أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد إنفي - ما هذه الصفاقة وهذه الوقاحة يا حامي الدين؟














المزيد.....

ما هذه الصفاقة وهذه الوقاحة يا حامي الدين؟


محمد إنفي

الحوار المتمدن-العدد: 6580 - 2020 / 6 / 1 - 06:21
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


رغم أنني أعرف أن "البيجيديين" انتهازيون في كل شي (في المآسي وفي الفواجع الاجتماعية والإنسانية وفي غيرها؛ فكل شيء عندهم قابل للاستغلال السياسي)؛ إلا أنني لم أكن أتصور أن تصل الوقاحة والصفاقة إلى الحد الذي وصلت إليه مع الأستاذ الجامعي والقيادي في حزب العدالة والتنمية، عبد العالي حامي الدين.
فخلال ندوة تفاعلية عن بعد، نظمها موقع "بناصا"، مساء يوم الجمعة 30 ماي 2020، شارك فيها ثلة من الأساتذة الباحثين والسياسيين، حول موضوع: " هل المغرب في حاجة إلى حكومة إنقاذ وطني بعد جائحة كورونا؟"، اغتنم حامي الدين، بكل وقاحة وصفاقة، مناسبة تقديم العزاء في رحيل الرجل الاستثنائي بكل المقاييس، المجاهد عبد الرحمان اليوسفي طيب الله ثراه، فقيد الوطن وفقيد الحركة الحقوقية والتقدمية عبر العالم، ليقحم، من باب المقارنة، في حديثه عن اليوسفي، المهرج الكبير والكذاب الأشر، عبد الإله بنكيران، كرجل مرحلة ورجل إصلاح جادت به ظروف 20 فبراير 2011 وما بعدها.
وللتغطية على هذه الوقاحة ومحاولة إعطائها بعض المشروعية، أقحم أيضا، في مقارنته، المرحوم محمد بوستى. لكن الأستاذ منار السليمي قد تفطن إلى الهدف السياسي الانتهازي الوقح من إقحام اسم بنكيران في الحديث، فقام بواجبه العلمي والأخلاقي، مشكورا، حيث رد الأمور إلى نصابها، قبل أن يتدخل في موضوع الندوة. وهكذا، تصدى لحامي الدين، مُسفِّها هذا الاستغلال الفج للحدث لتمرير خطاب سياسوي ممقوت ومرفوض علميا وسياسيا وأخلاقيا. وقد تصدى له كباحث، وليس كفاعل سياسي؛ فالأستاذ السليمي لم يقبل، كباحث، أن يقارن عبد العالي حامي الدين بنكيران برجل عظيم من طينة وقامة عبد الرحمان اليوسفي، مؤكدا أن هذا الأخير كان زعيما وطنيا ومغاربيا وعالميا؛ وأشار إلى رسائل التعازي التي تتقاطر من الخارج نظرا لقيمة الرجل ومكانته لدى المنظمات الحقوقية والأحزاب الاشتراكية والشخصيات السياسية البارزة.
أما بنكيران، "فحدو البيجيدي"، على صيغة الأغنية الشعبية "حدو طنجة"؛ ذلك أن زعامته لا تتجاوز صفوف حزب العدالة والتنمية، كما قال الأستاذ السليمي. لذلك، فالمقارنة بين الرجلين لا تسقيم بأي حال من الأحوال وبأي معيار من المعايير.
وإذا كان القياس مع وجود الفارق باطلا حسب القاعدة الفقهية، فالمقارنة، مع وجود الفارق، مرفوضة حسب القاعدة الأخلاقية والعلمية. فالفارق في المقارنة التي قام بها "حامي السوق"، عفوا حامي الدين، صارخ وواضح؛ والأستاذ منار السليمي، كباحث، لم يُفوِّت لحامي الدين الركوب على الحدث والمقارنة بين رجلين لا شيء يجمع بينهما، إلا الانتماء لنفس الوطن.
وعلى كل حال، فإن كان ولا بد من عقد مقارنة بين الرجلين، فلن تكون إلا من باب "بضدها تعرف الأشياء". وفي هذه الحالة، يكون موضوع المقارنة والهدف منها، هو إبراز هذا التضاد.
وهو أمر سهل للغاية، في هذه النازلة؛ فلا نحتاج إلى كبير عناء لإبراز هذا التضاد؛ فهو بارز للعيان في التباين الشاسع والفارق البيِّن بين حياة الرجلين وأخلاقهما؛ فهو تباين بين القمة والحضيض، بين السمو والوضاعة، بين الشموخ والصَّغار، بين الرفعة والانبطاح، بين الصدق والكذب...وغير ذلك من الصفات الرفيعة التي تحلى بها اليوسفي والصفات الوضيعة التي يتسم بها من اختار لنفسه أن يكون "فوق الحمار ودون البغل" (أنظر مقالنا "بنكيران، من "ما دون البغل وما فوق الحمار" إلى ما فوق الحصان الرفيع، بالتدليس!!!!!"، نشر بـ"تطوان بلوس" بتاريخ 28 يناير 2019).
فإذا أردنا أن نقدم بورتريه لكل منهما، سنجد أنفسنا أمام شخصيتين لا شيء يربط بينهما، إلا ما كان من باب التضاد. فإن تحدثت عن الصدق لدى اليوسفي، ستضطر إلى الحديث عن بنكيران كإنسان كذَّاب بامتياز(وقد كتبت، شخصيا، غير ما مرة في هذا الموضوع)؛ وإن تحدثت عن اليوسفي كإنسان كتوم وقليل الكلام، ستجد نفسك مضطرا إلى الحديث عن بكيران كمهرج أو "احلايقي"؛ وإذا تحدثت عن تواضع اليوسفي، لن تجد بدا من التعرض لعجرفة بنكيران وغروره؛ أما إذا تحدثت عن زهد اليوسفي وتعففه (فقد رفض تعويضات هيئة الإنصاف والمصالحة ورفض كل الامتيازات)، فسوف تجد جشع بنكيران و"لهطته" على الماديات منتصبا أمامك؛ ولا أحتاج لتقديم أمثلة يعرفها الجميع. وإذا ما تناولت موضوع الثقافة والعلم في حياة اليوسفي(المثقف والسياسي)، ستصدمك سطحية بنكيران ومحدودية علمه ومعرفته، حتى لا أتحدث عن جهله المركب؛ لذلك كان كثير الكلام والتهريج من أجل التغطية على ضعفه وخوائه؛ وإذا نظرت إلى الرصيد النضالي الهائل لليوسفي الذي كان حاضرا على كل الواجهات والجبهات، ودققت في سجله الحافل بالتضحيات الجسام وبالخدمات الجليلة المقدمة للوطن، حتى وهو في المنفى، واستحضرت كيف لبى نداء الوطن، فهب لإنقاذه من السكتة القلبية بمساعدة إخوانه بفضل العقيدة الاتحادية التي تجعل مصلحة الوطن فوق مصلحة الحزب، سيبدو لك بنكيران، أمام هذه القامة الوطنية والدولية، تافها وحقيرا، خاصة إذا علمت أنه كان مجرد مخبر وممارس للوشاية لفائدة الاستعلامات العامة خلال سنوات الجمر والرصاص؛ وذلك بشهادة محمد الخلطي رئيس هذه المصلحة.
هذا فقط غيض من فيض؛ وإلا فيمكن أن نستحضر كل فضيلة تحلى بها اليوسفي، ولن نجد لها عند بنكيران إلا عكسها. فاليوسفي رحمه الله، حضي باحترام الجميع، لا فرق بين العدو والصديق؛ وذلك لأنه كان صاحب مبادئ وأخلاق عالية.
أما عبد العالي حامي، فقد أخطأ العنوان وتجرأ على الدخول بدون استئذان. وإذ أحيي الأستاذ منار السليمي على موقفه العلمي والموضوعي الذي قدم من خلاله درسا لحامي الدين في ضرورة احترام المقامات وعدم تجاوز السياقات، أؤكد لهذا الأخير أن بنكيران لن يدخل التاريخ إلا من بابه الضيق، ما لم تكن مزبلته هي التي تنتظره.
مكناس في فاتح يونيو 2020



#محمد_إنفي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسالة إلى السيد رئيس الحكومة المغربية في شأن مشروع قانون22.2 ...
- لماذا الإصرار على توجيه النقاش في اتجاه واحد في مسألة مشروع ...
- دفاعا عن حرمة المؤسسات: رسالة إلى أولي الأمر وإلى أهل الاختص ...
- لمصلحة من الضجة الإعلامية المفتعلة في زمن تلاحمنا الوطني ضد ...
- انتعاش الدَّجَل من الخلط بين العلم والإيديولوجيا في زمن كورو ...
- ما مدى علمية وواقعية تصنيف د. محمد الفايد للدول حسب وضع كورو ...
- لقد أكثر العثماني في زمن كورونا!!!
- الشعبوية ليست عملة اتحادية
- الكعبة المشرفة من عام الفيل إلى عام كورونا أو الطير الأبابيل ...
- التفاهة في زمن كورونا
- كورونا ونظرية المؤامرة
- السمات الأبرز للنظام الجزائري: العمى السياسي والغباء الديبلو ...
- عن فتوى -الشيخ- محمد نجيب بوليف
- في الحاجة إلى نموذج ديمقراطي جديد
- التعميم مظهر من مظاهر التفاهة: جريدة -الأخبار- نموذجا
- رسالة مفتوحة من مواطن مغربي إلى الرئيس الجزائري الجديد: أليس ...
- في التبادل الحر، مصلحة من الأولى بالدفاع، مصلحة الدولة الوطن ...
- هل تمتلك مكناس مقومات المدينة الحديثة؟
- المصالحة الاتحادية، نجحت؟ أم فشلت؟
- المصالحة الاتحادية بين الإرادة السياسية وشرط التقييم والنقد ...


المزيد.....




- السعودي المسجون بأمريكا حميدان التركي أمام المحكمة مجددا.. و ...
- وزير الخارجية الأمريكي يأمل في إحراز تقدم مع الصين وبكين تكش ...
- مباشر: ماكرون يهدد بعقوبات ضد المستوطنين -المذنبين بارتكاب ع ...
- أمريكا تعلن البدء في بناء رصيف بحري مؤقت قبالة ساحل غزة لإيص ...
- غضب في لبنان بعد تعرض محامية للضرب والسحل أمام المحكمة (فيدي ...
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /26.04.2024/ ...
- البنتاغون يؤكد بناء رصيف بحري جنوب قطاع غزة وحماس تتعهد بمق ...
- لماذا غيّر رئيس مجلس النواب الأمريكي موقفه بخصوص أوكرانيا؟
- شاهد.. الشرطة الأوروبية تداهم أكبر ورشة لتصنيع العملات المزي ...
- -البول يساوي وزنه ذهبا-.. فكرة غريبة لزراعة الخضروات!


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد إنفي - ما هذه الصفاقة وهذه الوقاحة يا حامي الدين؟