رسالة من فتاة إيطالية إلى قادة الغرب

أسامة هوادف

الحوار المتمدن-العدد: 6597 - 2020 / 6 / 19 - 10:49
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

عزيزي ماكرون عزيزتي ميركل...شكرا..شكرا على تخليكم عنا في وقت الحاجة ،شكرا على رفضكم تزويدنا بكمامات طبية بسيطة وأشياء أخرى من أجل منع تفشي الفايروس كنا سندفع ثمنها كما تعرفون ، نحن الايطاليون هؤلاء المتسخون الغير منضبطون المبالغون الفلوكلوريون فقراء ومافيويون في أوقات كثيرة، لكننا نحن أيضا من بنى لكم الطرقات والمدراس ،أولئك الذين علموكم الأبجدية التي تستخدموها ، شرحوا لكم القوانين الحقوق ،تنظيم الدولة وكيفية إرساء دولة القانون .
إنهم نحن الإيطاليون أصحاب الأعمال الفنية التي تملأ متاحفكم وأصحاب النصوص التي تدرسوها هؤلاء الذين يكابدون عناء الحفاظ على أكثر من 70℅ من الإرث الثقافي الفني العالمي الذين يطلبون رسما بسيطا لزيارة المتاحف ..نحن الإيطاليون من قدم لكم الفن والثقافة التي تقوم عليها حضارتنا وحضارتكم التعبير الأعلى عن الجمال التناغم والتوازن التي لم يبلغها الإنسان قط .
نحن الإيطاليون الذين قدموا لكم الحضارة التي قضيتم عليها مفرقين العالم في القرون الوسطى ، ومن ثم بعد قيامها ونجاحها قما بتقديم النهضة للعالم الفن الجغرافية الأقتصاد التعليم.
نحن الإيطاليون الذين اخترعوا البارميجانوا المودزاريلا البروشوتو السلامي الرافيولي التور تياني المثلجات اللازانيا البيتزا إلخ.
نحن الذين أحضرنا إلى فرنسا دوالي العنب ،نحن من علمكم تحضير النبيذ وتقطير المشروبات.
هؤلاء الذين يواجهون كل عام محاولات التقليد الغير قانوني لمنتجاتنا وعلامتنا التجارية والموضة أيضا ،أنتم أيها السيد ترامب والسيد جونسون ،شكرا على الإسراع بعزلنا بدلا من مساعدتنا ،لنذكرك أيها السيد ترامب،لولا الإيطاليون لكنت متواجدا على أرض جائعة لا في أمريكا مختالا بغناك ،لولا إبحار متهور ايطالي نحو المجهول، لم تكن حتى لتستطيع أن تأكل البطاطا ، أما أنت يا سيد جونسون دعني أذكرك بأن ثروة أمتك أسس لها تحت العلم الذي تنازلنا لكم عنه لاستخدامه على سفنكم كي لا يهاجمكم القراصنة إنه صليب القديس جورج الممنوح من جمهورية جنوى لولا ذلك لتم كنسكم من سكان أفريقيا، لقد علمناكم الإبحار وقد أتقنتم ذلك جيدا عندما تستخدمون التلفون تذكروا ميوتشي، عندما تتابعوا التلفاز وتسمعوا الراديو تذكروا ماركوني ، عندما تستخدموا الكهرباء تذكروا بان ذلك لم يكن ممكنا لولا السيد فيرمي ، نحن الايطاليون من أخترع البنوك والجامعات ..علم التنبؤ ..علم العمارة ..الهندسة..الفيزياء الكونية..التقويم..الموسيقى، لقد كانوا إيطاليين كل من كريستوف كولومبو ،ماركو بولو ،ليوناردو دافينشي ،مايكل آنجيلو، بيرنيني تيزيانو،رافائيلو بروفيليسكي ،جاليلو سيز، أوكتافيانو فيسباسينو،أوريليو دانتي،وأستطيع أن استمر بالتعداد لساعات ،أعزائي عندما تسمعون اسم إيطاليا يجب عليكم الوقوف على أرجلكم مطأطئي الرؤوس وأن تعوا أن أصل المجتمع الغربي هو من هنا، عندما نطالبكم بالمساعدة عليكم المسارعة راكضين ، لأنه إذ مابقيتم تغرقون العالم في القرون الوسطى لا أدري إذا ما سنستطيع إنهاض الحضارة من جديد لكن إن كان لا يهمكم هذا الأمر فابقوا مع مالديكم ، ابقوا معجبين بأطنان الحديد المطرز، وعند زيارتكم الأعمال الفنية في المتاحف أرجوكم أن تتخطوا الأعمال الإيطالية أنهوا زيارتكم بسرعة، ليكون باستطاعتكم زيارة مصنع سيارات تعمل على الديزل ،اذهبوا لزيارة ما تعتبرونها قصور وهي بالنسبة لنا مدنا تافهة ، أو اذهبوا إلى عاصمة اللازوردو تلك التي تستنسخ البندقية ..فلورنسا ..روما ..تجنبوا أن تأتوا لزيارة البلد الأجمل في العالم لأنكم قد طعنتمونا في الظهر، سنفتح ذراعينا فقط لأولئك الذين ساعدونا عند الحاجة ، سنفتح لهم مدننا الفريدة في العالم ليستطيعوا زيارة روما..البندقية..فلورنسا ..جنوى..نابولي..بولونيا...بيزا...سيسي...سينا..تورينو...باليرمو..اغرجينو..ككريمونا..مانتورا....فيرارا...توسكانا ..المونت . فيرانو..لدوليمتا ..لابوليا..صقلية...سردينيا..،لقد حطمتم اليونان المسكينة بسبب أموالكم،لقد حاولتم أيضا مع إيطاليا لكن لم تنجحوا بذلك، أما الأن فتظنون أن لديكم فرصة توجيه الضربة القاضية ، لكن وبسبب الأنانية لم تحسبوا حسابا بأن ليس الفيروس حدود، سيصيب الجميع بما فيه أنتم، لو ساعدتمونا البارحة بكبح انتشار الوباء بدلا من تقريعنا والاستهزاء بنا لما توجب عليكم اليوم بكاء موتاكم لكن الأنانية قد وقعت وطغت...شكرا
فتاة من إيطاليا

#أسامة_هوادف (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل