أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - رولا حسينات - جحا والبصاصين ومعلم الصبيان ج2














المزيد.....

جحا والبصاصين ومعلم الصبيان ج2


رولا حسينات
(Rula Hessinat)


الحوار المتمدن-العدد: 6654 - 2020 / 8 / 22 - 14:51
المحور: كتابات ساخرة
    


وأمام انبهار الجميع والذي بان على وجوههم وأعينهم التي بقيت على اتساعها وشدهة منهم لم يستطع أحد إخفاءها نطق جحا...
نعم لقد كان لهذا الديك جد أعظم ولو أنكم ترونه صغير الحجم قليل الحيلة لكنه ينحدر من سلالة عريقة ولم يكن لها مثيل من قبل ولن يكون لها من بعد.
نطق أحدهم: وما يدرينا يا جحا أنك تقول الحق؟
هز جحا رأسه قائلاً: ألم أقل لكم أنكم قول سذج لا تدرون عن وجهتكم أين ولا حتى عن أقفيتكم؟
قال أحدهم: لا لم تقل ذلك.
قال جحا: إذًا فقد قلته لتوي...وبدلاً من أن تقاطعوني اسمعوا القصة عن أخرها وستجدون أني الحق أقول.
ولما كانت في تلك العمارة من العواصف ما تعصف وتثور فيها من الريح الصفراء ما تثور...حتى قيل أنَّه مات خلق كثير ولم يعد المرء آمنًا على روحه من الموت ولا من لصوص الليل والنهار...وإن كانت الأرواح تحصد فالأموال تحصد على حد سواء...ولم يكد يخلو بيت من الطامة والفاقة إلا بيت واحد...قيل أنَّه لعجوز مات ولدها ولم يعد يذكر أحد أنَّ لها أحد في الدنيا وما كان يؤنس وحشتها إلا ديك ذي ريشة بيضاء جعلت له عمامة بيضاء تتوسطها زمردة...وله عرش جعلته في أحد أركان بيتها أقامته له من خشب الصندل ووسادة من الحرير...وتشعل حوله كلّ يوم البخور وتنثر المنثور وتخضب قدميه بالحناء...
وكان إن مرّ عليها أحدهم استهجن فعلتها وضحك وهو يضرب الكف بالكف، ولا يفتأ لسانها وهي تستعيذ من شرور الناس وسوء صنيعهم وتسأل الديك بأنّ يتسع قلبه لأمثال هؤلاء الحمقى من قومها الذين لا يعرفون ولا يفقهون ولا يدرون حسن التدبير...ولو أنهم علموا وأيقنت قلوبهم ما عرفته وما أدركته لما كان حالهم كهذا الحال ولما كان أمرهم بهذا السوء... ولما حل بالقوم الوباء والفاقة والعجز والكسل عرفوا أن بيتًا واحدًا لم يحل به ما حل بهم...وكان بيت العجوز...تساءل من استطاع التفكير: هل لها عند الله شيء؟ أم أنّ لها بركة لم يعرفوا عنها شيء...قال آخرون: بل أنّ كرمة لها ورثتها من أجداد لها عرفوا بأنهم قد آخوا الجنة فحفظوهم وقد عرفوا بطول العمر...ولكن أحدهم نطق بعد طول تفكير: بل إنّه الديك...وخلال ثوان كان الجمع ممن تبقى من أهل تلك المدينة يقبعون عند باب العجوز يتمسحون ويتبركون وقد قربوا له من القرابين ما تقربوا...يسألونها أن تصفح عنهم وتسأل الديك ذي الأصل العريق بأن يعفو عنهم وأن تسأله أن يرفع عنهم البلاء والشقاء ....
وبعد أن أخذت نفسًا طويلاً قد امتد لدقائق طويلة...أشعلت البخور وأخذت تتمايل وتنوح أمام الديك حتى انفطر قلب كلّ من سمعها وضجت الدنيا بالنحيب والبكاء...ولم يكن من الديك وقد وصف الرائي بأن قام من مقامه الكريم على الوسادة الحرير ونظر إلى الأعلى وهو يدور رأسه تارة إلى اليمين وأخرى إلى الشمال وقد نفخ ريشه الملون وانتصبت ريشته البيضاء وأطلق صيحته الطويلة والحادة والتي ما عرفوا لها طولاً كهذا الطول من قبل...وبعدها عادد لهيئته من السكون وكأنه لم يكن قد أطال عليهم صياحه وقيامه قبل أن يكون على نفس هيئته وقد لفه السكون...لم يعرف أحد ما الذي حدث غير أنّ الرائي فيما رواه يصف فيه انقشاع الغيم وزوال الريح الصفراء وتوسط الشمس كبد السماء...وقد فاحت ريحة الخضرة والزهر وعبقت أنفاس الحياة فيما لم يألفوه منذ زمن بعيد...
ولما كان هذا ما حدث علا شأن الديك ذي الريشة البيضاء وكل من أهل المكان والزمان يتنافس في تقديم وسادة الحرير تارة مطرزة بخيوط من ذهب ومعشقه باللؤلو والياقوت. وذهب كثير إلى تقديم دجاجة من دجاجاتهم التي تباروا في امتداد نسلها وعراقته لتليق بالديك زوجة مؤصلة...وكان أن وقع الاختيار على دجاجة ملونه ذات بطن ذهبي معشق...وعاد أمرالمدينة إلى أحسن حال ويقال: أن ديكًا واحدًا فقط ينبت نباته وكان ما تناقله الناس..أنه ما أتته امرأة لتحبل حتى حبلت ولا عانس لتتزوج إلا وتزوجت ولا سقيم بعلة إلا وبرأ منها ولا ذي حاجة إلا وقد قضيت حاجته...وبعد أن أخذ جحا نفسًا طويلاً نطق أحدهم وأمارات التعجب تملأ وجهه: ولم يا جحا لم يتغير حالك؟ قال جحا وهو يهز برأسه وقد أغمض عينيه: ألم أقل لكم أنكم قوم تجهلون ولا تفقهون ! قالوا: لا...قال: إذًا فقد قلت لكم...وجعل القوم يأتون جحا بالكثير الكثير من الطيبات وما تشتهي الأنفس وذهب بعضهم إلى عرض الكثير من الدراهم الذهبية عليه لكنه أبى واستكبر...
يتبع....



#رولا_حسينات (هاشتاغ)       Rula_Hessinat#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جحا والبصّاصين ومعلم الصبيان
- المعلم..وعن أيِّ معلم ترانا اليوم سنبحث؟!
- التهرب الضريبي ...أحدث صرعة لتصفية الخلافات على الساحة الأرد ...
- عصرنة الإدارة
- مخبول في قارة الفضوليين
- مكائد قدرية
- هل ستكلف أزمة سد النهضة أبي احمد جائزة نوبل للسلام أم ستكون ...
- الكثير من الحكايا في زمن الكورونا
- لا عودة عن قانون الدفاع والحل بسيط لأزمة الثلاثاء
- كورونا وقانون الدفاع إلى هنا ستنتهي اللعبة
- الصناعة التحولية لواقع المرأة
- المارقون
- ترقيع بترقيع
- طاق طاق طاقية
- زيزف
- اضراب المعلمين ...بين هيبة الدولة والاعتذار
- الأنا والأنت والمشهد الأردني
- النظرة للمرأة الحقوق والواجبات
- ريبير هيبون...لحن الحياة
- #ليبيا/ تركيا/ -الحرب الأميركية المنسية-


المزيد.....




- استقبل تردد قناة MBC2 على جميع الأقمار الصناعية لتستمتع بأفض ...
- كيف استغلت مواهب سوريا الشابة موسيقى الدراما التصويرية في ال ...
- -فنان العرب- محمد عبده يعلن إصابته بالسرطان
- ترام الإسكندرية و-أوتوبيس- القاهرة..كيف يستكشف فنان الجمال ا ...
- تردد قناة بطوط كيدز Batoot Kids 2024 بجودة HD وتابع أجدد الأ ...
- مسلسل المتوحش الحلقة 32 على قصة عشق باللغة العربية.. موت روي ...
- اخيرا HD.. مسلسل صلاح الدين الايوبي الحلقة 23 ( مترجمة للعرب ...
- مسلسل صلاح الدين الايوبي الحلقة 23 مترجمة عبر قناة الفجر الج ...
- -من أعلام الثقافة العربية الأصيلة-.. هكذا وصف تركي الفيصل ال ...
- خطوة جرئية من 50 فناناً امريكياً وبريطانياً لدعم فلسطين!


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - رولا حسينات - جحا والبصاصين ومعلم الصبيان ج2