أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - رولا حسينات - النظرة للمرأة الحقوق والواجبات















المزيد.....

النظرة للمرأة الحقوق والواجبات


رولا حسينات
(Rula Hessinat)


الحوار المتمدن-العدد: 6321 - 2019 / 8 / 15 - 21:05
المحور: المجتمع المدني
    


كوني امرأة قد يكون في رأيها محاباة للأديبات اللواتي عاصرتهن ولم تعاصرهن من المبدعات اللواتي كتبن في السياسة والحب والقهر والعنف، كما كتبن برومانسية كتبن بغضب وتحدٍ، وكانت لهن آفاق فاقت العديد من الكتاب غير أني سأقف على خط محايد رغم تماسه بين المرأة والرجل.
في حين تمسك جان جاك روسو في العقد الاجتماعي بنظرية أصول التربية بأن الحرية حق طبيعي للإنسان، لكن ليس للمرأة الحق السياسي...
وقد جعلها روسو في خطابه جسدًا للعبث والملهاة...وكان من الواجب تأديبها وتعليمها ما يفيدها في دينها وعلمها. ...في حين نشرت ماري وولستونكرافت في كتابها: "تأييد حقوق المرأة في إنجلترا" غير ذلك

على الرغم من أنَّ طرحها كان غير مخالف لواقعها، حيث تحدثت في نظام الزواج بروح الاحترام فقالت: إنه ينبوع كل الفضائل الاجتماعية وحثت المرأة على التزام الفضيلة واتباع ما توحي به شريعة الآداب ومراعاة مكارم الأخلاق.
لكنها أكدت على أن الزواج ليس النهاية وليس الغاية الأخيرة في نفس الوقت.
دعت إلى التكوين الفكري والعقلي والاجتماعي، وهو الذي يتأتى بالتعليم والتعليم الناضج القارئ لأساسيات الحياة، والموجه للسلوك وللفكر بشكل متوازٍ لما فيه ضمان من ديمومة واستمرارية. إن الاستخفاف والبله والغرور وكبت الأحاسيس
والوهم والغفلة هي الأشياء التي تخرج بها المرأة في أسلوب التعليم الذي تتلقاه ولا ريب بأن تلقى على الحياة الزوجية ظلالاً من الحياة قاتمة مظلمة .
وإن لم يكن التعليم سلاحًا تواجه به المرأة حاجات العيش؛ فإنَّ حياتها تكون من المصائب العظمى والبلايا الكبرى.
فكان رأي كاستيلوني في المرأة الكاملة: إنّ كلّ إيحاء إنما يأتي من طريقها وإنه من خصائص المرأة المثقفة أن تجدها في الرجل نار الشجاعة تبعث في نفسه الأمل في
حومة الوغى فتشحذ الهمم، وقاعدة المشورة والإلهام في عالم الفن والضرب في رحاب المعرفة والسمو في ميدان الفضيلة والتقوى.
يبدو أن هاجس مطالبة المرأة بحقوقها، يعدُّ من حيث المبدأ مغايرًا لشكل المطالبات أو نوعها فتعتبر بناءً عليه الأكثر رفضًا، وربما أزيد من ذلك فتعلق على شماعته الكثير من الاتهامات...والهواجس...
بل وأبعد من ذلك بكثير حيثُّ تدرس على ماهيته الكثير من الدراسات، والأبحاث للخروج بصياغات غريبة في أغلبها الإبهام والإيهام، ويناقش القلم النسوي بغرابته برومانسيته بلغويته على نحو أوسع وأكثر تعقيدًا.
عندما كتب الفيلسوف كوندورسيه في نهاية القرن السابع عشر وهو أحد كتاب الثورة الفرنسية؛ بأنّه من المستحيل أن تستقر حقوق الإنسان على قاعدة ثابتة ما لم يُعترف بهذه الحقوق للمرأة. على الأقل للواتي هن أرامل أو غير متزوجات.
بفكرة كوندورسيه قيدت تلك الحرية، صورة فرنسا الحرة والمرأة التي ألهبت الثورة وكانت عنوان التضحية، فكانت في السياسة مدام رولان وفي الأدب كانت شارلوت كورداي...
لم تكن جان دارك واحدة من اللواتي خلقن عصر الفدائيات بعيدة عن المشهد وقد سقطنا على المعضلة بتعلم القراءة، والكتابة مع ضرورة التفقه بقسط وافر من التعليم
في الفن والعلم والموسيقى وركوب الخيل والألعاب الرياضية. حيثُّ اعتبر تعلم الآداب القديمة من حاجات الحياة الأولى للرجل أو المرأة فلم يكن هناك فارق بين تربية الفتى أو تربية الفتاة .
وفي كتابه التمثيل السياسي عام 1835 نشر بايلي- رأيه في التمثيل حيثُّ يقوم على مبدأين أساسيين:
الأول: أنَّ الغاية من الحكومة هي العمل على إسعاد الجمعية سواء أكانوا نساء أم رجالًا فالحصول على الحقوق السياسية هو لخير جميع الفئات التي تحت كنفها.
بعيدًا عن منظور الحق، والحاجة تغزو الأفكار والأقلام المعارضة لتحاصر وتقوض الانتشار الذي حققه قلم المرأة، رغم أنه قلم لا يمكن تفرقته عن قلم الرجل كثيرًا فكلاهما خاض غمار الكتابة وكلاهما أحسن الكتابة...

كتب الرجل بإباحية في كثير من أعماله ولم يتم وضع نصه الأدبي تحت المجهر أو أن خضع على سبيل المثال لما يسمى التحليل النفسي أو الأزمات الجسدية والعاطفية التي عصفت به ساعة كتابة النص الأدبي.
بينما يساق النص الذي كتبه قلم أنثوي ليتمَّ تشريحه تحت أكثر من مجهر...
رغم أن الرجل كتب في التابوهات الثلاث...الجنس...الدين...السياسة.
فلم وقف التأريخ عند المرأة وما كتبته؟
رغم أن قلم الرجل في كثير من الأحيان كتب بلغة ركيكة...سوقية...لا تحمل الكثير إلا أن فنه الأدبي لم يفند كإسراف لغوي أو ركاكة أو خروج عن النسق العام...
العام الذي أفرده الرجل قبل دخول المرأة عالمه...

العام الذي يشترك فيه كليهما...
لا أدري لِم كان كل هذا النزاع؟!
ورغم عدم قناعتي بما تمَّ تشخيصه في كثير من الأبحاث والكتابات إلا أنني سآتي على أهم ما تمَّ طرحه...
دون مقدمات سأطرح سؤالاً قد يبدو غريبًا: هل هناك قضايا حقيقة تعاني منها المرأة؟
قضايا مصيرية مثلاً؟ كالحروب، التهجير، الاغتصاب، الظلم المجتمعي، الحرمان مهما كان نوعه وكانت صوره...الاختلاف الديني أو المذهبي...وغيرها من قضايا التي حاقت بالمجتمعات بغض النظر عن تصنيفها غرباً أو شرقًا، شمالاً أم جنوبًا...؟

عندما بدأت الحركة النسوية كانت في خضم مرحلة عانت فيها المرأة وبخاصة في الغرب الأمرين وبخاصة قبل الثورة الصناعية وبعد الثورة الصناعية...
لعلنا نسلط الضوء على تطور مشكلة المرأة جراء الوضع الاقتصادي السيء والسيء جدًا ، فالأزمات الاقتصادية المتلاحقة لم تكن المرأة بمعزل عنها بل في غمرها...
جاعت...
تسولت...
باعت جسدها بأبخس الأثمان....
وشقي
الحقيقة في أنَّ مطالبات لم تكن من أجل الرفاهية ونيل المناصب...بقدر ما كانت لانتزاع حق قد هضم...واسترداد كرامة ظن الكثيرون أنها لم تكن.
على الرغم من أنَّ المرأة عبر الحضارات كانت أساساً في نشأة الزراعة والأكثر رغبة في الاستقرار، وهو الذي كون مجتمعات إنسانية وتنظيمات مختلفة.
وفيما قاله ولز واصفاً حال الجماعات الأولى: " كانت هذه الحال سبباً في أن يذهب البعض إلى القول بأنَّ النساء كن أول من بدأ في فلح الأرض".
الطبيعة قد وجهت غريزة الرجل إلى العمل الحاضر وحده فيما عدا ذلك فقد تركه للمرأة؛ حين تزوجها آمن بمشروع استثماري، وعندما زرع أرضها آمن بالمستقبل فيها...
الغريزة هي التي خُصت فيها المرأة؛ غريزة العمل للمستقبل.
تحمل وتلد وترضع وتربي وتعلم موجهة كلّ ذلك إلى الاحتفاظ بشيئين: الأسرة...
والولد...
بالمختصر الأسرة للحاضر...
والولد للمستقبل.
الفضيلة التي لا يمكن منحها للرجل دون المرأة ومن المستحيل أن تمنح للمرأة دون الرجل كلاهما شريك في هذا المنح...
ولم سميت فضيلة إذًا
إن الفضائل ليست وقفًا على جنس دون جنس وما يصلح لأحدهما ليس بالضرورة يصلح للآخر، وإن كان تعليم الفضيلة هو الأساس في منح المرأة فرصة التعليم ولكنه في حقيقته علم منقوص...فالتعلم المجرد يفوض الشعور بالخمول والضعف
والفراغ ويكون أثقل، وأقل أهمية لفقدانه الأهمية المدعو لها بل وسرعان ما يتم الانقلاب عليه.
ولعل أسباب الانهزامية هي الضعف النسوي الموَّرث بذور الخنوع والانهزام بكلّ طرائق التنشئة المقرَّة.
يمكنني القول أنَّ: ما تعانيه المرأة اليوم من تهميش أو جندرية أو استغلال مرده إلى ما تمَّ تناقله عبر العصور، وهو المقصود توريثه وتناقله في ظل التطور النظام الاجتماعي الذي ضيق نطاق الأفق، والعادات والتقاليد الموروثة منذ أقدم العصور، وكذلك ضعف النظم الاقتصادية التي ساقت المرأة إلى طريق مسدود في كثير من الأحيان.
في زمن الحروب والنزاعات السياسية وزمن النزاعات الاقتصادية وإلغاء القيود التشريعية لم يعد عمل المرأة مسألة جدلية، ولم يعد وجود المرأة الكاتبة مسألة
شكلية، وفي الوقت نفسه لم يعد الأدب حكرًا على أحد ولا تصنيفًا يمكن أن يفصل به الأدب النسوي عن أدب الرجل أو كما يورده البعض الأدب النسائي إن كان الأدب في حقيقته ذكوريًا.
إن الامتداد التشريعي للأدب النسوي وظهور المرأة ولو كان من وراء حجاب أو تحت ظلل من فوقها ظلل...
لكنها في الوقت نفسه حول الموروث الثقافي والتاريخي للنظرة للعمل وللحياة الاقتصادية والتعليمية التي أحاطت بالمنظومة القيمية والمخزون المعرفي المحيط بالمرأة .



#رولا_حسينات (هاشتاغ)       Rula_Hessinat#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ريبير هيبون...لحن الحياة
- #ليبيا/ تركيا/ -الحرب الأميركية المنسية-
- التحول الاقتصادي نظرية القشة التي أنقذت الغريق
- أتوبيس الأحلام
- شيفرة العنف
- السلطة ...الحوار الديني...الحروب....نظرة الروائي أيمن العتوم ...
- الطريق إلى زيرقون
- الريشة وقشرة القمح
- 420
- موعد مع الشيطان رؤية في رواية الروائي الأردني الدكتور وائل ا ...
- نساء تحت المجهر... فاطمة الزهراء
- شيفرة الدوار الرابع
- على الضفة الأخرى حكاية
- الخاشقجي وابن المقفع والجدل السياسي
- ملحمة الرأي الآخر
- من عرس الباقورة إلى فاجعة البحر الميت
- مناورة السبع دقائق...
- بين الاحتيال والاحتيال هناك شرفاء أبطال
- بين المحار والغنتنامو الروسي
- سلامه


المزيد.....




- الأمم المتحدة: 800 ألف نسمة بمدينة الفاشر السودانية في خطر ش ...
- -خطر شديد ومباشر-.. الأمم المتحدة تحذر من خطر ظهور -جبهة جدي ...
- إيران تصف الفيتو الأمريكي ضد عضوية فلسطين في الأمم المتحدة ب ...
- إسرائيل: 276 شاحنة محملة بإمدادات الإغاثة وصلت إلى قطاع غزة ...
- مفوضية اللاجئين تطالب قبرص بالالتزام بالقانون في تعاملها مع ...
- لإغاثة السكان.. الإمارات أول دولة تنجح في الوصول لخان يونس
- سفارة روسيا لدى برلين تكشف سبب عدم دعوتها لحضور ذكرى تحرير م ...
- حادثة اصفهان بين خيبة الأمل الاسرائيلية وتضخيم الاعلام الغرب ...
- ردود فعل غاضبة للفلسطينيين تجاه الفيتو الأمريكي ضد العضوية ...
- اليونيسف تعلن استشهاد أكثر من 14 ألف طفل فلسطيني في العدوان ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - رولا حسينات - النظرة للمرأة الحقوق والواجبات