أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - نايف عبوش - ثقافتنا العربية الراهنة.. تحديات المعاصرة ومتطلبات الأصالة














المزيد.....

ثقافتنا العربية الراهنة.. تحديات المعاصرة ومتطلبات الأصالة


نايف عبوش

الحوار المتمدن-العدد: 6569 - 2020 / 5 / 20 - 11:56
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


يعيش المشهد الثقافي العربي الراهن، ارتباكا واضحاً، وتخبطا مقلقا، يتمثل في انبهاره بمعطيات ثقافة العصرنة الصاخبة، السائدة حالياً في فضاء بيئة المدنية الغربية المعاصرة، حيث بات يفتقد، إن لم يكن قد ضل طريقه، في تلمس هوية ثقافية ذاتية مستقلة، تميزه في نتاجاته الإبداعية، عن ثقافة الغير، وبالشكل الذي ينبغي أن يحقق له خصوصيته المتميزة، في هذا المجال .

ولعل هذا الانبهار المطبق، والهوس المفتون بثقافة الآخر، ترتب عليه ضياع واستلاب حضاري، وليس مجرد ثقافي فقط ، أدى إلى شحة الابتكار، وفقدان الإبداع، وغياب التجديد ، في الساحة الثقافية والأدبية العربية، بشكل خاص ، ولذلك فإن المشهد الثقافي العربي الحديث، بتماهيه مع الغير، بات مشوها، وليس فيه شيء من ملامح خصوصيته الأصلية ، سوى شكل الأحرف والكلمات التي يكتب بها النتاج الثقافي الراهن، بعد أن باتت تحكمه معايير المناهج التفكيكية الغربية المنشأ، لآداب، وذوق ثقافة أخرى، غريبة تماماً، عن بيئة الثقافة الأم .

ولعل ما زاد الطين بلة، أن مناهج النقد التفكيكية التي اعتمدها المشهد الثقافي العربي في التناول، مارست دور معول هدم  لمقومات بيئة الثقافة العربية الراهنة، وبشكل غيب ثقافتنا، وعمل على تنحيتها من التداول ، بعد استبدالها بمفاهيم رطانة الآخر، حتى وان كان الأمر غير مقصود، الأمر الذي أدى إلى هدم، وتقويض المتراكم من موروثنا الثقافي، والمعرفي، حتى صار مدار استخفاف أهله به .

ولذلك فإن المطلوب أن يتم تبني نهج ثقافي ابداعي خاص، يكون له آلياته الخاصة ، في التلقي والتداول والنقد، بعيدا عن مثالب، وسلبيات المناهج التفكيكية المستوردة، التي تظل أدوات هوية معارف، وثقافة أخرى، وتعكس شخصية، وفكر الطرف الذي ابتدعها.

ومن هنا فإن اعتماد صيغة التفاعل مع ثقافة العصرنة، وليس التبعية،والحذو، والذوبان ، وفق آلية مثاقفة واعية، وبالشكل الذي يضمن التفاعل أخذا وعطاء وانتقاء،ورفضا، هو الطريق الأمثل للحفاظ على الخصوصية الثقافية، إذ ليس كل ما يبتدعه الآخرون، يصلح لغيرهم، بالضرورة، بذريعة المشترك الإنساني، حيث يبقى لكل طرف، وفي كل الأحوال، خصوصياته الذاتية، وانشغالاته الخاصة .

ولا ريب أن التفاعل القائم على خيار التواصل الموجب، مع مناهج وثقافة الغير، ورفض السالب منها ، هو نهج يحفظ الهوية، ويعزز الخصوصية، وذلك من خلال منهج مستقل، يتفاعل مع إنجازات الفكر الغربي بوعي مسؤول ، ومن غير انبهار ، ولا تصاغر أمامه مهما كانت سطوته، ويحاكمه بمعايير خصوصية الهوية الحضارية العربية الإسلامية ، ونقاء أصالة المتراكم مما ابدعته معارفها، ولاسيما في صفحات ازدهارها ، وبالشكل الذي يجسد ملامح خصوصية الهوية الثقافة العربية بابداعاتها المعاصرة، ويحافظ على نقائها، من كل زيف واستلاب، مهما كانت الذرائع..

 



#نايف_عبوش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حضارة مادية صاخبة.. تحتاج إلى بعد أخلاقي
- تعيس عبدالرزاق روضان.. يتخبطه شيطان البؤس في زقاق السوق
- تجديد الخطاب الديني... تحديات العصرنة وضرورات الأصالة
- الكاتب ابراهيم المحجوب.. موهبة إبداعية متميزة
- حول الإهتمام بالزراعة المنزلية والحقلية
- العولمة الاقتصادية وكورونا وصراع المصالح
- ثقافتنا الشعبية.. متلازمة فرط استذكار أم تواصل عضوي مع جذور ...
- فايروس كورونا المستجد وإعادة تشكيل عالم مابعد الجائحة
- في ذكرى الثورة الجزائرية
- إشكالية تناول اللغة العربية بالمناهج التفكيكية والحداثوية
- ألذكاء الاصطناعي.. تحديات التطوير وضرورات الترشيد
- المصادر الأولية لتغذية التلاميذ بالمعرفة
- عصرنة صاخبة.. وحياة مكتضة بانشغالات فارغة
- سلامات الشاعر الكبير ابو يعرب
- التضخم وتآكل المدخرات
- الشاعر الدكتور حسين اليوسف الزويد.. تمظهرات التغني بالديرة و ...
- مسؤولية الإنسان في إعمار الأرض
- إشكالية تدني مستوى التعليم
- احمد علي السالم أبو كوثر.. شاعر مبدع يستحق التكريم بجدارة
- الإبداع في كتابة النصوص


المزيد.....




- مصر.. ساويرس يرد على مهاجمة سعد الدين الشاذلي وخلافه مع السا ...
- تصريحات لواء بالجيش المصري تثير اهتمام الإسرائيليين
- سيدني.. اتهامات للشرطة بازدواجية المعايير في تعاملها مع حادث ...
- ليبيا وإثيوبيا تبحثان استئناف تعاونهما بعد انقطاع استمر 20 ع ...
- بحضور كيم جونغ أون.. احتفالات بيوم الجيش في كوريا الشمالية ع ...
- بلينكن يأمل بإحراز تقدم مع الصين وبكين تتحدث عن خلافات بين ا ...
- هاريس وكيم كارداشيان -تناقشان- إصلاح العدالة الجنائية
- ما هي شروط حماس للتخلي عن السلاح؟
- عراقيل إسرائيلية تؤخر انطلاق -أسطول الحرية- إلى غزة
- فرنسا تلوح بمعاقبة المستوطنين المتورطين في أعمال عنف بالضفة ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - نايف عبوش - ثقافتنا العربية الراهنة.. تحديات المعاصرة ومتطلبات الأصالة