ذكاء نسوي

فراس عوض
كاتب وباحث سياسي واجتماعي، ماجستير في دراسات الجندر، نقابي وناشط حقوقي
(Feras Awd)

الحوار المتمدن-العدد: 6574 - 2020 / 5 / 26 - 17:22
المحور: ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة
    

مفهوما جديدا استوحيته من الدراسات النسوية، لم يتحدث به علم من العلوم في العالم بشكل مباشر و محدد، و هذا المقال أعده مقدمة لإنتاج معرفي موسع ومطول و جديد حول هذا المفهوم كنوع جديد من الذكاءات، يختلف عن الذكاء العاطفي والذكاء الأنثوي .

الذكاء النسوي، هو القدرة الذهنية والفكرية على تمييز وفكفكة وتحليل وتميز طبيعة العلاقات بين الجنسين وكيف ينعكس تفسير تلك العلاقات في فهم سلوك المراة والرجل في المجتمعات، سواء سلوك سلبي أم ايجابي، وكيف نستثمر ذلك الفهم في إصلاح الأدوار والصفات والمكانات والتوقعات والسلوكات و العلاقات بين الجنسين في الأسرة والمجتمع.

الذكاء النسوي يقوم على وعي المراة بتكوينها النفسي والبيولوجي و بحقوقها و واجباتها و وعي الرجل كذلك بحقوقه و تكوينه النفسي و واجباته ووعي الجنسين باهمية المساواة في تلك الحقوق والواجبات والتكوينات النفسية والاجتماعية، وانعكاس ذلك الوعي ايجابا على العلاقة بينهما، ويتخلل ذلك الوعي سياق تاريخي متشابك مركب ومعقد انتج مفهوم المرأة والرجل اجتماعيا.

ان تكوني ذكية نسويا ان تكوني واعية لحاجاتك وحاجات الآخر.. أي الرجل، وكيفية الاستفادة من تلك الحاجات ايجابيا وان تمتلكي الحس الجندري المساواتي في الحياة العامة والخاصة ، ان تكون ذكيا نسويا أي ان تكون واعي لحاجات المراة وان تمتلك الحس الجندري المساواتي في تعاملك في الحياة الخاصة والعامة، ان تميز السلوك الملتبس للمراة والرجل، في الحيزين، وكيف تتعامل معه. ان تدرك أهمية هذا الحس في تنمية العلاقة بين الجنسين وإرساء السلام بينهما في الحيزين، ان تسقط هذا الحس بتفاصيله في حياتك اليومية، مواقفك، مهنتك و مشاهداتك ، ان تكون قادر على حل المشكلات المرتبطة بسوء العلاقة بين الجنسين والناتجة عن ثقافة ذات بعد أحادي، تعمق تلك المشكلات وتوسع الهوة بين الجنسين، مما ينعكس على تحول العلاقة بينهم من امكانية الإنسجام الى قمة الصراع، الذكاء النسوي يمكنك من تخفيف حدة هذا الصراع باتجاه الانسجام، والتفاهم بدلا من الاختلاف، يتطلب الذكاء النسوي قدرة ذهنية عالية على اعادة انتاج وفكفكة المفاهيم والمعتقدات والصور النمطية المرتبطة بالجنسين، اذ ان سوء فهم تلك المفاهيم يؤدي الى توتر العلاقة بينهم وانعدام المساواة في الحقوق والواجبات ويترتب على ذلك الفهم المغلوط ايضا، نظرة سلبية للجنسين تجاه الآخر، اضهاد جنس لجنس آخر، مشاحنات وعنف.

إصلاح تلك المفاهيم والمعتقدات وتحسين الصور النمطية السلبية من قبل الرجل عن المراة ومن قبل المرأة عن الرجل يحسن العلاقة بين الجنسين ويزيد التفاهم والانسجام والانتاجية ويعزز السلام والتراحم، ان تدرك حق المراة في الحياة كما حق الرجل، يعني ان تمنح لنفسك راحة ابدية، ان تكون بمعزل عن النزاع والعدوان والعنف، الذكاء النسوي يعني انفتاح المرأة والرجل على بعضهما واغلاق هوة كانت سببا لترهل وانعدام الألفة بينهم وسببا لاضهاد احدهم للآخر، اضطهاد علني او خفي، صراع علني أو خفي، يعني تآخي الجنسين واحلال نمطين من التفكير دونما حاجة لسيادة نمط واحد يتعلق بجنس ويلغي الآخر، يحتم عليك الذكاء النسوي ان تجيب على الاسالة التالية:
ما هي اللحظة التي كنت فيها سلبيا تجاه المراة وهل تدركها حقا..؟
ما هي اللحظة التي كنتي فيها سلبية تجاه الرجل وهل تدركيها؟
هل تدرك انك قادر على تمييز سلوكك الاضطهادي تجاه الجنس الآخر؟
هل انت قادر على تعديل هذا السلوك في تلك اللحظة
هل تدرك سبب سوء علاقتك مع الجنس الآخر؟
هل انت قادر على التحكم بذاتك عندما تشعر انك تضهد الجنس الآخر؟
هل لديك القدرة على فهم وتحليل سلوك الآخر الناتج عن عدم تكافؤ العلاقات بين الجنسين؟
هل لديك القدرة على فهم السياق التاريخي المركب لفهم العلاقات والتكوين الجندري؟
هل يمكن ان تتجاوز عن هفوات الآخر الناتجة عن سلوك ذو جذر ثقافي لامساواتي ام تقف عندها مطولا؟
هل تحاول اصلاح فكرة سلبية عن الجنس الآخر؟
هل تحاول اصلاح او تغيير صورة نمطية او نعتقد سلبي عن الجنس الآخر؟
هل انت قادر على ان تكون حساس جندريا وان تتسيد فكرة المساواة سلوكك اليومي في التعامل مع الجنس االآخر؟
هل تتفهم سلوك الجنس الآخر في لحظة ما؟
والكثير من الأسئلة مما يطول ذكرها
يتبع

#فراس_عوض (هاشتاغ)       Feras_Awd#          

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل