أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - عطا مناع - طفح الكيل 1














المزيد.....

طفح الكيل 1


عطا مناع

الحوار المتمدن-العدد: 6261 - 2019 / 6 / 15 - 16:59
المحور: حقوق الانسان
    


طفح الكيل 1
بقلم : عطا مناع
نعيش في عين الشتاء الذي لا نهاية له، ما أن يرتاح الفلسطيني من ضربة حتى يعالجه القدر بثانيه، وكأن التيه قدرنا ، هذا ما يخيل للمراقب الذي يقف عاجزا أمام تسارع الاحداث التي تأتي كصفعات لا مناص منها.
أكوام من المواقف تعكس حالة التخبط والفراغ، غضب مفتعل، ليخيل لك أن كل ما تعيشه مبرمج، وهذا لا يعطيك فرصة حتى لتتنفس، قطعاِ انه الشتاء الذي لا شبيه له، شتاء يضربنا في اعماقنا ليصل حتى العظم.
الحالة الفلسطينية مركبة ومعقده، وهذا ليس بفعل العوامل الموضوعية فقط، فالعامل الذاتي حاضر بقوة ما يدفع المرء لإعادة التفكير بأبجديات المطلق الفلسطيني، والاقرار بضرورة نفض الغبار عن العقول قبل القلوب، وهذا يتطلب جلد الذات واحتقار كل أسباب الخوف، سواء كانت أسباب خوفنا خارجية أن داخليه.
احتقار الخوف يتطلب من كل فلسطيني التصالح مع نفسه، المقصود هنا الشريحة المتضررة من الممارسات التي ترتقي لحد الجرائم، واحتقار الخوف هنا أن لا نكون كما الفراشة التي تحوم حول الضوء لتلقى نهايتها الطبيعية بالاحتراق.
وحت لا نتشبه بالفراشة لنعيش جحيم الاحتراق لا بد من رفع الصوت لحد الصراخ، خاصة أن الذي نواجهه كشعب تعجز عن تحمله الجبال، وهذا يتطلب ممن لا زال أجسادهم بعض الحياة أن يسموا الاشياء بأسمائها.
اذن: علينا الابتعاد عن التعميم، وعلينا أن لا نختبئ خلف العناوين العريضة، وأن لا نسمح بأن يساق مجتمعنا للذبح بتقبل الفوضى التي لا تخدم الا من يستثمرنا اقتصاديا ووطنيا وفكريا، وعلينا أن نؤمن بأن خدعنا من مهدنا حتى لحدنا، وأننا عشنا حياتنا معتقدين بأننا ندافع عن أفكارنا ومعتقداتنا وفي الحقيقة أننا ندافع عن معتقدات الاخرين.
في ظل غياب المعتقد لصالح المكتسبات الفردية سنعيش الجحيم ، وهذا ما يحث بالفعل، ولذلك أصبحنا نتقبل المحرمات، زالت الخطوط الحمر، سادت القيم الحيوانية، أصبح سلوكنا شرطيا، كأن تثور على حكومة الحمد الله ونحن نتابع عمليات السطو على مقدراتنا، ونراكم عبر وسائل التواصل الاجتماعي عشرات الالاف من البوستات التي تعكس حالة التحلل التي نعيش.
شتاءنا الذي لا نهاية له أفقدنا البصر والبصيرة، غابت الفوارق، واشتقنا لزمن الرويبضه، أختلط الابل بالنابل، الفساد يرتدي العباءة الكفاحية، التطبيع وطني بامتياز، المثقف أتقن فن لحس الاحذية، ثقافة أتت على كل ما راكمه شعبنا من تضحيات عبر سنوات كفاحه.
انحراف النخب التي قادت العمل الوطني كان له تأثير واضع على الشارع، لا رق هنا بين يسار ويمين، فالفساد لا دين له، والفساد لا يقتصر على سرقة مقدرات الشعب، الفساد كما الشيطان يسرق الروح، ولذلك لنتخيل شعب بلا روح وطنيه، هذا يعني أن كل شيء مباح، لا محرمات، وكل ما في متناول الي خاضع للبيع.
في ظل مارثون البيع الذي نعيشه، لا يمكن غض النظر عن القضايا الكبيرة والتمسك بالصغار مثل أن ننصب المشتقة لمطبع غبي كالذين حملوا المستوطنين على اكتافهم في قرية ير قديس ونتناسى أباطرة التطبيع الذين أسسوا لهذا الواقع المميت.
قد ننجح في الهروب من الحقيقية ولكن الى متى؟؟؟؟ لكن ما هي الحقيقة ؟؟؟؟أنها الخدعة الكبيرة التي تقول بأننا نعيش التنوع، خدعة مضحكة مبكية لسان حالها يقول دع الف زهرة تتفتح في بستاننا، والحقيقة أن البستان هذا أصبح كابوس يلاحق شعبنا في الليل والنهار، ما يتطلب منا الوقوف على المشهد السياسي الفلسطيني بكل تلاوينه ووضع الاصبع على أسباب الفساد والافساد.




#عطا_مناع (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حطوا في بطونكم البطيخ صيفي
- صفقة قرن أم صفقة قرون
- نكبتي ولجوئي: خطاب الهزيمه
- قطعان البلد وبلد القطعان 2
- أنا !!! ربكم الاعلى
- هل يصير دمي بين عينيك ماء ؟؟؟؟؟
- قطعان البلد وبلد القطعان
- جمال فراج : أعتذر لك ومنك
- عجوز وطابون وسته دجاجات
- الخارجون عن القانون
- الحكيم جورج حبش : طفح الكيل
- نكبتي ولجوئي: الوعد المشئوم
- هل في عزل ثيوفيلوس الثالث يكمن الحل ؟؟؟؟
- وين ع رام الله
- نكبتي ولجوئي: أن تصفع بحذاء بالي
- نكبتي ولجوئي : انها فوبيا العجز يا شهيد نا الصالح
- نكبتي ولجوئي: براء حمامده : هل هو شهيد التنسيق الامني ؟؟؟؟
- نكبتي ولجوئي : لن نتضامن معك يا علان
- نكبتي ولجوئي : سقوط سور الدهيشه اللعين 2
- نكبتي ولجوئي:سقوط سور الدهيشه اللعين ج 1


المزيد.....




- كنعاني: الراي العام العالمي عازم على وقف جرائم الحرب في غزة ...
- كيف تستعد إسرائيل لاحتمال إصدار مذكرة اعتقال دولية لنتنياهو؟ ...
- منظمة التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بش ...
- الأمم المتحدة: الطريق البري لإيصال المساعدات لغزة ضرورة
- الداخلية التركية تعلن اعتقال 23 مشتبها بانتمائهم لـ-داعش- بع ...
- تقرير كولونا... هل تستعيد الأونروا ثقة الجهات المانحة؟
- قطر تؤكد اهتمامها بمبادرة استخدام حق الفيتو لأهميتها في تجسي ...
- الكويت ترحب بنتائج تقرير أداء الأونروا في دعم جهود الإغاثة ل ...
- كيان الاحتلال يستعد لسيناريو صدور مذكرات اعتقال بحق قادته
- سويسرا تؤجّل اتّخاذ قرار حول تمويل الأونروا


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - عطا مناع - طفح الكيل 1