أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فارس محمود - ظواهر جديدة، يجب ان توأد فوراً!














المزيد.....

ظواهر جديدة، يجب ان توأد فوراً!


فارس محمود

الحوار المتمدن-العدد: 6567 - 2020 / 5 / 18 - 15:37
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


انتشرت في غضون الايام القليلة المنصرمة تقاليد يندى لها الجبين فعلاً. فمن جهة، انتشرت عبر قنوات التواصل الاجتماعي افلام تصور القاء جماعة مقتدى الصدر القبض على شباب هنا وهناك، وبالاخص في مدينة الثورة، شباب في مقتبل العمر يحيط بهم جمع من حثالة الصدر، يقوم الشاب منكس الرأس بالاعتذار من مقتدى ووالده ويعد بعدم بتكرار هذا الامر مرة اخرى، (التطاول على مقتدى او والده!)، والاشادة بمكانة و"قدسية" عائلة الصدر.
من جهة اخرى، راينا افلام مصورة، تقوم فيها عوائل وعشائر باحضار "ابنها المذنب" وتحلق راسه بعنف وقسوة امام الكاميرات وتعتذر نيابة عن "ابنها العائق"، وتحذر بان هذا سيكون جزاء كل من يتمادى على مقتدى والحكيم وعائلاتهما!
ان خطوة بلطجية الصدر هي امر ليس غريب عليهم. ان هذه ليست دلالة قوة واقتدار. انها دلالة ضعف كبير. لماذا تلجأ جماعات الصدر الى مثل هذه الاعمال؟! ان هذه السلوكيات هي سلوكيات جماعات وتيارات افتضحت ماهيتها، ودورها ومكانتها بوصفها تيارات معادية للاغلبية الساحقة من جماهير العراق، تيارات لاصلة لها باحترام الانسان، سمو شأنه وقيمته، ولا تعد هذه الامور جزء من تقليدها الاجتماعي والسياسي. انها تقاليد انظمة استبدادية قرووسطية متهرئة لاربط لها باي مدنية، باي تحضر، باي قيم سامية للبشر، ولا باي صلة بالقرن الواحد والعشرين ومنجزات البشر فيه.
اماط هذا التيار المتغطرس اللثام عن وجهه الكالح. لقد سعى للظهور كذباً ورياءاً بوصفه تيار "اصلاح"، وفشل في ذلك. لقد سعى لركوب موجة احتجاج الجماهير وفشل هذه المرة، على عكس سابقاته، فشلاً ذريعاً قل نظيره. سعى للظهور بوصفه ممثل المجتمع امام وبوجه ممثلي السلطة والاحزاب، ولكن لم ينل سوى تخويل نزر قليل من البشر. بعد زيارته لايران، ابان مقتل سليماني والمهندس، وللكشف عن وجهه القمعي السافر وتحطيم الانتفاضة، فشل ايضاً فشلاً ذريعاً.
ان ممارساته واساليبه الاخيرة هي لتيار لايعرف ماذا يفعل، تيار متخبط. يتصور هذا التيار وبلطجيته انه، عبر القمع وعبر هذه الاساليب الهزيلة بالاستفراد بالانسان ومحاصرته واذلاله، يستطيعان بث الرعب في افئدة المجتمع. كم هم واهمين!! جماهير العراق نفضت عن ساعديها، واعلنت الحرب على هذه السلطة المليشياتية بكل اجنحتها الطائفية، القومية، العشائرية و... ترفع راية ازاحة قوى النهب والجريمة المنظمة من حياة مجتمع متطلع للحرية، للرفاه، للمساواة والمدنية.
اما فيما يخص اعمال "حلق الشعر" و"حلق الشوارب" (التقليد الذكوري البالي) وغيرها. لحسن الحظ ان البشرية قطعت اشواطاً بعيدة عن العصور البائدة. ان عالم اليوم هو عالم القرن (21). انه ليس عالم "النبي" ابراهيم حيث ينذر اسماعيل للذبح ما ان يحلم بذلك، كاي ملك من املاكه. ليس بجزء من ملكية عائلة او عشيرة او اي تركيبة اقتصادية او اجتماعية تفعل به ماتشاء. ان انسان اليوم، وبفضل منجزات البشرية الداعية للتحرر والمساواة، هو انسان مستقل، له شخصيته، له كرامته، له قراره، له خياراته. لا يستطيع كائن من ان يكون او اي اطار سياسي او اجتماعي ان يفرض عليه مايقول وما يعتقد وما لايقول ومالايعتقد!
ان ماجرى بحلق الراس او الشوارب هو اسلوب وتقليد اذلالي بشع وانتهاك صارخ لحرية الفرد. ان هذا الاسلوب هو اسلوب تملقي لرؤساء واصحاب تلك العوائل او العشائر بهدف التقرب لتيار الصدر او الحكمة. ان ارادوا ان يتملقوا لاحد ما في السلطة، فهذا شانهم، ولكن ليس على حساب شاب لا ذنب له سوى كونه "انتمي" الى هذه العائلة او العشيرة دون محض ارادته، دون قراره! لماذا على الشاب ان يدفع ثمن تعقب طرف اخر لمصالحه من حريته ورايه ومواقفه؟!
قد يكون هذا اسلوب يهدف الى درء مخاطر هذا التيار الاجرامي، تيار الصدر او غيره. لماذا يدفع ابنائنا ثمن همجية واستهتار جماعة بلطجية؟! ليس هذا بحل. ان الحل يقتضي الدفاع عن انفسنا وابنائنا بوجه هذه التطاولات وفرض التراجع عليها. ينبغي ان نضع حد لهم ولاستهتارهم. يجب ان لانسلّم او نركع لهم.
ماذا يريدون من وراء هذا؟! ببساطة انه استبداد سياسي محض. استبداد بعثي اخر. ان كان الاول باسم "البعث" و"الامة العربية" و"الرسالة الواحدة" و"قائد الضرورة"، فان هذا استبداد اخر باسم "القدسية"، "قدس الله سره"، "مرجع الامة"، وغيرها. ان هدف كلا القدسيتين واحد: "كفوا السنتكم عنا!"، "لاتنتقدونا!"، "اسكتوا عن مساوئنا"، "الزموا الصمت على ممارساتنا"، "لاتشككوا بسلطتنا وحكمنا"، والهدف منه هو تركيع الناس واستسلامها والرضوخ لهم، وبالتالي، الابقاء على سلطتهم واستهتارهم ومعاداتهم للجماهير دون اي مس من قبل الجماهير. ان كانت احدهما ديكتاتورية قومية، فالاخرى ديكتاتورية دينية وطائفية. لا فرق. لكل منهم مبرراته، شعاراته، مقدساته، بيد ان الهدف واحد، صيانة سلطتهم المتداعية من المساس.
في عالم اليوم ليس ثمة مقدس سوى الانسان. فقط الانسان، كرامته، مشاعره، جسده، افكاره، رغباته هي المقدسة. اما غير ذلك، فكله امر يمكن انتقاده، يمكن نبذه، يمكن تسفييه! لقد ولّى عصر "المقدسات"، "القديسين"، "المعصومين" و...! انه عالم القرن (21)!
يجب دحر هذه التقاليد الاستبدادية. ان جماهير العراق تنشد مجتمعاً جديداً، مجتمعاً مفعم بالحرية والمساواة والرفاه. ان احد اركان هذا المجتمع الجديد هو تهميش هذه القوى والتقاليد وارجاعها الى جحورها مرة وللابد دون اسف عليها.



#فارس_محمود (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حول اتهام لا اساس له!
- كلمة حول الانشقاق الجاري في الحشد الشعبي!
- مجزرة بحق النساء يجب ان تتوقف فوراً!
- مرحلة جديدة، وامكانية عالم اخر!
- -كبار السن- وفاشية -البقاء للاصغر سناً-!
- -اضطهاد المراة- ضرورة طبقية راسمالية!
- حول -جرة اذن- مقتدى الصدر - تكتيكان... وهدف واحد!
- خطاب قديم... وعبرة راهنة!
- مَنْ -تجاوز- على مَنْ؟!
- محطات من تاريخ الحزب الشيوعي العمالي العراقي - تاريخ حافل با ...
- ليس بوسع الف -فضيلة- ان -يقمطوا- مجتمع متوثب للحرية!
- حوار مع رفيق حول ماهية الحشد الشعبي وامور اخرى!
- تعاطف مع الضحايا ام امتياز للاسلام السياسي؟!
- اوضاع المراة.. وضرورة حركة نسوية مقتدرة!
- اعدام 40 امراة -داعشية-... -حل- سقيم!
- تحرر المراة قضية الطبقة العاملة!
- وانتصر 14 شباط، -عيد الحب-!
- كلمة حول الضجيج الاخير ب-اخراج المحتل-!
- فنزويلا امام مخاطر انفلات الفاشية وسيناريو مظلم
- انه انموذج شيوعية اجتماعية محبوبة!


المزيد.....




- بابا الفاتيكان يدعو لإنهاء -وحشية الحرب- ووقف العقاب الجماعي ...
- بابا الفاتيكان يدعو لإنهاء -وحشية الحرب- ووقف العقاب الجماعي ...
- تفاصيل خطيرة.. مصر تحبط مخطط -حسم- الإخوانية لإحياء الإرهاب ...
- الرئاسة الروحية للدروز تطالب بسحب -قوات دمشق- من السويداء
- الاحتلال يسرع السيطرة على المسجد الإبراهيمي
- نار السويداء وثلج الجولان وحلف الدم بين اليهود والدروز
- 7 ولايات أمريكية تعتمد رواية المستوطنين: «يهودا والسامرة» بد ...
- مصر: الداخلية تكشف تفاصيل -مخطط عناصر الإخوان- لاستهداف منشآ ...
- الطاقات الشبابية.. ورقة قوة للجمهورية الإسلامية الإيرانية
- قاليباف: على الحكومات الإسلامية الوقوف بوجه الكيان الصهيوني ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فارس محمود - ظواهر جديدة، يجب ان توأد فوراً!