أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - رولا حسينات - من عرس الباقورة إلى فاجعة البحر الميت














المزيد.....

من عرس الباقورة إلى فاجعة البحر الميت


رولا حسينات
(Rula Hessinat)


الحوار المتمدن-العدد: 6036 - 2018 / 10 / 27 - 08:00
المحور: المجتمع المدني
    


نهاريم لم تعد سوى الباقورة التي لم تستطع جوجل أن تغير من موقعها الجغرافي وبأنها: البلدة الأردنية في الأغوار الحدودية والتي تقع شرق نهر الأردن ضمن لواء الأغوار الشمالية التابع لمحافظة إربد تبلغ مساحتها الإجمالية حوالي 6000 دونم، والتي تعتبر امتداداً لأخصب بقعة يرتع بخصبها مزارعون يهود وفق معاهدة وادي عربة التي وعد الأردنيون بخيراتها ولم تلد سوى الخراب...
ومن الجدير بالذكر أن هذه المنطقة بالذات كانت لها خصوصيتها منذ الانتداب البريطاني...حيث تم اعتبار نهر الأردن حدًا فاصلًا بين الأردن وفلسطين، ونهر اليرموك فاصلاً بين الأردن وسوريا.
بعد حرب 1948، ونزوح الفلسطينيين إلى شرق نهر الأردن جزء منهم بقي في الباقورة، وقد اشتغلوا بالزراعة وتربية المواشي، في عام 1950 قامت اسرائيل باحتلال المنطقة الواقعة غرب الباقورة.
حق الامتياز عام 1921 الذي منحته بريطانيا لروتنبيرغ اليهودي لاستغلال نهري الأردن واليرموك لتوليد الطاقة الكهربائية بقي من حق إسرائيل وفق معاهدة وادي عربة باستغلال المياه السطحية والجوفية وقتما تشاء وكيفما تشاء...
في عام 1994، في معاهدة وادي عربة استرد الأردن مساحة تقدر ب 850دونم دون ممارسة السيادة الفعلية، وبقيت ضمن نظام خاص يحق للإسرائيليين بموجبه التملّك والزيارة وبدخول شرطتهم إليها بسلاحها وبلباسها الرسمي وبقيت محرمة على الأردنيين...
فالأردن يتعهد بأن يمنح -دون استيفاء رسوم- حرية غير مقيدة للمستوطنين الإسرائيليين في المنطقتين بالدخول والخروج واستعمال منطقتي الباقورة والغمر.
وبعد أن شارف انتهاء عقد الإيجار لأراضي الباقورة والغمر...كانت مبادرة الملك عبد الله الثاني في عدم التجديد واعتبارها أراض أردنية بسيادة فعلية...ويعتبر هذا القرار بحد ذاته قراراً تاريخياً وخطوة جريئة ...
لكن السؤال: هل ستكون بالفعل السيادة فعلية للأردنيين؟
وهل سيستطيع أصحاب القرار استثمارها بأيد إسرائيلية وعقود مفتوحة؟
السؤال الأكثر غرابة: ما هي شروط عقد الإيجار الأردني الإسرائيلي؟
العقد الذي لا تعرف شروطه ومستحقات الإيجار خاصته..
ومن نافذة الأفراح الأردنية يطالعنا وزير الزراعة الإسرائيلي بتهديداته بقطع المياه عن العاصمة عمان أو تقليص معدلات الضخ...
ربما تستثنى بقية المناطق على الخارطة المائية في الأردن؛ إذ أنها تعاني بالفعل من عجز مائي وتقليص في الحصص المائية...ومع كل هذا تشهد صموداً منقطع النظير ..إذاً يبقى التعويل في موضوع الصمود على العاصمة عمان.
العرس الذي كانت ستشهده الأردن بعودة الباقورة الميمونة إلى سلة الاستثمارات السريعة...
كانت فاجعة البحر الميت التي ذهب ضحيتها حصيلة لم تكن بالأكيدة لوجود العديد من الأشخاص والعوائل خلافا لحافلة الأطفال في رحلتهم المدرسية...فاجعة البحر الميت كشفت عن المزيد من ملفات الفساد في الاستثمار السياحي والاتجار بأرواح المواطنين. لكنهم لم يعرفوا أن الطبيعة لا تعقد صفقات مع أحد...
الأسئلة التي تطرح نفسها:
هل الخطأ المطبعي بين الأزرق وزرقاء ماعين كانت سبباً في حدوث هذه الفاجعة...السد الذي بمخزونه أزيد من 1000000مليون متر مكعب؟
هل كان الطقس السيء السبب؟
هل تتسبب هذه المياه في تدمير البنية التحتية والإنشاءات في منطقة البحر الميت؟
أم هل هناك سبباً آخر؟
التقدير الأولي للموقف أن هناك طقساً سيئاً يعلن بدء الموسم المطري وتحذيراً من دائرة الأرصاد الجوية الأردنية بخصوص ذلك، في نفس اليوم تنطلق رحلة لطلاب مدرسة تتراوح أعمارهم بين 12-14 بعيداً عن التفاصيل الأخرى من الأدلاء السياحيين والشركة السياحية التي أقلتهم ..كان الهدف هو المغامرة وكانت المغامرة...
بدأت الأمطار وبدأ تدفق المياه بشكل غير طبيعي بقوة دفع قوية للغاية تجرف كل ما هو أمامها...دون أن تأتي فرق انقاذ...دون أن يكون هناك هاتف خلوي لطلب النجدة...حتى وقت متأخر.
الأمر الغريب...أن الطقس ماطر وهذه حقيقة ولكن هل سيكوّن سيولاً بهذه القوة والارتفاع؟!
الأمر الآخر عندما اجتمعت غرف العمليات متأخرة لم لم يسقط بهم الجسر حينها...ولماذا استيقظت المنطقة في البحر الميت على هذه الكارثة في المنشآت؟
هل كانت هناك قوة خفية خربت أساسات الجسر قبيل طلوع الفجر؟
هل كانت الانشاءات من كرتون أو كما نقول في العامية: صناعة صينية...وبالفعل كان المتعهد لبنائه شركة صينية سنة 1985...؟
ما جد هو اختفاء المياه المخزنة في سد زرقاء ماعين؟!
السد فارغ تماماً؟ والمطر لم يكن غزيراً في تلك المنطقة؟
هل عنّ على بال أحد العاملين أن يفرغ السد استعداداً للموسم المطري أم أنه قد تلقى أمراً غير مسؤول بإفراغ السد...؟
لم يكن مسار المياه طبيعياً ليأتي من جهة الوادي...لقد كان دماراً ليشكل خمسة مسارب؟؟!
ويجهز كفناً لأطفال صغار...
لعوائل تشاهد طلوع الشمس ولم تشهد غروبها..
لشبان في ريعان الشباب لم يعرفوا عذاب القبر بعد...
الحكومة التي تعد بمعاقبة المتسببين بهذه الكارثة ستستيقظ على عملة صعبة يوماً من الأيام وسيقبض منهم حينها أعز ما لديهم...
لأن القدر لن يتعرف على البطاقة الشخصية أو الحساب البنكي أو حملة الجنسيات الأخرى.
فهل ستستطيع أن تحاسب مترفيها ومتعهديها وفاسديها الذين كانت لهم اليد الطولى في البناء و الاعمار...؟
القضايا لن تحلها لجنة تقصي حقائق وفقط بل للنائب العام وأمن الدولة وفقط.
الفساد وصل إلى العظام وها قد نخرها فهل ستكشف دابة الارض عن موتنا؟!
ها قد كانت ذكرى توقيع معاهدة السلام وعرس الباقورة متزامنة مع فاجعة البحر الميت؟
فمن ستكون له تجاعيد غائرة في الوجه والجسد وذاكرة الروح أكثر...هذه أم تلك؟



#رولا_حسينات (هاشتاغ)       Rula_Hessinat#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مناورة السبع دقائق...
- بين الاحتيال والاحتيال هناك شرفاء أبطال
- بين المحار والغنتنامو الروسي
- سلامه
- فتاة المومياء
- الكاتبة امال الفتلاوي: (حقوق الحب محفوطة للكفيل)
- هدنة مع الجان
- كيمياء الحب
- حمى البحث عن الذهب في الأردن هوس بلا حدود...
- فريق تعافي لا نهوض
- كما تكونوا...
- حكومة أميرية في الوقت الصعب.... الأردن أولاً...
- محمد صلاح في ظل الأزمة
- حواديت حواء..الكتاب الإلكتروني للفائزات في مسابقة الأديبة ال ...
- العدوان الثلاثي بين عام 56 وعام 2018
- وكانت مريم
- قارب ورقي
- عبد المولى
- الريادة في الأعمال
- عمليات السطو المسلح والمساومة الأمنية


المزيد.....




- اعتقال رجل في القنصلية الإيرانية في باريس بعد بلاغ عن وجود ق ...
- ميقاتي يدعو ماكرون لتبني إعلان مناطق آمنة في سوريا لتسهيل إع ...
- شركات الشحن العالمية تحث الأمم المتحدة على حماية السفن
- اعتقال رجل هدد بتفجير نفسه في القنصلية الإيرانية بباريس
- طهران تدين الفيتو الأمريکي ضد عضوية فلسطين بالأمم المتحدة
- عشية اتفاق جديد مع إيطاليا.. السلطات التونسية تفكك مخيما للم ...
- الأمم المتحدة تدعو إلى ضبط النفس في الشرق الأوسط
- سويسرا تمتنع في تصويت لمنح فلسطين العضوية الكاملة في الأمم ا ...
- اعتقال أكثر من 100 متظاهر مؤيد للفلسطينيين من حرم جامعة كولو ...
- بمنتهى الوحشية.. فيديو يوثق استخدام كلب بوليسي لاعتقال شاب ب ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - رولا حسينات - من عرس الباقورة إلى فاجعة البحر الميت