أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد إنفي - صدى نداء الوحدة الاتحادية في افتتاحية -الأخبار- المغربية: غل وحقد؛ خبث ونذالة...!!!















المزيد.....

صدى نداء الوحدة الاتحادية في افتتاحية -الأخبار- المغربية: غل وحقد؛ خبث ونذالة...!!!


محمد إنفي

الحوار المتمدن-العدد: 6178 - 2019 / 3 / 20 - 23:26
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


خصصت يومية "الأخبار" افتتاحيتها ليوم الجمعة 15 مارس 2019 للنداء الذي وجهه الكاتب الأول للاتحاد اشتراكي للقوات الشعبية، الأستاذ إدريس لشكر، إلى كل الاتحاديات والاتحاديين الذين ابتعدوا عن حزبهم لسبب من الأسباب؛ وقد وجه هذا النداء من خلال برنامج يُبث على الموقع الإليكتروني "شوف تيفي".
وبدل أن تنظر جريدة "الأخبار" إلى هذا الموقف بإيجابية، أو على الأقل أن تلتزم الحياد، في انتظار صدى النداء ومآلاته عند المعنيين به بالدرجة الأولى، استبقت تفاعلات هؤلاء وراحت تجتهد في التنقيص من الدعوة إلى الحوار بين الاتحاديين، بل وتحقيرها، بأسلوب فيه كثير من السخرية؛ كما أنها حكمت حكما قطعيا على هذه المبادرة بالفشل التام، اعتمادا على أحكام مسبقة تنم عن عداء مستحكم ضد الاتحاد الاشتراكي وكاتبه الأول.
والعداء ضد الاتحاد الاشتراكي وكاتبه الأول، لم يعد، في هذه النازلة، عداء شخصيا، كما تعود رشيد نيني، مثلا، أن ينفثه، من حين لآخر، في ثنايا عموده اليومي "شوف تشوف"، بل أصبح، من خلال الافتتاحية، عداء مؤسساتيا، يعبر عنه، دون مواربة وبكل وضوح، الخط التحريري للمؤسسة الإعلامية المعنية. ومن البهارات المضافة إلى هذا العداء المؤسساتي، الخبث المتجلي في النكتة المتصدرة للافتتاحية.
وهذه النكتة تقول: "انتبه يوجد خلفك مطب"، والتي تتناغم مع عنوان الافتتاحية "يقظة متأخرة"؛ وقد تم التمهيد لها بما يلي: "هناك نكتة عن بلدة من الحمقى [بالطبع هذه البلدة، والنكتة نفسها، لا توجد إلا في ذهن من صاغ هذه الافتتاحية] كانت تضع تحذيرات للسائقين بعد كل مطب..."(أترك للقارئ أن يقدر إن كان مثل هذا القول يصلح أن يكون "نكتة"، أم أن النكتة هي أن تسقط هذه الجريدة في مثل هذا الاختلاق وهذه التفاهة)؛ ثم تضيف الافتتاحية: "لكن يبدو أن النكتة تحولت إلى حقيقة مع إدريس لشكر (...) الذي خرج بعد فوات الأوان (كذا) ليحاول نفث بعض من الروح في جسم الاتحاد المشلول...".
وتستمر الافتتاحية في الاستهزاء بالنداء والحكم عليه بالفشل، بحيث تؤكد "أن دعوة ساكن مقر العرعار جاءت متأخرة وبعد خراب مالطة كما يقول المثل". وبوقاحة وصلافة، تنوب الجريدة عن الاتحاديات والاتحاديين وتعلن أن صدى دعوات الكاتب الأول "لن يتجاوز الحوار الصحفي الذي أجراه"؛ ثم تشكك في مصداقية دعوة الكاتب الأول بالقول: "نحن أمام دعوات للصلح مشكوك في مصداقيتها، لذلك سيجد لشكر نفسه أمام حالة كوميدية لحوار زعيم حزب مع نفسه".
ويجدر بنا أن نلاحظ كيف تعاملت الجريدة بخبث ودناءة مع النداء الذي وجهه الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي، بصفة عرضية، من خلال برنامج حواري دام حوالي ساعة وأربعين دقيقة، تناول فيه العديد من قضايا الساعة التي تهم بلادنا، كما تهم محيطنا، من الناحية السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والحقوقية وغيرها.
ولم يسلم هذا النداء من البتر والتشويه من أجل تصفية الحسابات مع الاتحاد الاشتراكي وكاتبه الأول لحساب الجهة التي يشكل لها هذا الحزب غصة في الحلق، فتستأجر "نيني" وأمثاله لمثل هذه المهمات الخسيسة.
والبتر، بقصد التشويه، يتمثل في التركيز على إعلان الكاتب الأول إلغاء كل قرارات التأديب التي اتخذت في حق بعض الاتحاديين (وهم قلة) الذين أساؤوا لحزبهم ولمؤسساته، وخرقوا قوانينه ونظامه الداخلي؛ في حين أن نداؤه كان لكل الاتحاديات والاتحاديين من كل الأجيال ومن كل التنظيمات التي خرجت من رحم الاتحاد، بدءا من 23 مارس إلى البديل الذي لم يكتمل، مرورا بباقي الأحزاب التي انشقت عنه في ظروف سياسية معينة، إضافة إلى الذين جمدوا نشاطهم داخل الحزب، إما لخلاف أو اختلاف مع القيادة وإما لأسباب أخرى، شخصية أو سياسية؛ وقد أطلق الكاتب الأول هذا النداء حين حديثه عن اليسار وعن القطبية المصطنعة.
ولم يفته أن يذكِّر، في هذا الإطار، بأنه نجح في إقناع حزبين من العائلة الاتحادية بحل نفسهما والعودة إلى البيت الاتحادي؛ وهما الحزب الاشتراكي والحزب العمالي (سابقا).
لكن الجريدة لا يهمها لا اليسار ولا اندماج حزبين منه في الاتحاد؛ ما يهمها من كل ما سبق هو إعلان إلغاء القرارات التأديبية، للركوب على هذا الإعلان وتضخيم تلك القرارات بشكل مبالغ فيه من اجل تصفية الحسابات مع إدريس لشكر ومع الاتحاد الاشتراكي. فالافتتاحية تنسب إلى الكاتب الأول "عشرات القرارات بطرد مناضلين لمجرد الاختلاف معه"؛ كما تتحدث عن "القرارات التأديبية التي اتخذت في حق الفروع والكتابات الإقليمية المتمردة على تسييره..."
وباعتباري كاتبا إقليميا لهذا الحزب العتيد، أحضر باستمرار في اجتماع مؤسسة كتاب الأقاليم، فإني أستغرب لمثل هذا الافتراء؛ فالكتابات الإقليمية المتمردة على الكاتب الأول، لا توجد إلا في خيال الساهرين على الجريدة المذكورة، وفي مقدمتهم مالكها رشيد نيني الذي يعاني من العقدتين النفسيتين الجديدتين: عقدة الاتحاد الاشتراكي وعقدة إدريس لشكر.
وحتى لو افترضنا وقوع تجاوزات في حق جهاز ما (أو في حق شخص ما)، أو اتخذت قرارات تنظيمية زجرية، لم تحترم فيها الضوابط الحزبية، فللاتحاد الاشتراكي "محكمته الخاصة"؛ وتتمثل في اللجنة الوطنية للتحكيم والأخلاقيات، التي يمكن لكل متضرر أن يلجأ إليها لطلب الإنصاف. ولعلم أصحاب الافتتاحية المخدومة، أن هذه اللجنة تتكون من كفاءات عالية وشخصيات وازنة، مشهود لها بالنزاهة الفكرية والخبرة السياسية الواسعة.
وتجدر الإشارة إلى أن الجريدة المعلومة تتحدث عن لشكر- ليس ككاتب أول للاتحاد الاشتراكي انتخب، في ولايته الأولى، في مؤتمر (المؤتمر الوطني التاسع) تميز بتنافس ديمقراطي غير مسبوق، شكلا ومضمونا، في تاريخ الأحزاب المغربية؛ لقد كان تمرينا ديمقراطيا من مستوى عال، تحضيرا(لقد أشرك الاتحاد الاشتراكي المواطنين، عن طريق الإعلام المرئي والمسموع، في النقاش وفي التحضير الأدبي لمؤتمره؛ بحيث، ولأول مرة يقدم المتنافسون على قيادة الاتحاد الاشتراكي رؤاهم وبرامجهم ليس أمام المؤتمرين فقط، بل، وقبل ذلك، أمام الرأي العام) وإنجازا: لقد كان التصويت، في المؤتمر، على أربعة مرشحين من العيار الثقيل؛ وذلك، في دورين؛ ففي الدور الأول، تم تحديد المتنافسين في الدور الثاني؛ وفي هذا الدور فاز إدريس لشكر بالكتابة الأولى للاتحاد الاشتراكي- بل تتحدث عنه وكأنه انقلابي سطا على الحزب وأصبح يفعل فيه ما يشاء، في غياب كل المؤسسات الحزبية، بحيث، حسب الجريدة، "تجاهل معارضيه طوال ست سنوات، ورفض كل مطالبهم، واتخذ قرارات كارثية جعلت الحزب يحصل بعناء و دوباج على فريق"؛ وبعد فوات الأوان، دائما حسب افتتاحية جريدة "الأخبار"، "خرج ليدعو خصومه إلى ركوب سيارة الاتحاد المهترئة (...) ويدعو اليوم إلى الحوار حيث لم يبق هناك مجال للحوار ".
من ناحية الثقافة التنظيمية والسياسية، فهذا الكلام كله مجرد هراء ولا يشرف أصحابه لأنه ينم عن جهل فضيع بالمؤسسات الحزبية الاتحادية ووظائفها. فقد جعلت الافتتاحية من الأستاذ إدريس لشكر، ليس فقط المثل الرسمي للحزب؛ بل هو الحزب كله: فهو الذي يقرر، وهو الذي ينفذ، الخ. وفي هذا الجهل، أو التجاهل، إهانة للمؤسسات الحزبية التقريرية والتنفيذية (لقد ألغت الافتتاحية الجهاز التنفيذي، الذي هو المكتب السياسي؛ وألغت الجهاز التقريري، الذي هو المجلس الوطني)؛ وبالتالي، إهانة لكل الاتحاديات والاتحاديين من قبل أنذال ومرتزقة، ما كان لتكون لهم الجرأة في التعبير، لولا نضال الاتحاد وباقي مكونات الصف الديمقراطي والتقدمي من أجل حرية التعبير وحرية الصحافة.
وسوف لن تكتفي الافتتاحية بهذا؛ بل سوف تتعداه، بكل وقاحة، إلى التدخل في الشؤون الداخلية للحزب؛ ومرة أخرى، يعبر أصحاب هذا المنبر الإعلامي- الذي يدعي الاستقلالية، والاستقلالية منه براء- عن جهلهم أو تجاهلهم للمسألة التنظيمية. فلا تجد الجريدة أية غضاضة في القول بأن "الاتحاد يوجد في مفترق الطرق، فإما أن تستمر القيادة الحالية بمناورتها والتفافها على مطالب التغيير، يواصل انهياره وحتى يصبح كائنا سياسيا ميكروسكوبيا لا تراه العين المجردة، وإما أن تؤول أموره قبل فوات الأوان إلى قيادة جديدة لها مشروع سياسي ومؤمنة بالخيار الديمقراطي...".
فيالها من خسة ونذالة في أن يسمح لنفسه منبر إعلامي مأجور بتقديم "فتوى تنظيمية" لحزب من حجم الاتحاد الاشتراكي حول ما يجب عمله من عدمه من أجل تصحيح أوضاعه! فبتدخل جريدة "الأخبار" في أمور تخص الاتحاديات والاتحاديين، وبحشر أنفها في ما هو من صميم مهام الأجهزة التقريرية والتنفيذية للاتحاد الاشتراكي، تكون هذه الجريدة قد تجاوزت كل الحدود المهنية والأخلاقية، وجعلت من "صاحبة الجلالة" أداة، ليس للاسترزاق فقط؛ بل وأيضا لتصفية الحسابات السياسية خدمة للجهة (أو الجهات) التي لها مصلحة في أن لا يجد نداء الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي صداه الإيجابي لدى الاتحاديات والاتحاديين المعنيين ولدى مختلف مكونات اليسار.
ختاما، لا أملك سوى تذكير أصحاب هذا الموقف الدنيء - الذي يسعى إلى الحيلولة بين النداء وصداه أو دون تمثل جدواه - بالمثل الشعبي الذي ينطبق عليهم واقعيا وأخلاقيا: "ما كيدْخُلْ بين الضّْفرْ والْحَمْ غير لوساخ" (لا يدخل بين الظفر واللحم غير الوسخ). وبه الإعلام، والسلام.



#محمد_إنفي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسالة مفتوحة إلى كل من يخاصم صناديق الاقتراع: هذا رأيي في ال ...
- معضلة التسول في المغرب: تسول الأطفال والتسول بالأطفال
- -رشيد نيني- وإسقاط الطائرة في حديقة التاريخ
- الحكامة من منظور الوزير ومن منظور مجلس المنافسة
- في الفرق بين النضج والإنضاج في السياسة
- ارحموا عزيز قوم جُن
- بنكيران أكذب من مسيلمة ومن عرقوب
- بنكيران، من-ما دون البغل وما فوق الحمار- إلى ما فوق الحصان ا ...
- التعامل النفعي ل-هبيل- حي الليمون بالربط مع مفهوم الحرية الف ...
- عن العقد الجديدة في مجال علم النفس التحليلي
- الهجرة والتسول في المغرب
- على هامش قرار متابعة السيد عبد العالي حامي الدين: مخاطر تحوي ...
- مهرجان الاتحاد الاشتراكي بوجدة: صناع الأحداث الكبرى وصغار ال ...
- على هامش المهرجان الوطني للاتحاد الاشتراكي بوجدة: قراءة زمكا ...
- الاتحاد الاشتراكي ومسألة الديمقراطية والحكامة
- حرية التعبير بين المفهوم والممارسة
- النباح بين الدارج والفصيح
- في شأن الوضع السياسي بالمغرب، ألسنا في حاجة إلى نوع آخر من ا ...
- إلى السيد رئيس الحكومة المغربية المحترم: ألم يحن الوقت بعد ل ...
- عن الجدل الدائر حول اللغة العربية والدارجة المغربية


المزيد.....




- في اليابان.. قطارات بمقصورات خاصة بدءًا من عام 2026
- وانغ يي: لا يوجد علاج معجزة لحل الأزمة الأوكرانية
- مدينة سياحية شهيرة تفرض رسوم دخول للحد من أعداد السياح!
- أيهما أفضل، كثرة الاستحمام، أم التقليل منه؟
- قصف إسرائيلي جوي ومدفعي يؤدي إلى مقتل 9 فلسطينيين في غزة
- عبور أول سفينة شحن بعد انهيار جسر بالتيمور في الولايات المتح ...
- بلغاريا: القضاء يعيد النظر في ملف معارض سعودي مهدد بالترحيل ...
- غضب في لبنان بعد فيديو ضرب وسحل محامية أمام المحكمة
- لوحة كانت مفقودة للرسام غوستاف كليمت تُباع بـ32 مليون دولار ...
- حب بين الغيوم.. طيار يتقدم للزواج من مضيفة طيران أمام الركاب ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد إنفي - صدى نداء الوحدة الاتحادية في افتتاحية -الأخبار- المغربية: غل وحقد؛ خبث ونذالة...!!!