أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فارس محمود - حول -جرة اذن- مقتدى الصدر - تكتيكان... وهدف واحد!















المزيد.....

حول -جرة اذن- مقتدى الصدر - تكتيكان... وهدف واحد!


فارس محمود

الحوار المتمدن-العدد: 6505 - 2020 / 3 / 3 - 11:44
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


(حول "جرة اذن" مقتدى الصدر)
مالذي تغير في الصدر؟! ولا شيء! الصدر هو هو!ّ لم يكن الصدر "داعية اصلاح" او ان مايعنيه بالاصلاح لايتعدى تصور ذا صلة بمصالحه ومصالح تياره، لا اكثر؛ فيما لم يكن له صلة بتحسين اوضاع الجماهير. انه ابن العملية السياسية واحد رموزها واركانها بكل قيمها المحصاصاتية والطائفية، بكل فسادها ونهبها، بكل اجرامها ومليشياتها و..الخ.
انه مؤسس جيش المهدي بجرائمه التي لاحد ولاحصر لها في العراق وبالاخص بين 2006-2008 ابان الحرب الطائفية والقتل على الهوية.
ليس هو من تغير، بل تكتيكه قد تغير. العملية واحدة، لعب ادواراً مختلفة، بيد ان الهدف كان واحد: الحصول على مكانة اكبر في السلطة والحكومة. ان مايتعقبه هو ان تكون له اليد الطولى في العملية السياسية. فبالامس، ابان الصراع الضاري داخل المعسكر الشيعي، كان مايتعقبه هو التزعم ومن هو صاحب الكلمة الفصل في هذا المعسكر الذي غير اسمائه لمرات، "التزعم" و"اليد الطولى" يعني مكانة وحصة اكبر من السلطة والثروة. حين كان وضعه اضعف او اقل مكانة من خصومه، شن المالكي عليه حربا مسلحة تحت اكاذيب "سيادة القانون" و"دولة القانون" بهدف سحق جيش المهدي وتركيعه.
وفي مراحل اخرى، تمثل تكتيكه بركوب موجات الحركات الاحتجاجية العارمة في مدن وسط وجنوب العراق تحت راية "الاصلاح" و"محاربة الفاسدين"، في وقت لايقل هو وجماعته فساداً عن الاخرين رغم الورع والزهد الذي يتظاهر به. كان ساخطاً على المكانة التي يتمتع بها المالكي الذي بلغ درجة كان يحسب ويعد نفسه معها انه "صدام العراق الجديد"، وكان يزهو المالكي بهذا اللقب، وهذا الاقرار من قبل الاخرين.
ومع تاسيس الحشد الشعبي تحت كذبه اسمها "تحرير العراق من داعش"، راى الصدر تياره وهو يتهمش تدريجيا امام الحشد المتضخم كالاخطبوط، وصعد نجم اسماء جديدة منها الخزعلي (الذي كان احد اتباعه)، العامري، المهندس، فالح الفياض وغيرهم. وهيمن الحشد على كل شيء تقريبا من اقتصاد، قوى امنية حكومية، مليشيات، اموال طائلة والتحكم في كل شاردة وواردة في المجتمع، لا في مناطق الوسط والجنوب، بل في المناطق "المحررة" من مثل الموصل وديالي والمناطق الغربية. ليس هذا وحسب، بل اصبح له ظهور اقليمي في سوريا وغيرها. شعر التيار الصدري ان مصيره ومستقبل تياره السياسي في خطر... وان الامور تسير نحو ابتلاع الحشد لـ"الاخضر واليابس"!
مع انطلاق الانتفاضة الجماهيرية العارمة في اكتوبر 2019، سعى التيار الصدري في البدء لركوب موجة الانتفاضة، ولكنه على خلاف المرات السابقة، فشل فشلا ذريعاً، واكدت له الجماهير المنتفضة بالف شكل وشكل ان ما انطلى عليهم في الدورات السابقة، لن ينطلي هذه المرة، وتعرض لخيبة امل جدية وكبيرة بالاخص بعد شعار "شلع قلع والقالها وياهم"!. وجد نفسه وهو "منزوع السلاح والدور"، لا مكانة خاصة له في تيار الاسلام السياسي الشيعي الذي غدا للحشد الشعبي وعصائب اهل الحق وبدر والنجباء والخراساني وغيرهم اليد الطولى بشكل تام تقريبا، ولا بين الجماهير في العراق الساخطة على الفقر، الجوع، البطالة، الفساد، انعدام الخدمات وغيرها....
تطورت الانتفاضة وغدت اكثر راديكالية وجماهيرية والتيار الصدري في تهميش وانزواء يوميين. اتت حادثة مقتل سليماني والمهندس، لتجلس الجمهوريية الاسلامية معه وتعقد صفقة. مدركة ان قواها المليشياتية وحشدها، خزعليها، عامريها وغيرهم من تربوا باحضان ولي الفقه اضعف من ان يستطيعوا الرد على حدث عظيم مثل هذا.
فمن اجل ادامة عمر سلطتها ونفوذها في العراق، وهي المهددة في لبنان وفي عقر دارها، ايران، عقد نظام الجمهورية الاسلامية صفقة مع تيار مقتدى الصدر. ابلغوه التالي: لايمكنك ركوب موجة التظاهرات هذه المرة، ان انتصرت الانتفاضة لن يطاح برؤوس الخزعلي، الفياض، العامري، المالكي والكعبي و.... غيرهم فحسب، لن تستطيع انت ان تنقذ راسك، سيزول راسك مع زوال هذه الرؤوس، لا تتوهم ان يبقى للاسلام السياسي، ومن ضمنه انت، مكان لكم في عراق الانتفاضة المنتصرة. الجماهير المنتفضة قالت كلامها بوضوح مابعده وضوح.
اقنعت ايران جماعات الحشد والاطراف الموالية لها بما مفاده (ان علينا القبول بحصة اصغر ودور اصغر ومكانة اصغر لاننا جميعا عاجزين عن لجم الانتفاضة، نتفق مع الصدر على ان يتصدر هو المشهد، يقمع الانتفاضة، ينال حصة اكبر. علينا ان نقبل بحصة ومكانة اقل افضل من ان يتم اجتثاثنا نحن والاسلام السياسي جميعا، ولايمكن ان ننجو في ايران ان اطيح بكم في العراق.) اعطوه الضوء الاخضر ورفع جميع ابناء المعسكر الايراني قبعات الولاء لـ"زعيمهم الجديد"، زعيم هذه المرحلة، الذي تطابقت اجندته مع اجندة ولي نعمتهم في ايران.
اتى بالقبعات الزرق، الاعتداء بالسكاكين والهراوات، ويهدد بايقاف تجميد جيش المهدي، وجعل قوات السلام تصول وتجول، وتحول الى حامل راية "الطرف الثالث" بكل ما للكلمة من معنى. كشف الصدر عن انيابه بسفور بالغ دون اي تردد ... لماذا يتردد؟! ان الهدف الذي تعقبه طيلة اعواما مديدة، وبصراعات مريرة وقاسية الى ابعد الحدود مع خصومه في المعسكر والخندق الشيعي، بقالب ركوب موجة الحركات الجماهيرية و"الاصلاح" وغيرها، ها هو يتحقق وهذه المرة بتزعم خندق "الطرف الثالث"، الاستبدادية الاسلامية السافرة. يقدمه له خصومه على طبق من ذهب!
وها نحن نرى مقتدى الصدر منتشياً باقرار جميع قوى العملية السياسية التي تلقت ضربات موجعة جراء الانتفاضة المليونية بدوره ومكانته. لقد تحول لمنقذ العملية السياسية الطائفية وامتيازات الجماعات والعصابات المليشياتية الاجرامية المخضبة اياديها بدماء اجمل الشباب. ترى هذا الانتشاء واضحاً في لغة الصلف، الغرور، الاستهتار، الجهل، التخلف، "اللسان الطويل" بوجه جماهير العراق بالدرجة الاولى وبوجه خصومه الذين لم يستطيع ان يفرض عليهم تراجع نهائي واخير على امتداد مايقارب 17 عاما.
لم يبقى امام الصدر سوى ان يكشف عن وجهه الاستبدادي الشرس بحد من الاستهتار بحيث يسمي مقتل العشرات من الابرياء على ايدي جلاوزته، ناهيك عن اعمال الخطف، استخدام السكاكين والهراوات بحق المحتجين بانه "جرة اذن"!! بث رعب وهلع ليس بقليل على صعيد المجتمع. بيد انه هلع ورعب عابرين، وسيهزم شر هزيمة كما هزم اصحابه من قبل.
ان مجتمع مابعد اكتوبر 2019 ليس كما من قبله.



#فارس_محمود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خطاب قديم... وعبرة راهنة!
- مَنْ -تجاوز- على مَنْ؟!
- محطات من تاريخ الحزب الشيوعي العمالي العراقي - تاريخ حافل با ...
- ليس بوسع الف -فضيلة- ان -يقمطوا- مجتمع متوثب للحرية!
- حوار مع رفيق حول ماهية الحشد الشعبي وامور اخرى!
- تعاطف مع الضحايا ام امتياز للاسلام السياسي؟!
- اوضاع المراة.. وضرورة حركة نسوية مقتدرة!
- اعدام 40 امراة -داعشية-... -حل- سقيم!
- تحرر المراة قضية الطبقة العاملة!
- وانتصر 14 شباط، -عيد الحب-!
- كلمة حول الضجيج الاخير ب-اخراج المحتل-!
- فنزويلا امام مخاطر انفلات الفاشية وسيناريو مظلم
- انه انموذج شيوعية اجتماعية محبوبة!
- ذكرى -6 كانون الثاني- ودعوات -الخدمة الالزامية-!
- تغيير الافكار امر ممكن، ولكن لا يمكن تزييف التاريخ!!
- -25% من الحكومة-... مساواة المراة ام مطلب فئوي ضيق! (كلمة حو ...
- قيم مقلوبة ذات اهداف واضحة! (حول بعض ردود الافعال على حملة ا ...
- -اعتذار شجاع لمقاتل- ام لاسترداد ماء الوجه والبقاء!
- الانتخابات والعملية السياسية وموقف الحزب الشيوعي العمالي الع ...
- (كلمة حول مساعي الخزعلي لحث الناس على المشاركة في الانتخابات ...


المزيد.....




- الاحتلال يستغل الأعياد الدينية بإسباغ القداسة على عدوانه على ...
- -المقاومة الإسلامية في العراق- تعرض مشاهد من استهدافها لموقع ...
- فرنسا: بسبب التهديد الإرهابي والتوترات الدولية...الحكومة تنش ...
- المحكمة العليا الإسرائيلية تعلق الدعم لطلاب المدارس الدينية ...
- رئيسي: تقاعس قادة بعض الدول الإسلامية تجاه فلسطين مؤسف
- ماذا نعرف عن قوات الفجر الإسلامية في لبنان؟
- استمتع بأغاني رمضان.. تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 على ا ...
- -إصبع التوحيد رمز لوحدانية الله وتفرده-.. روديغر مدافع ريال ...
- لولو فاطرة في  رمضان.. نزل تردد قناة وناسة Wanasah TV واتفرج ...
- مصر.. الإفتاء تعلن موعد تحري هلال عيد الفطر


المزيد.....

- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فارس محمود - حول -جرة اذن- مقتدى الصدر - تكتيكان... وهدف واحد!