيــزنــطــة
- بانوراما الشعر العراقي في الفضــاء الأميركي
- صـــواريخُ القيـــامة
- رسالة مبكِّـرة إلى الجنرال تومي فرانكس
- عُـرسُ بـنـاتِ آوى
- النبيذ الذي ظل منتظراً كل تلك السنين
- من قتل فرهاد عثمانوف؟
- أكثر من ذكرى ، أقلُّ من ذاكرة


المزيد.....




- يوميات اللبنانيين مع المسيّرات الإسرائيلية بين التعود والإنك ...
- هل بدأت إسرائيل علنا تقسيم -الأقصى- مكانيا؟ وكيف يمكن ردعها؟ ...
- إدارة ترامب توقف خطط تطوير مشاريع طاقة الرياح البحرية
- تفاصيل لعبة واشنطن وإسرائيل مع حزب الله
- عاجل | وزيرة الخارجية الأسترالية: يجب أن تنتهي معاناة المدني ...
- شاهد.. وثائق مزورة تغير مصير عشرات الآلاف من أطفال كوريا الج ...
- مصرع أكثر من 50 مهاجرا وفقدان العشرات في غرق مركب قبالة سواح ...
- مسؤول إسرائيلي: نتنياهو يريد تحرير الرهائن في غزة عبر -هزيمة ...
- بلدة -عقربا- الفلسطينية تودّع معين أصفر بعد مقتله على يد مست ...
- في ظل التوتر المتصاعد مع إسرائيل.. إيران ترفع جاهزيتها العسك ...


المزيد.....

- كتاب: الناصرية وكوخ القصب / احمد عبد الستار
- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سعدي يوسف - أوراقُ التينِ اليابسةُ