أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سليمان جبران - نعم، أنا مع ابن خلدون!














المزيد.....

نعم، أنا مع ابن خلدون!


سليمان جبران

الحوار المتمدن-العدد: 6669 - 2020 / 9 / 6 - 21:14
المحور: الادب والفن
    


سليمان جبران: نعم، أنا مع ابن خلدون!
الصديق ن. ، باعترافي طبعا، أكثر منّي واقعيّة. قلّما نلتقي هذه الأيّام. حتّى قبل الكورونة كان لقاؤنا قليلا: فرّقتْ بيننا الأيّام؛ أنا اعتزلتُ عملي من زمان، وهو مازال. رغم فارق السنّ بيننا، لا نكاد نختلف في شيء. في رأيه أنّي أكثر منه تطرّفا، لأنّي أقضي معظم وقتي على شبّاكي، بعيدا عن الحياة والعمل. مع ذلك لا نعدم الحديث والنقاش أحيانا. بارك الله في التلفون، يقرّب البعيد، ويجمع الأحبّة!
أمر واحد متّفقانِ عليه دائما، بدون نقاش: عظمة المعرّي وابن خلدون في الحضارة العربيّة / الإسلاميّة. المعرّي في رأينا أكثر الشعراء العرب حكمة وثقافة، وإنْ كان لا يجاري المتنبّي لغة وصياغات. والمؤرّخ ابن خلدون هو واضع علم الاجتماع - السوسيولوجيا، طبعا بأدوات ومفاهيم عصره هو.
في تصوّر ابن خلدون أنّ الدولة، وتعني في قاموسه السلالة الحاكمة، تبقى على كرسيّ السلطة أربعة أجيال. والجيل في لغته حوالى ثلاثين سنة. أي أنّ الدولة في رأيه، تعيش حوالى مئة وعشرين سنة: تبدأ بالمؤسس أو الباني، ويكون عادة "رجل مبادئ"، همّه بناء الحكم وتوطيده. والجيل الثاني، الأبناء في مصطلحه، يواصل طريق السلف في تطوير البلاد وتوطيدها. في الجيل الثالث يبدأ الاستقرار ومعه فساد الحكم.أخيرا، يأتي الجيل الرابع بحكّام فاسدين، فينصرفون إلى تسخير الحكم في خدمة مصالحهم الشخصيّة؛ ما ينزل بالحكم إلى الحضيض، وبالبلاد إلى الضعف، لتنشأ على أنقاضه دولة جديدة.
طبعا ، لم يبسط ابن خلدون نظريّته هذه، لا بهذه الكلمات ولا بهذا الإيجاز. يجب علينا أن نترجم نظريّته بكلماتنا نحن طبعا. بنى الرجل نظريّته في الحكم بأسلوبه هو، وعلى الشواهد من عصره. المهمّ في هذا المجال هو الرؤية الثاقبة لا المصطلحات ولا التفاصيل. وهذا ما جعل باحثين غربيّين كبارا يعتبرونه، في "المقدّمة"، واضع أسس علم الاجتماع – السوسيولوجيا!
في رأيي أنّ إسرائيل اليوم في المرحلة الرابعة من "سلّم" ابن خلدون. هل يذكر كبار السنّ منّا كيف كانتْ حياة بن غوريون الشخصية في بيته؟ روى لي أحد الأصدقاء، من مصدر موثوق، أنّ بن غوريون لم يعرف المال في جيبه. حتّى حين كان ابنه يرغب في شراء بوظة كان يرسله إلى أمّه، لأنّ جيبته فاضية، ولا يفهم في هذه الأمور. "بولة" الأم كانتْ وزيرة الاقتصاد في البيت، والرجل لا يعرف غير أمور الدولة! كان، كما يذكر أبناء جيلي طبعا، يرتدي القميص الكاكي والبنطلون الكاكي، من إنتاج المرحومة آتا، طوال وجوده في البلاد. لم يعرف البدلات المكويّة المنشّاة إلا في سفراته إلى خارج البلاد!
لكنّ إسرائيل تدرّجتْ، شيئا فشيئا، حتّى انتهينا إلى عهد الأستاذ الحالي: طائرة خاصّة، أوتيل خاصّ داخلها. .الخ، وابن يتمتّع بالثمار كلّها، دونما نقطة عرَق. ما أبعد هذه الأيّام عن الأيّام تلك! ألا يكفي هذا دليلا على أنّنا في "الجيل الرابع"؟
صديقي يخالفني في هذا التحليل "المغرض". في رأيه أنّ رؤيتي مغرضة، جعلتُها تصل إلى الخاتمة التي أريدها قسْرا. الأيّام تغيّرتْ في رأيه، ونظريّة ابن خلدون لا تصلح في فهم الحياة الراهنة. كلّ شيء تغيّر، وما من نظريّة تصلح لكلّ الأزمنة والظروف!
طبعا أنا مع ابن خلدون، واضع علم الاجتماع، قبل اهتداء الفكر الإنساني إلى هذه العلوم الجديدة. الأيّام وحدها هي محكّ النظريّات طبعا، وصديقي يرى أنّ ابن خلدون بنى نظريّه وفقا لرؤيته هو، في عصره هو. اليوم كلّ شيء تغيّر! لكنّني مع ابن خلدون طبعا، والأيّام ستكون الحَكَم العادل بيننا!



#سليمان_جبران (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- على هامش العربيّة الحديثة – 1
- الأحياء أوّلًا!!حكايات - 2
- حكايات - 1 خَسِرَتْ دِرْهَمًا.. فَرَبِحَتْ دينارًا!!
- الحضارة لا تتجزّأ!!
- الشدياق أوّل من كتب السيرة الذاتيّة في الأدب العربي
- في جوع دَيْقوع دَهْقوع
- سليمان جبران: في اللغة الحديثة مرّة أخرى
- الجديد – نعم، المبالغة والهوس – لا !
- عاهدير البوسطة
- كان العظيمُ المجدَ والأخطاءَ!
- اعذروني . . مرّة أخيرة !
- بكِكيرة صار . . الحاجّ بكّار!
- شعر النسيب في أبيات: بنفسيَ هذي الأرصُ ما أطيبّ الربا وما أح ...
- كتاب -الساق على الساق-
- العظيم يعرف العظماء ويعترف بهم!
- إلى كلّ من لم يقرأ الشدياق، ويجهل مكانته، هذا الفصل من كتابه ...
- تنبّهوا واستفيقوا أيّها العربُ ..!
- عودة إلى اللغة الحديثة!
- يتغيّر الموقف بتغيّر..الموقع!
- كتاب الفارياق، مبناه وأسلوبه وسخريته، تتمة المقال السابق تل ...


المزيد.....




- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77
- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...
- نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط ...
- تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام
- السعودية تتصدر جوائز مهرجان هوليوود للفيلم العربي
- فنانون أيرلنديون يطالبون مواطنتهم بمقاطعة -يوروفيجن- والوقوف ...
- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...
- مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سليمان جبران - نعم، أنا مع ابن خلدون!