أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد إنفي - المصالحة الاتحادية، نجحت؟ أم فشلت؟















المزيد.....

المصالحة الاتحادية، نجحت؟ أم فشلت؟


محمد إنفي

الحوار المتمدن-العدد: 6461 - 2020 / 1 / 10 - 02:44
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كل من يتحدث عن نجاح أو فشل المصالحة، فهو يصدر حكما، صراحة أو ضمنيا، عن مبادرة لا تزال في بدايتها، أو لنقل عن عمل لا يزال في طور الإنجاز؛ وبمعنى آخر، فهو يقوم بعملية تقييم لشيء غير تام. ومن هذا المنطلق، فهو يرتكب خطأ منهجيا وعمليا فادحا، لن تكون استنتاجاته أو نتائجه إلا واهية أو واهمة.
. فللتقييم شروط، ومن ضمنها أن يكون الشيء الذي نُقيِّمه تاما وقائما بذاته، ونتوفر على كل المعطيات بشأنه؛ ودون ذلك، سوف نصدر أحكاما جزافية. فالمعطيات الدقيقة، أو على الأقل، القريبة من الدقة، ستسمح لنا بمعرفة نسبة الاستجابة أو عدم الاستجابة لنداء المصالحة؛ كما ستسمح لنا بتصنيف الرافضين والمستجيبين للنداء، من حيث النوعية والكم.
كما أن عملية التقييم تتطلب وجود معايير تقاس بها نسبة النجاح أو الفشل. وهذه المعايير لا يجب أن تخضع للعشوائية أو أن تتحكم فيها النزوات الشخصية؛ بل يجب أن تكون من المعايير العلمية والإجرائية، المستعملة في مجال التقييم حتى يكون الحكم مطابقا للواقع.
هناك قاعدة أصولية معروفة تقول: "الحكم على الشيء فرع عن تصوره". والمقصود بالتصور، هنا، الفهم والاستيعاب بشكل يجعل الحكم على الشيء (قول أو فعل أو سلوك) مطابقا للواقع، وإلا سيكون مجانبا للصواب وللحقيقة.
ورغم أنني لست من أهل الاختصاص، فإنني أفترض وجوب توفر بعض القيم في الذي يقوم بعملية التقييم؛ ومن هذه القيم الموضوعية والنزاهة الفكرية؛ وهذا ليس متاحا للجميع، ولا أزعم لنفسي التوفر عليها.
لكن، وكيفما كان الموقع الذي يتحدث منه الناقد أو المنتقد، فإنه، إن احترم هاتين القيمتين أو لنقل إن اعتمد هذين المعيارين أو أحدهما، فسوف يدرك أن لا نجاح كامل ولا فشل تام. فالأمور تبقى نسبية في كل الحالات؛ وإلا سيسقط في الإطلاقية.
لا شك أن كل طرف ينطلق من معطيات معينة، قد تكون حقيقية وقد تكون وهمية، للحكم على عملية المصالحة التي أطلقتها القيادة الاتحادية بمناسبة الاحتفال بالذكرى الستين لتأسيس الاتحاد الوطني/الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، التي اختير لها يوم 29 أكتوبر 2019 (تاريخ اختطاف واغتيال عريس الشهداء المهدي بنبركة). لكن، وكما نعلم، فالاحتفال بهذه الذكرى سيستمر إلى حدود شهر مارس من هذه السنة (2020) من خلال تنظيم، في إطار المنتديات الاشتراكية، خمس ندوات وطنية على مستوى خمس جهات. ولكل ندوة موضوع خاص ومحوري.
أضف إلى ذلك أن المصالحة أُطلقت مقرونة بالانفتاح. فالتقييم أو الحكم على العملية أو المبادرة، يجب أن يكون شاملا وعاما. والمكان المناسب لهذا التقييم العام والشامل، هو المؤتمر الوطني المقبل. أما الانطباعات الشخصية التي تصدر من هذا الشخص أو ذاك، من هذا المنبر أو ذاك، من هذه الجهة أو تلك، فلا قيمة لها من الناحية العلمية والعملية لكونها تفتقد إلى المصداقية والموضوعية.
شخصيا، ناصرت المبادرة منذ انطلاقها، وكنت من الذين ثمنوها منذ الإعلان عنها (انظر "الاتحاد الاشتراكي وخطاب الأمل بعمق فكري وأفق وطني: قراءة سريعة في نداء الأفق الاتحادي"، "الاتحاد الاشتراكي"، 13 شتنبر 2019). لكني غير مستعد لإصدار حكم نهائي، سواء من أجل مجاراة الذين يصفقون لنجاح المبادرة، أو للرد على الذين يهللون لفشل المصالحة. لكني أتابع بشغف كبير الكتابات الرصينة والعميقة لبعض الإخوة الذين عادوا إلى حزبهم، فسخَّروا أقلامهم للدفاع عن المبادرة وعن دورها وفعاليتها في استرجاع الحيوية داخل صفوف الاتحاد الاشتراكي.
لنحاول فهم منطلق كل طرف حتى نساهم ليس في إصدار حكم معين، وإنما فقط في توضيح الرؤية ومحاولة إدراك الدوافع التي تحرك بعض الأشخاص وتتحكم في بعض المواقف.
من خلال بعض ردود الفعل السلبية التي اطلعت عليها (ولا أزعم أنني متتبع لكل ردود الفعل)، والتي تهلل لما تسميه فشل المصالحة، يسهل الحكم عليها بأنها ذاتية وتدخل ضمن الحسابات الشخصية الضيقة، حتى ولو كانت ذات صبغة سياسية. فالتركيز، بشكل مرضي، من طرف البعض على شخص الكاتب الأول كإدريس لشكر وليس كمؤسسة حزبية، تتمتع بشرعية المؤتمرين الوطنيين (التاسع والعاشر)، يسيء لكل الاتحاديات والاتحاديين، مسؤولين (أعضاء المكتب السياسي، أعضاء المجلس الوطني) ومناضلين (المؤتمرات والمؤتمرين وكل الذين انتخبوهم للمشاركة في المؤتمر). ويسيئ هذا الموقف أيضا إلى كل الاتحاديات والاتحاديين الذين لبوا النداء وعادوا إلى حزبهم، سواء كانوا من الذين ابتعدوا عنه لخلاف تنظيمي أو سياسي (الذين أُطلق عليهم في الصحافة وفي وسائل التواصل الاجتماعي اسم "الغاضبين") أو الذين ابتعدوا لأسباب شخصية.
أما فيما يخص الطرف الثاني الذي يحتفي بنجاح المصالحة، أو على الأقل، يتوقع نجاحها اعتمادا على وقائع وأحداث ملموسة؛ من قبيل النجاح الذي حققته "الاحتفالية الكبرى لانطلاق فعاليات تخليد الذكرى الستين لتأسيس الحزب"، والتي تزامنت مع ذكرى يوم الوفاء (29 أكتوبر) لتضحيات رموز ومناضلات ومناضلي الاتحاد. فمسرح محمد الخامس بالرباط شاهد على نجاح تلك الاحتفالية. كما تشهد المكتبة الوطنية بالرباط على نجاح الندوة الأولى من المنتديات الاشتراكية، بعنوان "التطور الاقتصادي بالمغرب: رؤى متقاطعة"، بتاريخ 18 دجنبر2019. ومن المرتقب أن يشهد فندق زلاغ بارك بالاص بفاس يوم 17 يناير الجاري الندوة الوطنية الثانية من سلسلة الندوات التي تم الإعلان عنها خلال احتفالية التأسيس، بعنوان "الحريات الفردية في مغرب اليوم"؛ مما يعني أن القيادة ماضية في تنفيذ البرنامج الذي التزمت به يوم 29 أكتوبر 2019.
فهل هذا كاف لإعلان الانتصار والاحتفال بالنجاح؟ منطقيا يجب أن نترك الأمر لوقته. فالحكم النهائي سابق لأوانه؛ خاصة وأن المصالحة مقرونة بالانفتاح. والانفتاح يتطلب مجهودا تنظيميا وسياسيا وتواصليا لتحقيق المبتغى منه.
لكن هذا لا يمنع من أن ير الاتحاديات والاتحاديين في كل الخطوات السالفة الذكر بوادر النجاح، ليس للمصالحة فقط؛ بل وللانفتاح أيضا. فعملية الانفتاح بدأت تؤتي أكلها، وإن اختلفت نسبة التجاوب من جهة إلى أخرى ومن إقليم إلى آخر. لكن هناك أمل كبير في أن تثمر هذه المبادرة المزيد من الالتحاقات الجماعية والفردية.
وإذا أردنا أن نقارن بين الموقفين، فالموضوعية والنزاهة الفكرية تحتم على المراقب المحايد (ولن أزعم، هنا، الحياد) أن يُقيِّم ليس المصالحة والانفتاح؛ وإنما كلا الموقفين من هذه المبادرة.
فإذا تمعنا في موقف الذين أعلنوا فشل المصالحة، سندرك أنهم يريدون قتل الأمل وإغلاق الأفق الذي تفتحه هذه المصالحة من خلال نداء الأفق الاتحادي. ولو كان هذا الموقف صادرا عن جهة معادية للاتحاد الاشتراكي، لتفهمناه ولاعتبرناه عاديا. لكن أن يصدر عن منتسبين للاتحاد، فليس له إلا تفسير واحد: إنهم يتمنون وينتظرون، لأسباب ذاتية (تصفية الحسابات الشخصية)، أن تفشل المصالحة للتشفي في الأستاذ إدريس لشكر. وهذا ما يجعل اتحاديتهم مشكوكا فيها، إن لم أقل مشكوك حتى في الصحة النفسية لبعضهم. فمن لم يفهم بأن نجاح المصالحة، هو نجاح للاتحاد وفشلها فشل للاتحاد، وليس فقط للأخ لشكر، فإنه يعطي الدليل على أن بصيرته قد عميت، ويصدق في حقه قول الباري عز وجل: "إنها لا تعمى الابصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور".
أما الاتحاديات والاتحاديون الذين صفقوا لنداء المصالحة والانفتاح، ويجتهدون في إنجاح هذه المبادرة، فهم يعطون الدليل على تشبثهم بالأمل وتطلعهم للمستقبل: مستقبل الأفق الاتحادي. فمهما كانت مبالغاتهم ومهما كانت مجازفة بعضهم في الأحكام، فلن نجد مبررا، ولو واهنا، لموقف الذين أعلنوا فشل المصالحة. فشتان بين الموقفين !!!



#محمد_إنفي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المصالحة الاتحادية بين الإرادة السياسية وشرط التقييم والنقد ...
- الكفاءات الاتحادية بين ضعف الحضور التمثيلي وقوة الحضور -الكا ...
- الاتحاد الاشتراكي وخطاب الأمل بعمق فكري وأفق وطني: قراءة سري ...
- أَسْحَتَ بنكيران وفَجَر ! اللهم إن هذا لمنكر !!!
- في انتظار التعديل الحكومي، هل سيكون العثماني في الموعد؟
- رجاءا، احترموا ذكاء المغاربة وكُفُّوا عن التحدث باسم الشعب ! ...
- على هامش المطالبة بمراجعة الدستور: فمال هؤلاء القوم يحسبون ك ...
- بنكيران وجريمة اغتيال عمر بنجلون: دعوة إلى فتح تحقيق قضائي ف ...
- حين يصبح العمل الخيري قناعا للفساد
- من دروس الانتخابات الإسبانية: فعالية المشاركة في مواجهة الشع ...
- في المسألة التعليمية، ازدواجية المواقف تشكك في هوية ووطنية أ ...
- في الفرق بين الدفاع عن المنهجية الديمقراطية والاستقواء بالأص ...
- المسألة اللغوية في المغرب بين خطاب الخداع وخطاب الإقناع
- الحسابات الضيقة لأصحب القرار كلفتها ثقيلة على المستقبل
- صدى نداء الوحدة الاتحادية في افتتاحية -الأخبار- المغربية: غل ...
- رسالة مفتوحة إلى كل من يخاصم صناديق الاقتراع: هذا رأيي في ال ...
- معضلة التسول في المغرب: تسول الأطفال والتسول بالأطفال
- -رشيد نيني- وإسقاط الطائرة في حديقة التاريخ
- الحكامة من منظور الوزير ومن منظور مجلس المنافسة
- في الفرق بين النضج والإنضاج في السياسة


المزيد.....




- -حظا سعيدا- و-استمر-.. ترامب يوجه رسالتين منفصلتين إلى خامنئ ...
- متى تندلع الحرب؟ عند عامل توصيل البيتزا الخبر اليقين!
- إصبع طهران على الزناد: هذه خطة إيران لمواجهة حرب محتملة مع أ ...
- ترامب: سئمت من الوضع في إيران وأريد استسلاما غير مشروط
- واشنطن بوست: ترامب يسعى لتفادي أي صراع مع إيران
- وزير الدفاع الإسرائيلي: سلاح الجو دمر مقر قيادة الأمن الداخل ...
- انقسام داخل إدارة ترامب بشأن التدخل في الحرب الإسرائيلية الإ ...
- استراتيجية إسرائيل في حربها ضد إيران: تدمير القدرات النووية ...
- صحة الفم، كيف تؤثر على صحتنا الجسدية والنفسية؟
- الإقطاعيون الرقميون.. من فلاحة الأرض إلى حرث البيانات


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد إنفي - المصالحة الاتحادية، نجحت؟ أم فشلت؟