أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - قاسم حسين صالح - العنف في الشخصية العراقية..وراثة أم سلطة؟














المزيد.....

العنف في الشخصية العراقية..وراثة أم سلطة؟


قاسم حسين صالح
(Qassim Hussein Salih)


الحوار المتمدن-العدد: 6642 - 2020 / 8 / 10 - 19:39
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مؤسس ورئيس الجمعية النفسية العراقية

ينفرد العراقيون بمواصفات بينها ما لا يستوعبه عقل ولا يهضمه منطق.فهم منتجون للطغاة..يرفعونهم الى السماء حين يكونون في السلطة ويمسحون بهم الأرض حين يسقطون.وهم منتجون لمن يفلقون رؤوسهم بالحراب من أجل التاريخ والموت فداء لمن ماتوا،وهم عاشوا ويعيشون في بلد تؤخذ فيه السلطة بالقوة المصحوبة بالبطش بمن كانت بيده..والبلد الذي سفكت على أرضه أغزر دماء المحاربين من العراقيين والعرب والأجانب،من المغول والأتراك والفرس والانجليز...الى الامريكان.ولك أن تقرأ تاريخ الخلافتين الأموية والعباسية ثم العثمانية والدماء التي أريقت على أرض العراق في عنف شرس تحز فيه الرؤوس وتدوس حوافر الخيل جثث القتلى.

وحديثا
• قتل العراقيون الملك فيصل الثاني صبيحة 14 تموز 1958،وقطعوا أيادي الوصي وآخرين وطافوا بها في شوارع بغداد.
• وقتلوا في عام 1959،وسحلوا بالحبال،وعلّقوا على المشانق في الموصل وكركوك..عراقيين مثلهم!
• وقتلوا عبد الكريم قاسم في رمضان 1963،وشووا في الشهر نفسه بالنار سكرتير الحزب الشيوعي العراقي وعددا من أعضاء الحزب وهم أحياء، ومثلوا بأجساد آخرين محسوبون على نظام قاسم.
• وعقب هزيمة الجيش العراقي في الكويت عام 1991،وصل العنف بالعراقيين أن وضعوا إطارات السيارات في رقاب عناصر من البعثيين وأحرقوهم أحياء.
• وبعد انتهاء الحرب العراقية الإيرانية في 1988 أبيد اكثر من مائة وثمانين ألف كردي في عمليات الأنفال،وأحرقت آلاف القرى الكردية،وارتكبوا مجزرة في حلبجة ابيد فيها اطفال ونساء.
• وفي دهاليزتحت الارض،وضعوا احياءا في الأحماض التي تذيب اللحم والعظم،والكي والحرق.
• وفي 2003 اكتشف العشرات من المقابر الجماعية تضم رفات آلاف العراقيين،بينهم نساء وأطفال دفنوا وهم أحياء.
• وبين 2006- 2008قتل الآلاف لسبب في منتهى السخافة لأن اسمه (عمر او حيدر او رزكار).
• وفي انتفاضة تشرين/اكتوبر 2019 قتل اكثر من سبعمئة شاب سجلت كلها ضد مجهول! يضافون لقائمة قتلوا بكاتم الصوت.
فأي شعب في المنطقة بهذا الحال،وأية شخصية بشرية بهذا العنف؟

تساؤل في الطبيعة البشرية

يرى عدد من كبار السيكولوجيين والمفكرين( فرويد،لورنز الحاصل على جائزة نوبل،نيتشه، المتنبي القائل: والظلم من شيم النفوس فأن تجد ذا عفــة فـلعـلــّة لا يظلـــم..ان الناس يميلون بالفطرة الى العنف والتدمير المتبادل ويعزون الأمر لأسباب بيولوجية خالصة.يؤيد رأيهم ما جاءت به النظرية التطورية Evolutionary التي ترى ان المورّثات " الجينات" السلوكية تخضع لقانون الانتخاب الطبيعي فتعمل – عبر التاريخ التطوري للانسان -على تقوية مورّثات "جينات" سلوكية معينة واضعاف مورّثات اخرى (مقارب لقانون دارون :البقاء للأصلح)،ما يعني أن الأحداث التي عاشها الانسان عبرتاريخه التطوري تدخلت في عمل المورّثات "الجينات " بثلاث صيغ: تقوية مورّثات معينة، واضعاف أخرى، ودثر أخرى..وتخلص،وفقا لذلك، الى ان العراقيين تشبعت جيناتهم بالعنف (وما تصير لهم جاره).

وبعيدا عن هذه القضية الجدلية ،فان المتفق عليه ان الانسان مجبول على الخير والشر،و نرى ان السلطة في العراق هي المسؤول في اذكاء دافع العنف في الانسان، لأن الحاكم فيها يعد نفسه امتدادا للخليفة..يجب ان يبقى على كرسي الحكم الى يوم يخصه عزرائيل بالزيارة.ولكي يضمن ذلك فان عليه ان يشكل قوى أمنية تتوافر في افرادها صفتان:العنف المفرط والطاعة المطلقة.وكان للأنجليز فضل ابتكار جهاز تحقيقات استخدم في عشرينيات القرن الماضي (طبع الأصابع)..ليترسخ في عقل الأجهزة الأمنية عبر مئة سنة من عمر الدولة العراقية(1920-2020) فكرة ان الشعب متهم دائما وان السلطة هي (أمنا وابونا)..وحال كهذا يفرز بالمقابل شخصية تشعر بالحيف والظلم والحرمان فتلجأ الى العنف المضاد والبطش بمن كانت بيده السلطة.
هل يتغير الحال..وهناك ما يشير الى ادراك الحكومة العراقية برئاسة الكاظمي ما تمارسه اجهزة السلطة للعنف المفرط؟ الجواب..لن يحصل في المدى المنظور ما لم يتم اعتماد استراتجية سيكولوجية تنفذ على مراحل تبدأ باقامة دورات تدريبية للأجهزة الأمنية في خفض العنف وحقوق الانسان وتشريع قانون يدين كل من يشيع الكراهية بدءا من خطابات رجال الدين والفضائيات وانتهاءا بوسائل التواصل الآجتماعي..وبدونها ستظل الشخصية العراقية تمارس العنف طالما وجدت نفسها انها في سلطة ترى ان كرسي الحكم..اثمن من كل مقدّس!



#قاسم_حسين_صالح (هاشتاغ)       Qassim_Hussein_Salih#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حكايتي مع المدى..لمناسبة دخولها السنة الثامنة عشرة
- دورات تثقيفية لأفراد الأجهزة الأمنية
- الأديان والألحاد..وصنعة الموت
- قراءة في كتاب (الفساد في العراق)- د فجر جودة النعيمي
- الحاكم والذمّة وساسة الشيعة - مكاشفة صريحة (2)
- الحاكم والذمّة وساسة الشيعة-مكاشفة صريحة(1)
- العراقيون و..حسبنا الله ونعم الوكيل
- مصطلح (الجائحة) ليس صحيحا.قضية للمداولة
- لهذا السبب..يكرهون عبد الكريم قاسم
- ع علي الوردي..تعريف لشباب وثبة تشرين و..آخرين
- الطغاة زائلون والعلماء خالدون- علي الوردي انموذجا
- كتب مظهر عارف
- أحزاب الأسلام السياسي و ..الفاشية
- السياسيون في العراق..لماذا فشلوا؟ تحليل سيكوبولتك (2)
- السياسيون في العراق..لماذا فشلوا؟ دراسة علمية (1)
- الحاكم وسيكولوجيا اتخاذ القرارات في زمن الأزمات - العبادي وا ...
- من يحكم العراق..الكاظمي أم المالكي؟
- وزارة الثقافة..هل ستكون بمستوى التحديات؟(3)
- وزارة الثقافة..هل ستكون بمستوى التحديات؟ (2)
- وزارة الثقافة..هل ستكون بحجم التحديات (1)


المزيد.....




- انتشر بسرعة عبر نظام التهوية.. لحظة إنقاذ كلاب من منتجع للحي ...
- بيان للجيش الإسرائيلي عن تقارير تنفيذه إعدامات ميدانية واكتش ...
- المغرب.. شخص يهدد بحرق جسده بعد تسلقه عمودا كهربائيا
- أبو عبيدة: إسرائيل تحاول إيهام العالم بأنها قضت على كل فصائل ...
- 16 قتيلا على الأقل و28 مفقودا إثر انقلاب مركب مهاجرين قبالة ...
- الأسد يصدر قانونا بشأن وزارة الإعلام السورية
- هل ترسم الصواريخ الإيرانية ومسيرات الرد الإسرائيلي قواعد اشت ...
- استقالة حاليفا.. كرة ثلج تتدحرج في الجيش الإسرائيلي
- تساؤلات بشأن عمل جهاز الخدمة السرية.. ماذا سيحدث لو تم سجن ت ...
- بعد تقارير عن نقله.. قطر تعلن موقفها من بقاء مكتب حماس في ال ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - قاسم حسين صالح - العنف في الشخصية العراقية..وراثة أم سلطة؟