أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - دينا عبد الحميد - عدو الأمس صديق اليوم (إسرائيل)














المزيد.....

عدو الأمس صديق اليوم (إسرائيل)


دينا عبد الحميد
(Dina Iraqi)


الحوار المتمدن-العدد: 6663 - 2020 / 8 / 31 - 16:04
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


اخيرا سوف تتحقق المقولة الشهيرة (عدو الامس هو صديق اليوم) هكذا هى السياسة فلا شئ يدوم الى الأبد والثابت الوحيد في السياسة انها متغيرة , في هذه الاوقات نشهد حدث تاريخى وهو ابرام اتفاق سلام بين اسرائيل ودولة الامارات العربية , و هذه تعتبر خطوة كبيرة من دولة لها ثقلها في العالم العربي والعالم بأكمله , فدولة اسرائيل اصبحت أمر واقع في المنطقة لا يمكن إنكاره والمقاطعة لن تجعل اسرائيل تختفى من الخريطة , حان الوقت لننبذ الكره والعنف ونبدأ في بناء أوطاننا , لا أحد يفوز في الحرب الكل خاسر, وحده السلام الذى يحقق الرخاء والازدهار والتقدم , اعرف ان رأيى تغير كثيرا عن الماضى ولكن كما قال افلاطون (الاحمق فقط هو الذي لا يغير رأيه ) .. كنت في الماضى أعارض وبشدة اتفاقية كامب ديفيد التى ابرمها الرئيس الراحل السادات مع الاسرائيليين لانى للاسف كنت مشبعة بكم من المعلومات المغلوطة و الشحن الايديولوجي . وفي ذلك الوقت كانت البلاد قد خرجت من ثلات حروب ضارية كلها مع اسرائيل فطبيعى ان اخبار الحرب والموت تزرع داخلنا كره وعداء شديد حتى انى عندما كنت صغيرة كان في مخيلتى ان اليهود ليسوا بشرا وانما وحوش وكنت دائما اسأل امى (هل اليهود يحبون الأطفال؟!!) حتى اطمئن على نفسي اذا ما قامت حرب أخرى وهجم اليهود علينا فهل سأكون في أمان ام سيقتلونى كان تفكير ساذج جدا ولكن يعكس كم الخوف والكراهية لليهود التى كانت في ذلك الوقت بسبب الحروب , ولكن بعد ان نضجت سياسياً وأعدت قراءة التاريخ بطريقة موضوعية مجردة من الموروثات والاراء السياسية التى لطالما صدقتها واعتنقتها أدركت ان ما قام به السادات كان عين الصواب لان إتفاقية السلام هى التى اتاحت الفرصة لمصر ان تنهض من جديد بعد خوضها ثلاث حروب وايضا اتاحت الفرصة للجيش المصرى ان يتعافى ويستعيد اتزانه وقوته من جديد كما اننا استعدنا ارضنا التى كانت قد احتلت من قبل اسرائيل و بدون اراقة قطرة دم واحدة . كان الرئيس السادات رجل ذكى يتميز برؤية وبصيرة ثاقبة فقد أدرك ان دولة اسرائيل قائمة لا محالة وعليه ان يتعامل مع الوضع الجديد واخذ كل ما يستطيع الفوز به وكان من اهمها استعادة سيناء وطابا فيما بعد ، ورغم ان السادات دعا اسرائيل الى طاولة المفاوضات سنة 1970 إلا أن جولدا مائير لم توافق على السلام وقتئذ لانها كما ورد على لسانها لم تكن مضطرة لابرام السلام مع مصر وهذا ما جعل السادات يخوض حرب اكتوبر 73 لإجبار جولدا مائير ان تأتى للسلام وحتى يومنا هذا لم ينسى الاسرائلييون لجولدا انها كانت السبب الرئيسي في حرب يوم الغفران ..
و كان رجل الاعمال الناجح (اشرف مروان) من المقربين جدا للرئيس السادات حين ذاك وكان له دور فعال جدا للتقارب بين مصر واسرائيل وانا اعتقد انه المهندس الحقيقي لعملية السلام , اتهمه البعض انه جاسوس وعميل مزدوج ولكنه في الحقيقة كان بطل وطنى في مصر والملاك كما أطلقوا عليه في اسرائيل والكلام عن اشرف مروان يحتاج مقال خاص حتى يفهم الناس حقيقة اشرف مروان وما هو دوره في اتفاقية السلام..
بعد معاهدة السلام قاطعتنا معظم الدول العربية والان وبعد 40 عام تذهب الدول العربية للسلام مع اسرائيل لانه الخيار الطبيعى والمنطقى فقد ولى زمن الحروب ولا سبيل للمضى قدما إلا بالسلام , وعلى الشعوب العربية ان تتعلم التعايش مع الأخر ونبذ الكراهية لان الحرب انتهت. هكذا فعلت الشعوب الاوروبية بعد حربين عالميتين فقد تعلموا كيف يتعايشوا مع بعضهم البعض بعد مقتل 40 مليون شخص في تلك الحرب حتى انهم أقاموا اتحادا فيما بينهم بعد ذلك (الاتحاد الاوروبي) ..
خلافى مع اسرائيل كان دائما خلاف قومى وطنى وليس دينى , لا أكره اليهود ولا اكره إسرائيل ولكن اكره من يعادى وطنى ويتآمر ضده ولذلك اعتقد ان السلام والتطبيع مع اسرائيل سوف يؤتى بثمار جيدة جدا على مصر , وجميل ان يكون جارك صديقك فهذا سيعود بالمنفعة على كل الاطراف ..
ولكن هل كانت فعلا دولة اسرائيل دولة عدوة للدول العربية و دول الشرق الاوسط ؟! فإن كانت كذلك فكيف نفسر العلاقات التجارية والاستيراد والتصدير بين بعض الدول العربية واسرائيل , فكم من البضائع والشركات تعمل منذ وقت طويل في كل الدول العربية ولكن بجنسيات أخرى اوروبية وامريكية وهى في الاصل اسرائيلية , اذا ما يحدث اليوم ما هو الا تقنين العلاقات مع دولة اسرائيل وإخراجها الى العلن, كما ان الشعوب العربية نضجت بما فيه الكفاية ومستعدة تماما للتطبيع واقامة علاقات طبيعية مع الجارة اليهودية ..وفى ذات الوقت اتمنى إقامة دولة فلسطين المستقلة وانهاء الخلاف الأزلى وتحقيق السلام والعدل لمواطنيها , فالمواطن الفلسطينى البسيط هو اكثر المتضررين من هذا العداء اما قادته فهم للاسف المستفيدين من إبقاء الوضع على ما هو عليه , فهم يعيشون في القصور ولديهم جنسيات أخرى تتيح لهم السفر لاى مكان في العالم بطائراتهم الخاصة ورغم الاموال الطائلة التى يحصلون عليها من كل دول العالم مساعدة للمواطنين الفلسطينىين إلا انهم لا يتحصلوا الا على اقل القليل من تلك الاموال ..
وأٌقول للمعترضين ان السلام قادم سواء شئتم أم أبيتم فهناك مشروع قانون جديد الان يدرس في الكونجرس الامريكى للموافقة عليه وينص القانون على معاقبة اى دولة ترفض السلام مع اسرائيل ويتضح من ذلك ان هناك قرار سياسي امريكى لحل قضية الشرق الاوسط نهائياً في أقرب وقت ..تلك القضية التى استنزفتنا وأخرت تقدمنا سنوات ضوئية عن باقى دول العالم آن لها ان تنتهى الان , و بالاخص في زمن هذا الوباء الذي يتطلب كثيرا من التسامح و التعاون للتغلب على أثاره. فكما قال مارتن لوثر كينج ( اتينا الى هنا على متن سفن مختلفة , و لكننا الان على نفس السفينة جميعا).
نعم للسلام والتطبيع مع اسرائيل كفانا حروب وخراب ودمار وموت. الشعوب تريد الحياة والرخاء وبناء المستقبل .



#دينا_عبد_الحميد (هاشتاغ)       Dina_Iraqi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العلمانية وهم (دكتورة نوال السعداوى)
- النفاق المهذب (جورج فلويد)
- علماء المسلمين أم فقهاء الأزهر ؟!
- ابن تيمية عدو الإسلام
- المسلم والكافر (في القرآن)
- يا عزيزى كلنا دواعش
- تأويلات (نادية بوقري)
- صديقى مثليي الجنس
- صديقى مثلي (الجزء الثاني)
- صديقى مثلي
- لا قداسة للبخاري
- اسلام البحيري والكهنوت
- مبارك طابا
- سلطة بلدى ولا فتوش
- عذرا سيدى الرئيس (25 يناير الاسود)
- النظام البائد
- المؤامرة الكونية
- بتنجان الريس
- ميليشيات حزب الكنبة
- الرئيس محمد حسنى مبارك


المزيد.....




- الطلاب الأمريكيون.. مع فلسطين ضد إسرائيل
- لماذا اتشحت مدينة أثينا اليونانية باللون البرتقالي؟
- مسؤول في وزارة الدفاع الإسرائيلية: الجيش الإسرائيلي ينتظر ال ...
- في أول ضربات من نوعها ضد القوات الروسية أوكرانيا تستخدم صوار ...
- الجامعة العربية تعقد اجتماعًا طارئًا بشأن غزة
- وفد من جامعة روسية يزور الجزائر لتعزيز التعاون بين الجامعات ...
- لحظة قنص ضابط إسرائيلي شمال غزة (فيديو)
- البيت الأبيض: نعول على أن تكفي الموارد المخصصة لمساعدة أوكرا ...
- المرصد الأورومتوسطي يطالب بتحرك دولي عاجل بعد كشفه تفاصيل -م ...
- تأكيد إدانة رئيس وزراء فرنسا الأسبق فرانسو فيون بقضية الوظائ ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - دينا عبد الحميد - عدو الأمس صديق اليوم (إسرائيل)