أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - عطا مناع - لو كنت حمارا














المزيد.....

لو كنت حمارا


عطا مناع

الحوار المتمدن-العدد: 6669 - 2020 / 9 / 6 - 00:19
المحور: كتابات ساخرة
    



شهدت ستينيات القرن الماضي حضورا ملفتا للحمير، كان لها قيمة لدرجة أنها زاحمت البشر، كانت الحمير تحظى باحترام، فهي تجسد القيمة الحقيقية للعمل، لم نكن وقتها ندرك قيمة العمل ، الحمير كانت خير شاهد على هذه القيمة فكرا وممارسه.
اليوم وأنت ترى كيف تطحن لتتوه في دهاليز متاهته من الصعب الخروج منها تتمنى لو كنت حمارا، ما أسقط علينا من ثقافة تقول ان الحمار لا يفكر أكثر من نهاية ذنبه، وانطلاقا من هذه القاعدة تراودني أفكارا شيطانية قوامها ماذا لو كنت حمارا؟؟؟؟
لو كنت حمارا لكانت نظرتي للحياة أكثر واقعية، ولو كنت حمارا لما عانقت أحلامي السماء، كنت سأقرأ واقعي بروية بعيدا عن النرجسية والفكر الطفولي، ولو كنت حمار لعرفت أننا ننتمي لكائنات لا تتقن سوى النهيق وهز الذنب، عندها كنت سأفكر جيدا وسأتجاوز الكم الهائل من محاولات القفز في الهواء معتقدا أنها مواقف ومعتقدات.
لو كنت حمارا لما قرأت الجريدة ولكانت الكتاب ألد أعدائي، ولكان الشعر بالنسبة لي مجرد عبث، ولو كنت حمارا لعشقت النهيق، ولأدركت أن النهيق خلاصي حتى لو كان حبلا يلتف حول عنقي، نحن معشر الحمير نتلذذ بتعذيب الذات ونحاول اقناع أنفسنا بالتقشف.
لو كنت حمار لتعلمت من التكرار انطلاقا من القاعدة التي تقول أن التكرار يعلم الحمار، مصيبة أن لا نتعلم نحن الذين نعتقد أننا أعلى مرتبة من الحمير من التكرار.
المفارقة أنني وكثر مثلي نعتقد بغير ذلك، وهنا أفكر بطريقة استنكارية، لماذا لم نتعلم من التكرار؟؟؟ ولماذا تخجل الحمير من ثقافة النهيق المشوهه المسيطرة علينا؟؟؟ ولماذا يتنكر الواحد منا لكونه ذنب يهز بمناسبه وغير مناسبه، ولماذا هجرنا ثقافة الرفس.
للحمير كما بقية الكائنات قوانين وقيم ومثل، يبدو أنها الغريزة التي تحافظ على استمرار النوع، وفي حالتنا هناك التباس، لم نعد ندرك ماهيتنا، نعتبر نهيقنا الذي لا يتوقف صهيل، نهز اذنابنا للفاسد والفاجر والسكير والحرامي من اعتاد اكل الجيف ونفاخر، نتعامل مع واقعنا كالصبي الذي يمارس العادة السرية، ليلنا نهيق ونهارنا صهيل.
أحيانا أفكر مطولا في تكويننا، لم نعد نحن، كل ما يصدر عنا مزيف، حتى أننا ام نعد نتقن النهيق، التداخل احتل عالمنا، الاصوات لم تعد كما كانت، حتى النهيق لم يعد له طعم، تراجع لصالح هز الذنب ولحس الاحذية وما اكثرها، وفي خضم حالتنا لا بد من تناغم النهيق الذي سيؤدي حتما لرفس من وضعوا الشوفات على عيوننا والبردعة على ظهورنا.



#عطا_مناع (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- طفح الكيل 1
- حطوا في بطونكم البطيخ صيفي
- صفقة قرن أم صفقة قرون
- نكبتي ولجوئي: خطاب الهزيمه
- قطعان البلد وبلد القطعان 2
- أنا !!! ربكم الاعلى
- هل يصير دمي بين عينيك ماء ؟؟؟؟؟
- قطعان البلد وبلد القطعان
- جمال فراج : أعتذر لك ومنك
- عجوز وطابون وسته دجاجات
- الخارجون عن القانون
- الحكيم جورج حبش : طفح الكيل
- نكبتي ولجوئي: الوعد المشئوم
- هل في عزل ثيوفيلوس الثالث يكمن الحل ؟؟؟؟
- وين ع رام الله
- نكبتي ولجوئي: أن تصفع بحذاء بالي
- نكبتي ولجوئي : انها فوبيا العجز يا شهيد نا الصالح
- نكبتي ولجوئي: براء حمامده : هل هو شهيد التنسيق الامني ؟؟؟؟
- نكبتي ولجوئي : لن نتضامن معك يا علان
- نكبتي ولجوئي : سقوط سور الدهيشه اللعين 2


المزيد.....




- إيرادات فيلم سيكو سيكو اليومية تتخطى حاجز 2 مليون جنية مصري! ...
- ملامح من حركة سوق الكتاب في دمشق.. تجمعات أدبية ووفرة في الع ...
- كيف ألهمت ثقافة السكن الفريدة في كوريا الجنوبية معرضًا فنيا ...
- شاهد: نظارة تعرض ترجمة فورية أبهرت ضيوف دوليين في حدث هانغتش ...
- -الملفوظات-.. وثيقة دعوية وتاريخية تستكشف منهجية جماعة التبل ...
- -أقوى من أي هجوم أو كفاح مسلح-.. ساويرس يعلق على فيلم -لا أر ...
- -مندوب الليل-... فيلم سعودي يكشف الوجه الخفي للرياض
- الموت يفجع الفنانة اللبنانية كارول سماحة بوفاة زوجها
- وفاة المنتج المصري وليد مصطفى زوج الفنانة اللبنانية كارول سم ...
- الشاعرة ومغنية السوبرانوالرائعة :دسهيرادريس ضيفة صالون النجو ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - عطا مناع - لو كنت حمارا