أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف: وباء - فيروس كورونا (كوفيد-19) الاسباب والنتائج، الأبعاد والتداعيات المجتمعية في كافة المجالات - محمد إنفي - الشعبوية ليست عملة اتحادية















المزيد.....

الشعبوية ليست عملة اتحادية


محمد إنفي

الحوار المتمدن-العدد: 6538 - 2020 / 4 / 15 - 20:57
المحور: ملف: وباء - فيروس كورونا (كوفيد-19) الاسباب والنتائج، الأبعاد والتداعيات المجتمعية في كافة المجالات
    


لا شك أن من تتبع الحلقة التي تم فيها استضافة الأستاذ إدريس لشكر، الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية في برنامج"الأحزاب السياسية وقضايا الساعة" الذي تنظمه، خلال الموسم الحالي، مؤسسة الفقيه التطواني للعلم والأدب والأعمال الاجتماعية مع رؤساء الأحزاب، قد لمس- في خطاب الكاتب الأول، إن كان تقدير المتتبع يتمتع بنصيب من الموضوعية وبقدر من النزاهة الفكرية- ما يميز الخطاب الاتحادي، سواء من حيث العمق الفكري والواقعية في التحليل (التحليل الملموس للواقع الملموس) وغياب لغة الخشب... أو من حيث الرؤية الشمولية وبعد النظر وتنسيب (من النسبية) المقاربات والطروحات، بعيدا عن النظرة الأحادية الاختزالية المتعالية عن الواقع والمسجونة في دغمائية متحجرة ومتجاوزة.
لقد كان خطاب ادريس لشكر، خلال حديثه عن تداعيات جائحة كورونا على المغرب والعالم، سواء في الحال أو في المآل، على المستوى الاقتصادي والاجتماعي والجيو-سياسي والفكري وغيره، مطبوعا بالمسؤولية السياسية وبالحس الوطني وبالتواضع العلمي والفكري وبهاجس المصلحة العامة والمصلحة العليا للوطن...؛ وليس بغريب على قائد سفينة الاتحاد الاشتراكي في هذا الظرف العصيب الذي تمر به بلادنا وكل بلدان العالم، أن يسير على خطى وخط القادة التاريخيين للاتحاد الوطني/الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية الذي احتفلنا بذكراه الستين في 29 أكتوبر الماضي الذي يصادف ذكرى اختطاف واغتيال الوطني الكبير، الشهيد المهدي بنبركة.
كما كان حديث الكاتب الأول مطبوعا بالشجاعة الفكرية والسياسية من حيث المواقف المطلوبة في الظرف الحالي تجاه الدولة وتجاه المجتمع، سواء في العرض التقديمي (الذي نوه به كل المحاورون لضيف مؤسسة الفقيه التطواني) أو في تفاعله مع أسئلة الإعلاميين والأساتذة الباحثين المشاركين في البرنامج: محمد رامي، عمر اوشن وعبد الحق بلشكر، ممثلين لمنابرهم الإعلامية؛ وعمر الشرقاوي (أستاذ القانون الدستوري) وعبد الفتاح بالعمشي (أستاذ العلاقات الدولية)، وذلك بإدارة الاستاذ أبوبكر التطواني عبر تقنية التواصل عن بعد.
وتمشيا مع روح خطاب الكاتب الأول الذي ترفع عن تمرير مواقف حزبية ضيقة وعن تصفية حسابات سياسية مع هذه الجهة أو تلك، سوف أحجم عن مقارنة خطابه مع من سبقه أو تلاه من القادة السياسيين في نفس البرنامج؛ وإن كان ذلك مشروعا، وربما يكون مطلوبا في بعض الحالات، خاصة إذا ما وجدت نفسك أمام خطاب يسكنه الغرور ويتملكه الكبرياء الذي ترشح منه الضحالة الفكرية.
وقد أعفتني، في الواقع، الأخت مليكة طيطان حتى من التفكير في الموضوع؛ وذلك، لما تضمَّه مقالها " رسائل الكاتب الأول الجريئة..." (جريدة "الاتحاد الاشتراكي" بتاريخ 13 أبريل 2020) من رسائل قوية إلى التي قصدتها بعبارة "إياك أعني يا جارة" (الجارة الإيديولوجية، طبعا). وتتمثل رسائلها القوية في التقريع والتأنيب على ترديد كلام مستهلك ومكرور لا محل له من الإعراب في الواقع الحالي، لتستنتج، تصريحا لا تلميحا، أن الأمر يتعلق بضعف ثقافي كبير وبخواء فكري بَيِّن. ولم تنس طيطان أن تقدم للمعنية درسا في ضبط المصطلحات وفي احترام المعطيات التاريخية...
وكما تعالى الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي عن الحسابات السياسية الضيقة، تجنب أيضا، في حديثه إلى الرأي العام، أسلوب التبرير وازدواجية الخطاب والمواقف الملتبسة. لقد اعتمد أسلوب الوضوح والصراحة في تناوله لإكراهات جائحة كورونا على المغرب والمغاربة، مشيدا، في هذا الإطار، بالحكامة الجيدة في تدبير هذه الأزمة في إطار مؤسساتي لا غبار عليه، من خلال احترام تام لمؤسسات الدولة بقيادة رئيسها، جلالة الملك.
وبنفس المسؤولية السياسية والمسؤولية الأخلاقية، نوه الكاتب الأول بالحس الوطني والإنساني للمغاربة الذين تفاعلوا بإيجابية مع الاستراتيجية الوطنية في مواجهة الأزمة، سواء على مستوى التدابير الاحترازية المتخذة، أو على مستوى تدبير الخصاص من خلال إحداث صندوق تدبير الجائحة، أو على مستوى الخطة التواصلية التي نهجتها السلطات العمومية مع المواطنين والمواطنات.
وفي هذا السياق، أعتبر الكاتب الأول أن بلدنا- بفضل كل الاجراءات والقرارات التي أعلن عنها جلالة الملك، وكذا كل العمل الذي قامت به مختلف المؤسسات، منها القضائية والتشريعية والتنفيذية، والصحية...- استطاع أن ينخرط في التوجه الاستباقي، وفي الخطوات الاحترازية التي تهم بالأساس حماية المواطن المغربي من الأذى.
وكم أجد مُعبِّرا أن يعطي الأستاذ إدريس البعقيلي هذا العنوان- "إدريس لشكر: مطروح علينا بكل مسؤولية ووطنية صادقة، أن نتواضع وأن ننصت لما يجري حولنا"- للتغطية الإعلامية التي أنجزها عن البرنامج الذي نحن بصدده! (انظر جريدة "الاتحاد الاشتراكي" بتاريخ 9 أبريل 2020).
وتأتي أهمية هذا العنوان من كونه مأخوذا من مستهل جواب الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي على السؤال الأول في الحلقة: "كيف يفكر الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، انسانيا وفكريا واقتصاديا وسياسيا، في هذه المرحلة وما بعدها؟".
وسأكتفي بالجملة (أو الفقرة) الأولى من جواب الكاتب الأول على السؤال أعلاه، من جهة، للتدليل على غياب الشعبوية ولغة الخشب في خطاب الاتحاد؛ ومن جهة أخرى، كخاتمة لهذا المقال المتواضع: "أعتقد، يقول الأستاذ إدريس لشكر، أن المرحلة التي يعرفها المغرب اليوم، دقيقة وجد صعبة.. وأنه بكل تواضع ليس للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية أجوبة جاهزة حول التساؤلات المطروحة..، لأنه مطروح علينا بكل مسؤولية ووطنية صادقة، أن نتواضع وأن ننصت لما يجري حولنا من تطورات للإحداث، وأن نتابع ما يجري خدمة لحقنا أولا في الحياة، وفي أن يستمر وطننا، وبأن تكون البشرية جمعاء بألف خير".
ملحوظة: لمن فاته أن يتابع البرنامج، ولمن قد يرى في مقالي هذا نوعا من المبالغة في مدح الذات (الذات الاتحادية)، ولمن يضع كل الأحزاب السياسية في سلة واحدة، ولمن صدره مملوء بالغل والحقد ضد الاتحاد الاشتراكي أو ضد إدريس لشكر أو ضدهما معا، يمكنهم كلهم الاطلاع (أو إعادة الاطلاع) على التغطية الإعلامية التي أنجزها الأستاذ إدريس البعقيلي، وكذا على التسجيل الكامل للحلقة، بالصوت والصورة، الموجود في الموقع الرسمي للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية.
مكناس في 15 أبريل 2020
.



#محمد_إنفي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الكعبة المشرفة من عام الفيل إلى عام كورونا أو الطير الأبابيل ...
- التفاهة في زمن كورونا
- كورونا ونظرية المؤامرة
- السمات الأبرز للنظام الجزائري: العمى السياسي والغباء الديبلو ...
- عن فتوى -الشيخ- محمد نجيب بوليف
- في الحاجة إلى نموذج ديمقراطي جديد
- التعميم مظهر من مظاهر التفاهة: جريدة -الأخبار- نموذجا
- رسالة مفتوحة من مواطن مغربي إلى الرئيس الجزائري الجديد: أليس ...
- في التبادل الحر، مصلحة من الأولى بالدفاع، مصلحة الدولة الوطن ...
- هل تمتلك مكناس مقومات المدينة الحديثة؟
- المصالحة الاتحادية، نجحت؟ أم فشلت؟
- المصالحة الاتحادية بين الإرادة السياسية وشرط التقييم والنقد ...
- الكفاءات الاتحادية بين ضعف الحضور التمثيلي وقوة الحضور -الكا ...
- الاتحاد الاشتراكي وخطاب الأمل بعمق فكري وأفق وطني: قراءة سري ...
- أَسْحَتَ بنكيران وفَجَر ! اللهم إن هذا لمنكر !!!
- في انتظار التعديل الحكومي، هل سيكون العثماني في الموعد؟
- رجاءا، احترموا ذكاء المغاربة وكُفُّوا عن التحدث باسم الشعب ! ...
- على هامش المطالبة بمراجعة الدستور: فمال هؤلاء القوم يحسبون ك ...
- بنكيران وجريمة اغتيال عمر بنجلون: دعوة إلى فتح تحقيق قضائي ف ...
- حين يصبح العمل الخيري قناعا للفساد


المزيد.....




- نقار خشب يقرع جرس منزل أحد الأشخاص بسرعة ودون توقف.. شاهد ال ...
- طلبت الشرطة إيقاف التصوير.. شاهد ما حدث لفيل ضلّ طريقه خلال ...
- اجتياج مرتقب لرفح.. أكسيوس تكشف عن لقاء في القاهرة مع رئيس أ ...
- مسؤول: الجيش الإسرائيلي ينتظر الضوء الأخضر لاجتياح رفح
- -سي إن إن- تكشف تفاصيل مكالمة الـ5 دقائق بين ترامب وبن سلمان ...
- بعد تعاونها مع كلينتون.. ملالا يوسف زاي تؤكد دعمها لفلسطين
- السيسي يوجه رسالة للمصريين حول سيناء وتحركات إسرائيل
- مستشار سابق في -الناتو-: زيلينسكي يدفع أوكرانيا نحو -الدمار ...
- محامو الكونغو لشركة -آبل-: منتجاتكم ملوثة بدماء الشعب الكونغ ...
- -إيكونوميست-: المساعدات الأمريكية الجديدة لن تساعد أوكرانيا ...


المزيد.....

- جائحة الرأسمالية، فيروس كورونا والأزمة الاقتصادية / اريك توسان
- الرواسب الثقافية وأساليب التعامل مع المرض في صعيد مصر فيروس ... / الفنجري أحمد محمد محمد
- التعاون الدولي في زمن -كوفيد-19- / محمد أوبالاك


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف: وباء - فيروس كورونا (كوفيد-19) الاسباب والنتائج، الأبعاد والتداعيات المجتمعية في كافة المجالات - محمد إنفي - الشعبوية ليست عملة اتحادية