أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سليمان جبران - الجديد – نعم، المبالغة والهوس – لا !














المزيد.....

الجديد – نعم، المبالغة والهوس – لا !


سليمان جبران

الحوار المتمدن-العدد: 6499 - 2020 / 2 / 26 - 00:19
المحور: الادب والفن
    



يبدو أنّ عصرنا العجيب هذا يقرّب المسافات فعلا! لكنّه يباعد بين الناس أيضا! الآلة تقوم بكلّ ما نريد. من بعيد لبعيد، فلماذا "الغلبة" والتعب؟!
اليوم عيد ميلاد صديقي. بدل زيارته في البيت، والجلوس معا، نشرب القهوة ونتحدّث، أكتب إليه تهنئة. طبعا على الواتس أب. فيردّ عليّ شاكرا. بالطريقة ذاتها طبعا!
كلّ ما نريد القيام به ننفذّه، ونحن على كرسيّنا في البيت. فلماذا نخرج من بيتنا؟ أذكر ولا أنسى: سافرتُ في الماضي البعيد مرّة إلى القاهرة، لأقوم بمراجعة أحد كتبي قبل طبعه. لكنّ "الأستاذ" جاءني يومها من أحدى الدول العربيّة، بنصف المخطوطة، ونسي النصف الثاني، فاضطررتّ إلى السفر مرّة أخرى إلى القاهرة لإتمام المهمّة. إي والله!
اليوم يمكنك التواصل مع العالم كلّه، وأنتَ على كرسيّك في البيت. ترسل مخطوطة كتابك في الإيميل إلى أميركا، فيصل إلى غايته، وأنتَ على كرسيّك. ترسل تعازيك وتهانيك إلى أصدقائك جميعهم بكبسة زرّ، وأنتَ على كرسيّكَ في مكتبك!
ما زلنا، أعترف، نلتقي في الأفراح، وفي التعازي. لكن من يدري؟ قد يأتي يوم نهنّئ فيه ونعزّي بالإيميل أيضا. و"النقوط" يمكن تحويله إلى غايته بسهولة أيضا. البنك ابن حلال! نشارك الناس أفراحهم وأتراحهم دون رؤيتهم!
لا أعارض الوسائل الحديثة، وحياتكم! لكنّي أخاف، أخاف جدّا على العلاقة بين الناس. هل تقوم الآلة بكلّ شيء في هذا العصر العجيب؟ هل سيأتي يوم تنشأ فيه الصداقات، وتتفجّر العداوات في الإيميل، فنصادق ونعادي دونما معرفة بالآخر، وجها لوجه؟! هذه هي سنّة الحياة، كلّ جديد وله بهجة! فهل يأتي يوم في المستقبل نتعرّف فيه الناس، ونصادقهم بالمراسلة؟
مع الجديد نحن، وبقوّة! لكن دون مبالغة طبعا. لا نبالغ في قفزنا على ظهر الفرس فنقع على الأرض من الناحية الأخرى. كلّ جديد يباغتنا ننظر فيه، ونطيل النظر: نتبنّاه إذا أعجبنا، ونغلق بابنا في وجهه إذا لم يلائمنا.
كنتُ في سهرة. التفتّ فإذا جميع جيراني يولون مجالسيهم جنوبهم، ويحدّقون في تليفوناتهم! فهل غدا التلفون أغلى من صديقك الجالس إلى جانبك؟ كلّ جديد وله بهجة، أعرف. لكن من المحال دوام الحال أيضا!
هذه الأيّام تبعد الناس عن القراءة أيضا. لم يعد للكتاب متّسع في أيّامنا هذه. يعرض اسم طه حسين، مثلا، فتكتشف أنّ جارك لا يعرف هذا الاسم. سمعه مرّات، لكنّه لا يعرف عنه شيئا! وإذا عجبتَ واعتبرتَ ذلك عيبا، خصوصا على من يعتبر نفسه مثقّفا، مثل الأستاذ، لجأ إلى غوغل مرغَما لإرضائك!
يقولون إنّ زمنا سيأتي ينقرض فيه الكتاب، وتُلغى المكتبات! ربّما، لكن في المستقبل. في هذه الأيّام ما زال الكتاب أداة الثقافة الأوّلى. لا يُمكن إلغاء الكتاب، خاصّة في فوضى هذه الأيّام، والاكتفاء بالحاسوب. لا ننسَ أنّ الحاسوب أرض مشاع للجميع، ولا يمكن أن يحتلّ مكان الكتاب، في ظروف هذه الأيّام على الأقل. الحاسوب مفيد، بل مفيد جدّا، لكنّه في آخر الأمر ما زال أداة تنقصها الدقّة، في أمور كثيرة، والموثوقيّة أيضا!
كلّ جديد وله بهجة؟ الجديد- نعم! المبالغة والهوس - لا!!



#سليمان_جبران (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عاهدير البوسطة
- كان العظيمُ المجدَ والأخطاءَ!
- اعذروني . . مرّة أخيرة !
- بكِكيرة صار . . الحاجّ بكّار!
- شعر النسيب في أبيات: بنفسيَ هذي الأرصُ ما أطيبّ الربا وما أح ...
- كتاب -الساق على الساق-
- العظيم يعرف العظماء ويعترف بهم!
- إلى كلّ من لم يقرأ الشدياق، ويجهل مكانته، هذا الفصل من كتابه ...
- تنبّهوا واستفيقوا أيّها العربُ ..!
- عودة إلى اللغة الحديثة!
- يتغيّر الموقف بتغيّر..الموقع!
- كتاب الفارياق، مبناه وأسلوبه وسخريته، تتمة المقال السابق تل ...
- كتاب الفارياق، مبناه وأسلوبه وسخريته، تل أبيب 1991-
- الشدياق، جبّار القرن التاسع عشر!
- هذا التراث المتفرّد .. يجب توثيقه!
- نوّاب قال!
- مرّة تخيب ومرّة تصيب!
- شعشبون يعلو الجدران!
- في حرفيش.. كلّ شيء تغيّر!
- النتاج الإدبي لا يمكن أن يكون موضوعيّا !


المزيد.....




- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سليمان جبران - الجديد – نعم، المبالغة والهوس – لا !