أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - كاظم الأسدي - شتان مابين المواطنة والوطنية















المزيد.....

شتان مابين المواطنة والوطنية


كاظم الأسدي

الحوار المتمدن-العدد: 6647 - 2020 / 8 / 15 - 01:14
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


شـتان ... ما بين المواطنـة و الوطنيــة ؟ كــاظـــــم الأســـــــدي
إن ظاهرة تصاعد بعض الأصوات اللبنانية المطالبة بعودة الإنتداب الفرنسي إثر المآسي التي خلفتها فاجعة بيروت الأخيرة ؟ والتي قوبلت بالترحاب والقبول من لدن بعض المواطنين في عدد آخر من البلدان العربية !! لم تنطلق من فراغ ,, وقد تلتقي في الدلالات والأبعاد مع بعض شعارات الحراك العراقي ( نريد وطن ) .. وهي تظهر مدى الإنفصام والقطيعة الحالية بين تلك الأنظمة الوطنية وشعوبها. ومن هذا المنطلق لابد من إعتبارها ظاهرة" ليست فردية و تتطلب التوقف عندها والبحث في أسبابها وفي طبيعة النظرة التي بدأ المواطن العربي عموما" والعراقي خاصة" ينظر من خلالها الى وطنه اليوم ..
ومعلوم أن (( الوطن والوطنية والمواطنة )) من أكثر ما يتردد في أحاديثنا .ويحتل مكانة" من الإحترام والتقديس . قد تتماهى مع سلوك البعض من المتحدثين ووفاءه لوطنه . فيما تتناقض مع سلوك وحقيقة البعض الآخر . لأن (الوطنية ) ليست إنتساب جغرافي وإرتباط عاطفي بالأرض والمجتمع فقط ؟ بل هي شعور وجداني يساهم في صقل الشخصية وتكوين الثوابت الوطنية للفرد و تفترض التسامي على العرق والقومية والطائفة . ولهذا كانت الوطنية صفة نسبية وليست مطلقة ". وهي تتفاوت بين مواطن وآخر .إذ يحددها مقدار عطاء الفرد للوطن والإخلاص له .وهي تختلف بالتأكيد عن (المواطنة) , التي هي إرتباط أو إلتزام عملي سلوكي إختياري بإمكان الفرد أن يكتسبه من خلال إنتسابه طوعا" الى مجتمع ما ؟ وعلى ضوء درجة إلتزامه بالحقوق والواجبات تكون درجة مواطنته .
وطالما أن الولاء للوطن يمثل صدق الإنتماء له . لذلك فأن الوطنية هي حقيقة وجوهر المواطنة . ولكون الإنتماء موجود بالولادة .. على عكس الولاء المكتسب بمرور الزمن . لهذا فمن الممكن أن تتواجد ( المواطنة ) في فرد . دون تواجد ( الوطنية ) لديه , لأنها تشترط وجود تفاعل مستمر بين المواطن ومصالح الوطن العليا وهمومه المجتمعيه . ذلك التفاعل المخلص مع الهم الوطني والمجرد من المصالح الذاتية .. وهذا التفاعل الإيجابي هو ما يفصل بين المواطن والوطني . كما في الكثير ممن تحملوا المسؤولية في بلداننا العربية ؟ كونهم مواطنون فعلا" بحكم إنتسابهم للأرض والمجتمع . لكنهم ليسوا وطنيون بالضرورة .من خلال تحملهم للمسؤولية الوطنية وعدم تفاعلهم الحقيقي مع هموم الوطن ومقدراته ؟ بدليل حقيقة هدرهم لثروات الوطن في غير إستحقاقها إضافة" لعدم حرصهم على الوحدة الوطنية وتفريطهم بالسلم الأهلي . إضافة" لإنحسار الهوية الوطنية . وسماحهم لتسيد الهويات الفرعية سواء عن قصد أو بدونه ..
وواقع أوطاننا اليوم , يظهر جليا" ما تعاني من التشرذم والإنقسام والعنف والإرهاب والتخندق الإثني والطائفي والقومي . كما يعاني فيه المواطن فيها من التهميش والحاجة والعوز. إضافه الى تقييد الحريات والإضطهاد الفكري والسياسي . فمن الطبيعي أن ينتج عن هذا الواقع مأساة وطنيه فادحه , دفع خلالها المجتمع بإختلاف تلاوينه وإنتماءاته . ثمنا" باهضا".. من الأرواح والدماء والأعتقالات والتشرد والهجره والنزوح .. ومن منطلق الحقيقة الماساوية المعاشة لليوم . لابد من مواجهة أنفسنا ومعرفة ما إذا كنا نحن ومسؤولينا نتمتع بقدر من الوطنية أم المواطنه فقط ؟ لأجل البدء بالإصلاح الحقيقي وإستعادة الوطن ؟ والذي يبدأ في إستعادة الهوية الوطنية الحاضنة والجامعة للكل .والتي تم تغييبها عنا عنوة" بفعل الواقع السياسي غير الصحي. الممتد لأكثر من خمسين عاما ؟ أوصلنا الى فقدان كامل للهوية الوطنية . ومهد لظهور ولاءات فرعية غيبت الولاء الوطني وتسيدت عليه .. إن المتأمل في الصراعات والتجاذبات والمناكفات السياسية الحادة بين القوى السياسية طوال الحقبة الماضية. والتي تصل حد التقاتل والتصفيات , لم تكن صراعات نتيجة قضايا وطنية أو مبدأية ؟ بل أن غالبيتها كانت نتيجة التزاحم على الحكم ومواقع المسؤولية والنفوذ والمال لا أكثر .. وهي لاتختلف عن صراعات من تكالب قبلهم وتوالى على حكم الوطن من الإمبراطوريات القومية أو القوى الإستعمارية . حيث كلاهما إستثمر وجود التنوع القومي والأثني والمذهبي . وإستغله لإشغال الناس بصراعات ثانوية عن طريق تقريب فئة أو قومية أو ديانة بعينها ومنحها الإمتيازات المادية والمعنوية على حساب بقية المكونات !! مما أنتج حالة من اللامساواة والغبن والتمايز الإجتماعي .. تطورت مع الزمن لنجدها اليوم قد تحولت الى صراع دموي بين مكونات الوطن الواحد . وهو ما أضعف دور الدولة وغيب هيبتها وأضعف من ثقة المواطن وقوة إرتباطه بوطنه , وبالنتيجة هان عليه القبول بعودة الإنتداب الفرنسي أو الإستعمار البريطاني ؟ كما دفع الجميع مضطرا" للبحث عمن يوفر له الأمان والحماية الشخصية بعد أن ضعفت هيبة الدول وغاب القانون عنها وعجزت عن توفير الحماية له .. فسارع المواطن المسكين مضطرا" الى الإحتماء بالقبيلة أو الطائفة أو الحزب دون الإحتماء بخيمة الوطن . لتتطور الولاءات الحزبية وتمتد الى ولاءات إقليمية ودولية زجت بالوطن وأهله في خضم صراعات دولية ... وجعلت من أرضنا ساحة لحروب بالوكالة وإنساننا وخيراتنا أداة وميدان لتنفيذ الأجندات الخارجية المختلفة .. وكان الخاسر الوحيد فيها الوطن والمواطن . . والحقيقة فأن النسبة الأكبر من المواطنين لم تستجب للمخططات والأجندات الساعية لإذكاء الفتنة الطائفية . لذا يقع على عاتق الحكومات اليوم مسؤولية إستعادة ثقة المواطن أولا" . من خلال توفير الأمن والحريات والمساواة وصولا" لأستعادة السيادة الوطنية على الأرض والسماء والقرار .. وليكون بعدها للوطن على أبناءه واجب الولاء وحق التضحية لأجله .. حيث لايمكن تأطير العلاقة بين المواطن والوطن فقط في جانبها المعنوي الوجداني . بل أن العلاقة بين حقوق المواطن وواجباته هي علاقة تكاملية . ويشكلا معا" المفهوم الصحيح لعلاقة المواطن بوطنة .. وعندها فقط سوف يكون من الإستحالة أن يدعوا مواطن الى عودة الأستعمار ..ولعل ماجاء بخطاب إستقالة رئيس الوزراء اللبناني السيد ( حسن دياب ) ما نصه " لقد اكتشفت بأنَّ منظومة الفساد اكبر من الدولة " وهذا خير مصداق لما ذهبنا إليه من إنعدام الوطنية وتسيد الفاسدين على الأوطان. كما تظهر عبارته مدى العجز الكامل للقدرة على الإصلاح .. وكس الحال الذي نحن فيه اليوم .. تلك الحال من البؤس واللاأمان ..التي تعطي المبرر لكل لبناني يطمح بالعيش الكريم والخلاص من الفساد ؟ أن ينتخي بالإنتداب بعد أن عجزت الحكومات الوطنية عن مواجهته أو إستأصاله .



#كاظم_الأسدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بين الوطن والوطنية
- إستحقاقات ما بعد الكورونا
- إستحقاقات مابعد الكورونا
- البصريون والإقليم
- الحراك بين ساحة التحرير وجادة الشانزيليزه
- جادة الشازيليزه و ساحة التحرير
- بين ساحة التحرير وجادة الشانزيليزه
- نحن و هم و قطر
- الحراك المدني وموقف المواطن السلبي !!
- رد على موضوع الكاتب سمير عادل
- جمعة الصدريين المباركة
- الموقف العراقي الحاسم اليوم
- نحن والعبادي والتغيير المنشود
- الديمقراطيون والمواقف اللامبدأية
- بقاء الركمجية ؟ إعادة لإنتاج الهزيمة !!
- لاخوفا على العبادي ؟ بل على شعبي !
- عقم الإنتخابات العراقية
- السقوط المهين لمدعي الطوائف
- دواعش !! ولكن وطنيين
- المشهد العراقي اليوم ؟ والدفع نحوالزوال ؟


المزيد.....




- فيديو أسلوب استقبال وزير الخارجية الأمريكي في الصين يثير تفا ...
- احتجاجات مستمرة لليوم الثامن.. الحركة المؤيدة للفلسطينيين -ت ...
- -مقابر جماعية-.. مطالب محلية وأممية بتحقيق دولي في جرائم ارت ...
- اقتحامات واشتباكات في الضفة.. مستوطنون يدخلون مقام -قبر يوسف ...
- تركيا .. ثاني أكبر جيش في الناتو ولا يمكن التنبؤ بسلوكها
- اكتشاف إنزيمات تحول فصائل الدم المختلفة إلى الفصيلة الأولى
- غزة.. سرقة أعضاء وتغيير أكفان ودفن طفلة حية في المقابر الجما ...
- -إلبايس-: إسبانيا وافقت على تزويد أوكرانيا بأنظمة -باتريوت- ...
- الجيش الإسرائيلي يقصف بلدتي كفرشوبا وشبعا في جنوب لبنان (صور ...
- القضاء البلغاري يحكم لصالح معارض سعودي مهدد بالترحيل


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - كاظم الأسدي - شتان مابين المواطنة والوطنية