العنف الأسري وأسبابه

فلاح أمين الرهيمي

الحوار المتمدن-العدد: 6625 - 2020 / 7 / 22 - 20:29
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

إن العنف ليس بجديد على المجتمع العراقي وإنما أسبابه وجذوره قديمة إلا أن ظهورها الآن بهذا الشكل يعود إلى انتشار المراسلين للتلفزة والفضائيات وإلى ظهور وعي فكري ينصر المرأة وينحاز بجانبها بالرغم من أن ظهوره واستعماله بهذا الشكل المفرط ظهر الآن لأسباب الظروف الاقتصادية والمعاشية وضعف الوعي الفكري وصراع التسلط والاختلاف بين سلطة الأب وسلطة الأم كما تلعب ظاهرة الغيرة دور كبير في العنف الأسري لأن الغيرة تُعرف بأنها هي المشاعر والسلوك الذي يأتي من خلال شعور الإنسان بالتهديد لعلاقته القوية والشديدة بينه وبين من يحب، ومن خلال هذه المشاعر تجاه من يحب تتولد الغيرة من عدم الأمان والخوف والقلق أو عدم الثقة والمصداقية والحساسية عند الطرفين وغالباً تنتهي العلاقة والرابطة الزوجية والأبوية والأمومة إلى الغيرة المفرطة التي تنعكس من خلال العقل الباطني إلى أوهام تؤدي إلى العنف المفرط ... أذكر بعض الصور والقصص عن ظاهرة الأسباب التي تؤدي إلى العنف التي لها علاقة بالغيرة :
جاء شخص إلي بيته وقت الظهيرة دخل البيت فوجد زوجته تؤدي فريضة الصلاة فطلب من ابنته أن تجلب له قدح ماء وحينما شاهدت الزوجة بنتها تحمل قدح الماء تركت الصلاة وذهبت راكضة نحو ابنتها وضربتها على يدها وسقط قدح الماء من يدها وانكسر وذهبت هي وجلبت له قدح الماء.
والصورة الأخرى : يوجد شخص يلاحظ كلما جلس بجانب زوجته طفله يصرخ ويبكي ويبصق على أبيه ويضربه ويدفعه بيده للابتعاد عن أمه فتضطر الأم أن تحمل طفلها وتبتعد عن الزوج وحينما كبر الطفل أصبح يشاكس والده وحينما يجد أمه جالسة بجانب أباه يثور بالغضب والسب والشتائم على أمه وأبيه فتضطر الأم للابتعاد عن زوجها ومع مرور الوقت حينما كانت الزوجة تجلس بجانب زوجها وتشعر بدخول ابنها أو أي واحد من أفراد العائلة تهرب الزوجة من جانب زوجها وتذهب راكضة إلى أحد الغرف خوفاً من أن يشاهدها ابنها أو أحد أفراد عائلتها ويخبر الابن عن تواجد أمه بجانب زوجها إلى أن استطاع هذا الابن (الأكبر في العائلة) الذي أصبحت له سلطة أبوية على أفراد عائلته أن يغرس الكره والحقد في قلوب إخوانه وأخواته وأصبح جاحد ويبصق ويشتم ويهدد والده ويحتقره وهو يصلي ويصوم والصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر وحفرت على جبهته هلال من السجود في الصلاة والآن أصبح الوالد معزولاً عن أبناءه والبنات متزوجات وهو الآن معذب هو يطهي ويحضر طعامه وهو يغسل ملابسه وكان يقول عن أبناءه (بـﮔلبي وأخاف عليك، ﭼـا وين أضمك) ... وهو صديقي وتربطني به علاقة حميمة ومثقف وأديب ومؤدب وأخلاقه عالية ولا يؤمن بالعنف وقد بذل الكثير في رعاية عائلته وهو الآن مريض وبحاجة إلى عطف ومساعدة أبناءه وزوجته إلا أنه محروم منها ويوجد صاحب محل قريب من بيته يساعده في غسل ملابسه ويخبرني بأنه عاجز عن تأدية حاجته وخدماته وسوف يلجأ إلى الانتحار والخلاص من هذه الحياة التعسة والبائسة ... توجد قصة (أوديب) التي تسرد قصة حب الابن لأمه وغيرته عليها من أبيه وحينما كبر الابن قتل أباه وتزوج أمه. الأب حسب قاعدة السلطة الأبوية يحتاج إلى حب واحترام وطاعة الزوجة والأبناء له لأنه يقدم لهم رعايته وخدمته وحبه ... ما هو تفسير علماء النفس لهذه الظاهرة التي هي مغروزة في نفس الإنسان ؟ هل يكذب المفكر (ميكافيلي) عن ظلم وعنف الإنسان ضد أخيه الإنسان ... وهل يكذب الفيلسوف الانكليزي باوز الذي وصف الإنسان ذئب لأخيه الإنسان ؟... علماء النفس يعتبرون الغيرة عند النساء أكثر بنسبة كبيرة مما هي موجودة عند الرجال ... ومن خلال هذه الصور والأحداث المؤلمة يجب إنصاف الرجل وتأسيس جمعية أو منظمة (جمعية الدفاع عن حقوق الرجل).

#فلاح_أمين_الرهيمي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل