أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - عماد عبد اللطيف سالم - العيدُ والكوفيدُ والحَرُّ والخَرَفُ الوطنيّ














المزيد.....

العيدُ والكوفيدُ والحَرُّ والخَرَفُ الوطنيّ


عماد عبد اللطيف سالم

الحوار المتمدن-العدد: 6630 - 2020 / 7 / 29 - 22:38
المحور: كتابات ساخرة
    


لا أستطيعُ أن أحبّكِ في هذا القيظ.
لا أستطيعُ أن أحبّ أحداً في درجة 51 مئوي.
في درجة 51 مئوي.. أنا أكرهُ الجميع.
وقبلَ أن يهِلّ علينا عيد الأضحى المبارك(رغمّ أنّ لا حجّ هذا العام، ولا أضاحي، ولا عَرَفة) .. احترقَتْ " مولدّة " المحلة عند صلاة المغرب .. فترَكَ "المؤمنون" إمام الجامعِ يتحدثُ وحيداً عن "مفاتيح" الفرج، التي ذابتْ "أقفالها" من شِدّة الحَرّ.
وعندما تدَلّتْ "الوايراتُ" على الأرصفة.. تجمّعَت الحشودُ قُربَ بيت جاسم أبو المولدّة ، الذي خاف من الجماهير المُلتهِبة.. وفرّ إلى جهةٍ مجهولة.
كلّ أقرباءنا المسنّين ماتوا ، أو سيموتون(بالكوفيد أو بالحَرّ) ، قبل يوم "عَرَفة" .
وفي مجلس فاتحة "كوفيدي"غير مُعلَن ، كان رجال العائلة يشربون القهوةَ المُرّةَ ، ويتبادلون التهاني (سرّاً) في مجلس الفاتحة ، لخلاصهم من عجوزٍ "حَدِيّ" ، كان يشكو من "الدولةِ" طيلة الوقت .. ويعتقِدُ أنّ الجميعَ قد أصابهم الخَرَفُ "الوطنيّ" (عداهُ طبعاً).
في هذا "العيد" ، لن يحضَرْ أحدٌ أول وجبة " غداءٍ " بعد وليمة الكاهي والقيمر المُتأخّرة التي كان المُتعايِدون العائِليّون"يدهسونها" في الأعياد السابقة .. وستأكلُ أُمّي ، وحدها ، قِدْرَ "الدولمة" الشاسع ، الذي قامت بإعدادهِ منذ الآن.. في درجة 53 مئوي.
ستتأجّلُ هُدنةُ الأمهّاتِ مع " الكنّاتِ ".. إلى إشعارٍ آخر .
لذا فإنّ هذا العيد .. لن يكونَ عيداً.
"الكوفيد" ، والبلاد ، والحكومة ، و "الدولة" ، و "طبّاخات الرِطَب" ، عواملَ تقتلُ الفَرَح.
وإذا لم يَمُتْ قبل اليوم الأوّل من العيد ، شخصٌ "إضافيّ" ،
سيكونُ اليومُ الرابعُ هو اليومُ الوحيد ، الذي بلا " فاتحة ".
إذا شَبّتْ الحرائقُ في "مولدّات" الدولة،
و هرَبَتْ الحكومةُ إلى جهةٍ مجهولة،
و انخفضَتْ درجة حرارةُ الشَعْب،
عندها يمكنُ أن أحبّكِ من جديد .. في درجة 51 مئوي.
عندها يمكنُ أن أكتبُ القصائد الساخنة..عن عينيّكِ البُنيّتين، وأصابعكِ الطويلة، وضحكتكِ الفاتنة، وصوتكِ العذب.. وشَعْرَكِ الحُلو ، الذي "موّعَ" روحي ،
وعن فستان العيدِ ذاك ، الأسْوَد المُنَقّطِ بالأبيض ،
الذي لهُ رائحةُ النساء الشبيهات
بالماءِ الفائر.



#عماد_عبد_اللطيف_سالم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عندما تَجِفُّ على الرملِ ، وتحتفي بكَ اليابسة
- أنا أعرفُ الأشياءَ عندما تنتهي
- أنتَ أعرَج .. ولَنْ تَلْحَقَ القافلة
- أوُدُّ لو أنّنا نجلسُ الآنَ .. معاً .. يا أبي
- الإقتصاد العراقي .. مأزق الحالة ، وإشكاليّة الحَلّ
- 14 تموز 1958 .. جَدَل التكريس والمُغادَرة
- في العاشرةِ من العُمْر .. كنتُ أقرأ
- توقيتاتٌ للقتلِ بالساعاتِ الكبيسة
- جسورُ بغدادَ فارغةٌ كالقلب .. حَتّى مِنّي
- هذا الذي هوَ أنتِ
- هذا الخراب .. شامِلٌ وعميقٌ و كامِل
- مزابل و مقابر و مسالِخ.. ومستشفيات
- قصصٌ قصيرة .. تشبهُ الليل
- كلّما أردتُ أن أنتَحِر
- علاقات المنَصّات في زمان الكوفيدات
- أشياء عاديّة جداً .. تشبهُ الماء
- نحنُ نكتبُ.. والليالي تزيد
- في التاسعةِ صباحاً .. بتوقيتِ اليرموك
- بعضُ النساء .. بعضُ النساء
- الماضي يمشي أمامي .. مثل كلبٍ أليف


المزيد.....




- شغال مجاني.. رابط موقع ايجي بست EgyBest الأصلي 2024 لتحميل و ...
- في وداعها الأخير
- ماريو فارغاس يوسا وفردوسهُ الإيروسيُّ المفقود
- عوالم -جامع الفنا- في -إحدى عشرة حكاية من مراكش- للمغربي أني ...
- شعراء أرادوا أن يغيروا العالم
- صحوة أم صدمة ثقافية؟.. -طوفان الأقصى- وتحولات الفكر الغربي
- غَيْرُ المَأسُوْفِ عَلَيْهِم -
- وفاة الفنان العراقي عامر جهاد
- غَيْرُ المَأسُوْفِ عَلَيْهِم
- غَيْرُ المَأسُوْفِ عَلَيْهِم .


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - عماد عبد اللطيف سالم - العيدُ والكوفيدُ والحَرُّ والخَرَفُ الوطنيّ