أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - منهل مالك الكتابة والأنثى














المزيد.....

منهل مالك الكتابة والأنثى


رائد الحواري

الحوار المتمدن-العدد: 6599 - 2020 / 6 / 22 - 13:28
المحور: الادب والفن
    


منهل مالك
الكتابة والأنثى
المخففات، عناصر الفرح التي يلجأ إليها الشاعر هي: "المرأة الطبيعة، الكتابة، التمرد" بعض الشعراء يجعلون المرأة هي الباعث/الخالق لبيقة العناصر، لكن في هذه القصيدة الشاعر يوحد/يجمع ما بين الكتابة/القصيدة وما بين المرأة/الأنثى، ولا تكمن اهمية ما جاء في القصيدة على هذا التوحد/الجمع فحسب، بل على الطريقة الذي قدمت فيها، وعلى شكل التقديم، الذي مزج الإيحائي مع الواقعي، كما أن اللغة لها موقع جمالي، وإذا ما توقفنا عند اللغة المتمردة ـ رغم سهولتها وبساطتهاـ يكون الشاعر قد جمع ثلاثة عناصر للفرح/للتخفيف، الكتابة، والمرأة، والتمرد.
يفتتح الشاعر القصيدة:
"فيما مضى
كنتُ أكتبُ القصيدةَ
أنثى
كنتُ أوقِظُ الفتنةَ
وأقول: رحِمَ اللهُ
من أيقظها"
لفظ القصيدة مؤنث، وهذا (يسهل) عملية (جمع) التأنيث، وهناك لفظ مؤنث أخر، "الفتنة" وهو متعلق بالقصيدة/بالأنثى، وهو يعطي معنى الأثارة/الفتنة، من هنا كان لا بد من وجود (حاجز/مانع) فكان الله، لكن الشاعر (يغرب) فعل المانع/الحاجز "الله"، ويجعله يتماثل معه: "رحم الله من أيقظها"، بدل "لعن الله من أيقظها" وهنا يدخلنا الشاعر إلى الفتنة (السيئة)، الفتنة التي نرغبها ونخاف أن نمارسها، أو نقدم عليه، الفتنة المحرمة كشجرة الجنة:

"كنتُ أوقِعُ البغضاء
بين الزرِّ والعروة
وأُعرّي الكلمة
من سُرياليةٍ مُبهَمَة
لأُلبِسها مجازاً
يشِّفُ عن المعنى"
الثقافة العربية تجعل المرأة/الأنثى سبب الفتنة، فهي من أخرجت الذكر/آدم من الجنة، وهذه الثقافة نجدها في النص، فعناصر الأنثى/الفتنة أكثر من عناصر المذكر، لهذا نجد ألفاظ مؤنثة: "البغضاء، العروة، الكلمة، سريالية، لألبسها"، مقابل ألفاظ مذكرة أقل عددا: "الزر، مجازا، المعنى"، وهذا يعكس ثقافة الشاعر، وأيضا انحيازه لها، أو رغبته بالفتنة/بالأنثى، والذي يؤكد على أن الفتنة لا تتم إلا بوجود النطرين، الذكر والأنثى، لكن في "الفتنة" الغلبة وقوة الحضور تبقى للأنثى على حساب الذكر.
واللافت وجود ايحاء بالفتنة: "بين الزر والعروة، "وأعري الكلمة، يشف عن معنى" وهنا يكمن ابداع الشاعر، فقد تمرد على المجتمع وعلى المنوع والمحذور المحظور تناوله، وهذا يأخذنا إلى (دور) الأنثى في التمرد، فهي من أوحت/سببت تمرد الشاعر، فبدونها ما كانت لتكون "الفتنة" التمرد.
يتقدم الشاعر أكثر في تمرده، وفي حديثه عن الفتنة، عن الكتابة/القصيدة:
"فيما مضى
كنتُ أُغازِلُ الورقة
بقلمِ مراهق
و أُجامع
أنّسِلُ خيط أحلام
من جوربها
أُشَلِّعُ أعشاش اليمام
عن أشهى المواضع
لتأكُلَ عيون الجوارح
مَنّاً وسلوى"
الايحاء بالفتنة جاء بصورة (أوضح) وأعمق، والتي بدأت بالغزل، وانتهت ب"أشلع"، وهذا التسلسل في التقديم والتتابع، منطقي ويخدم فكرة "الفتنة"، التي أقدم عليها الشاعر من خلال "الورقة"، وإذا ما توقفنا عند هذا المقطع، نجد الذكر يتغلب على الأنثى، فعدد الألفاظ المذكرة أكثر وأقوى من المؤنث: "بقلم، مراهق، خيط، أعشاش، المواضع، الجوارح" وهذا يعكس واقع عملية الفتنة/الجماع، فدائما يتم الحديث عن دور وقوة الذكر، بينما يتم الاشارة إلى الأنثى بصورة عابرة، رغم أنها فاعل مهم وحيوي كالذكر تماما، لكن الثقافة العربية تحول دون تناولها كما يتناول الذكر.
بعد عمل الفتنة/الجنس، يهدئ الذكر، فقد أخذ حاجته، وأصار شبعانا بعد أن كان جائعا، والكلام، الحديث قبل الأكل غيره بعد الأكل، فقبل الأكل/الجوع نجد الشهوة حاضرة ومؤثرة، لكن بعد الشبع يأخذ الكلام شكل العادي/الطبيعي، فلا نجد فه عنفوان ولا قوة أو اندفاع:
"فيما مضى
ثُمَّ انقضى
حُلمي الوحيد
أمسى
طحنُ حرفي
دقيق
أُطعِمُ مِنهُ جائع
كَلِمي صارَ كلام
تُرجمانٌ للمواجع
قلمي صار حسام
و أُقارع
فيما مضى
كنتُ الفتى"
نلاحظ غياب شبه كلي للأنثى، فلم يعد لها وجود سوى بلفظ "المواجع"، وحتى أن الشاعر يذكر الكلمة" كَلِمي، كلام" وهذا يخدم فكرة الفتنة/الجنس بعد الفعل، "فقد ذهبت الرغبة بالأنثى مع ذهاب الشهوة، فتم الحديث عن الذكر وعما آل إليه بعد ان أخذ حاجته وقام بالفتنة، ونجد هذا (الذبول) لقوة الانثى في ألفاظ: "فيما مضى (مكررة)، انقضى، الوحيد" فهل هذه اشارة إلى ان "الفتنة" لم تكون طبيعية، ناتجة عن زواج؟، لهذا جاءت الخاتمة ذابلة ومتعلقة بالماضي "انقضى، طحن، صار، كنت"؟
النص موجود على صفحة الكاتب.



#رائد_الحواري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاتحاد والتماهي في نصّ -كل ذاك السِّوى- ل -فراس حج محمد-
- السلاسة في -جلد على وهن- وجيه مسعود
- المعرفة والروح في قصيدة -دلني يا حلم- كميل أبو حنيش
- محمد مشية وعالم الومضة
- وجيه مسعود الصعود والهبوط في -كم وددت-
- الفلسطيني في رواية كلام على مصطبة ميت خالد أبو عجمي
- التغييرات الفلسطينية في رواية -اغتراب- أسامة المغربي
- اخناتون ونيفرتيتي الكنعانية صبحي فحماوي
- خرابيش وجيه مسعود
- الاغتراب في مجموعة الحاجة إلى البحر أمين دراوشة
- المرأة المضطربة في رواية -الغربان والمسوح البيض- منى جبور
- عظمة التاريخ في كتاب -فخر الدين إن حكى- عزيز الأحدب
- ماياكوفسكي الليلة الأخيرة
- المرأة في رواية -هناك في شيكاغو- هناء عبيد
- وتبقى أشجار الكرز تزهر في قلبي دوما -سمير عيسى الناعوري-
- الشعر في ديوان قم واعتذر للبرتقال رضوان قاسم
- كميل أبو حنيش رتل هذا النشيد
- حجر يعبد لطفي مسلم
- كميل أبو حنيش -لعلي أعود نهارا
- عائلة من الروهينغا مصطفى القرنه


المزيد.....




- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - منهل مالك الكتابة والأنثى