أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خالد محمد جوشن - روائع المقال تأليف : هوستون بيترسون ترجمة: يونس شاهين - الثانى : مقال وترجمة لسير فرانسيس بيكون














المزيد.....

روائع المقال تأليف : هوستون بيترسون ترجمة: يونس شاهين - الثانى : مقال وترجمة لسير فرانسيس بيكون


خالد محمد جوشن
محامى= سياسى = كاتب

(Khalid Goshan)


الحوار المتمدن-العدد: 6663 - 2020 / 8 / 31 - 10:24
المحور: الادب والفن
    


كان سير فرانسيس بيكون( 1561- 1626) محاميا وسياسيا وفيلسوفا ونبيا للعلم فى عصره ورائدا لفكرة الدولة المثالية الديمقراطية ، وكان معاصرا لشكسبير ومستشار للملكة اليزابث الاولى والملك جيمس الاول، ولقد جعل المعرفة بميادينها مجالا له ، وارتفع باطماعه الى مراكز فى الدولة اكثر مما كان يجب لاقرانه فى الحاشية .

وعلى ذلك فقد شغل الناس بشخصه ، واصبح من اكثرهم نصيبا فى المدح والذم ، فقال عنه برجسون الذى كان يعرفه، انه كان يخيل الى دائما من خلال اعماله ، انه من اعظم الرجال واجدرهم بالتقدير عبر عصور طويله

وقال عنه اسحق والتن ’ انه الامين العظيم لسر الطبيعة ’ ، ولكن الكسندر بوب فى القرن التالى لعصره ، انشد فيه بعض الابيات التى كتب لها الخلود فقال ما معناه : ان كنت ممن يخطف ابصارهم بريق المواهب ، فتامل تالق بيكون ، وكيف كان احكم الناس والمعهم ،،، وادناهم جميعا.
ومن الحقائق ان بيكون عانى عسرا من المال معظم حياته ، ومن الحقائق ايضا انه ساعد على ادانة صديقه وراعيه ايرل ساكس اثناء محاكمته بتهمة الخيانة العظمى التى انتهت باعدامه ، وكان دفاعه عن ذلك ان اخلاصه لمليكته كان فى اعتقاده يجىء قبل اخلاصه لصديقه السابق ، الذى كان الرجل المفضل لدى اليزابث فى الماضى .

ومن الحقائق ايضا ان بيكون حين صار لورد نشنسور وهو اكبر قاض فى البلاد ، كان يقبل الرشاوى ، ولكنه ادعى فى اعترافاته ، ان هذه الهدايا لم يكن لها اى تاثير قط على احكامه .

كل هذه الاشياء ذهبت ببريق صورة فرانسيس بيكون ، بارون فيرولام وفيكونت سان البان

ومع ان بيكون كان مصب سيل مبالغ فيه من الاطراء كعالم رفع دون استحقاق الى منزلة جاليليو ، ونيوتن وهارفى ، فالحق انه لايزال بلا منافس فى مكانته كمحام بليغ عن العلوم .

ونبى ذى تاثير ساحر عن سيطرة الانسان على الطبيعة ، وفى مقالاتهالتى لا تزال فريدة فيما تحويه من حكمة وتجربة شاملة فى كلمات قليلة دالة .

وكانت هذه المقالات لا تتعدى العشرة حتى عام 1597 فى طبعتها الاولى ، ثم نمت الى ثمانية وثلاثين مقالا فى الطبعة المنقحة عام1621
وبلغت ثمانية وخمسين مقالا فى الطبعة الاخيرة التى شاهد طبعها قبل موته بفترة وجيزة ، حين اصبح شيخا عركته الاحداث ، وقد ظل يشتغل بتجاربه الى النهاية

والان الى مقاله عن الانتقام
الانتقام نوع من العدالة الهوجاء ، التى كلما جنحت اليها طبيعة الانسان ، وجب على القانون ان يستاصلها من من جذورها ، فالاعتداء الاول لا يتضمن سوى خرق للقانون ، ولكن الانتقام لهذا الاعتداء يتعدى ذلك الى ابطال وظيفة القانون .
ومما لا شك فيه ان الانسان حين ينتقم لنفسه فانه لا يزيد عن ان يسوى حسابه مع خصمه ويصبح معه على قدم المساواة ، اما حين يعفو عنه ، فانه يسمو عليه ، فالعفو من شيم الكرام .
وقد قال سليمان الحكيم : ان مجد الانسان هو فى صفحه عما يلحقه من اذى ، ان ما مضى فات ولا يمكن ان يعود ، والعقلاء منا لديهم ما يكفيهم من الاعمال فى الحاضر والمستقبل ، ولهذا فهم لا يضيعون وقتهم بالتفكير فى الماضى .

انه لا يوجد من يرتكب الشر للشر ، ولكن يفعل ذلك طمعا فى ربح ، او متعة او مجد اوما يشبه ذلك من امور . فلماذا يجب اذن ان اغضب على رجل يحب نفسه اكثر من حبه لى ؟

وان وجد من يرتكب الشر بدافع من ذات طبيعته المريضة ليس الا ، فانه يكون فى هذه الحالة كالنباتات ذات الاشواك ، مثل الحجنة التى تخز كالابر وتخدش الجلد ، لانها عاجزة بطبيعتها وخلقها – عن فعل شيىء اخر.

ان اكثر انواع الانتقام تبريرا ، هو ما كان ناتجا عن ضرر لايوجد قانون لدفعه ، ولكن يجب فى هذه الحالة على المنتقم الا يكون انتقامه من النوع الذى يحرمه القانون. والا فقد اعطى لعدوه فرصة التفوق عليه مرتين مقابل مرة واحدة

ان هناك فئة من الناس تحرص على ان يعلم ضحاياهم من اين جاءهم الانتقام ، وفى راى ان هؤلاء اكرم من غيرهم ، لان متعة الانتقام ليست فى الحاق الضرر بالمعتدين ، بقدر ما هى فى بعث الندم والتوبة فى قلوبهم .
كان كوزموس دوق فلورنسا يطلق مثلا يتسم بالياس فى وصف الاصدقاء الخائنين او المهملين فى اداء واجبات الصداقة ، ويظهر انه كان يعتبر خطيئتهم مما يستحيل العفو عنه .
فكان يقول : انكم تقرأون اننا مأمورين بالعفو عن اعدائنا ، ولكنكم لا تقرأون قط اننا مامورين بالعفو عن اصدقائنا ، ولكننى اظن ان روح ايوب هى الانسب فى هذه الحالة اذ يقول : انتلقى الخير من الله ثم نفزع ان اصابنا بعض الضر منه ؟ وهذا ينطبق كذلك على الاصدقاء بنسبة ما .

ان من المؤكد ان من يحرص على الانتقام ، يحرص كذلك على ان يحتفظ بجروحه مفتوحة تنزف الدم ، والا اندملت وشفيت ونسى انتقامه ، ان الانتقام الذى يتسم بالطابع العام ، كالانتقام لموت قيصر ، وهنرى الثالث ملك فرنسا ، وغيرهم قد نتقبله بالرضى ، اما الانتقام الفردى فانه ينتج عكس هذا الاثر ، ان الذين يعيشون على الانتقام هم اشبه الناس بالساحرات ، وهؤلاء بسبب طبيعة الشر فى نفوسهم ، تكون نهايتهم مؤسفة
والى المقال القادم



#خالد_محمد_جوشن (هاشتاغ)       Khalid_Goshan#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- روائع المقال تأليف : هوستون بيترسون ترجمة: يونس شاهين الاول: ...
- حكاية ميراندا
- هل هزيمة يونية 1976 هزيمة لليسار ؟
- حيوية المواطنة
- حلم ولا علم
- القراءة حياة
- الحرب ضد الصين قادمة 2
- العلمانية
- الحرب ضد الصين قادمة
- متلازمة ستوكهلم – فاطمة ناعوت – مثال
- تركيا من صفر مشاكل الى البحث عن المشاكل
- فقم واعتلف تبنا
- العبث
- الشاعر صلاح عبد الصبور فى سطور
- اليتيم والحوار المتمدن
- حياتى فى الشعر - صلاح عبد الصبور ( الخاتمة )
- حياتى فى الشعر - صلاح عبد الصبور (7 )
- كورونا فضحت الكل
- حياتى فى الشعر - صلاح عبد الصبور6
- حياتى فى الشعر - صلاح عبد الصبور 5


المزيد.....




- الجزيرة 360 تشارك في مهرجان شفيلد للفيلم الوثائقي بـ-غزة.. ص ...
- النيابة تطالب بمضاعفة عقوبة الكاتب بوعلام صنصال إلى عشر سنوا ...
- دعوات من فنانين عرب لأمن قطر واستقرار المنطقة
- -الهجوم الإيراني على قاعدة العُديد مسرحية استعراضية- - مقال ...
- ميادة الحناوي وأصالة في مهرجان -جرش للثقافة والفنون-.. الإعل ...
- صدر حديثا : كتاب إبداعات منداوية 13
- لماذا يفضل صناع السينما بناء مدن بدلا من التصوير في الشارع؟ ...
- ميسلون فاخر.. روائية عراقية تُنقّب عن الهوية في عوالم الغربة ...
- مركز الاتصال الحكومي: وزارة الثقافة تُعزّز الهوية الوطنية وت ...
- التعبيرية في الأدب.. من صرخة الإنسان إلى عالم جديد مثالي


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خالد محمد جوشن - روائع المقال تأليف : هوستون بيترسون ترجمة: يونس شاهين - الثانى : مقال وترجمة لسير فرانسيس بيكون