أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - دينا عبد الحميد - يا عزيزى كلنا دواعش













المزيد.....

يا عزيزى كلنا دواعش


دينا عبد الحميد
(Dina Iraqi)


الحوار المتمدن-العدد: 6561 - 2020 / 5 / 11 - 21:36
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


تفاجأ رواد وسائل التواصل أمس أن احد المشاركين في العمل التليفزيون "الاختيار" (مسلسل يحكى عن بطولات الجيش المصرى في محاربة التكفيريين الارهابيين) والذى يقوم فيه بدور تكفيرى ارهابي أنه في حياته الحقيقية بعيداً التمثيل تكفيرى وذلك عبر احدى تغريداته على الفيس بوك التى انتقد فيها اسلام البحيرى و أطلق عليه (إلحاد البحيرى) وذهب بعد ذلك ليكفر احد رموز التنوير في عصرنا الحديث الدكتور فرج فودة و وصف موته بالـ (النفوق) وهو تعبير يستخدمه المتطرفين والتكفيرين للشماتة من موت اعدائهم ,,
لم أتفاجأ ابدا برأى الممثل (احمدالرافعى) لاننا ببساطة كلنا تكفيريين ومتطرفين دينياً ولكن لاننا بدون سلاح يصفوننا بالمسلميين المعتدلين وهذه كذبة كبيرة , لا يوجد مايسمى المسلم المعتدل واذا قابلت احدا منهم فقط اسأله عن حكم المرتد عن الدين الاسلامى او حكم الزانية سيجيب بدون تفكير ان جزائهم القتل لان هذا ما تربى عليه منذ نعومة أظافره في المدرسة , البيت , الجامع حتى في الميديا التى كانت تفرض علينا ولمدة 40 عاما برنامج اسبوعى للشيخ الشعراوى التكفيرى وقبل ان تنفعل عزيزى القارئ راجع فتاوى الشيخ الشعراوى في قتل تارك الصلاة وغيرها من الفتاوى المفزغة والتى كان يتم تلقينها لاجيال واجيال عبر الشاشة الصغيرة ...
وبعد الشعراوى طل علينا ما يدعون أنفسهم الدعاة الجدد أمثال عمرو خالد وخالد الجندى ليكملوا ما بدأه الأسبقين وتثبيت الفكر الأصولى المتخلف لضمان إبقاء عقولنا تحت سيطرتهم وفي غياب تام ...
إن العقل المصرى فى مرحلة أفول الآن، بسبب الفكر المنتشر والذى ينتمى إلى القرن الـ13 الميلادى, أن فكر أبن تيمية الذى ينتمى للقرن الـ13 هو المفكر المتخصص فى ظهور فكر الاخوان المسلمين منذ عام 1928 , و شيوخ الازهر بداية من الشيخ الغزالى الذى اهدر دم الدكتور فرج فودة وتسبب في قتله الى الشيخ أحمد الطيب شيخ الازهر ،للاسف نحن نعيش فى القرن الـ13 وليس الـ21 ...
اذا سألت اى ممثل اخر في مسلسل "الاختيار" عن رأيه مثلا في قتل المرتد سوف تجد الاجابة صادمة لانك سوف تكتشف ان من يحارب الارهاب يؤمن تماما بما يؤمن به الارهابي لان هذا ما تم تلقينه لهم عبر 40 سنة وأكتر ولتغيير هذا الفكر المتأصل يجب ان يكون من مصدر قوى او من المنبع " مشيخة الازهر" ولكن كيف وللاسف معظم شيوخ الازهر تكفيريين واخوان مسلمين او جامدين في رأيهم وحافظين مش فاهمين مثل الشيخ أحمد الطيب الذى لا يعترف أصلا بضرورة التغيير وتجديد الخطاب في كل وسائل الميديا ..
سألنى أحد الاصدقاء الاجانب بعد ثورة 30 يونيو مندهشاً لماذا عزل المصريين الاخوان المسلمين ومعظم المصريين اخوان مسلمين , وتابع أكثر البنات والسيدات محجبات ومنقبات والرجال بدقون وزبيبة الصلاة ولا يشربون الخمر ويستبدلونه بالحشيش لانه حلال اذا لماذا عزلوا الاخوان ؟!!!
كان سؤال وجيه وربما كل العالم تسائل نفس السؤال حتى ان عزل الاخوان كان صدمة مدوية لكثير من الناس ولكن في رأى المصريين لم يكونوا مختلفين مع الاخوان عقائديا وخاصة ان الاخوان كانوا يقدمون أنفسهم انهم الاسلام المعتدل ولكن الاختلاف كان مجتمعيا اقتصاديا , جشع الاخوان وانغلاقهم الشديد على جماعتهم فقط أثار حفيظة المصريين وايضا غباؤهم السياسي كان خطير وهذا ما ساعد على عزلهم ...
المسلم المعتدل هو مسلم متطرف ولكن ليس لديه سلاح او نفوذ وهو بذلك يتبع مبدأ ما لا تستطيع تغييره باليد او السلاح فغيره بالقلب وهذا اضعف الايمان . اذا فهو مغلوب على أمره لا يملك لتغيير ما يراه منكرا بيده لان ليس لديه القدرة وحين تتوفر سيكون اكثر الناس ارهاباً في الارض ..
مؤسسة الأزهر الشريف فى حاجة إلى أن تطور نفسها، لأن الحياة سلسلة من التطورات، فلا ينبغى لأى دولة تسعى للتقدم أن تتمسك بفترة معينة أو تأخذ حقبة معينة من التاريخ وتقوم بعزلها عن باقى الفترات الأخرى، ففى إطار أن الحياة فى حالة تطور فإن كل المؤسسات فى حالة تطور، وبالتالى فلا بد للمؤسسة الدينية أن تواكب الزمن، وتسعى جيدا لأن تواكب العصر، وتتحدث بلغته، وفكره، ولا يعد هذا خروجا عن الإيمان، فالإيمان حى وليس ميتا. وهذا التطور المسؤال عنه شيخ الازهر وباقى الشيوخ ولكن للاسف أصبحت هذه المؤسسة رهينة عند ابن تيمية والبخارى .......إلخ
و المثقفون أيضا بوجه عام ، فكل من يطلق على نفسه اسم مثقف يتحمل مسئولية تجديد الخطاب الدينى، وليس فقط المؤسسة الدينية؛ لأن المؤسسة الدينية جزء من المجتمع، وأنا لا أرغب على الإطلاق فى النظر إلى أى مؤسسة دينية على أنها قائمة بذاتها وتفعل ما تريد، لا أتقبل هذه الفكرة، والدين ليس حكرا على المؤسسة الدينية، ففى الأصل من حق أى إنسان أن يكون متدينا، وبعد التدين تنشأ المؤسسة الدينية، فأنت أولا تؤمن بدين ما، ثم يتسع ويصبح معتقدا، وبعد ذلك يكون فى إطار مؤسسة دينية، وفى هذه الحالة ندخل فى حوار مع المؤسسة الدينية، فأنا لست من أنصار التركيز على المؤسسة الدينية كما لو كانت قائمة بذاتها.
و لنكن واضحين، ليست مناهج الأزهر فقط هى المسؤولة عن الأزمة التى نعانى منها، بل تمتد لكليات التربية التى يسيطر عليها الاخوان ويخرجون منها المدرسين الذين يكون عملهم في المستقبل تسميم عقول أبنائنا , والمدارس الاخوانية الانترناشونال لا تندهش فمعظم المدارس الخاصة في مصر تابعة لجماعة الاخوان المسلمين وهذه المدارس أخطر من الازهر ويتخرج منها ارهابيين متعلمين كارثة عظيمة للاسف ..
وفي النهاية ورغم مسؤلية المؤسسة الدينية والمثقفون في تجديد الخطاب الدينى والتطور يبقى العامل الاهم والناجز في هذا الموضوع وهو القرار السياسي , رأينا جميعا ما حدث في المملكة السعودية ورغم انهم كانوا الاكثر تشددا ولكن عندما وجد القرار السياسي للتغيير تم تغيير كل شئ وبسرعة فائقة ...
ونرجع ونقول ان العلمانية هى السلاح الوحيد ضد الأصولية الدينية التكفيرية , ارجعوا الدين في مكانه الصحيح داخل المعابد والمساجد و في قلوبكم ولتحكموا به على انفسكم وليس على الأخريين واعتقد ان مجتمعاتنا نضجت بما فيه الكفاية حتى ترفع عنها الوصاية الدينية ...
ولانى متفائلة دائما اعتقد ان التغيير قادم مع الاجيال الجديدة رغم حرص الاهل والمؤسسات الدينية على تعزيز الاساطير الدينية عند الاطفال ولكن مع تقدم التكنولوجيا وتنوع مصادر المعلومات سوف يستطيع اطفالنا ان يفكروا بشكل مختلف , حيث تكون كل المتناقضات متاحة أمامهم ليستطيعوا تكوين الوعى الخاص بهم لا ما تم تلقينهم به وسوف ينجحون بالتأكيد فيما عجزنا نحن في تحقيقه وهو التخلص من الوصاية الفكرية والدينية على حياتنا وعقولنا ..



#دينا_عبد_الحميد (هاشتاغ)       Dina_Iraqi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تأويلات (نادية بوقري)
- صديقى مثليي الجنس
- صديقى مثلي (الجزء الثاني)
- صديقى مثلي
- لا قداسة للبخاري
- اسلام البحيري والكهنوت
- مبارك طابا
- سلطة بلدى ولا فتوش
- عذرا سيدى الرئيس (25 يناير الاسود)
- النظام البائد
- المؤامرة الكونية
- بتنجان الريس
- ميليشيات حزب الكنبة
- الرئيس محمد حسنى مبارك
- مهام البرادعى المستحيلة
- بما يخالف شرع الله !!
- زمن الطاغوت
- دلال وضاع له حمار!!
- عندما يصبح الثوار فلولا
- احذروا فلول الثورة


المزيد.....




- السعودي المسجون بأمريكا حميدان التركي أمام المحكمة مجددا.. و ...
- وزير الخارجية الأمريكي يأمل في إحراز تقدم مع الصين وبكين تكش ...
- مباشر: ماكرون يهدد بعقوبات ضد المستوطنين -المذنبين بارتكاب ع ...
- أمريكا تعلن البدء في بناء رصيف بحري مؤقت قبالة ساحل غزة لإيص ...
- غضب في لبنان بعد تعرض محامية للضرب والسحل أمام المحكمة (فيدي ...
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /26.04.2024/ ...
- البنتاغون يؤكد بناء رصيف بحري جنوب قطاع غزة وحماس تتعهد بمق ...
- لماذا غيّر رئيس مجلس النواب الأمريكي موقفه بخصوص أوكرانيا؟
- شاهد.. الشرطة الأوروبية تداهم أكبر ورشة لتصنيع العملات المزي ...
- -البول يساوي وزنه ذهبا-.. فكرة غريبة لزراعة الخضروات!


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - دينا عبد الحميد - يا عزيزى كلنا دواعش