أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - كاظم الأسدي - بين الوطن والوطنية














المزيد.....

بين الوطن والوطنية


كاظم الأسدي

الحوار المتمدن-العدد: 6597 - 2020 / 6 / 19 - 16:34
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


كلمات الوطن والمواطنه والوطنية هي من أكثر ما يردده العراقيون في أحاديثهم إضافة الى الفساد والمحاصصة . كذلك هي أحاديث غالبية السياسيين في الإعلام والفضائيات. ومن شتى الأحزاب وبغض النظر عن الموقع الحقيقي لهذا السياسي أو لكتلته في معادلة الفساد المستشري .. تلك الأحاديث التي تتداخل فيما بينها ؟ لتصدق مع مواقف البعض منهم . و تتناقض مع موقع وحقيقة الآخر؟ تبعا" لعمق إنتماء المتحدث ومواقفه من قضايا الوطن والمحاصصة والفساد , والتي تشكل وطنيته الحقة .. والوطنية التي تعرف على أنها ( الإنتساب الحقيقي للوطن عبر الإلتزام والتفاعل مع حاجاته والإنغماس في حمايته والتضحية لأجله .ورفض ومجافاة كل مايسيء أو يتقاطع مع مصالح الوطن من أفكار أوإنتماءات أو ولاءات داخلية أو خارجية قد تقود لسلوكيات لاوطنيه ) .
عليه فالإنتماء للوطن لايكون فقط بالوجود الفطري فيه ؟ بل يجب أن يظهر في أفعال المواطن ومواقفه على أرض الواقع بحيث تعكس مواقفه من الأحداث مدى حرصه على حماية مصالح وطنه والدفاع عنه والحرص على رفعته وتقدمه،
إن الإنغماس في الوحدة الوطنيّة والحرص على وجودها وإستمراريتها , من القيم الأساسية للإنتماء الوطني وهي من المسلمات في جميع الأوطان ..
وفي وطننا حيث يعاني المواطن من التهميش والحاجة والعوز والإضطهاد الفكري والسياسي . في وقت يعاني فيه المجتمع من التشرذم والإنقسام والتخندق الإثني والطائفي والقومي ؟ فمن الطبيعي أن ينتج عن هذا الواقع مأساة وطنيه تأريخية دفع خلالها الجميع بإختلاف تلاوينهم وإنتماءاتهم . ثمنا" باهضا".. من الأرواح والدماء والتشتت والهجره والنزوح .. ومن هذه الحقيقة الماساوية لابد من مواجهة حقيقية لمفهومي الوطن والمواطنه ؟ من أجل إستعادة السلم الإجتماعي والوحدة الوطنية ؟ واللذان لايتحققان إلا في إستعادة الهوية الوطنية الحاضنة والجامعة للكل .والتي تم تغييبها عنا عنوة" بفعل الواقع السياسي غير الصحي. الممتد لأكثر من خمسين عاما وليس منذ 2003 فقط ؟ والذي مهد لظهور ولاءات فرعية غيبت الولاء الوطني وتسيدت عليه , وهو ما نتلمسه اليوم في سياسات الأحزاب ومواقف القوميات والأفراد . إن المتأمل في الصراعات والتجاذبات والمناكفات الحادة بين القوى السياسية . والتي نجدها تصل حد التقاتل والتصفيات طوال تأريخنا المعاصر , نتيجة التزاحم على الحكم ومواقع المسؤولية . ومن دون الإكتفاء بإقصاء الآخر وإزاحته عن مواقع المسؤولية ؟ بل والإساءة الى تأريخه و معتقداته السياسية والفكرية وبما يشوه التأريخ السياسي الوطني العراقي الذي هو ملك للجميع كما هو أمانة للمضحين الوطنيين بذمة شعبهم ..
كما أن ماتعاقب على حكم العراق من إمبراطوريات قومية وقوى أجنبيه مستعمرة طامعة بثرواته طوال العقود الأخيرة من القرن السابق . حرص كلا" منهم على تفتيت الوحدة الإجتماعيه لضمان حكم والبقاء والنهب أطول فترة ممكنه من خلال تقريب فئة أو مكون معين ومنحها الإمتيازات على حساب بقية المكونات.. أنتج حالة من الضغينة والحقد والصراع الدموي بين مكونات الوطن لعشرات السنين .. ذلك الصراع الذي بذر خلاله البذرة الأولى للخلاف والتناقض المفتعل الذي يهدد سلمه المجتمعي .. والذي دفع المواطن الى الإستنجاد والتمسك بالقبيلة أو الطائفة أو الدين على حساب إنتماءه الوطني .. ولتتطور الولاءات بعد 2003 الى ولاءات حزبية مهدت بشكل غير مباشر الى ولاءات إقليمية ودولية زجت بالعراق في خضم صراعات دولية همشت قضية الوطنية وجعلت من أرضه وإنسانه , ميدانا" لتنفيذ الأجندات الخارجية المختلفة الطامعة بخيراته . وساحة" لحروبها بالوكالة , ولا شك أن المتضررو الخاسر الوحيد فيها الوطن والمواطن العراقي .
وللأمانة التأريخيه فأن شعبنا رغم كل هذا التأثير التأريخي والسياسي السلبي والمستمر لليوم , فأن تنوعه الإجتماعي القومي والإثني والمذهبي لم يستجب لا لمخططات الطامعين من الأجانب ولا لمساعي اللاوطنيين من الساسة الذين تعاقبوا على حكمه ؟ بل لقد حافظ على علاقاته الإجتماعية وإنسجامه وسلمه الإهلي على عكس ما كان يدفع به الطامعين من الجوار أو اللاوطنيين في الداخل ؟
لذا يقع على عاتق الدولة والحكومه اليوم واجب ومسؤولية الحفاظ على ذلك الإنسجام والتعايش المجتمعي؟ من خلال إستعادة مفهوم الوطن وتعزيز روح المواطنة لدى المواطن, والتي تتحقق فقط من خلال توفير الأمن والحريات وتحقيق المساواة وإشاعة العدالة الإجتماعية .وإستعادة السيادة الوطنية على الأرض والسماء والقرار الوطني. والتي تشكل المهام الآنية والمطلوبة من الحكومة الحالية .. إضافة الى إصلاح التعليم والصحة وإنتشال الإقتصاد من واقعه الريعي .. ليكون بعدها للوطن على أبنائه المخلصين واجب الولاء والدفاع عنه والتضحية في سبيله. إذ لايمكن الفصل بين تأمين حقوق المواطن أولا" ومن ثم مطالبته بالإلتزام بواجبات المواطنة، لأن كلاهما مترابطه وأولهما يمهد للآخر.. وكلاهما يعَبًرعن التكامل في مفهوم المواطنه ،، بل إنه لايكتمل إلا بتمازج حقوق وواجبات المواطن أن مفهوم الوطن لا يمكن تأطيره بالجانب المعنوي فقط . .. صحيح أن حب الوطن والإنتماء له يأتي بالفطرة نتيجة المعايشه والمشاهدات اليومية وما يغرسه الأهل والمدرسه والمجتمع في الذات منذ الصغر .. لكنها تبقى تشكل البذرات الأولى لتكوين مفهومي الوطن و المواطنة لديه بكل نقاوة ..لتبقى تلك النبتة العفوية بحاجة الى رعاية وسقي متواصل بماء الوطنية الذي تتحمل القوى والحكومات مسؤولية توفيره والنهوض بهذا الوطن من كبوته الحالية



#كاظم_الأسدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إستحقاقات ما بعد الكورونا
- إستحقاقات مابعد الكورونا
- البصريون والإقليم
- الحراك بين ساحة التحرير وجادة الشانزيليزه
- جادة الشازيليزه و ساحة التحرير
- بين ساحة التحرير وجادة الشانزيليزه
- نحن و هم و قطر
- الحراك المدني وموقف المواطن السلبي !!
- رد على موضوع الكاتب سمير عادل
- جمعة الصدريين المباركة
- الموقف العراقي الحاسم اليوم
- نحن والعبادي والتغيير المنشود
- الديمقراطيون والمواقف اللامبدأية
- بقاء الركمجية ؟ إعادة لإنتاج الهزيمة !!
- لاخوفا على العبادي ؟ بل على شعبي !
- عقم الإنتخابات العراقية
- السقوط المهين لمدعي الطوائف
- دواعش !! ولكن وطنيين
- المشهد العراقي اليوم ؟ والدفع نحوالزوال ؟
- مثقف عراقي بأنتظار المعجزة


المزيد.....




- بايدن يرد على سؤال حول عزمه إجراء مناظرة مع ترامب قبل انتخاب ...
- نذر حرب ووعيد لأمريكا وإسرائيل.. شاهد ما رصده فريق CNN في شو ...
- ليتوانيا تدعو حلفاء أوكرانيا إلى الاستعداد: حزمة المساعدات ا ...
- الشرطة تفصل بين مظاهرة طلابية مؤيدة للفلسطينيين وأخرى لإسرائ ...
- أوكرانيا - دعم عسكري غربي جديد وروسيا تستهدف شبكة القطارات
- -لا استطيع التنفس-.. لقطات تظهر لحظة وفاة رجل من أصول إفريقي ...
- الشرطة تعتقل حاخامات إسرائيليين وأمريكيين طالبوا بوقف إطلاق ...
- وزير الدفاع الأمريكي يؤكد تخصيص ستة مليارات دولار لأسلحة جدي ...
- السفير الروسي يعتبر الاتهامات البريطانية بتورط روسيا في أعما ...
- وزير الدفاع الأمريكي: تحسن وضع قوات كييف يحتاج وقتا بعد المس ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - كاظم الأسدي - بين الوطن والوطنية