أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - دارين هانسن - في الشوارع الصاخبة














المزيد.....

في الشوارع الصاخبة


دارين هانسن

الحوار المتمدن-العدد: 6624 - 2020 / 7 / 21 - 01:16
المحور: الادب والفن
    


في الشوارع الصاخبة الهي نفسي بعجقة الحياة اتامل المارة والسكرى والعشاق اضع هاتفي الصغير في حقيبتي الممتلئة بالاشياء ليس لها جيبة صغيرة فيصبح موضوع الوصول الى الهاتف مرة أخرى وتامل ما اذا كنت قد كتبت لي او فيما اذا كان هناك أمور جديدة عن الحرب اصعب. في كل حرب عدو وعدو اخر كلنا نصبح أعداء بعضنا في الحرب وكل منا يحارب من اجل ما يعتقد بانه الحقيقة المطلقة وبين حرب الأعداء تسقط انت ممتلئا بدمك مغطى ببقايا الأجزاء من يدك التي اطاحتها القذيفة. لم ارك ميتا ورفضت ان افتح كل الصور التي أرسلت لي. كنت اقرآ بحذر الرسائل والاخبار التي كتبت عنك وكلها تثن على ابتسامتك التي لم تقتلها الدماء. كنت تبستم حين سقطت ورغم ان الدم غطى فمك الا ان اسنانك البيضاء كانت ناصعة. في هذه المدينة الصاخبة اختبئ في الخمارات لوحدي في بعض الأحيان انادي شبحك ان يأتي. تاتي وتجلس بجانبي تمسك بيدي وتقبلها وانت تبتسم وبعجلة تطلب بعض النبيذ بعد ان تنهي ما بقي من كاسي. ببطء تولع سيجارتك وتمسك بيدي مرة أخرى تقبلها وانت تزيح بيدك الأخرى شعري الذي يغطي وجهي.”دعيني أرى عيناك اين بكلة الشعر التي اشتريتها لك قبل أسبوع” تسالني بعصبية وتقبلني وتبتسم. كان الايام لم تمر وكاننا مازلنا في تلك الحانة القديمة منذ دهر. اهل للاشباح قدرة على الرجوع في الزمن. يأتي احدهم ويسالني عما اذا كان الكرسي بجانبي فارغا. اتعجب من سؤاله. كيف له ان يسالني ام ير يدك تذوب في يدي. الم يرى القبلة التي سرقتها من فمي لربما كان يتجاهلك بسبب تلك القبلة! قلت لك الا تقبلني في الأماكن العامة ففي بلادنا البائسة مازالت القبل حرام ولكنك لم تهتم يوما باراء الاخرين. اقتربت منك اداعب خدك قبلتك انا هذه المرة وخرجت مسرعة الي الحمام. المرآة هناك بائسة كروحي التعبة ليست مثلك تبتسم حتى للموت. نظرت الى نفسي وابتسمت صدقت بانك هناك تنتظرني لم اجفف يدي وعدت بسرعة. رايتك بكل قواك بكامل جسدك بضحكتك التي لا تنتهي تأخذ يدي الى ساحة الرقص. القاعة ممتلئة بالراقصين مسكت يدي واليد الأخرى حوطت خصري. كانت شفتاك تداعب مسامات عنقي من دون ان تقبلها فمازلت تعرف كيف تشدني اليك. نظرت في عينيك اقتربت ببطء من عنقك وقدمي تقترب من قدمك. وضعت شفاهي قرب ادنك وشفاهك وعندما اردت ان تقبلني ابتعدت وقدمي تدوس قدمك. جذبتني بيدك التي تحوط خصري وادرتني وانا ابعث بكلماتي ولكنك لا تابه. ادرتني حتى صار ظهري يلامس معدتك وساقينا تتباعدان وتقتربان حسب اللحن. يدك تمسك برفق بخصري كانها تخاف ان يهرب بعيدا وكي اطمئنك باني لن اغادر وضعت يدي فوق يدك ورقصنا.
المدن الصاخبة تقتل المكان والزمن والحرب تترك المجال للاعداء ان يتسامروا وتترك للضحايا فرص للتنفس
المدن الصاخبة التي لطالما عشقتها تعيدك الي بكامل اناقتك وبكامل فوضاك اتثعر بغضبك وشغفك وعشقك واضيع معك في المدن الصاخبة
همست في اذني عن ذاك اليوم الذي التقينا به، في ذاك الشارع امام محل العصير كنت وقتها في طريقك الى العمل وتاخذ بعض العصير معك كي يبلل رتابة المكتب الذي تجلس فيه. اخبرتني عن كيف تلاقت نظراتنا وكيف اقتربت منك اسالك عن الوقت. لم افكر حينها بشيء اخر سوى انك جميل. نعم جميل وحسب. توقفنا عن الرقص فجاة حين صرت تتالم وانت تبتسم. لم افهم ماذا يحدث لك. مسكتك كيلا تسقط ضممتك بقوة ونحن نرقص كالموتى. لا تستطيع الرقص اكثر. الناس في المكان كلهم يكملون الرقص هنا وانت لا تريد الرقص اكثر. لم افهم ابتاسامتك البلهاء. بماذا تفكر الان؟ هل تفكر بتلك الليلة الأولى التي جمعتنا بعد ان بللنا المطر في طريقنا الى منزلك. هل تفكر بتلك الحقيبة الصغيرة التي اهديتها اياك ولم تعجبك. حاول ان تقف صرخت في وجهك، دعنا نكمل الرقص وانت تبتسم ولا تقول شيئا. لا اعرف لماذا تصر على الابتسام وانت ترى بانني لا اطيقه الان. حاولت ان امسكك ان انظر في عينيك واكلمك. لكنك بدات تتلاشى بدات افقدك بدات تختفي وانا أحاول الاحتفاظ بك بدات اجزاؤك تتناثر كفيلم رعب تافه وانا أحاول ان اجمع اجزاؤك بدات تختفي وبدات الموسيقى تعلو وانت تسرع في الاختفاء. لا اريدك ان تسقط أحاول ان اسند ثقلك علي ساقي كيلا تسقط ان اسرع بمناداة الاخرين لمساعدتي ان اسرع بتقبيلك بحملك فوق ظهري ان اسرع بإيقاف الزمن كيلا تسقط ولكنك سقطت وتركتني وحدي أحاول ان اجمع ما بقي من اجزاؤك في ساحة الرقص
في تلك المدينة الصاخبة الباردة وبعد سنوات عدت شبحا كي تجبرني على رؤيتك تسقط وانت تبتسم
رايتك تسقط والمطر في الخارج يهطل ووحدي في ساحة الرقص أحاول ان أوقف مطر عيوني والا ابلل نثراتك التي بدات تختفي
حاولت ان اخبئك في جسدي ولكن نثراتك بدات تتبعثر وتختفي حين يبللها دمعي
سقطت وتركتني وحدي في هذه المدينة الصاخبة الهي نفسي بعجقة الحياة اتامل المارة والسكارى والعشاق
في الحرب هناك أعداء واعداء وكل يحارب من اجل ما يؤمن بانه الحقيقة المطلقة والحقيقة في احلامي هي انك مازلت تضم خصري وتخشى من فقدانه ترقص معي وانت تبتسم وتغيظ بشفاهك مسامات عنقي دون ان تقبله



#دارين_هانسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل تشاركني رقصتي
- عبثية لحظات الحنين
- في تلك الصحراء عارية
- لربما امي تنتظرني
- ارواح في وجه العاصفة
- تراوما من نوع اخر
- البحر و الصور الغامضة
- توضيح الفرق بين الإسلامي والمسلم يتطلب جهد جماعي
- حول مقال ( الحمرا لم تعد لبنانية)
- ممنوع
- عبرنا من هنا
- هل ننتظر قوة خارجية من الفضاء؟
- آعد التسجيل!
- حيرة واقع معفن
- كيف لي
- وطن افتراضي
- بين تلك الخيم ألاف الحكايا
- كاسك سورية من الحدود
- بحضور سرير ميت
- لا للعنف ضد المرأة


المزيد.....




- هتستمتع بمسلسلات و أفلام و برامج هتخليك تنبسط من أول ما تشوف ...
- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - دارين هانسن - في الشوارع الصاخبة