أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - محمد مهاجر - حول النظام الطائفى فى السودان














المزيد.....

حول النظام الطائفى فى السودان


محمد مهاجر

الحوار المتمدن-العدد: 6590 - 2020 / 6 / 11 - 22:31
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


-
فى اطار دفاعهم عن الحريات العامة والخاصة يعتقد بعض الليبراليين ان تدخل الدولة لفرض قوانين تحمى المواطن من نفسه, انما هى ابوية الدولة عينها. وعلى الرغم من عدم شمول وجهة النظر الليبرالية هذه, الا ان هجوم الليبراليين على النظام الابوى له ما يبرره. والسبب فى قصر وجهة نظر الليبراليين هو ان تدخل الدول الديمقراطية ياتى دائما لحماية الحريات العامة من الذى يشكلون خطرا على الحريات وليس من اجل ممارسة الوصاية الابوية.

على الرغم من التقدم الكبير فى مجال الحريات العامة والخاصة واحترام حقوق الانسان فى كثير من دول العالم الا اننا نجد ان النظام الطائفى ما زال موجودا فى عدة دول منها الهند وباكستان ودول اخرى فى الشرق الاوسط وافريقيا. ففى الهند وباكستان مثلا نجد ان استغلال افراد الطائفة من قبل زعماء الطوائف ظل سائدا, حيث توجد اعمال السخرة والاستغلال والعبودية الحديثة والسيطرة عن طريق الارهاق بالديون وغيرها. وقد عرف زعماء الطوائف كيف يحافظون على هذا النظام باستخدام كافة اشكال الاكراه ومنها النبذ من الطائفة, حيث لا يجد المنبوذ مجتمعا يتقبله.

ان النظام الابوى لراسخ الجذور فى السودان ومن اوضح امثلته الطوائف الدينية والعشائرية. ومن سمات هذا النظام الترتيب الهرمى حيث نجد زعيم الطائفة فى قمة الهرم يليه افراد اسرته ثم القادة الدينيين والعشائريين. ويتميز هذا النظام بالطاعة وعدم نقد الزعيم او تحدى اراءه وكذلك بالولاء المطلق وبالعقل الجمعى والحذر الشديد من التحديث والميل الى كبح محاولات التعبير عن الاراء المبتكرة. كذلك تسود افراده ثقافة تتقبل الاكراه والخضوع وتتجنب التمرد.

ولان زعيم الطاعة يعتبر بمثابة الاب فان له الحق فى ان يكون وصيا على افراد الطائفة. ولان الفرد يؤمن بان هذه الوصاية فى صالحه فانه ينفذ ما يؤمر به من دون نقاش. لهذا فانه يندر ان تنتقد اراء الزعيم فى العلن ويندر ان يحدث تحدى كبير من اجل الحصول على المزيد من الحريات او من اجل الترقى للافراد العاديين او اجراء اصلاحات كبيرة على النظام

لقد انشات طوائف الانصار والختمية وغيرها فى السودان مشاريعا اقتصادية درت على الاسر الطائفية عائدات مالية ظاهرة التاثير ومع ذلك كان الافراد العاديين فى تلك الطوائف يعيشون حياة المسغبة. ففى الجزيرة ابا مثلا كانت الكثير من اسر الانصار لا تجد التعليم المناسب لابناءها, ذلك التعليم الذى يؤهلهم للحصول على عمل يضمن لهم مصدر دخل يكفى اسرهم. كذلك كان الذين يعملون فى مشاريع دائرة المهدى يتحصلون على معينات غذائية واعانة مالية بسيطة لا تكفى لسد حاجاتهم الاساسية. عونا على ذلك فقد تم حرمان سكان الجزيرة ابا من ملكية الاراضى التى يسكنون فيها

ان اهم السمات التى ساعدت على نشأة واستمرار النظام الطائفى فى السودان هى الثقافة الجمعية ومركزية السلطة وسيادة الذكورة على الانوثة. لذلك نجد ان المجتمع السودانى تسوده قيم التردد من الخروج عما اعتادت عليه الجماعة او الطائفة, و كذلك قيم تفادى تحدى السلطة المركزية, وكذلك يكون الانحياز لقيم الذكورة ضد قيم الانوثة. لذلك وبرغم العيوب الكثيرة للنظام الطائفى فى السودان وبرغم التاكل البين فى بنيته الا انه صمد لفترة طويلة فى مجتمع اتسم بتفجير الثورات. وما لم تحدث ثورة تقافية حقيقية تطور من مفاهيم المجتمع فان النظام الطائفى سيستمر برغم عيوبه الكثيرة



#محمد_مهاجر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حرية ثرنا من اجلها
- هل هى ازمة نخب
- ادارة التنوع
- الاطار النظرى لادارة التنوع
- هل ادارة التنوع ضرورة
- خوارزمية العشق
- حكم القانون
- المغتسلة
- الانتخابات وطريقة التمثيل
- القيادة وتحديات جيل الالفية
- التعددية السياسية واحتمالات التخريب
- الديمقراطية والحكم الرشيد
- اميرة
- ما هي المشاركة السياسية المطلوبة؟
- حتما عليك الرحيل
- من هم قادة تجمع المهنيين؟
- ما هى دوافع المترددين؟
- الانتفاضة تسير فى الاتجاه الصحيح
- ما لم تنجزه الانتفاضة حتى الان
- عوامل نجاح الانتفاضة السودانية


المزيد.....




- مستشار رفيع لنتانياهو: المقترح الذي أعلن عنه بايدن يحتاج -ال ...
- شرطة نيويورك تتدخل باحتجاج مؤيد للفلسطينيين.. وتعتقل 29 شخصا ...
- السيناتور ساندرز: نتنياهو مجرم حرب ولا ينبغي دعوته للكونغرس ...
- بعد شهر من إطلاقه.. هبوط المسبار الصيني -تشانغ آه-6- على الج ...
- توقيف 22 محتجا خلال تظاهرة داعمة للفلسطينيين في متحف بنيويور ...
- الحوثيون: مستعدون لمعركة طويلة الأمد
- وقفة في الناصرة للمطالبة بتحرير جثمان الأسير وليد دقة
- الجزائر.. السجن 5 سنوات لمتورطين بشراء أجهزة أمريكية حساسة ب ...
- السعودية.. مداهمة حية لضبط مروجي مخدر -الشبو- في الرياض (فيد ...
- حزب الله يسقط مسيرة هرميس 900 وإسرائيل ترد بقصف بعلبك


المزيد.....

- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج
- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - محمد مهاجر - حول النظام الطائفى فى السودان