أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - احمد صالح سلوم - الأموال الامريكية كقوة رجعية للهيمنة















المزيد.....

الأموال الامريكية كقوة رجعية للهيمنة


احمد صالح سلوم
شاعر و باحث في الشؤون الاقتصادية السياسية

(Ahmad Saloum)


الحوار المتمدن-العدد: 6664 - 2020 / 9 / 1 - 11:38
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


الدوائر الاستعمارية بحاجة دوما الى تنميطات معينة تروجها بتكرار غريب حتى يصدقها الناس ..وهي تملك أموالا ووسائل اعلام اخطبوطية دولية وإقليمية خليجية ومحلية ، لتقوم بهذا التثبيت للتنميط الاستعماري الذي يمهد لها الاحتلال الاقتصادي والنفسي والسياسي وبكل اشكال الاحتلال المركب .
.لم يلتفت البعض ان أدوات الاحتلال الأمريكي في العراق قد روجوا قبل الاحتلال بوقت طويل عبارة ان المانيا محتلة وفيها قواعد أمريكية ولكنها حققت نموا اقتصاديا وعادت قوو كبرى فلم لانستقبل الاحتلال الذي سيدفع العراق الى مراكز تنموية متقدمة ..
وجماعة أوسلو استعارت عبارات خلبية بان هونغ كونغ قادمة الى الضفة المحتلة و ستحل في منطقة ا ومنطقة ب ومنطقة ج.. ولم يدر في بال غير الشيوعيين الجذريين ان ما ستنتهي اليه هذه التجارب انما كانتونات محاصرة، واشبه بأكبر سجن في التاريخ الحديث يضم خمس ملايين نسمة.. وان العراق سيتشظى ولم يأخذوا نموذج لبنان الذي لاتنطبق عليه عبارة وطن لان الحكم الطائفي ومحاصصاته التي ثبتها الانتداب الفرنسي ومن بعده ادواته السعودية في اتفاق الطائف لن تنتهي بهذا البلد الا للجوع وسرقة كل شيء فيه من مندوبي البنك الدولي في مصرف لبنان عبر رياض سلامة
التنميطات تقوم على استغلال تجارب ميكروسكوبية امبريالية كسنغافورة وهونغ كونغ ودبي وتل ابيب لتعمم وتجعل الشعوب تستسلم لتجارب ، هي نتوءات رأسمالية احتاجت الامبريالية لها لترويج سلعها او كمراكز مالية ولتدمير سلع الدول القريبة من هذه التنميطات استهدفت الصين المنتبهة لذلك او دول جنوب غرب اسيا .
وهذا المجال التنميطي يجد امامه شعوبا انهكت ويستعبدها خدم الامبريالية من شيوخ واديان تمزقها وتحارب وتكفر الفكر الوحيد البديل وهو الفكر الشيوعي مما يجعل الناس تعاني من ايدز او مرض نقص مناعة مزمن مادامت هناك الاف الفضائيات ووسائل الاعلام الامريكية والصهيونية والخليجية ومن لف لفها التي توظف جيوش من المأجورين لترسيخ هذه التنميطات بأشكال مختلفة تحت شعارات الإرهاب والديكتاتورية والديمقراطية وحقوق الانسان ومنظمات المجتمع الدولي الكبرى الغربية والسخرية من سياسات الاكتفاء الذاتي والاقتصاد المستل وذم الصين وروسيا وايران وكوبا وكوريا الشمالية ويوغوسلافيا وليبيا القذافي رغم ان المنطق السليم للديمقراطية يتطلب تشجيع أي تجربة تخرج عن النموذج الأمريكي لاغناء البشرية بالتجارب المختلفة
خلافا لما يتم تداوله في امبراطورية الاستعمار العقلي والنفسي الدعائية بمئات المليارات التي خصصت لدعايتها من ان مشروع مارشال جاء لإنقاذ أوروبا واليابان فقد جعلت الولايات المتحدة، من خلال مشروع مارشال مجالا تسويقيا لسلعها واسواق حصرية لها لان السوق الأوروبي الياباني قوي ويملك بنية صناعية وتعليمية ومالية جيدة ، لاتقاس ببؤس ما كان عليه العراق المحاصر او أي دولة عربية حيث لا تخرج نظرة المشاريع الامريكية الاستعمارية لها على انها مواد خام فقط بترول غاز يورانيوم وبعض الكفاءات التي تسرقها بأساليبها المعروفة.. أي ان تشبيه العراق والضفة المحتلة بألمانيا وهونغ كونغ فيه سخرية كبيرة من العقل وللأسف بعض دهاقنة السفارة الامريكية التي تحتل العراق محاصصيا وطائفيا مازالوا يجدون من يستمع اليهم حتى اليوم
مشروع مارشال عام 1947 كان احدى أدوات الهيمنة على القرار الأوروبي بتخديم كل عوامل النمو الأوروبي الياباني المستقبلي للمشروع الأمريكي ، وهناك بنود معلنة وسرية تفضح ان كل شيء محبوك بستار فولاذي لجعل هذه الدول عملاق اقتصادي ولكن قزم سياسي يدار تحت وسائل ما يخدم الاقتصاد النيوليبرالي الأمريكي.. فاليات السوق القدرية والخطاب النيوليبرالي من بورصات وغيره من شعارات لم تكن توفر فوائضا مالية فوق الخيال سوى لسلطة رأس المال الأمريكي.. فهناك أموال خرافية أوروبية دفعت الى الولايات المتحدة لتستثمر كرها ولو وجد في أوروبا حزبا شيوعيا أوروبيا ماويا لاعادتها لتحولت أوروبا الى جنة ونافست الصين باقتدار ورمت خلفها الولايات المتحدة..
الأداة الثانية التي استخدمتها واشنطن للهيمنة على أوروبا واليابان ،هو حلف شمال الأطلسي الناتو ،تأسس عام 1949 وقد ركزت الطبقات الحاكمة في أوروبا اليات الخضوع لواشنطن عبر أحزاب نيوليبرالية او حتى أحزاب الاشتراكية الديمقراطية وهو ما نجد تعبيراته في دستور الاتحاد الأوروبي ومعاهدة ماستريخت التي اعتبرت ان المكلف بحماية أوروبا هو حلف الناتو ..
وبالتالي اعدمت سبل الخروج والانعتاق من عبودية الهيمنة الامريكية.. وساهم هذا الحلف في إعادة اخضاع أوروبا بمشاركته باستعمار واقتراف ابشع الجرائم ضد التجربة الشيوعية للتسيير الذاتي في يوغوسلافيا وهي احدى افضل التجارب الشيوعية التي كانت تنافس النموذج الأمريكي الفاشي وتضيء تاريخ البشرية ان هناك نموذج انساني شيوعي بالافق التنموي .. شاركت المنظمة منطمة الناتو في تفكك يوغوسلافيا، فكان اول تدخل عسكري استعماري في البوسنة من 1992 إلى 1995 ..ثم استكمل الناتو مهمته بتدمير وبتفكيك يوغوسلافيا في عام 1999..
كانت تلك فرصة ذهبية لتعيد واشنطن اخضاع أوروبا ولاسيما ان الشعوب الأوروبية باتت تعلن ضيقها من انعدام الشخصية السياسية لتكتل اقتصادي أوروبي كبير في بروكسل امام المواقف الامريكية العنصرية الاستعمارية تجاه قضايا كثيرة وأيضا كان اختراع واشنطن والناتو ما يسمى الدرع الصاروخي أسلوبا اخر لاعادة اخضاع أوروبا انها تحتاج لحماية أمريكية من عدو روسي لا وجود له لاوروبا بل هو مكمل لها اكثر من الأمريكي القادم للنهب والهيمنة ..
ولكن من اجل الهيمنة واستمرارها كانت واشنطن بحاجة الى اختلاق دعاية كاذبة وتصوير ان الاتحاد السوفييتي تهديد لاوروبا الغربية بينما اشكال العلاقات السوفيتية تقوم على تضحية المركز الروسي المتقدم نسبيا لمصلحة الأطراف السوفييتية المتخلفة ..وكان احد انضج تجارب التكتلات الدولية على مر التاريخ الحديث..
فلا يوجد علاقة شبه استعمارية بين موسكو والأطراف كما في دول حلف الناتو ..
معاهدة السلام مع اليابان او ما اصطلح تسميته بمعاهدة سان فرانسيسكو استكملت أساليب إعادة تشكيل اليابان عبر الاخضاع للمتطلبات الاقتصادية الامريكية وتركيز الثروة بيد سلطة رأس المال الأمريكي تحت مسمى مسميات معاهدة امنية وقد وقعت هذه الاتفاقية بين 48 دولة حاضرة في 8 سبتمبر 1951 واستهدفت اليابان أساسا وكانت هذه الأداة الثالثة للهيمنة الامريكية على العالم الصناعي الأوروبي الياباني..
اذا ثمة اختلاف جذري بين دول صناعية كبرى واليات الهيمنة الامريكية عليها من خلال الاحلاف العسكرية والأمنية حيث تبدو الأموال ،مارشال ونفقات الناتو ومنطومة سان فرانسيسكو بتعبير جورج بوش الثاني ، انها أموال بريئة بينما هي أموال لاخضاع كل الاشكال الهيكلية الاقتصادية والبحثية و العلمية المستقبلية لخدمة سلطة رأس المال الأمريكي..
وهذا ما وفر لواشنطن ان تكون قطبا اوحدا في العالم الصناعي الغربي بينما العراق الذي دمر عام 2003 وليبيا التي دمرها حلف الناتو عام 2011 ليسا اكثر من مواد خام فمن الأفضل ان يترك فيها قوى طائفية وقومجية ودينية ومذهبية خاضعة بشكل او اخر للهيمنة الامريكية مع تدميرما هو مثل هذه البلدان وترك صنابير نفطهما وحدها من تشتغل بكفاءة ..
فليس صدفة ان سيطرت قوات الاحتلال الأمريكي على ابار النفط العراقية في اول يوم لاحتلالها العراق واعتبرت ان هذه مهمتها الوحيدة من إعادة هيكلة العراق طائفيا و مذهبيا وقومجيا وبثلات ديكتاتوريات بدلا من ديكتاتورية صدام حسين ديكتاتورية شيعية وسنية وكردية تشفط كل خيرات العراق بفسادها البرلماني البريمري وعقليتها الكومبرادورية العميلة وايداع هذه الثروات في البنوك الروتشيلدية والغربية الاستعمارية



#احمد_صالح_سلوم (هاشتاغ)       Ahmad_Saloum#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصيدة : مشهد يطل على الغياب
- قصيدة : يا برابرة الابارتيد الأخير
- قصيدة : تبعثرك نحلة القصائد ..
- الاتحاد الأوروبي قوة رجعية لماذا؟
- قصيدة : فضاء جيتارة تشدو
- الصين كبديل وحيد للعالم الثالث
- قصيدة : ما الفرح الموسيقي في معاني العاشقات..
- قصيدة : خلف هذا البحر المستحيل ..
- قصيدة : أنسى كلام الصحو..
- قصيدة : اله عصر رأس المال
- قصيدة :ما الذي يبلل عالمي ؟
- قصيدة : ماذا تبقى لي..
- ترجمة لقصيدة وليم ييتس :كم ارغب بحياكة اقمشة السماء لكِ
- قصيدة : العيون الغريبة
- قصيدة :ادراج القلق المكتظة بمرايا العذاب
- قصيدة : في فم بيروت حلاوة كرمل البلاد
- قصيدة :انتفاضات حضارات الهلال الخصيب
- قصيدة: بيروت ، يا حبر القصائد الحمراء
- قصيدة :انفاس تمتد الى ساحة النافورة
- قصيدة : نبض تمام العبدالله الذي لا يموت


المزيد.....




- اشتريه وأنت مغمض وعلى ضمنتي!!.. مواصفات ومميزات هاتفRealme ...
- صعود أسعار النفط بعد بيانات مخزونات الخام الأمريكية
- وظائف جانبية لكسب المال من المنزل في عام 2024
- بلينكن يحث الصين على توفير فرص متكافئة للشركات الأميركية
- أرباح بنك الإمارات دبي الوطني ترتفع 12% في الربع الأول
- ألمانيا ترفع توقعاتها للنمو بشكل طفيف في 2024
- مشروع قطري-جزائري لإنتاج الحليب في الجزائر بـ3.5 مليار دولار ...
- -تيك توك- تتعهد بالطعن على قانون أميركي يهدد بحظرها
- النفط مستقر وسط مخاوف الطلب الأميركي وصراع الشرق الأوسط
- جني الأرباح يهبط بأسعار الذهب للجلسة الرابعة على التوالي


المزيد.....

- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى
- التنمية العربية الممنوعة_علي القادري، ترجمة مجدي عبد الهادي / مجدى عبد الهادى
- نظرية القيمة في عصر الرأسمالية الاحتكارية_سمير أمين، ترجمة م ... / مجدى عبد الهادى
- دور ادارة الموارد البشرية في تعزيز اسس المواطنة التنظيمية في ... / سمية سعيد صديق جبارة
- الطبقات الهيكلية للتضخم في اقتصاد ريعي تابع.. إيران أنموذجًا / مجدى عبد الهادى
- جذور التبعية الاقتصادية وعلاقتها بشروط صندوق النقد والبنك ال ... / الهادي هبَّاني
- الاقتصاد السياسي للجيوش الإقليمية والصناعات العسكرية / دلير زنكنة
- تجربة مملكة النرويج في الاصلاح النقدي وتغيير سعر الصرف ومدى ... / سناء عبد القادر مصطفى
- اقتصادات الدول العربية والعمل الاقتصادي العربي المشترك / الأستاذ الدكتور مصطفى العبد الله الكفري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - احمد صالح سلوم - الأموال الامريكية كقوة رجعية للهيمنة