أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فارس محمود - ليس بوسع الف -فضيلة- ان -يقمطوا- مجتمع متوثب للحرية!















المزيد.....

ليس بوسع الف -فضيلة- ان -يقمطوا- مجتمع متوثب للحرية!


فارس محمود

الحوار المتمدن-العدد: 6223 - 2019 / 5 / 7 - 21:57
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


(بصدد هجوم جماعة الفضيلة على هيفاء الامين ومقر الحزب الشيوعي)
فارس محمود
ان العمل الاستبدادي الذي قام به حزب الفضيلة بالهجوم على مكتب هيفاء الامين ومقر الحزب الشيوعي العراقي في الناصرية هو عمل منافي لابسط الحقوق والحريات. ولهذا، فهو مبعث استنكار كل انسان يتحلى بادنى درجات الانسانية والحس الانساني تجاه المجتمع.
ماسر هذه الضجة؟!:
اي كلمة نطقت بها هيفاء الامين لم تكن صحيحة؟! قالت ان المعلمات تحولن الى "ملايات"؟! وان "التخلف يشيع في مدن الوسط والجنوب"؟! وهل في هذا ذرة مبالغة او ظلم واجحاف او اهانة؟! اعطني زاوية واحدة من زوايا المجتمع لا ترسف بالتخلف والجهل؟! انظروا الى التعليم، الجامعات، الصحة، ادارة المؤسسات، الخدمات، الترع والمستنقعات في قلب المدن، انظروا الى النمطية والبلاهة الفكرية والسياسية السائدة على المجتمع، وضع الدين لانفه في كل زوايا المجتمع، تمعنوا بعودة العشائرية، وبالاحرى باعادتها مع كل مايرافقها من قيم عنصرية ومعادية لانسانية الانسان، نظام العشائر و"الديات" و"الدكات"، و"القوامة"، "زواج المتعة" وصيحات الداعية الى "القانون الجعفري" وغياب القانون، انظروا الى حثالة الطبقة السياسية الحاكمة في "العراق الجديد" التي وعدوا الجماهير كذباً بانهم بشارة ارساء مستقبل جديد يرفق بالحريات وحقوق الانسان، و.... الخ. هل ثمة زاوية لم تغرق في التخلف والجهل والانحطاط؟!
ان كلمة "تخلف" هي كلمة مهذبة جدا، ليست مهينة، وقليلة بحد لاتعكس معه واحد من مليون من حجم الماساة الراهنة للمجتمع الذي صاغته الحثالة السياسية والمليشيات الطائفية والقومية. المجتمع ليس متخلفاً. لقد خلّفته تلك الحثالة السياسية. ان وجود امثال الفضيلة في السلطة هو اسطع دليل على ذلك!
ان من يرتعد لهذا الوصف ويزمجر يدلل بافضل الاشكال على ان اقدامه لازالت في قرون غابرة. يدلل على انتماءه لعصر لاربط له بالقرن الحادي والعشرين، لاينتمي لهذا المجتمع الذي له مايقارب من القرن من المدنية والارتباط بالعالم المعاصر. يجب ان يرجع هذا الى كهفه، فهو المكان الانسب له. بوسعه ان يمضي لذلك، فهو حر في خياره. ولكن ان يجبر المجتمع، تحت اي مبررات كانت، الى ان يعود الى عصور الظلام والجهل والتخلف والغطرسة (المافوق انسانية)، فهذا ليس من حقه مطلقا.
عمل سياسي صرف:
مليون مصيبة مرت وتمر على المجتمع (هذه المصائب التي الفضيلة ومن امثالها طرف اساسي في خلقها)، ولكن لم تهتز شعرة لهذه الجماعة البائسة تجاهها! بيد ان قول هيفاء حرك بهم كل المواجع! لماذا؟!
ان ماقامت به هذه الجماعات لاصلة له اطلاقاً بـ"اهانة اهل الجنوب"، "الدوس على الخطوط الحمراء لتقاليد وعادات الملايين من اهل الجنوب"، ولا... الخ. ان هذا عمل سياسي بحت، بيد انه بائس. ليس له ربط بـ"الناس"! ثمة كذبة وحيلة قديمة للطبقات الحاكمة لحد اليوم هي امرار اهدافها الاساسية باسم "الناس" و"حاجات الناس" و"قيم الناس"، ليدعوا هذه الكذبة وهذه البضاعة الفاسدة جانباً. فقبلكم عزى صدام اجتياح الكويت الى حديث الكويتيين "سنشتري الماجدة العراقية ب25 الف دينار"!!
عراق اليوم هو عراق الصراعات السياسية بين القوى المليشياتية الجاثمة على قلوب مدن العراق بالنار والحديد، قوى ليس لها اي ربط بمصالح الناس وحاجاتها وامانيها، بل تتعقب فقط وفقط مصالحها الضيقة في الثروة والحكم. ان ما قامت به جماعة الفضيلة هو استعراض عضلات سياسي فج لتقول للاخرين "نحن موجودون، واحسبوا حساب لنا ايضاً"، و"انا احكم واتحكم ايضاً"! انه استعراض بوجه المجتمع، لفرض النفس على المجتمع، وبدرجة كبيرة بوجه منافسيها وخصومها! اذ ليس بقول هيفاء اي شيء جديد، اذ يقال من مثل كلامها يوميا بالف شكل وشكل، ومن ابسط مواطن الى اعلى المستويات الحكومية نفسها والمنابر الاعلامية؟! انه تكتيك توجيه ضربة لطرف "ضعيف" للاستقواء به امام الاخرين. ياللبؤس!
ماهية هذه الفعلة!
ليست هذه الفعلة البائسة سوى عمل معادي للحريات والحقوق الاساسية للانسان في التعبير والراي! ان الهدف من ورائه هو كبت الحريات وقمع المعارضين، واشاعة الاستبداد في مجتمع يغط بنقمة وسخط عميقين تجاه الطبقة الحاكمة الفاسدة، لا اكثر. انه عمل تيار ما يدفع بالمجتمع للوراء، للقرون الوسطى، للتخلف والجهل ومعاداة التمدن والرفاه. انه عمل تيار سعى لاستغلال الاوضاع لفرض اجندته السياسية التي يعد اسلمة المجتمع محور اساسي فيها.
انه عمل تيار استبدادي لايؤمن قط بحق الانسان في الحرية والاختيار الواعي للانسان، تيار يسعى لقولبة المجتمع وحصره في اطار بنيته الفكرية والايديولوجية الاسلامية والعشائرية. انه تيار يسعى لتدجين المجتمع تحت راية واحدة لاتمت باي صلة بقيم التمدن والتحضر. تيار يسعى باظفاره واسنانه لابقاء اميال الساعة متسمرة عند تاريخ معين ويدوس على كل القيم والمنجزات الفكرية للعالم المعاصر.
مدنية المجتمع لن تسكت:
بوسع الامين ان تعتذر والحزب الشيوعي ان يسكت، فمصلحتهم السياسية الضيقة بوصفهم جزء من الطبقة الحاكمة تقتضي ذلك. بيد ان مدنية المجتمع لن تلزم الصمت، تقاوم. لايمكن لاحد ان "يقمط" مجتمع معاصر، مجتمع مرتبط بالف وشيجة وشيجة بالبشرية المتقدمة، ببشرية الفضاء وعلم الكون ووسائل التواصل الاجتماعي والانترنيت والحريات في قفص عالمه البالي. ينشد المجتمع العيش، والعيش كسائر شعوب البشر، ولهذا لن يقبل بهذا. ان محاولاتهم لارجاع اميال الساعة هي خطوة مخالفة لكل تاريخ البشرية. يشهد تاريخ البشرية نكوص هنا او هناك، بيد ان مساره العام نحو التقدم وحسب.
ان هذا العمل مدان جملة وتفصيلاً. حتى وان تراجعت هيفاء الامين، فان المجتمع لن يتراجع، لايقبل بمعايير امثال الفضيلة. امثال الفضيلة هي حركة عابرة، رقعة نشاز عابرة على جسد المجتمع. ستلفضها، مع سائر قوى الاسلام السياسي، الايام وبسرعة، بالاخص جراء عقد ونيف من ممارستها السياسة والاجتماعية. اذ لا تستطيع تيارات الاسلام السياسي ان تديم عمرها دون مليشيات، فرضت نفسها على المجتمع بالنار والحديد ودعم القوى الاقليمية وتوظيف ثروات النهب والفساد وشراء ذمم شيوخ العشائر وحفنة فاسدة في المجتمع، لا اكثر. اسحب السلاح وثروات المجتمع منها، سترى قوتهم الواقعية والقيمة الحقيقية لافكارهم وايديولوجيتهم وشخصياتهم.



#فارس_محمود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حوار مع رفيق حول ماهية الحشد الشعبي وامور اخرى!
- تعاطف مع الضحايا ام امتياز للاسلام السياسي؟!
- اوضاع المراة.. وضرورة حركة نسوية مقتدرة!
- اعدام 40 امراة -داعشية-... -حل- سقيم!
- تحرر المراة قضية الطبقة العاملة!
- وانتصر 14 شباط، -عيد الحب-!
- كلمة حول الضجيج الاخير ب-اخراج المحتل-!
- فنزويلا امام مخاطر انفلات الفاشية وسيناريو مظلم
- انه انموذج شيوعية اجتماعية محبوبة!
- ذكرى -6 كانون الثاني- ودعوات -الخدمة الالزامية-!
- تغيير الافكار امر ممكن، ولكن لا يمكن تزييف التاريخ!!
- -25% من الحكومة-... مساواة المراة ام مطلب فئوي ضيق! (كلمة حو ...
- قيم مقلوبة ذات اهداف واضحة! (حول بعض ردود الافعال على حملة ا ...
- -اعتذار شجاع لمقاتل- ام لاسترداد ماء الوجه والبقاء!
- الانتخابات والعملية السياسية وموقف الحزب الشيوعي العمالي الع ...
- (كلمة حول مساعي الخزعلي لحث الناس على المشاركة في الانتخابات ...
- خطوتان للوراء ... فحسب!
- وقاحة يندى لها الجبين! (حول الانتخابات واعادة النازحين القسر ...
- خطوات فضحت اكاذيب قديمة! (وسمح للمراة في السعودية بدخول المل ...
- -لا للحرب!- ام -لا للحرب على كردستان-؟!


المزيد.....




- وفاة قيادي بارز في الحركة الإسلامية بالمغرب.. من هو؟!
- لمتابعة أغاني البيبي لطفلك..استقبل حالاً تردد قناة طيور الجن ...
- قادة الجيش الايراني يجددن العهد والبيعة لمبادىء مفجر الثورة ...
- ” نزليهم كلهم وارتاحي من زن العيال” تردد قنوات الأطفال قناة ...
- الشرطة الأسترالية تعتبر هجوم الكنيسة -عملا إرهابيا-  
- إيهود باراك: وزراء يدفعون نتنياهو لتصعيد الصراع بغية تعجيل ظ ...
- الشرطة الأسترالية: هجوم الكنيسة في سيدني إرهابي
- مصر.. عالم أزهري يعلق على حديث أمين الفتوى عن -وزن الروح-
- شاهد: هكذا بدت كاتدرائية نوتردام في باريس بعد خمس سنوات على ...
- موندويس: الجالية اليهودية الليبرالية بأميركا بدأت في التشقق ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فارس محمود - ليس بوسع الف -فضيلة- ان -يقمطوا- مجتمع متوثب للحرية!