أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عباس علي العلي - الحياة والخلود هم الإنسان الأزلي















المزيد.....

الحياة والخلود هم الإنسان الأزلي


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 6624 - 2020 / 7 / 21 - 14:52
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


في كل الديانات السماوية والكثير من بقايا الديانات الأرضية وبعض الأفكار الإنسانية والأساطير القديمة تتناول فكرة الحياة الآخرة والخلود فيها على أعتبار أن الحياة التي نعيشها بوعينا الآن مجرد تمهيد وتدريب على التعاطي مع أصل الفكرة وتصور ما في جماليات هذه الحياة هو جزء بسيط من جماليات العالم الآخر ،والحقيقة المؤكدة أن ماعدا ما ورد بالنصوص والحكايات المروية بطريق خارج الوعي الحسي بها لا يوجد دليل عقلي ولا منطقي يؤكد الفكرة أو ينفيها وبالتالي تبقى في حدود الميثولوجيا والفكر الديني المجرد من تجربة معاشة .
القوانين العلمية تحكم من جهة بتجدد وتحول المادة من شكل لأخر وتبدل في ماهيات المادة والطاقة دون أن تنكر أو تثبت أن المادة الحالية بعد هلاكها الشكلي تتحول إلى ذات الكيفية في عالم أخر ،لأن صورة العالم الأخر في النص الديني الوصل لنا أن حياتنا هذه وبنفس الكيفية تتكون ولكن بمحددات الزمان والمكان والحال وفق قواعد وأسس متغايرة عن واقع وأسس وجودنا ، الرجل سيبقى رجل يمارس آدميته بذات الطريقة وتمارس عليه وقائع المادة الآنية وإن بشكل مكثف فهو مثلا يحرق بالنار وتجري كافة عمليات الحرق عليه وما يصحبها من عوارض مادية .
إذن الواقع هو ذات الواقع في عالم الخلود أما ما يخص الزمن والمكان وهما الإشكاليتان التي نطق بهما النص وسكت ، نطق أن الزمن يتوقف عند حد الخلود فلا يشعر الموجود في ذلك العالم بمرور الزمن والمكان هو ذات مكاننا وإن كان مستجمع بكثافة في منطقتين هما الجنة والنار أي أن المكان منقسم بسبب حاله التكيفي فهناك مكان سلبي وهناك مكان إيجابي ، ولكن عند التمعن بنص الوصف نجد أن التعارض واقع بين أن يكون الزمن واقف وبين واقع الفعل الحادث في ذلك العالم ، التوقف الزمني يعني توقف الفعل عن الأداء وما ورد إلينا أن الأفعال مستمرة ولا تتوقف ، فكيف لنا أن نفارق ونوافق بين توقف الزمن واستمرار الفعل .
أما من ناحية المكان فهناك أضطراب في تحديد المعالم وتحديد الوصف فإذا كانت الجنة هي نهاية المطاف إلا من خلد في النار هذا يعني أن بقاء المكانين على حالهما طالما بقى حد الخلود وتوقف الزمن نافذ ونحن نعلم أن مجرد توقف المكان عن الحركة يوقف الزمن والخلود هو توقف ذاتي لحركة الزمن مما يعني أن المكان لا بد أن يشهد توقف حركته الجوهرية عند حد ما ، السؤال هذا الحد يبطل مفعول قانون المادة والطاقة أي أن المادة لا تتحول لطاقة ولا الطاقة تتحول إلى مادة وبالتالي لا يمكن أن تكون النار مستعرة أبدية ولا بد أن تنتهي في لحظة ما مما يعني أن الخلود في المكان السلبي نار جهنم سيكون خياليا وغير واقعي طالما أن المنطق الديني يقول بعملية التحول منها خلقناكم ومنها نعيدكم تارة أخرى .
فكرة الخلود فكرة ليست من متبنيات العلم المجرد لا يؤمن بما فيها وإن كان يسلم ببقاء المادة وببقاء الحركة الجوهرية داخل أجزاء المادة المتناهية في عالم الذرات ولكن لا يمكنه أن يؤمن بتعطل الزمن وانقسام المكان وذلك لأن وجود المكان بوجود المادة يعني أن هناك زمن متحرك زمن يؤشر لحركة المادة من خلال أنتقالها وتبدلاتها والفعل الذي لا بد من الإحساس به ، فكيف مثلا أن تتكون الثمار في الجنة أو تتحرك المياه في الأنهار أو كيف يمارس الموجود هناك حياته دون حركة ، فما أن تتحرك جزيئات المادة حتى يتولد الزمن هذا القانون الأساسي في العلم والذي يدحض مسألة توقف الزمن وعندها تصبح مسألة الخلود مسألة وهمية لا أبدية وتفشل معها قناعة الإنسان بالتوفيق بين أبدية المادة وحركيتها مع مرور الزمن .
هل يعني ذلك أن الخلود كفكرة افتراضية غير قابلة للتحقق هذا طبعا وفق لمنطق العقل العلمي المسنون واقعا في الحياة هنا ، قد يقول قائل ولكن منطق الحياة الأخرى من المحتمل أن لا يكون هو ذات المنطق هذا ولا يقاربه في الشكل والكيف والكون وقد يحتمل الأمر منطق متناسب مع حقيقة توقف الزمن مع استمرارية الحركة ، الحقيقية عندما تناقش فكرة معي وتريدني أن أؤمن بها وأعتنقها يقينيا فإنك تخاطب منطق عقلي أنا والمتحكم به نظامي العامل إن لم تضع أساسا أفتراض واقعي أخر يفرق بين هذه الفكرة وبين ما تحدثني عنه ، أي عندما يخاطبني النص الديني عن الزواج وأنهار من خمر والأكل والنوم والحياة الأبدية ويقارن بينها وبين ما أنا أعيشه فإنه يسلم لي بمقولة منطقي .
ولو سكت النص دون أن يشرح هذه الأمور كان أولى لعقلي أن يقبل الأفتراضات ذاتها التي تتعلق بفكرة الله أولا فكرة وجوده وضرورة وجوده وعلة الوجود لأنها تخضع لنظام مغاير منطقا وعملا وأسلوبا ومنهج ،ولكنه قدم لي معطيات حسية من واقع أنا قد جربته ودرست قوانينه وأعرف كيف يعمل نظامه التكوينية وبالتالي فهذه المعطيات المقدمة هي التي نتمكن بها أن نستنبط عالم محكوم بمنطق وعندها تجري المقارنة على أساس أن منطق المعطيات هو ذات المنطق الذي أعيشه وبالتالي ليس هناك مجال للإدعاء بوجود ووجوب الإيمان بمنطق مغاير لأن ما جاء بالفكرة هو تماما ما ثبت بالذهن وقبله العقل .
القول بتفاوت المنطق هنا عن عالم الخلود مجرد قول يخلو من دليل والدليل هنا أننا ما نملكه من صور حسية تقريبية عن عالم الآخرة لا يعدو أن يكون من جنس محسوساتنا وبالتالي عدم وجود هذه الصورة وافتراضها أعتباطا يجرد الطرح من الموضوعية العلمية ويقدم ما بين أيدينا من واقع لنصوغ منه الفكرة التالية ،وسيبقى منطق عالمنا يحكم تجسيدنا الذهني لعالم الآخرة وما يجب أن يكون عليه ومنه فكرة الخلود ،وعندما نؤيد فكرة ما أو ننفيها لا بد من طرح تصور بالمقبل ، والتصور واجب الطرح هنا أن عالم الآخرة والخلود فيه ليس عالما ماديا بالمطلق إنه عالم الروح والمثل والقيم التي يريد الله من الإنسان أن يجسدها ويجعل منها منهج حياة ، أما الجنة فهي للأرواح والعقول أي القدرة المعنوية لتفاعل العقل مع الواقع ونتاج هذا التفاعل وإلا لو عدنا لتفصيلات أدق هناك الف دليل ودليل يمكن دحض فكرة العالم المادي الأخروي وقضية الخلود الحسي فيه .
ويخشى كثيرون منا الموت. ونحن نعتقد في الموت لأننا قيل لنا سوف يموت. نحن نضم صوتنا مع الجسم ، ونعلم أن الهيئات تموت. لكن نظرية علمية جديدة تشير إلى أن الموت ليس الحدث محطة نعتقد.



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حروب الله أم حروب البشر المتألهين؟
- الفكر السياسي العراقي الراهن بين المراهقة والتخلف.
- العراقيون ومن يقتلهم ولماذا يقتلون؟
- هل من نهاية قريبة لواقع العراق السياسي؟
- ظاهرة الزعامة ورمزية الزعيم في الوعي العراقي
- الدرس..... قصيدة في رثاء الإنسان
- بناء المجتمع بين الرؤية والمنهج العملي
- القطاع المصرفي العراقي الخاص الرؤية والمستقبل
- في ذكرى تحرير الموصل داعش الواقع والصورة والأسباب ح2
- في ذكرى تحرير الموصل داعش الواقع والصورة والأسباب ح1
- مكافحة التطرف والطائفية بين البحث عن الأسباب والمعالجة الواق ...
- الزمن مدار من مدارات البحث عن الوجودية ح1
- الزمن مدار من مدارات البحث عن الوجودية ح2
- رسالتي للرب... عبر صندوق بريد السفارة
- النفط وكورونا والنصف الثاني من عام 2020.
- في فهم المعنى أولا
- أين يبدأ الوعي الإيماني وأين ينتهي؟.
- كونية المستقبل من خلال الأجتماعية التاريخية الجدلية
- فرض السلام بداية تأسيس عالم كوني جديد
- حكاية مع جدتي


المزيد.....




- سناتور جمهوري: أسلحة أمريكية بمليارات الدولارات في طريقها إل ...
- Ulefone تعلن عن هاتف مصفّح بقدرات تصوير ممتازة
- الدفاع الجوي الروسي يعترض طائرة مسيرة في ضواحي موسكو
- حركة -النجباء- العراقية ردا على استهداف صرح ثقافي وإعلامي له ...
- البيت الأبيض: أوقفنا شحنة أسلحة واحدة لإسرائيل ولن يكون هناك ...
- -حزب الله- يعلن قصف شمال إسرائيل بـ -مسيرات انقضاضية-
- -ضربات إسرائيلية- شرق رفح.. ومحادثات الهدنة تنتهي دون اتفاق ...
- نتنياهو يرد على بايدن بشأن تعليق إرسال الأسلحة إلى إسرائيل: ...
- انتعاش النازية في أوكرانيا وانتشار جذورها في دول غربية
- شركات عالمية تتوجه نحو منع -النقاشات السياسية- في العمل


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عباس علي العلي - الحياة والخلود هم الإنسان الأزلي