أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - دينا عبد الحميد - النفاق المهذب (جورج فلويد)














المزيد.....

النفاق المهذب (جورج فلويد)


دينا عبد الحميد
(Dina Iraqi)


الحوار المتمدن-العدد: 6581 - 2020 / 6 / 2 - 09:50
المحور: حقوق الانسان
    


خرج علينا البعض بمفاهيم ومسميات جديدة في الحياة وأصبحوا هم الأوصياء عليها ويجب ان تتبع قاموسهم (correctly in a sentence) وان تقول الجملة بالشكل الصحيح او المهذب لكى تتجنب اتهامك بالعنصرية والنازية فمثلا لا يجب ان تقول على الرجل ذو البشرة السوداء انه أسود أو نيجر ولكن تقول رجل من ذوى البشرة السمراء او من ذى الأصول الافريقية ... هذا في الحقيقة يسمى نفاقاً مهذباً وعنصرية أكثر بكثير من العهد السابق مهما قالوا غير ذلك .. لماذا تعتبر وصف الرجل بالأسود عنصرية وكلمة غير لائقة رغم انها حقيقته والتى لا يجوز الخجل منها , بينما وصف شخص انه أبيض لا تقلل منه ولاتكون كسابقتها اذا هو احتقار لصاحبى البشرة السوداء ولكن بطريقة مهذبة وهى إنكار لون بشرته اوإعطائها مسميات أخرى..
ولكن مع الأسف الشديد لقد قُتل جورج فلويد وفقد حياته ولم تعد الاسماء مهمة الأن و المهم هو أن نعرف لماذا مات فلويد ومن الذى قتله ؟! لم يكن الظابط الابيض هو قاتله ولكن قتلته تلك العنصرية المهذبة التى تركت فلويد يعيش مع الجهل والمرض والفقر ولم تمد له يد العون مثله مثل بقية جنسه تم تهميشهم واهمالهم وكأن ارض الاحلام (أمريكا) لم تخلق إلا للرجل الابيض ... الاضطرابات التي تلت مقتل الرجل الأسود ما هي إلا نتيجة لحرمان الأمريكان الأفارقة من حق المشاركة في تقرير المصير , وما حدث في مينيابوليس ليس إلا مثالا على ما شهدناه في السنوات الأخيرة وفي العقود الماضية كما حدث في حالات قامت فيها الشرطة بإطلاق النار على أمريكيين سود مدنيين غير مسلحين وتم قتلهم دون معاقبة الشرطة على ذلك، مثل مقتل الشاب ترايفون مارتن في سانفورد بولاية فلوريدا، الذي انتشرت أخباره حول العالم والذي قال عنه الرئيس الأمريكي باراك أوباما: " أنا نفسي كان من الممكن أن أكون في مكان ترايفون مارتن". ومنذ منتصف يوليو/ حزيران 2014 قتل أربعة أمريكيين من أصول إفريقية برصاص الشرطة، بحسب مجلة ماذار جونس الأمريكية اليسارية.
وفي المقابل لا نسمع عن حالات يتم فيها استهداف شباب أبيض البشرة في الولايات المتحدة، وهناك طبعا من يعتبرون أن الرجال السود يشكلون تهديدا ينبغي ترصده ومراقبته، ولكن في الواقع فإن البيض تكون لهم تجارب مختلفة عن السود لدى الشرطة. ففي مدينة مينيابوليس مثلا بلغت نسبة حالات التفتيش في صفوف السود 92% ووصلت نسبة الاعتقالات في أوساط سائقي السيارات من السود إلى 93%، في العام الماضي ، وذلك رغم أن الشرطة وجدت أن عدد المخالفات التي ارتكبها البيض (نسبتها 34%) أكثر بكثير من تلك التي ارتكبها السود (نسبتها 22 %). وهذا التفاوت في النِّسَب ليس حصريا على مدينة مينيابوليس، بل يتجاوزها إلى مدن أخرى. كما أن عدد حالات تفتيش الأمريكيين السود واللاتينين في شوارع نيويورك أكثر مقارنة بعدد حالات تفتيش الأمريكيين البيض.
إن آباء الأطفال السود وأمهاتهم لا يكونون واثقين دائما من أن الشرطة لن تتعرض لأولادهم بالعنف. وتحاول هذه العائلات تجنب الاحتكاك بين أولادها والشرطة. وتطالب هذه العائلات المحاكم بمنع الشرطة من إجراء أية أعمال تفتيش بناءً على لون البشرة، وتطالب أيضا بتدابير أخرى كتوعية عناصر الشرطة أثناء فترة الدراسة.
معظم الأمريكيين السود يعانون حاليا من سوء الأحوال الاقتصادية أكثر مما كانوا عليه قبل 20 عاما. إنهم مهمشون في جميع مجالات الحياة فنسبة البطالة بينهم زادت خلال عقود إلى ضعف نسبتها بين البيض، كما أن مدخولهم المالي أقل بنسبة الثلث من متوسط دخل الفرد في الولايات المتحدة، ونسبة السود الفقراء أكثر بثلاث مرات من البيض، كما أن الاعتقالات والعقوبات في أوساطهم أكثر منها لدى البيض.
صحيح أنه لم يعد يحرم السود من دخول المطاعم ودور السينما المخصصة للبيض، وصحيح أنه أصبح منهم رؤساء مجلس إدارة شركات كبرى وأساتذة جامعيين وصحفيين لامعين، وأصبح منهم وزيرين للخارجية ومستشارة للأمن القومى ورئيسا للجمهورية. من هنا أعتقد بعض المهتمين بالشأن الأمريكى خطأ أن وصول أوباما لعرش البيت الأبيض عن طريق انتخابات حرة صوت فيها لصالحه ما يقرب من 42 مليون أمريكى أبيض أو ما يُعادل 72% من أجمالى الأصوات التى حصل عليها تعد دليلا كافيا لما وصل إليه المجتمع الأمريكى فى نضج يتجاهل معه لون البشرة وخلفية الشخص، واعتبر البعض أن أمريكا تشهد مرحلة ما بعد العنصرية.
و رغم نجاح الأمريكيين السود فى القضاء على العبودية والفصل العنصرى فإن مجتمعهم ما زال يعانى حتى اليوم من مظاهر متخلفة ومشاكل عديدة بالمعايير الأمريكية, وبعد نصف قرن على خطاب مارتن لوثر كينج التاريخى عندى حلم (Ihave a Dream ) ما زالت الظروف المعيشية الصعبة للسود فى أمريكا قائمة...

ما شهدناه أخيرا فى مينيابوليس وغيرها هو ترجمة دقيقة لما قاله مارتن لوثر كينج، الزعيم التاريخى للسود الأمريكيين من أن «أعمال الشغب هى لغة غير المسموعين». من هنا يصبح كفاح السود وغيرهم من غير المسموعين عملية مستمرة حتى ولو وصل أمريكى أسود لعرش البيت الأبيض. وليقتدى سود أمريكا وكل المهمشين، بما قاله مارتن لوثر كينج من أنه (ليس هنالك شىء اسمه نضال لأجل حق صغير، أو ظرفى أو مؤقت، بل هنالك النضال الدائم لأجل إنسان، خلقه الله حرا وعليه أن يعيش حرا وكريما)..

العنصرية والنفاق المهذب هى أن تهتم بالاشياء السطحية مثل تغيير المسميات لا المضمون وفي الحقيقة ليس مهما أن نقول الرجل الاسود او ذى الاصول الافريقية المهم هو أن ينال كل انسان مهما كان لونه او جنسه او دينه حريته وكرامته الانسانية وان يكون هناك مساواة في العمل والتعليم وكل ما يضمن حياة كريمة للجميع دون تمييز عنصرى واعتقد ان بعد أزمة كورونا (كوفيد19) تعلمنا جميعا اننا مربوطون في سلسلة واحدة وحياتنا تعتمد في الاساس على حياة الآخرين كلنا مصيرنا واحد ..



#دينا_عبد_الحميد (هاشتاغ)       Dina_Iraqi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- علماء المسلمين أم فقهاء الأزهر ؟!
- ابن تيمية عدو الإسلام
- المسلم والكافر (في القرآن)
- يا عزيزى كلنا دواعش
- تأويلات (نادية بوقري)
- صديقى مثليي الجنس
- صديقى مثلي (الجزء الثاني)
- صديقى مثلي
- لا قداسة للبخاري
- اسلام البحيري والكهنوت
- مبارك طابا
- سلطة بلدى ولا فتوش
- عذرا سيدى الرئيس (25 يناير الاسود)
- النظام البائد
- المؤامرة الكونية
- بتنجان الريس
- ميليشيات حزب الكنبة
- الرئيس محمد حسنى مبارك
- مهام البرادعى المستحيلة
- بما يخالف شرع الله !!


المزيد.....




- ممثل الرئيس الفلسطيني بالأمم المتحدة: كيف يضر الاعتراف بدولت ...
- إسرائيل أمام مجلس الأمن: إذا اعتُمد قرار بمنح فلسطين عضوية ك ...
- بعثة فلسطين بالأمم المتحدة: نيلنا العضوية الكاملة يحمي مسار ...
- فلسطين تطالب الأمم المتحدة بالتدخل العاجل لوقف العملية الإسر ...
- اعتقال 40 فلسطينيا بالضفة وعشرات المستوطنين يقتحمون الأقصى
- مفوض الأونروا: موظفونا الذين اعتقلتهم إسرائيل تحدثوا عن فظائ ...
- القاهرة الإخبارية: مئات الشاحنات تستعد للدخول إلى غزة لإغاثة ...
- ممثل أبو مازن بالأمم المتحدة: الشعب الفلسطيني ضحية قرارات دو ...
- -لازاريني- يحذر من الرضوخ لطلب الاحتلال حل -الأونروا- + فيدي ...
- بن غفير يطالب بإعدام الأسرى الفلسطينيين لحل -اكتظاظ السجون-! ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - دينا عبد الحميد - النفاق المهذب (جورج فلويد)