أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ثامر الحجامي - تناقضات الوضع العراقي














المزيد.....

تناقضات الوضع العراقي


ثامر الحجامي
كاتب

(Thamer Alhechami)


الحوار المتمدن-العدد: 6331 - 2019 / 8 / 25 - 00:14
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الأحداث التي نمر بها تعيدنا بالذاكرة الى سنوات سابقة.. حين هجمت داعش على مدن العراق الغربية فأصابت الحكومة بالشلل .. فالقطعات العسكرية بدون قائد ميداني، جعلها تترك أسلحتها وترمي ملابسها وتتشتت في أصقاع الأرض.
أما القادة السياسيون؛ فبعضهم وضع رأسه في الرمال كي لا يرى ما يحصل، والبعض الآخر إستغلها للتحريض الطائفي، والآخر توعد بارجاع الموصل خلال 24 ساعة! فيما حزم آخرون حقائبهم مودعين العراق!
الشعب العراقي كذلك إنقسم على نفسه.. فقسم منه لا يشعر بالإنتماء للعراق، وقد جاءته الفرصه ليكون أقوى من الوطن الأم ويحقق الحلم المنشود بالإنفصال عنه، وقسم آخر كان الغالبية منه بيئة حاضنة للإرهاب، ومؤيدة لما يحصل من غزوات، مستقبلة عصابات داعش بأكاليل الورود والزغاريد وتقديم الجواري الحسان.
الغالبية من الشعب العراقي؛ التي كتب عليها أن تتحمل الويلات وغيرها يتنعم بالخيرات، عملت فيها الخلافات السياسية والصراع على السلطة، والإستئثار بمغانمها حتى إفتقدت القيادة الحقيقية، الحريصة على مصالح الأمة والمدافعة عن وجودها، فأضاع الثقة بالجميع، ووقف متفرجا تجاه الخطر الداهم والمخطط الكبير الذي أراد إجتثاثه.
وسط أعاصير الخوف وعواصف الفوضى، جاءت تلك الصرخة التي أيقظت الفقراء والمساكين، فجعلتهم يسيرون حفاة الأقدام عراة الصدور لمواجهة الموت ومحاربة الارهاب، وإعادة الحياة الى وطن كاد أن يموت، ومع تحقيق كل نصر كان هناك رجال تقاتل وأبطال تستشهد، وأخرون يفكرون في كسب المغانم.
كان المتوقع أن يستفيد العراقيون من الدرس الكبير، ويعيدون بناء وطنهم ونسيجهم الإجتماعي على مفاهيم جديدة، بعيدا عن المذهبية والقومية والتأثيرات الخارجية، إلا إن ذلك لم يحصل بل إزداد التشظي السياسي والتكالب على المغانم، مما ولد حكومة لا تختلف عن سابقاتها، إن لم تكن الأسوء في فقدانها القدرة على حفظ التوازنات الدولية، والسيطرة على انفعالات الفصائل السياسية، التي تتصرف بعيدا عن الحكومة.
هذه الحكومة التي وقفت صامتة إزاء ما يحصل من تفجيرات لمخازن أسلحة الحشد الشعبي.. بل إنها لم تعطي تفسيرا رسميا، فيما إستغلت إسرائيل القضية وراحت تعطي تسريبات بأن لها علاقة بها! فيما سارعت بعض فصائل الحشد الى إتهام أمريكا بقصف هذه المخازن، وأعلنها صراحة نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي متوعدا الأمريكان بالرد، عندها سارع رئيس الهيئة الى نقض بيان المهندس، مؤكدا أنه لا يمثل رأي الحكومة!
بين التفسيرات والتأويلات وتناقض التصريحات، وصمت رئيس مجلس الوزراء وغياب ناطق رسمي بإسم الحكومة، وإختفاء وزير الدفاع عن المشهد، إنقسم الشعب العراقي أيضا، كل حسب هواه وحسب الجهة أو المكون الذي ينتمي له، وراح يغرد بما تطيب له نفسه.
بعضهم التزم الصمت وكأن الأمر لا يعنيه، وبعضهم راض بما يحصل تشفيا بفصائل الحشد الشعبي وإن لم يعلن ذلك، وآخرون إتهموا إيران والموالين لها بأنهم جروا العراق الى ساحة صراع لا ناقة لهم فيها ولا جمل، وكأن الصراع الإيراني الأمريكي لا يعني العراق! فيما بعضهم راح يتوعد إسرائيل بالرد، رغم أن العراق لا يملك صاروخا يتجاوز مداه 10 كم.
كان المفترض بالعراق أن ينئى بنفسه عن صراع المحاور، ويكون ساحة للتقارب بدل أن يكون ملعبا للصراع، ولكن لأن الذين وصلوا الى السلطة، هم أدوات للصراع الإقليمي على الأراضي العراقية، فقد أصبحت سهام الغدر توجه الى أبرز قوة عراقية، ويبدو أن ما يحصل مع العراقيين هو شبيه بما حصل للمسلمين في معركة بدر، حين أخذتهم العزة في أنفسهم فخسروا في معركة أحد.



#ثامر_الحجامي (هاشتاغ)       Thamer_Alhechami#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خصم شريف خير من صديق مخادع
- الخطاب المعارض للحكومة
- هجوم الصراصير
- سانت ليغو قانون أم لعبة ؟
- أنا قافل عليك !
- مخدرات في مدينتي
- قوانين مسكوت عنها!
- الحكومة العراقية وتحدي المعارضة
- جراح سبايكر وضماد برهم
- أجراس تقرع وآذان صماء
- العراق ودوره في لعبة المحاور
- الرئيس برهم صالح وزيرا للخارجية !
- النزول من الجبل
- دولة علم دار
- فقدان الحلول بين أزمة الجفاف وخطر السيول
- متظاهرون في قصر الرئيس
- ليبيا.. صراع بلا نهاية
- قمة النوم العربي
- موسم الحج الى العراق
- سفاح الموصل


المزيد.....




- ارتبط بتشبيه أطلقه محمد بن سلمان.. ما قد لا تعلمه عن جبل طوي ...
- خلف ترامب.. رد فعل ماركو روبيو على ما قاله الرئيس لإعلامية ي ...
- الضغوط تتصاعد لإنهاء الحرب في غزة.. ديرمر يزور واشنطن الأسبو ...
- ماذا نعرف عن مشروع قانون ترامب -الكبير والجميل- الذي يُثير ج ...
- بينيت يدعو نتنياهو للاستقالة.. إدارته للبلاد -كارثية-
- سوريا.. -جملة- مطبوعة على أكياس تهريب مخدرات مضبوطة تشعل ضجة ...
- نتنياهو يأمل في استعادة شعبيته بعد التصعيد مع إيران، فإلى ما ...
- اقتحامات وتفجيرات.. الاحتلال يواصل اعتداءاته على الضفة الغرب ...
- مأساة في نهر النيل.. مصرع 4 أشخاص غرقا إثر انقلاب مركبهم
- زلزال بقوة 5.5 درجة يهز باكستان


المزيد.....

- الوعي والإرادة والثورة الثقافية عند غرامشي وماو / زهير الخويلدي
- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ثامر الحجامي - تناقضات الوضع العراقي