أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ثامر الحجامي - الوطنية بين سندان المحاصصة ومطرقة الطائفية














المزيد.....

الوطنية بين سندان المحاصصة ومطرقة الطائفية


ثامر الحجامي
كاتب

(Thamer Alhechami)


الحوار المتمدن-العدد: 6662 - 2020 / 8 / 30 - 22:25
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا يختلف إثنان أن ما بعد عام 2003 ليس كما قبله، فقد شهد تحولات جذرية سياسية وإجتماعية، أنتجت أجيالا تختلف عما قبلها وأفرزت حركات سياسية ودينية متصارعة فيما بينها وكل لها أنصار ومؤيدون، وظهرت تقسيمات طائفية وقومية نتج عنها تكتلات شيعية وسنية وكردية، تسعى للحصول على مكتسبات طائفية وفئوية، وغاب عنها التفكير في المصلحة العليا لبلد يحوي جميع هذه المكونات.
الثابت أن الوضع السياسي في العراق، له تأثيرات كبيرة على المجتمع العراقي، فالخلافات السياسية ولدت خلافات إجتماعية كبيرة، ادت الى ظهور أجيال ومفاهيم غير مؤمنة وربما ومعادية لكل ما هو موجود على الساحة، رغم أن هناك من كان صالحا، أو من كان يسعى لذلك، بل وصل الأمر الى الإنقلاب على الحامي والمضحي بسبب التجيير السياسي لكل الأفعال، خدمية كانت أو سياسية أو إجتماعية، وحتى على مستوى الجهاد والدفاع عن الوطن، والمشاركة في الحرب ضد الإرهاب، فوصل التندر بالعراقيين على تلك الحالات الى إطلاق مقولة : " صورني وآني ما أدري ".
الشيعة بعد حصولهم على السلطة كان هدفهم رفع الظلم عنهم بعد سنين عجاف، لكن الهم الأكبر كان هو وحدة المشروع الشيعي ضمن الإطار الوطني، وأن تكون لهم كتلة سياسية قوية موحدة توازي كتلتهم البشرية والإقتصادية، وهذا تم إجهاضه عام 2010 بعد إنفراط عقد التحالف الوطني وتحوله الى كتل سياسية متناحرة فيما بينها، ما زالت نتائجها السلبية تزداد كل يوم، وكأنها كرة ثلج تكبر كلما تتدحرج.
فقدان السلطة من الأقلية الحاكمة، والخلافات السياسية والتحشيد الطائفي والدفع الإقليمي جعل السنة يتجهون لمعارضة التغيير السياسي الجديد، على الرغم من إتساع مشاركتهم فيه وعدم إقتصارها على عائله أو قبيلة محددة، فكانت لهم يد في السلطة ويد تدعم الإرهاب، وصولا الى الإقتتال الطائفي وإجتياع عصابات داعش جميع الأراضي التي يقطنها السنة وسط رضا ودعم من الغالبية، نتج عنه حرب دامت ثلاث سنوات هدمت المدن وشردت السكان وآلاف الضحايا، وما زال قادتهم وتمثيلهم السياسي هو نفسه.
الأكراد رجل على جبل؛ ينتظر إنجلاء الغبرة ليحظى بالمغانم، وهذا حالهم منذ إنفراط عقد إتفاقهم التاريخي مع التحالف الشيعي عام 2010 وإقتصاره بين طرفين، مما ولد مشاكل كبرى داخل التحالف الكردستاني، هي شبيهة بمشاكل التحالف الشيعي، لكن بالمحصلة هم المستفيدون من أي خلاف بين المكونات الشيعية نفسها، أو بين المكونات الشيعية والسنية، وهذا جعلهم يتجاوزن مفهوم الفيدرالية الى الكونفدرالية، رغم أن ذلك لم ينعكس على الوضع الإجتماعي الكردي الذي يمر بأزمة إقتصادية بسبب الفساد المستشري.
ذلك ولد مفاهيم جديدة على المجتمع العراقي، منها تعدد الولاءات وإختلاف الأجندات والإستقواء بالخارج، ونفور أجيال ما بعد 2003 من الوضع السياسي، والإختلاف في تفسير مفهوم الوطنية بين المكونات العراقية، والتي يفسرها كل منهم بحسب منظوره الخاص، متهما الآخرين بالقصور فيها، ورغم التمايز بين من ضحى دفاعا عن وطنه وبين من أحرق الأخضر واليابس، وبين من يحاول أن يبتلع ثروات وطنه دون أن يكترث للآخرين، ضاع المفهوم العام للوطنية، فضاع الوطن.
وسط هذا التشظي وإختلاط المفاهيم، وإنحدار العملية السياسية في العراق، والفشل الحكومي بالنهوض بالواقع الإقتصادي والتداعيات التي أفرزتها الصراعات السياسية والحرب على الإرهاب، إنفجر الشارع العراقي بحشود بشرية رافعة الأعلام العراقية، صادحة بهتاف : نريد وطن، ورغم ما رفقها من أحداث سلبية، بعضها كان تصرفات فردية، وبعضها بتأثيرات حزبية وتدخلات دولية، لكنها ألغت المفاهيم السابقة عن الوطنية، وكتبت على جدران ساحة التحرير، والساحات الأخرى عنوانا أسمه : العراق أولا.
ربما نختلف مع كثير من الشخوص التي قادت المظاهرات فكريا، ونتقاطع مع من حاول إخراجها عن سلميتها، ونستنكر ما جرى من بعض الأحداث خلالها، ولكن من سمتهم المرجعية الدينية بالأحبة لهم الحق في التعبير عن آرائهم، والمشاركة في إدارة بلدهم ورسم سياسته، وفق الأطر الديمقراطية والدستورية.



#ثامر_الحجامي (هاشتاغ)       Thamer_Alhechami#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إنتخابات جديدة وتحديات قديمة
- العراق بين صراع المحاور وصراع المناهج
- تاريخنا.. بين التزييف والسرقة
- المرأة التي أرادت وطن
- الإحتياط أفضل من الأساسي.. أحيانا
- أكلة عراقية
- الحكومة الخامسة والتكليف الرابع
- سياسة في زمن الكورونا
- أوهن البيوت
- الشهادة وحدها لا تكفي
- جريمة لا يعاقب عليها القانون !
- الأهم من قانون الإنتخابات
- على من نطلق النار ؟
- فاسيلي في بغداد !
- القانون فوق الفقراء
- الهجرة الى كوكب الصين
- المعارضة تتكلم نيابة عن الحكومة !
- تناقضات الوضع العراقي
- خصم شريف خير من صديق مخادع
- الخطاب المعارض للحكومة


المزيد.....




- رئيسة جامعة كولومبيا توجه -رسالة- إلى الطلاب المعتصمين
- أردوغان يشعل جدلا بتدوينة عن بغداد وما وصفها به خلال زيارته ...
- البرازيل تعلن مقتل أو فقدان 4 من مواطنيها المرتزقة في أوكران ...
- مباشر: 200 يوم على حرب بلا هوادة بين إسرائيل وحماس في غزة
- مجلس الشيوخ الأمريكي يقر بأغلبية ساحقة مشروع قانون مساعدات ل ...
- محكمة بريطانية تنظر في طعن يتعلق بتصدير الأسلحة لإسرائيل
- بعد 200 يوم.. تساؤلات حول قدرة إسرائيل على إخراج حماس من غزة ...
- -الشيوخ- الأمريكي يوافق على حزمة مساعدات لأوكرانيا وإسرائيل ...
- مصرية الأصل وأصغر نائبة لرئيس البنك الدولي.. من هي نعمت شفيق ...
- الأسد لا يفقد الأمل في التقارب مع الغرب


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ثامر الحجامي - الوطنية بين سندان المحاصصة ومطرقة الطائفية