أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جميل السلحوت - بدون مؤاخذة-المطالبة بعودة الانتداب














المزيد.....

بدون مؤاخذة-المطالبة بعودة الانتداب


جميل السلحوت
روائي

(Jamil Salhut)


الحوار المتمدن-العدد: 6643 - 2020 / 8 / 11 - 11:42
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لم يكن أمرا جديدا ولا مفاجئا خروج بعض اللبنانيين في مظاهرة احتجاجا على جريمة تفجير ميناء بيروت في الرابع ما أغسطس الحالي. فهناك أحزاب وقوى لبنانية تعاملت مع اسرائيل وسهّلت لها في صيف العام 1982 احتلال مناطق واسعة من لبنان تمتد من جنوبه وتعدّت بيروت العاصمة. ومن هذه الأحزاب التي كان لها السّبق في التّعامل مع اسرائيل حزب الكتائب، والقوات اللبنانية التي يتزعّمها سمير جعجع، وجماعة "حرّاس الأرز". وجماعة "الوطنيّين الأحرار". وكانت اسرائيل تزوّدهن بالأسلحة والتدريب في الحرب الأهلية التي شهدها لبنان بين 1975-1989. وقد اعترفوا بذلك علنا، ومنهم من شارك جيش الاحتلال في احتلال الأراضي اللبنانية وارتكاب مجازر بحق اللبنانيين والفلسطينييّن مثل مجزرة مخيمي صبرا وشاتيللا.
ومنهم من انشقّ عن الجيش اللبنانيّ وأعلن ولاءه للجيش الإسرائيليّ مثل جماعة سعد حداد وأنطون لحد، الذين أقاموا بؤرة للعمالة في الجنوب، وبقوا يحاربون وطنهم وشعبهم حتّى الإنسحاب الإسرائيليّ من الجنوب اللبناني في مايو العام 2000. وهروب جزء من هؤلاء العملاء معه.
ولا يخفى على أحد أنّ هناك أحزابا لبنانيّة ولها ممثّلوها المنتخبون في البرلمان، ولها وزراء في الحكومات اللبنانيّة المتعاقبة، تعلن ارتباطها بإسرائيل التي تحتل مزارع شبعا اللبنانية والجولان السّوريّة وفلسطين التّاريخيّة. وهذه الأحزاب التي تأسّست لتمثيل طوائف وأقليّات ربّتها وثقّفتها على الخوف، وأنّها مستهدفة من طوائف أخرى في لبنان، بل من محيط لبنان العربيّ أيضا، لتبقى أيدي أتباعها على الزّناد للدّفاع عن أنفسهم بناء على الوهمّ المعشّش في عقولهم. وهذه الأحزاب تموّل من جهات أجنبيّة ومعاديّة وتخدم أجندات مموّليها. لذا فإنّ زيارة الرّئيس الفرنسي مكرون للبنان بعد فاجعة بيروت لم تكن عفويّة، ولا تضامنيّة، فالرّجل تصرّف وكأنّ لبنان مزرعة خاصّة له.
والسّؤال الذي يطرح نفسه هو: هل القوى الإنعزاليّة في لبنان هي الوحيدة في العالم العربيّ التي تدعو لعودة القوى الإمبرياليّة لحكم أوطانها؟
وفي الواقع فإنّ موقع "إيلاف" الإلكترونيّ قد فتح صفحاته لهكذا دعوات منذ ما يزيد على ربع قرن، وممّن شاركوا في هكذا دعوات الرّوائيّ الفلسطيني الرّاحل أحمد أبو مطر الذي كان يعيش في السويد.
ورغم تعقيدات الوضع الدّاخلي في لبنان، والتّجاذبات السّياسيّة فيه، وولاءات قواه وأحزابه السّياسيّة، واستئثار بعض العائلات بزعامة هذه الأحزاب وسيطرتها بالوراثة على مقدّرات البلد وسياساته، والتي جعلت من لبنان جسدا ممزّقا متعدّد الولاءات، إلا أنّ دعوة البعض لعودة الإنتداب الفرنسي تستدعي التّوقّف والتّأمّل والتّفكير العميق. وتطرح تساؤلات كبيرة منها: هل الدّول العربيّة الأخرى مستقلّة وذات سيادة؟ وهل يتحكّم حكّامها بمقدّرات وثروات وسياسات بلدانهم؟ وإذا كنّا منصفين فإنّ غالبيّة الأنظمة العربيّة لا تتحكّم إلا برقاب شعوبها، وتفرّط بأوطانها، وتنفّذ سياسات من يحمونها ويتقاسمون ثراوات بلدانها، ويدفعون ثمن احتلال بلدانهم التي يتغّنون باستقلالها الذي لم يكن يوما إلا استقلالا شكليّا. ولعلّ تفجير بيروت ومينائها وموقف الأنظمة العربيّة منه، وبغضّ النّظر عن أسباب هذا التّفجير، إلا أنّ استغلال هذا التّفجير لا يخرج عن نطاق استهداف لبنان وقوى الممانعة فيه وفي غيره من البلدان، لخدمة المشروع الأمريكيّ "الشّرق الأوسط الجديد" لإعادة تقسيم المنطقة لدويلات طائفية متناحرة، وتصفية القضيّة الفلسطينيّة لصالح المشروع الصّهيونيّ التّوسّعيّ. مع ضرورة الإنتباه إلى دعوات قيادات سياسيّة لبنانية هي المسؤولة عن دمار لبنان وتخريبه على مدار عقود؛ لتشكيل لجنة تحقيق دوليّة بخصوص تفجير بيروت الأجراميّ، وتساند دعواتهم أنظمة عربيّة ودول امبرياليّة.
والحديث يطول.
11 –8-2020



#جميل_السلحوت (هاشتاغ)       Jamil_Salhut#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بدون مؤاخذة- بيروت يا وجع القلب
- بدون مؤاخذة- بين الصّحوة والسّبات
- بدون مؤاخذة-الإنغلاق الثقافي وغيره
- بدون مؤاخذة-لنستعمل عقولنا ولنحيد عواطفنا
- قصة الظبي المسحور والعودة للأساطير
- قصة الأطفال النّعجة والحذاء
- الرواية كخطاب ثقافي-واقع وتحديات
- قمر عبد الرحمن وقصيدة الهايكو
- بدون مؤاخذة- متى سرقوا بيضتنا؟
- بدون مؤاخذة- العرب متّفقون على الهزيمة
- بدون مؤاخذة-للمراهنين على المفاوضات
- بدون مؤاخذة-كي لا تغرق السفينة
- بدون مؤاخذة- فلسطين والأردن توأمان
- بدون مؤاخذة-أضحوكة العصر
- خلف العبيدي والسيرة الغيرية
- سليم بركات وأبوّة محمود درويش
- بدون مؤاخذة-I can,t breathe
- بدون مؤاخذة- العنصريّة في أمريكا
- بدون مؤاخذة-حزيران الهزائم
- بدون مؤاخذة-إلى أين نحن ذاهبون؟


المزيد.....




- برج حمود في بيروت.. زيارة إلى -أرمينيا الصغيرة-
- هجوم لقوات -قسد- بمنبج يخلف إصابات في صفوف الجيش السوري
- محللون: نتنياهو يرفض إنهاء مشكلة التجويع
- مطالب العمّال والمفقّرين لن تتحقق إلا بمزيد النضال الواعي وا ...
- ترامب يناور بالغواصات النووية.. مما يتألف الأسطول الأميركي ت ...
- أوكرانيا تضرب العمق الروسي وتكشف عن فساد واسع يستهدف قطاع ال ...
- الأطفال الجائعون وتفشي البلادة الأخلاقية
- أسير إسرائيلي جائع يحفر قبره.. المقاومة تزلزل العالم
- إدانة ماليزية شعبية ورسمية لجرائم التجويع في غزة
- مواقف جديدة لإيران بشأن التخصيب النووي: استئناف القتال مع إس ...


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جميل السلحوت - بدون مؤاخذة-المطالبة بعودة الانتداب