أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد الوجاني - قراءة سريعة لنتائج الاقتراع السري بالجمعية العامة للأمم المتحدة















المزيد.....

قراءة سريعة لنتائج الاقتراع السري بالجمعية العامة للأمم المتحدة


سعيد الوجاني
كاتب ، محلل سياسي ، شاعر

(Oujjani Said)


الحوار المتمدن-العدد: 6597 - 2020 / 6 / 19 - 20:59
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عرف رواق الجمعية العامة للأمم المتحدة ، آخر شوط للاقتراع السري ، قصد انتخاب أعضاء جدد بمجلس الامن ، كأعضاء غير دائمين ، بعد ان انتهت المدة الزمنية للأعضاء المنسحبين ، وعلى راسهم جنوب افريقيا التي تؤيد أطروحة انفصال الصحراء عن المغرب ، وتعترف بالجمهورية الصحراوية .. وجمهورية الدومينيك ، وألمانيا ، وبلجيكا ، واند ونسيا ..
ومن خلال الندوة الصحفية التي عقدها رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة السيد تيجاني محمد ، يكون قد فاز لعضوية مجلس الامن الغير دائمة ، دول تصطف الى جانب البوليساريو ، كدولة إيرلندة ، ودولة النرويج ، ودولة كينيا عن المجموعة الافريقية التي تعترف بالجمهورية الصحراوية ، ودولة المكسيك التي تعترف بدورها بالجمهورية الصحراوية ، إضافة الى دولة الهند التي بعد ان اعترفت سابقا بالجمهورية الصحراوية ، سحبت اعترافها ، والتزمت الحياد بفضل صفقات فوسفاط الشعب المغربي المحروم منه ..
ومن خلال الندوة الصحافية للسيد رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة ، فكينيا تكون قد فازت بما مجموعة 129 دولة التي صوتت عليها ، مقابل حصول الدولة المنافسة التي تمثل مصالح النظام المغربي جيبوتي ، التي فتحت لها قنصلية بالأقاليم الجنوبية المتنازع عليها ، ب 62 صوت ، ل 62 دولة ، رغم الحملة التي باشرتها المجموعة الفرنكزفونية بقيادة فرنسا ..
ان نتيجة التصويت هذه ، خلفت ردود أفعال لذا قيادة جبهة البوليساريو ، ولذا أصدقاء الصحراء ، الذين يدعون الى الاستفتاء وتقرير المصير للإقليم المتنازع عليه ، كما اشعلت الفرحة والسرور، والغبطة ، والابتهاج ، في صفوف جبهة البوليساريو التي تعترف بها الأمم المتحدة في القرار 34 / 37 / 1979 كممثل شرعي وحيد للشعب الصحراوي .
فالتصويت السري الذي عرفه رواق الأمم المتحدة بنيويورك ، والاعلان عن فوز الدول المُتخنْدقة الى جانب جبهة البوليساريو ، وهي النرويج ، و إيرلندة ، والدول التي تعترف بالجمهورية الصحراوية ككينيا ، والمكسيك ، اعتبرته جبهة البوليساريو منّة من الله سقطت من السماء ، خاصة وان الجبهة تمر بظروف عويصة وصعبة ، ولم تكن تنتظرها ، ولا تخيلتها يوما من الأيام ، حين اصدر القضاء الاسباني من خلال المحكمة العليا ، قرارين يضربان في الصميم العِرْق النابض للبوليساريو في اسبانيا .
ان التصويت السري الذي عرفه رواق الأمم المتحدة ، وجاءت نتيجته بانتخاب دول تصطف الى جانب الجبهة ، كان تعويضا خفف من وقع الضربة ، التي تلقتها الجبهة من الدولة الإسبانية ، قضاء ( المحكمة العليا ) ، وسلطة تنفيذية ( وزيرة الخارجية الاسبانية ) .
وإذا كانت جبهة البوليساريو لم تتمالك ضبط اعصابها ، وهي تسرع من خلال العديد من المواقع الإلكترونية ، الى التعبير عن فرحها وابتهاجها ، فالنظام المغربي الذي فشل في ترجيح كفة جيبوتي ، ورغم الحملة الفرنكوفونية التي قادتها فرنسا ، لزم الصمت ، وكأنه بصدد تقييم نتائج التصويت السري الذي فاجئه ، وبصدد اعداد العدة ، والتحضيرات ، لمواجهة ما قد يترتب عن وجود دول تعاديه ، بسبب دكتاتوريته ، وفاسده ، وتقاليده المرعية القروسطوية ، التي لم تعد مقبولة امام ثورات الشعوب الحرة في الولايات المتحدة الامريكية ، وفي اوربة ، على رموز العبودية ، والعنصرية ، والاستعمار ...
لكن هل انتخاب دول تتخندق الى جانب جبهة البوليساريو بمجلس الامن ، كأعضاء غير دائمين ، من شأنه ان يُسرّع بحل الاستفتاء التي تطالب به الجبهة ، رغم ان النظام المغربي اعترف بالجمهورية الصحراوية في يناير 2017 ، قبل احرازه على العضوية داخل الاتحاد الافريقي .. ؟
من يجهل ان الأمم المتحدة هي مسلخ تسلخ فيها القضايا العادلة ، ومقبرة تدفن فيها حقوق الشعوب المناضلة ضد مختلف اشكال العدوان ، وانّ القانون الدولي ، وكل مؤسسات الأمم المتحدة ، من الجمعية العامة ، الى مجلس الامن ، تقف دائما الى جانب الطرف القوي ، وتتجاهل الطرف الضعيف بالكامل ، وهذا حال القضية الفلسطينية منذ اكثر من اثنتي وسبعين سنة ، سيقع في خطأ رمي كل بيضه في سلة واحدة ، وهو نوع من الانتحار بيد واضعي البيض في السلة الواحدة .. لذا فرغم فوز دول تعادي مغربية الصحراء ، وتعترف بالجمهورية الصحراوية ، بمقعد غير دائم بمجلس الامن ، فان هذا لن يغير شيئا في طبيعة الصراع الذي يدور اليوم بين شرعيتين ، شرعية قانونية تمثلها قرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة ، وقرارات مجلس الامن ، وشرعية الأرض التي يمثلها النظام المغربي ، والواقفين الى جانبه ، كفرنسا ، واسبانيا مؤخرا ..
فما الفائدة من وجود خمسة عشر دولة ، وجودا غير دائم بمجلس الامن ، وحتى ولوْ كانت كلها تعترف بالجمهورية الصحراوية ، وليس فقط بجبهة البوليساريو ، إذا كان الكبار الذين يتمتعون بالفيتو ، يتحكمون في الصراع بكل حيثياته ، حيث يمكن لدولة واحدة من دول الفيتو استعمال حق النقض ، حتى يتم ابطال أي قرار لا يروق الدولة التي تتنازع الدولة التي كان سيصدر القرار لصالحها ..
فعندما تصوت كل الدول الخمسة عشر غير دائمة العضوية بمجلس الامن ، ويصوت معها اربع دول كبرى تتمتع بالفيتو ، على قرار سيخلق متاعب ، ومشاكل للنظام السياسي لبلد ما كالنظام المغربي ، ولنجدته وانقاذه من السقوط ، تستعمل فرنسا حق الفيتو في نقض القرار غير المرغوب فيه ...
فما الفائدة إذن حين يكون مجلس الامن عاجزا عن تمرير قرار من قراراته ، التي ستصبح معطلة بفيتو تستعمله احدى الدول الدائمة العضوية بمجلس الامن ، كفرنسا مثلا حين تعطل باستعمالها الفيتو ، ابطال تنفيذ القرارات التي صوتت لصالحها في مجلس الامن ، إرضاء للطرف الصديق المَحْمي المُهدّد في وجوده بقرارات مجلس الامن ، رغم انها تبقى قرارات استشارية ، تفتقر الى طابع الضبط والإلزام ، لأنها لم تصدر تحت البند السابع من ميثاق الأمم المتحدة ..
ورغم ان الدول الجديدة التي فازت بالعضوية غير الدائمة لمجلس الامن ، وهي العضوية التي ستبدأ في يناير 2021 ، تشجع ، وتدعم المواقف الداعية الى توسيع صلاحيات المينورسو Le MINURSO لتشمل مراقبة حقوق الانسان بالأقاليم المتنازع عليها ، فما الفائدة ان تصوت على قرار من مجلس الامن ، يقضي بتوسيع اختصاصات هيئة الأمم المتحدة لتنظيم الاستفتاء بالصحراء الغربية ، إذا كانت فرنسا ستستعمل حق النقض / الفيتو لتعطيل القرار المذكور ؟
إذن . لماذا ستفرح البوليساريو بدخول دول تؤيدها ، ودول تعترف بها الى مجلس الامن ، إذا كانت كل هذه الدول غير قادرة على تمرير قرار بمجلس الامن تحت البند السابع ، وكانت عاجزة عن فعل أي شيء امام النقض / الفيتو الفرنسي ضد القرارات التي صوتت عليها فرنسا بمجلس الامن ؟ أي انها تصوت على قرار ، وفي نفس الوقت تصوت على تعطيله ؟
كذلك لماذا ستغضب البوليساريو من اتخاذ المحكمة العليا الاسبانية ، لقراريْن نوعييْن اثّرا على الوجود القانوني لجبهة البوليساريو فوق الأراضي الاسبانية ، ما دام ان الدولة الاسبانية ( سلطة تنفيذية ، وسلطة قضائية ) لن تستطيع تمديد قراراتها القضائية ، وقراراتها التنفيذية خارج التراب الاسباني ، وما دام ان هناك دول أخرى بأوربة ، وبأمريكا اللاّتينية ، وبأمريكا الشمالية ، إضافة الى روسيا الاتحادية .. لا تعترف بمغربية الصحراء ، ومنها من يؤيد جبهة البوليساريو ، ومنها من يعترف بالجمهورية الصحراوية ...
امّا عن قرار الصين مؤخرا ، بعرقلة حضور الجمهورية الصحراوية في اللقاء المرتقب بين الصين ، وبين الاتحاد الافريقي ، فيقف وراءه ، استغلال النظام المغربي الظرف العصيب الذي كانت عليه الصين ، في الأيام الأولى لتفشي جايْحت الوحش كورونا ، حين بادر النظام وأرسل للصين اكثر من مليون كمّامة ، إضافة الى أجهزة التنفس الاصطناعية ...
فما قام به النظام المغربي وهو تصرف ذكي ، وفي وقت كل اوربة ، وامريكا تنكروا للصين ، اعطى نتائجه الإيجابية بالتشطيب على حضور الجمهورية الصحراوية ، اللقاء الصيني / الافريقي ، ويكون النظام المغربي قد ضمن سلاحا جديدا بمجلس الامن ، هو سلاح الفيتو الصيني ، الى جانب الفيتو الفرنسي في ابطال كل القرارات التي ستضر بالنظام المغربي .. في قضية الصحراء ..
ان نزاع الصحراء ، هو اكبر من حجم النظام المغربي ، لان لا دولة في العالم تعترف بمغربية الصحراء ، واكبر من النظام الجزائري ، ومعها جبهة البوليساريو ، التي رغم اعتراف العديد من الدول بها ، وهناك من يؤيدها كجبهة ، وليس كجمهورية ، فتبقى جمهورية هلامية ، او كركوزية ، لأنها تفتقر كذلك الى اعتراف الأمم المتحدة ، ومجلس الامن بها .
والسؤال الى متى سيبقى الصراع مفتوحا بين الشرعية القانونية ، وبين شرعية الأرض الأكثر قوة عن الشرعية القانونية ..
والسؤال : ماذا حين سيعجز مجلس الامن على فرض حلّ ما ، وتعجز الأمم المتحدة من تنزيل قراراتها ، لافتقادها الى قوة الضبط ، والجبر ، والالزامية ...
فحتى الاتحاد الأوربي ، لا يلتزم بأحكام محكمة العدل الاوربية ، التي من المفروض ان تكبل قراراته طبقا للقرارات التي تصدرها محاكمه ....
فهل اصبح النزاع الدائر منذ 1975 ، ومنذ 1991 ، مَلْهات تلتهي به كل الدول ، بما يعيق فرض حل طبقا لإرادة اطراف النزاع ، المرتهنة لإرادة الكبار ، المتحكمين في القرارات الدولية ، بما يخدم السياسات المتجردة من أي مدلول أخلاقي وانساني ...



#سعيد_الوجاني (هاشتاغ)       Oujjani_Said#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جبهة البوليساريو تفتري على البرلمان الاوربي
- العقلية الانقلابية
- حكومة تكنوقراط ، حكومة وحدة وطنية
- من يحكم ؟
- هل يتدارك ملك المغرب ما تبقى من الوقت الضائع .....
- شكرا الوحش كورونا
- المحكمة العليا الاسبانية
- حصار قطر / حين يدعو المتورط في قتل الفلسطيني المبحوح ، ضاحي ...
- تنافس أم صراع بين الجهاز البوليسي الفاشي ، وبين الجهاز السلط ...
- صفات الملك الحميدة / الاستثناء
- التغيير
- التحضير لقرع طبول الحرب بين النظامين المغربي والجزائري
- الجمهورية الموريتانية والجمهورية الصحراوية
- رئيس موريتانية يجري مكالمتين منفصلتين مع نظيره الجزائري والت ...
- نقل الحرب من التخوم الخارجية الى التخوم الداخلية / هل بدأ ال ...
- بديل السيدة نبيلة منيب / الحزب الاشتراكي الموحد
- تفجيرات 16 مايو بالدارالبيضاء ، و 11 مارس بمدريد
- الحسن الثاني
- حجج اطراف النزاع حول الصحراء الغربية
- في ذكرى تأسيس الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي ال ...


المزيد.....




- انجرفت وغرق ركابها أمام الناس.. فيديو مرعب يظهر ما حدث لشاحن ...
- رئيس الوزراء المصري يطلق تحذيرات بشأن الوضع في رفح.. ويدين - ...
- مسؤولون يرسمون المستقبل.. كيف ستبدو غزة بعد الحرب؟
- كائن فضائي أم ماذا.. جسم غامض يظهر في سماء 3 محافظات تركية و ...
- هكذا خدعوهنّ.. إجبار نساء أجنبيات على ممارسة الدعارة في إسطن ...
- رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز يقرر البقاء في منصبه
- هجوم إسرائيلي على مصر بعد فيديو طريقة تدمير دبابة -ميركافا- ...
- -حتى إشعار آخر-.. بوركينا فاسو تعلق عمل وسائل إعلام أجنبية
- أبراج غزة.. دمار يتعمده الجيش الإسرائيلي
- مصر.. تحركات بعد الاستيلاء على أموال وزير كويتي سابق


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد الوجاني - قراءة سريعة لنتائج الاقتراع السري بالجمعية العامة للأمم المتحدة