أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد إنفي - رسالة مفتوحة من مواطن مغربي إلى الرئيس الجزائري الجديد: أليس في جهاز دولتكم رجل رشيد؟؟















المزيد.....

رسالة مفتوحة من مواطن مغربي إلى الرئيس الجزائري الجديد: أليس في جهاز دولتكم رجل رشيد؟؟


محمد إنفي

الحوار المتمدن-العدد: 6474 - 2020 / 1 / 27 - 17:01
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


السيد الرئيس،
بعد التحية البروتوكولية التي يقتضيها المقام، أود، أنا المواطن المغربي، المسمى محمد إنفي (أستاذ جامعي متقاعد، تخصص أدب فرنسي، وفاعل سياسي في حزب وطني، ساهم قادته التاريخيون بأريحية كبيرة في دعم المقاومة الجزائرية ضد المستعمر الفرنسي)، أود أن أضع على سيادتكم السؤال الوارد في العنوان أعلاه؛ وذلك لعدة اعتبارات، منها بعض خرجاتكم الإعلامية المثيرة للجدل، ومنها الوعي المتزايد لدى الدول والشعوب بعدالة قضية وحدتنا الترابية.
وقبل تناول بعض هذه الاعتبارات بشيء من التفصيل، أشير إلى أنني أتوجه إليكم بهذه الرسالة المفتوحة، ليس باعتباركم كرئيس للشعب الجزائري الشقيق، وإنما كرئيس للدولة الجزائرية التي جعلت، منذ أزيد من أربعة عقود، من معاداة المغرب ومصالح الشعب المغربي شغلها الشاغل، دون أن تنتبه إلى أن مصالح الشعب المغربي ومصالح الشعب الجزائري واحدة، أو تكاد. وشعار "خاوة، خاوة" الذي يتردد عندكم وعندنا من قبل الجماهير الرياضية، والنَّفَس الطويل للحراك الشعبي السلمي المطالب بتغيير النظام القائم؛ هذا الحراك الذي يشرف على أسبوعه الخمسين دون ملل ولا كلل؛ كل هذا وغيره يعفيني من الإطالة في هذا الموضوع.
السيد الرئيس،
اسمحوا لي أن أضع عليكم بعض الأسئلة التي تلخص بعضا من همومي الفكرية المتصلة بالعلاقة بين المغرب والجزائر: هل في جهاز الدولة الذي تمثلونه (فعليا؟ شكليا؟ هذا شأن جزائري داخلي، نحن المغاربة، شعبا ودولة، نربأ بأنفسنا عن التدخل فيه) من يقيم اعتبارا للتاريخ المشترك؟ وهل تعطون معنى ما لحسن الجوار؟ وهل تفكرون في المستقبل المشترك، ليس بين بلدينا فقط وإنما بين البلدان المغاربية؟ وهل تقرؤون التاريخ للاستفادة من دروسه؟ وهل تنظرون إلى الواقع على الأرض بعين مجردة أم بنظَّارات سوداء تحجب عنكم الرؤية؟ وهل...؟...وهل؟
السيد الرئيس،
لن أُذكِّركم بدعوة ملك المغرب إلى تشكيل آلية سياسية مشتركة للحوار والتشاور بين البلدين بهدف تجاوز الخلافات القائمة بينهما؛ ولن أُذكِّر، أيضا، بالنداء الأخوي الذي وجهه أحد رموز النضال الوطني والمقاومة المغربية (الذي ساهم بفاعلية كبيرة في مد المقاومة الجزائرية بالسلاح؛ إنه المجاهد عبد الرحمان اليوسفي، أطال الله في عمره)، إلى نخب البلدين خلال المهرجان الذي نظمه حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية بتاريخ 7 دجنبر 2018 في مدينة وجدة (ولهذا الفضاء رمزية كبيرة في تاريخ البلدين والشعبين معا) تحت شعار" المغرب والجزائر قاطرة البناء المغاربي". كما لا أريد الحديث عن تقارير الخبراء الدوليين والوطنيين من البلدين وتقارير المنظمات الدولية، التي تتفق كلها على أن إغلاق الحدود بين البلدين يعطل بناء الكيان المغاربي ويتسبب في خسائر اقتصادية واجتماعية تتمثل في تفشي البطالة واتساع الهشاشة بفعل فقدان عدة نقط على مستوى نسبة النمو ونسبة الناتج الداخلي الخام لكل بلد.
السيد الرئيس،
ألم يحن الوقت بعد لخلع نظاراتكم السوداء لتُرفع الغشاوة عن أعينكم، فتروا الواقع على الأرض؟
ويمكن لسائل أن يسأل: وما ذا يقول هذا الواقع؟
إنه يُبرز بكل وضوح، من جهة، أن المغرب ماض بثبات في تنمية أقاليمه الجنوبية التي عرفت تحولا كبيرا على كل المستويات (مجاليا، عمرانيا، مؤسساتيا، بشريا، اقتصاديا، اجتماعيا، ثقافيا، رياضيا...). وهو ماض، أيضا، في تحقيق انتصارات دبلوماسية تلو أخرى وبسرعة تبشر بقرب نهاية أسطورة "الشعب الصحراوي" ودولته المستقلة؛ تلك الأسطورة التي اختلقتها الدولة الجزائرية وروجت لها، خاصة على مستوى دول أمريكا الجنوبية ودول القارة الإفريقية خلال فترة الحرب الباردة.
وما يؤكد هذا الانتصار الديبلوماسي، هو توالي مسلسل سحب الاعتراف بجمهورية تندوف الوهمية، متبوعا بقرارات فتح التمثيليات الدبلوماسية، ليس فقط على مستوى السفارات بالعاصمة الرباط، بل وأيضا على مستوى القنصليات بمدينة الداخلة ومدينة العيون، عاصمة أقاليمنا الصحراوية. وإذا ما استمرت دولتكم في العناد الأعمى ومعاكسة مجرى التاريخ، فمن المحتمل أن تبقوا أنتم ودولتان أو ثلاث، ومنها جنوب أفريقيا، متمسكين بأوهام فترة الحرب الباردة، ما لم تظهر بعض أصوات الحكمة والتعقل لرد الأمور إلى نصابها، وبالأخص في دولتكم الجارة التي تعنينا ويعنينا أمرها.
ومن جهة أخرى، فإن الواقع، الذي تساءلنا أعلاه عما يقوله، يؤكد أن دولتكم آوت ولا زالت تأوي على أرضها (وقد كانت أرضا مغربية، قبل أن يضمها الاستعمار الفرنسي إلى الجزائر) دولة وهمية يتم تمويلها وتسليحها من مال الشعب الجزائري الذي يعرف أوضاعا اجتماعية متردية رغم ما للبلاد من ثروة كبيرة تتمثل في البترول والغاز. ثم إنكم، كدولة، ترتكبون جريمة إنسانية في حق عائلات صحراوية مغربية تعيش في ظروف اجتماعية قاسية بفعل الحصار المضروب عليها في مخيمات تندوف.
فتندوف أصبحت معتقلا لعدة عائلات وأفراد، لو استيقظ ضميركم ورفعتم عنهم الحصار لالتحقوا ببلادهم الأم فرارا من جحيم تندوف وجبروت الطغمة المتسلطة عليهم تحت حماية جيشكم؛ وبذلك، سوف ينتهي الارتزاق باسمهم كـ"لاجئين" بينما هم، في الواقع، معتقلين. ولم يعد خافيا على المنظمات الدولية المهتمة بحقوق الإنسان ما تقوم به قيادة البوليساريو من استغلال للمساعدات الدولية للاغتناء على حسب معتقلي المخيمات الذين يعشون وضعية صعبة ومزرية بكل المقاييس.
صحيح، السيد الرئيس، أن هذا الوضع ورثتموه عن الرؤساء السابقين من الهواري بومدين إلى بوتفليقة. ومن المعرف أن هواري بومدين وصل إلى رئاسة الدولة الجزائرية عن طريق انقلاب عسكري سنة 1965، قاده ضد الرئيس الشرعي للبلاد، الراحل أحمد بنبلة. ومنذ ذلك التاريخ والعسكر ماسك بدواليب الدولة ويتصرف في خيرات البلاد دون رقيب ولا حسيب.
السيد الرئيس،
يعرف العالم كله، اليوم، أن دولتكم عنصر أساسي في ملف الصحراء المغربية. فلم يعد من الممكن الاستمرار في الادعاء بأنكم غير معنيين بالنزاع المفتعل حول الصحراء المغربية. لقد اقتنع مجلس الأمن الدولي بأن حل هذا الملف يمر عبركم لكون البوليساريو مجرد صنيعة لنظام بلدكم منذ عهد بومدين. ولذلك، أصبحت قراراته تؤكد على مسؤوليتكم في النزاع باعتباركم طرفا أساسيا فيه.
ويبدو أن دولتكم، بكل مؤسساتها، لا تزال تعيش بعقلية زمن الحرب الباردة، رغم سقوط جدار برلين وانهيار المعسكر الشرقي وظهور ما يعرف بالنظام العالمي الجديد...؛ وإلا كيف سنفسر، من جهة، مقاطعة الجامعة الجزائرية لكرة القدم للبطولة الأفريقية لكرة القدم داخل القاعة احتجاجا على "الكاف" بسبب تنظيمه هذه البطولة بمدينة العيون المغربية؟ ومن جهة أخرى، كيف سنفسر هجوم دولتكم على البلدان الأفريقية التي قررت فتح قنصليات لها بمدينة العيون وغيرها؟
أليس في هذا الأمر تدخل سافر ووقح في شؤون بلدان ذي سيادة، ومنها المغرب الذي اتخذ قرارا رسميا بعدم التدخل في الأزمة الداخلية لدولة الجزائر؟
السيد الرئيس،
لا شك أن البوليساريو أصبح يشكل، اليوم، عليكم عبئا ثقيلا بفعل الأزمة التي يعرفها بلدكم وبعفل التطورات التي عرفتها قضيتنا الوطنية الأولى على الصعيد الدولي. فبعد أن نجح المغرب في إبعاد الاتحاد الأفريقي عن ملف الصحراء (رغم أن الأوضاع في إفريقيا قد تغيرت كثيرا بعد أن عاد المغرب إلى موقعه الطبيعي، وبقوة) ليبقى من اختصاص الأمم المتحدة؛ وبعد أن جعل منكم مجلس الأمن الدولي طرفا رئيسيا في نزاع الصحراء؛ وبعد أن توالى سحب الاعتراف بجمهوريتكم الصحراوية الوهمية وما يعنيه ذلك من خسارة سياسية ومادية، لكم ولصنيعتكم؛ وبعد...؛ وبعد...، أليس من مصلحة بلدكم أن تحكِّموا العقل والحكمة، فترفعوا أيديكم وأيدي "حكام" ربيبتكم الوهمية عن سكان المخيمات لتركهم يقررون مصيرهم بأنفسهم؟
عند ذلك، سيشهد العالم عن مغربية المحتجزين بتندوف وغيرها من الأراضي الصحراوية الجزائرية. فالمغاربة الصحراويون سيلتحقون بأهلهم في القبائل والمدن المغربية الصحراوية منها وغير الصحراوية. ولن يبق في المخيمات إلا المرتزقة الذين لا يُعرف لهم أصل لأن دولتكم رفضت إحصاء سكان المخيمات رغم وجود قرار دولي في الموضوع؛ ومن هؤلاء، طبعا، من يشتغل في التهريب بما في ذلك تهريب السلاح؛ ومنهم من يشكلون عصابات إرهابية وإجرامية، لا شك أن المجتمع الدولي سيساعدكم على محاربتها لما تمثله من تهديد للأمن العام في المنطقة.
السيد الرئيس،
لو فعلتم ذلك، فسوف يسجل لكم التاريخ وضع حد لملف مفتعل عمر طويلا وتسبب في مآس إنسانية وكثير من المشاكل السياسية والاقتصادية والاجتماعية لكلا البلدين. ولو حدث ذلك، فسوف تضعون الأساس الصلب لبناء الاتحاد المغاربي المنشود الذي طال انتظاره.
وأعتقد، السيد الرئيس، أن أنسب فرصة هي هذه؛ ذلك أن العالم مشغول حاليا بملفات الشرق الأوسط (الملف السوري والعراقي والإيراني واللبناني واليمني ...) والملف الليبي. ويمكن للمغرب والجزائر أن يلعبا معا دورا أساسيا في حل هذا الملف لو نزعتم شوكة ملف الصحراء عن طريق البلدين الجارين.
فاللهم إني قد نَبَّهت !!!



#محمد_إنفي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في التبادل الحر، مصلحة من الأولى بالدفاع، مصلحة الدولة الوطن ...
- هل تمتلك مكناس مقومات المدينة الحديثة؟
- المصالحة الاتحادية، نجحت؟ أم فشلت؟
- المصالحة الاتحادية بين الإرادة السياسية وشرط التقييم والنقد ...
- الكفاءات الاتحادية بين ضعف الحضور التمثيلي وقوة الحضور -الكا ...
- الاتحاد الاشتراكي وخطاب الأمل بعمق فكري وأفق وطني: قراءة سري ...
- أَسْحَتَ بنكيران وفَجَر ! اللهم إن هذا لمنكر !!!
- في انتظار التعديل الحكومي، هل سيكون العثماني في الموعد؟
- رجاءا، احترموا ذكاء المغاربة وكُفُّوا عن التحدث باسم الشعب ! ...
- على هامش المطالبة بمراجعة الدستور: فمال هؤلاء القوم يحسبون ك ...
- بنكيران وجريمة اغتيال عمر بنجلون: دعوة إلى فتح تحقيق قضائي ف ...
- حين يصبح العمل الخيري قناعا للفساد
- من دروس الانتخابات الإسبانية: فعالية المشاركة في مواجهة الشع ...
- في المسألة التعليمية، ازدواجية المواقف تشكك في هوية ووطنية أ ...
- في الفرق بين الدفاع عن المنهجية الديمقراطية والاستقواء بالأص ...
- المسألة اللغوية في المغرب بين خطاب الخداع وخطاب الإقناع
- الحسابات الضيقة لأصحب القرار كلفتها ثقيلة على المستقبل
- صدى نداء الوحدة الاتحادية في افتتاحية -الأخبار- المغربية: غل ...
- رسالة مفتوحة إلى كل من يخاصم صناديق الاقتراع: هذا رأيي في ال ...
- معضلة التسول في المغرب: تسول الأطفال والتسول بالأطفال


المزيد.....




- الصفدي لنظيره الإيراني: لن نسمح بخرق إيران أو إسرائيل للأجوا ...
- عميلة 24 قيراط.. ما هي تفاصيل أكبر سرقة ذهب في كندا؟
- إيران: ماذا نعرف عن الانفجارات بالقرب من قاعدة عسكرية في أصف ...
- ثالث وفاة في المصاعد في مصر بسبب قطع الكهرباء.. كيف تتصرف إذ ...
- مقتل التيكتوكر العراقية فيروز آزاد
- الجزائر والمغرب.. تصريحات حول الزليج تعيد -المعركة- حول التر ...
- إسرائيل وإيران، لماذا يهاجم كل منهما الآخر؟
- ماذا نعرف حتى الآن عن الهجوم الأخير على إيران؟
- هولندا تتبرع بـ 100 ألف زهرة توليب لمدينة لفيف الأوكرانية
- مشاركة وزير الخارجية الأمريكي بلينكن في اجتماع مجموعة السبع ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد إنفي - رسالة مفتوحة من مواطن مغربي إلى الرئيس الجزائري الجديد: أليس في جهاز دولتكم رجل رشيد؟؟