أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - الثقافة والكتابة وجيه مسعود -خرابيش, عن توفيق زياد, شعر-














المزيد.....

الثقافة والكتابة وجيه مسعود -خرابيش, عن توفيق زياد, شعر-


رائد الحواري

الحوار المتمدن-العدد: 6602 - 2020 / 6 / 25 - 23:43
المحور: الادب والفن
    


الثقافة والكتابة
وجيه مسعود
"خرابيش, عن توفيق زياد, شعر"

بعد انقطاع دام أكثر من عشرين سنة تكون الكتابة صعبة، فالكاتبة كالعضلة بحاجة إلى تلين وحركة غير مرهقة، قبل أن تعود/تكون طبيعية، لكن من الصعب على الكاتب الذين نقطع عن الكتابة أن (يحافظ) على اتزانه، فهو يسعى بشكل (مضطربا) ليحق بركبها، ليحصل على المتعة التي فقدها، وليعوض الزمن الذي فقده، هذا ما يحصل مع "وجيه مسعود" الذي يحاول أن يسبق الزمن وأن (يلحق/يلملم) ما فقده من نصوص، متجاوزا (الكبوة)، فهو (يهمل الفواصل) فيما يقدمه، ولكن القارئ يعرف أن مثل هذه (التجاوزات) تخدم العمل أكثر مما تضره، فهي تعكس ما يحمله العقل الباطن للشاعر، وتبين أن هناك طاقة هائلة بحاجة إلى الخروج للفضاء، للحياة، لهذا هي سريعة ومتوترة، وتنتقل من موضوع/فكرة/حدث إلى آخر، من هنا تكمن أهمية ما يكتبه "وجيه مسعود"، فثقافته العالية، وحالة البؤس التي يمر بها وطنه، وما يعانيه كمواطن يعش الغربة والاغتراب، كلها تنعكس فيما يقدمه من نصوص.
العنوان يأخذنا إلى شاعر فلسطيني له أثره في الشعر والأدب، وأيضا يأخذنا على ما قدمه من نضال ومواجهة من المحتل الصهيوني، فصراع الفلسطيني مع الاحتلال الاستيطاني صراع له أكثر شكل، صراع بشيري، وصراع على الأرض، يقول الشاعر: "
"كم اود لو اكتب مثل توفيق زياد:
احب’ حبك,
احب من حبب الحب في حبك,"
استخدام مشتاق الحب ست مرات يعكس الأثر الذي تركه "توفيق زياد" على "وجيه مسعود"، فهو لا يجد ألفاظ/كلمات تليق بتوفيق غير الحب، فبدا وكأنه (فقد/أضاع) قاموسه اللغوي، فلم يجد غير لفظ/كلمة "حب" يشتق منها ويقتات عليها، لكن الفكرة تصل للقاري، فحرفي "من، في" يؤكدان على خصوصية "الحب لتوفيق" وعلى مكانته الخاصة عند "وجيه".
بعد هذا الحب يستخدم لفظ نقيض وصادم:
"و....اكرهك’
اتمنى قتلك
اود ان اتغوط على نجمة قبرك
ان ابول على من حط ازهار الخبث,, في فقاعات يهوه"
وهذا التحول في الألفاظ يعكس حالة الاضطراب عند الشاعر، فستخدم ألفاظ قاسية: "أكرهك، أقتلك"، ومؤلمة: "الخبث"، وقذرة: "أتغوط، أبول" يتناقض مع الفاتحة البيضاء والناصعة، وقد صدمنا الشاعر عندما قال "أكرهك، اتمنى قتلك، أود التغوط، أن أبول" دون أن يوضح من المقصود بهذه الألفاظ، لكن تزول الصدمة والدهشة بعد أن قال "يهوه" فالحب للشاعر الفلسطيني "توفيق زياد"، يقابله قسوة وصراع استدعى استخدام ألفاظ تناسب وطبيعة الصراع.
يقدمنا الشاعر من كاتب فلسطيني آخر "اميل حبيبي" وروايته "المتشائل":

"(فضائيو) (المتشائل) آتون

و.... تعالوا , اذهبوا, قوموا , اعملوا , اقرأوا, اشربوا , ازرعوا , احصدوا, ثوروا,

تغنوا بالغيم , اعبدوه , خمروه ,

ارقصوا عراة , في المرج"
الأفعال السريعة والمتتابعة تعكس الحالة التي يريد أن ينتهي فيها الشاعر وجود "يهوه"، لهذا يدعو إلى العمل الجسدي: "تعالوا , اذهبوا, قوموا , اعملوا، ازرعوا , احصدوا, ثوروا"، وعمل معرفي "اقرأوا"، وعمل مبهج "تغنوا، أرقصوا"، وعمل تراثي "اعبدوه، خمروه"، لكن من هو هذا الذي يريدنا الشاعر أن (نتخلى) عن معتقداتنا وأفكارنا ل"تغنوا بالغيم , اعبدوه , خمروه ,"؟، أنه الإله "حداد/البعل" ركب السحب ومنزل المطر، فالشاعر يقابل الأسطورة "يهوه" باسطورة "حداد/البعل"، وهذا يعد توازن في الصراع، فهناك اسطورة اعتمد "يهوه" يقابلها/يواجهها اسطورة "حداد/البعل"،.
والشاعر يأخذنا إلى طقوس الخصب التي أقامها الفلسطينيون احتفاء بعودة "البعل" فبقوله: "ارقصوا عراة"، أرادنا أن نكون كما كنا نحتفي/نصلي قديما "للبعل/حداد".
والمقطع الرابع يسهب في ذكر المكان:
"و........ صفد الكتاب
اللد الرسول
بيسان الصلاة
يافا الدعاء
والناصرة جسر ما بين كنعان والسماء"
قلنا في موضع غير هذا ان الفلسطيني يتماهي مع المكان، ويأخذ شكل علاقة الروح بالجسد، لهذا هناك حضور لمكان، وهذا الحضور يعكس ما يحمله الفلسطيني لفلسطين، للأرض التي أجبر على تركها/هجرتها غصبا وكرها.
تستوقفنا الطريقة التي تناول فيها الشاعر المدن الفلسطينية، فكلها متعلقة بالعبادة" صفد بالكتاب، اللد بالرسول، يافا بالدعاء، والناصرة جسر الأرض/كنعان والسماء، فالشاعر يقرن الأرض/فلسطين بالعبادة التي نتقرب بها إلى الله، فبدون الأرض لا يكون هناك عبادة.

وهناك علاقة بين فاتحة القصيدة وخاتمتها، فالبداية جاءت تتحدث عن توفيق زياد" ابن الناصرة، والخاتمة خصها النصر عن بقية المدن، فجعلها الجسر الرابط بين السماء والأرض، وهذا يعكس "الحب" الذي يكنه الشاعر "لتوفيق زيادة" ولمدينة "توفيق زياد".
القصيدة منشورة على الحوار المتمدن على هذا الرابط:
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=681328



#رائد_الحواري (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التقديم الناعم في - دار شهله- وجيه مسعود
- منهل مالك الكتابة والأنثى
- الاتحاد والتماهي في نصّ -كل ذاك السِّوى- ل -فراس حج محمد-
- السلاسة في -جلد على وهن- وجيه مسعود
- المعرفة والروح في قصيدة -دلني يا حلم- كميل أبو حنيش
- محمد مشية وعالم الومضة
- وجيه مسعود الصعود والهبوط في -كم وددت-
- الفلسطيني في رواية كلام على مصطبة ميت خالد أبو عجمي
- التغييرات الفلسطينية في رواية -اغتراب- أسامة المغربي
- اخناتون ونيفرتيتي الكنعانية صبحي فحماوي
- خرابيش وجيه مسعود
- الاغتراب في مجموعة الحاجة إلى البحر أمين دراوشة
- المرأة المضطربة في رواية -الغربان والمسوح البيض- منى جبور
- عظمة التاريخ في كتاب -فخر الدين إن حكى- عزيز الأحدب
- ماياكوفسكي الليلة الأخيرة
- المرأة في رواية -هناك في شيكاغو- هناء عبيد
- وتبقى أشجار الكرز تزهر في قلبي دوما -سمير عيسى الناعوري-
- الشعر في ديوان قم واعتذر للبرتقال رضوان قاسم
- كميل أبو حنيش رتل هذا النشيد
- حجر يعبد لطفي مسلم


المزيد.....




- -ثقافة أبوظبي- تطلق مبادرة لإنشاء مكتبة عربية رقمية
- -الكشاف: أو نحن والفلسفة- كتاب جديد لسري نسيبة
- -هنا رُفات من كتب اسمه بماء- .. تجليات المرض في الأدب الغربي ...
- اتحاد أدباء العراق يستذكر ويحتفي بعالم اللغة مهدي المخزومي
- -ما تَبقّى- .. معرض فردي للفنان عادل عابدين
- فنانون إسبان يخلّدون شهداء غزة الأطفال بقراءة أسمائهم في مدر ...
- فنانون إسبان يخلّدون شهداء أطفال غزة بقراءة أسمائهم في مدريد ...
- الفنان وائل شوقي : التاريخ كمساحة للتأويل
- الممثلة الأميركية اليهودية هانا أينبيندر تفوز بجائزة -إيمي- ...
- عبث القصة القصيرة والقصيرة جدا


المزيد.....

- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - الثقافة والكتابة وجيه مسعود -خرابيش, عن توفيق زياد, شعر-