أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - قاسم حسين صالح - وزارة الثقافة..هل ستكون بمستوى التحديات؟ (2)














المزيد.....

وزارة الثقافة..هل ستكون بمستوى التحديات؟ (2)


قاسم حسين صالح
(Qassim Hussein Salih)


الحوار المتمدن-العدد: 6595 - 2020 / 6 / 17 - 19:42
المحور: المجتمع المدني
    


مؤسس ورئيس الجمعية النفسية العراقية
أمين عام تجمع عقول
تناولت الحلقة الأولى عرضا تاريخيا مركزا للثقافة في العراق،وكيف كانت بغداد قبلة العالم في العلم والثقافة،وكيف اصبحت الثقافة فيها بعد التغيير. ونبدأ هذه الحلقة بتنويه ،خلاصته ان السياسيين يعدون وزارة الثقافة غير سيادية فيما نعدّها نحن المعنيين بعلم النفس والاجتماع اهم من وزارات سيادية لأنها هي المسؤولة عن بناء الانسان وتشكيله فكريا واخلاقيا وسلوكيا وسياسيا،وهي أداة التنوير والمحرّك غير المنظور(داينمو) لتقدم المجتمع،ولأن دور المثقفين في توجهات المجتمع اقوى من دور السياسيين، غير انهم لن يستطيعوا تحقيق ذلك ما لم تكن حاضنتهم..وزارة الثقافة..قد نظّفت نفسها من ثقافات متخلفة وارتقت لمستوى طموحهم.

ثقافات ما بعد التغيير..تشريح سيكولوجي

تعاني وزارة الثقافة من عقد نفسية ،نحدد أخطرها بالآتي:

1.الحول العقلي:
(الحول العقلي) مصطلح جديد نحتناه في علم النفس العربي ليصف واقع الحال الذي عاشه ويعيشه العراقيون بعد 2003..ونقصد به تحديدا،ان المصاب بهذا الحول يرى الايجابيات في جماعته ويغمض عينه عن سلبياتها،ويضخّم سلبيات الجماعة الأخرى ويغمض عينه عن ايجابياتها..وكما يرى احول العين الواحد أثنين ولا يمكنك ان تقنعه انه واحد،كذلك احول العقل يرى ان جماعته على حق والأخرى على باطل ،وان هذه الأخرى هي سبب الأزمات مع ان جماعته شريك فيها.
وكنت تابعت الاحداث من( 2003) فوجدت ان العقل السياسي العراقي منتج للأزمات وغير قادر على حل المشكلات،لأن الادمان على الازمات كالادمان على المخدرات..ففي الحالتين يحدث للعمليات العقلية في الدماغ برمجة ثابتة تجعله يعتاد على تفكير نمطي محدد يجبره على تكراره،وأنه مصاب بالدوغماتيةDogmatism التي تعني الجمود العقائدي او الانغلاق الفكري الذي يعدّ احد أهم وأخطر اسباب الأزمات السياسية والثقافية،و(مرض)خالقي الأزمات من القادة السياسيين.
كان هذا الحول العقلي مقتصرا على الغالبية المطلقة من الحكّام الذين استلموا السلطة بعد 2003،لدرجة ان من كانوا يسمون انفسهم (المعارضة) يرون ان العراق من حقهم فقط،والآخرون لا حق لهم فيه!.وبدءا من عام 2008 انتشرت عدوى هذا الحول لتصاب به كتل سياسية وفصائل مسلحة،كل واحدة ترى ان فكرها..عقيدتها..رؤيتها للأمور هي الصح والأخرى زندقة او ضلالة او غباء..واشتد هذا الحول في 2019 ليوصل الجميع بأن الحكم للسيف لا للعقل..فحصد السيف رقاب المئات بينهم قادة قوم وشباب فكر وابرياء وصبايا واحداث..وامهات وحبيبات مفجوعات.
وباستثناء ثلاث مكونات اجتماعية: المرجعية الدينية،والتقدميين الذين يمتلكون منظورا انسانيا،والمحبون للعراق وطنا للجميع، فأن غالبية العراقيين مصابون بالحول العقلي اخطرهم اولئك الذين توزعوا على مسميات وعناوين وسلطات لا تخضع لسلطة الدولة، كل واحدة ترى انها هي الحق وهي الأصلح لحكم البلد مع انها كلها لا تصلح، لأن من يتحكم به الحول العقلي لا يستمع لنصائح علماء الدين المخلصين لدينهم ولا يأخذ بمشورة حكماء القوم،بل يتفاهم معك بالسيف ان خطّأت فكرته.
وشيوع الحول العقلي يؤدي بالسياسيين الى ان تتحكم بهم عقدة الشك المرضي بالآخر(البرنويا) وتفسير أفعال الآخرين على انها تآمر،فيما تؤدي بالعراقيينن ،ومعظمهم مصاب بـ" سيكولوجيا التبحوش"، الى التفتيش عن عيوب الاخر،فضائحه، قضم السمعة، التشهير..واشاعة الهوس والهستيريا،والشعور بالكراهية الذي يؤدي سيكولوجيا الى الحقد وتفعيل دافع الانتقام ،فيما يشيع عند آخرين موسيقى وأغان ومحبه فيختلط (الحابل بالنابل) في مشاهد لو رآها عاقل لوصفها بأنها أغرب من مسرحيات ما بعد اللامعقول!
والمشكلة،ان الأصابة به لو كانت مقتصرة على جماعة محدودة لكان العلاج ممكنا،لكن ان يصيب ملايين الناس في مجتمع تتعدد فيه السلطات وتضعف فيه سلطة الدولة فان العلاج غير ممكن الآن،ما يعني ان العراقيين سيبقون يدفعون ثمن هذا الحول العقلي خيبات وفواجع الى ان تنجح القوى السليمة المنفتحة عقليا والمتنورة ثقافيا المجيء بحكومة تكون فيها السلطة للدولة فقط وليس لقادة سلطات مصابين بالحول العقل، والتنويه بان السياسي (الأحول عقل)..يتحول الى طاغية او مستبد ان تمكن من الحكم..وتك واحدة من اهم التحديات التي تواجهها وزارة الثقافة.
(يتبع- الحلقة الثالثة)



#قاسم_حسين_صالح (هاشتاغ)       Qassim_Hussein_Salih#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وزارة الثقافة..هل ستكون بحجم التحديات (1)
- تداعيات قرار..يحتاج رأيكم
- مصطفى الكاظمي..هل بدأت المواجهة؟ مؤشرات سيكولوجية
- المثلية الجنسية بين الدين والعلم (2)
- المثلية الجنسية من منظوري الدين والعلم (1)
- مواصفات الحاكم من منظور الأمام علي - لمناسبة ذكرى استشهاده
- العراقيون أصعب خلق الله في علاقتهم بالحاكم - مصطفى الكاظمي ا ...
- القائمة الثانية مذكرة اطلاق سراح توفيق التميمي ومازن لطيف
- مذكرة لدولة رئيس مجلس الوزراء العراقي
- مذكرة لرئيس الوزراء باطلاق سراح توفيق التميمي ومازن لطيف
- مقالب رامز..بين (تحت الصفر) و (مجنون رسمي)
- العراقيون ومتلازمة..(اللهمّ اني صائم)!
- الصيام في رمضان..مفيد أم مضر؟
- الفساد..بين تجربة سنغافورة وتحديات الكاظمي (2)
- العراقيون في المختبر السيكلوجي (الرابعة والأخيرة)
- العراقيون في المختبر السيكولوجي - شيعة وسنّة (3)
- السيد مصطفى الكاظمي مع التحية- عليك بالفساد أولا(1)
- 9 نيسان 2003 - العراقيون في المختبر السيكولوجي(2)
- 9 نيسان 2003 - العراقيون في المختبر السيكولوجي (1)
- شهادات للتاريخ والأجيال . كما في الشيعة..في الشيوعيين ايضا(5 ...


المزيد.....




- بينهم نتنياهو.. هل تخشى إسرائيل مذكرات اعتقال دولية بحق قادت ...
- الأمم المتحدة تعلق على مقتل مراسل حربي روسي على يد الجيش الأ ...
- مسؤولون في الأمم المتحدة يحذرون من مخاطر ظهور جبهة جديدة في ...
- الأمم المتحدة: 800 ألف نسمة بمدينة الفاشر السودانية في خطر ش ...
- -خطر شديد ومباشر-.. الأمم المتحدة تحذر من خطر ظهور -جبهة جدي ...
- إيران تصف الفيتو الأمريكي ضد عضوية فلسطين في الأمم المتحدة ب ...
- إسرائيل: 276 شاحنة محملة بإمدادات الإغاثة وصلت إلى قطاع غزة ...
- مفوضية اللاجئين تطالب قبرص بالالتزام بالقانون في تعاملها مع ...
- لإغاثة السكان.. الإمارات أول دولة تنجح في الوصول لخان يونس
- سفارة روسيا لدى برلين تكشف سبب عدم دعوتها لحضور ذكرى تحرير م ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - قاسم حسين صالح - وزارة الثقافة..هل ستكون بمستوى التحديات؟ (2)