أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فارس محمود - -اعتذار شجاع لمقاتل- ام لاسترداد ماء الوجه والبقاء!















المزيد.....

-اعتذار شجاع لمقاتل- ام لاسترداد ماء الوجه والبقاء!


فارس محمود

الحوار المتمدن-العدد: 5940 - 2018 / 7 / 21 - 15:19
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


(كلمة حول اعتذار هادي العامري للشعب العراقي)
خطاب العامري واعتذاره للشعب العراقي هو حديث الساعة. ما اهمية ومكانة هذا الخطاب والاعتذار؟! انقضت 15 عاما مليئة بما لايتصوره الانسان من مصائب وويلات على المجتمع في العراق. لقد كان العامري وتياره السياسي جزء اساسي في خلق هذه الماسي والمصائب. لقد قتل مئات الالاف، تشردت الملايين داخل العراق وخارجه، مورس التمييز الطائفي والعرقي، القتل على الهوية، فرض التراجع المادي والمعنوي، اوتيت بقوى ظلامية للهيمنة على المجتمع، نهب وسلب مئات المليارات، رهنوا المجتمع بالديون وباعو ثرواته بسعر التراب للمنظمات الراسمالية العالمية من امثال صندوق النقد الدولي وكبلوه لعقود مديدة بالاتفاقيات الظالمة، لاخدمات لا كهرباء لاماء صالح للشرب، بطالة، داعش، الانفلات الامني، عيث المليشيات واطلاق اياديها في اعمال القتل، تدمير مدنية المجتمع، التلويث الفكري والعقلي المنظم و.... الخ. باختصار سلبوا من المجتمع كل مقومات مجتمع عصري ومتعارف.
اما فيما يخص العامري نفسه، فان مئات الشباب في المنطقة الغربية لحد الان لا احد يعرف لهم اثر، بعد اعتقالهم من قبل قوات الحشد والعصائب وبدر وغيرها، التطهير الطائفي الذي قام به في ديالي وتغيير التركيبة الديموغرافية للمنطقة وتدمير العشرات من القرى والاعتقالات التعسفية والتهجير الطائفي وغير ذلك. للاسف لم يكن سجل العامري يخرج عن سجل اي تاجر حرب. لو توفرت ادنى اشكال العدالة، لكان يجب تقديمه الى محاكم دولية بوصفه مجرم حرب ومجرم بحق الانسانية، حاله حال الميلوسوفوتشيين و...
لحد الامس كان يستهزء ويقول "فقر؟! اين هو الفقر في العراق، ماكو فقر في العراق! الكهرباء ببلاش (مجانية)، الماء ببلاش، الصحة ببلاش، التعليم ببلاش، والحصة التمونينية ببلاش و.... ؟! اين هو الفقر في العراق؟!" يتندر باستعلاء غير لائق على مصائب الاغلبية الساحقة للمجتمع.
ها ياتي اليوم، وبجرة قلم، ويقول "نعتذر، اخطئنا!" و"ماصار شيء" و"نبقى في السلطة ونتعهد نكون افضل"! من يقبل بهذا؟ اعتذر وانتهى الامر؟! هكذا ببساطة؟! وكان شيء لم يكن؟! ان هدف الاعتذار هو محاول تخديرية للحركة الاحتجاجية وامتصاص الغضب الجماهيري وسعي فاشل لاعادة ماء الوجه لمجرم حرب ولطبقة سياسية برجوازية طفيلية نتنة. ها هي انتخاباتكم لم تجلب سوى 19% نظرا لسقوط اقنعة هذه العملية المتهالكة التي اسمها "الانتخابات" و"الديمقراطية" و"صوتك من يقرر". لقد راى العامري ومجمل الطبقة السياسية بام اعينهم مدى حنق وسخط المجتمع عليهم، راوا مدى عزلتهم السياسية والاجتماعية، ومدى النبذ الاجتماعي لهم (اذ انهم باقون لا بفضل وجودهم الاجتماعي، بل بفضل مليشياتهم الاجرامية والمال المنهوب وشراء ذمم شيوخ العشائر، لا اكثر!)، كما يدركون ان بلغ السيل الزبى ولايستطيعون ان يستمروا كما لو ان شيء لم يكن. ولهذا لابد من التراجع قليلاً، لا بد من صرف بعض الدهاء، لابد من الالتفاف والقول "نعتذر اننا اخطئنا!" ليس هذا بدهاء. لاتنطلي لعبة سمجة على مجتمع من مايقارب 40 مليون انسان. وبعد كل هذه المصائب، ماذا نعمل باعتذاركم؟! ماهي قيمة اعتذاركم؟! انها 15 عاما ارتكبت احط الاشياء فيه بحق المجتمع، 15 عام من الاجرام المنظم على جميع الاصعدة من النفسية والمعنوية الى الاجتماعية والسياسية الواسعة! ايعرفون ماذا عملوا؟! ليس كل شيء يمكن الاعتذار عنه، ثمة اشياء لايقبل احد بها بالاعتذار!
ان هذه التفافة غرضها البقاء لا اكثر. ولكن السؤال، لماذا هذا التصور لديه بانه باق للابد جاثما على رقاب المجتمع؟! لماذا يتصور انه على هذا المجتمع ان تحكمه نفس الوجوه الكالحة للابد؟! هل عقد معهم المجتمع صفقة للابد بان يكونوا هذه الطغمة السياسية التي هم يقولون عن انفسهم بالف شكل وشكل وفي الف مناسبة ومناسبة "فاشلين"! لماذا؟أ الم ينجب المجتمع غير العامري، العبادي، المهندس، الخزعلي، المالكي، الجعفري والصدر والحكيم وعلاوي و المطلك وغيرهم؟! هل هم قدر ازلي، هبط من السماء لايد للعراقيين فيه وفي تغييره؟!
والادهى من هذا راحت بعض الابواق الماجورة والتابعة والذليلة تنفخ في هذا الاعتذار وتصفه بانه "شجاعة محارب"، "اعتذار مقاتل، وصمت رجالات المكتب!" سؤال: محارب ومقاتل ماذا؟! حارب داعش؟! من اجل ماذا حارب داعش؟! انه وامثاله والمرجعية شكلوا الحشد، لتاسيس مليشيا بحجة داعش مستغلين اوهام المجتمع وجوعه وفقره وبالاخص العاطلين، من اجل تشكيل سلطة جديدة موازية للحكومة وهدفها الظاهري دحر داعش، ولكن اصل القضية، هو محاربة داعش لفرض نفسها على المجتمع بالدرجة الاولى. ودفع ثمن ذلك لا ابناء هذه السلطة والقوى نفسها، بل الشباب الموهومة بالطائفية ومشاريع القوى الطائفية، شباب ساقهم الجوع والحرمات لللانخراط في صفوف الحشد. انه محارب لداعش وغير داعش من اجل نيل حصة اكبر من السلطة، من اجل الهيمنة على الساحة السياسية، ووفرت داعش والغضب الانساني العالمي من داعش له ولامثاله هذه الفرصة. ولكن مقاتل داعش هو ذات مقاتل اعمال التطهير العرقي والطائفي وتدمير القرى في ديالي. انه مجرم حرب ليس اليوم، بل من ايام الحرب العراقية الايرانية، من ايام تعذيب وقتل الاسرى العراقيين دفاعا عن نظام خميني والجمهورية الاسلامية، اي من قبل 40 عام!
العامري وسائر الطغمة الحاكمة يجب ان تتنحى فوراً من حياة الجماهير، ويجب تقديم كل الطبقة "غير السياسية" المليشياتية للمحاكم وذلك للجرائم التي ارتكبوها بحق المجتمع على امتداد 15 عام ومصادرة كل ثرواتهم وكل اموالهم. يجب ازاحة هذه السلطة، بالاخرى قل السلطات، عن حياة المجتمع. اذ هي لاتتنحى.
ان الاسلام السياسي في العراق وقواه قد بينت عن فشلها التام، وانها لاتملك اكثر مما بينت عنه خلال هذه السنين. الاناء ينضح بما فيه. واناء الاسلام السياسي هو ليس سوى النهب، المليشيات، الاغتيالات والقتل، مصادرة الحريات السياسية، تبليه وتحميق المجتمع بالطائفية والاحقاد الطائفية البالية، الاستهتار بكل القيم المدنية والانسانية الراقية والمتمدنة. ليس للطفولة معنى في قاموس الاسلام السياسي. انه معادي وكاره للمراة والفرح والضحك والانسانية. ليس لدى الاسلام السياسي اكثر من هذا. يجب ازاحته وانهاء هذا الكابوس من حياة المجتمع عبر الارادة المليونية للجماهير التواقة للحرية والمساواة.



#فارس_محمود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الانتخابات والعملية السياسية وموقف الحزب الشيوعي العمالي الع ...
- (كلمة حول مساعي الخزعلي لحث الناس على المشاركة في الانتخابات ...
- خطوتان للوراء ... فحسب!
- وقاحة يندى لها الجبين! (حول الانتخابات واعادة النازحين القسر ...
- خطوات فضحت اكاذيب قديمة! (وسمح للمراة في السعودية بدخول المل ...
- -لا للحرب!- ام -لا للحرب على كردستان-؟!
- الاستفتاء والاستقلال هما رد على قضية محددة! - رد على مقال رز ...
- كلمة حول اقحام موضوعة -اسرائيل- فيما يخص استفتاء كردستان!
- فضائحكم لاتسترها خرقة تبريراتكم البالية!
- قضايا بصدد حق جماهير كردستان بالاستفتاء والانفصال!
- انا مع -استفتاء كردستان-... انا مع الاستقلال... لماذا!
- بصدد -تقليم اظافر- قطر!
- -من فمك ادينك!-
- كلمة حول -وحدة اليسار-
- حول -استفتاء- اردوغان!
- أيحتاج احد الى دليل اخر لمعرفة ماهية -عصابة اهل الحق-؟!!
- ازمة أخرى... -فقاعة- أخرى! (حول اعتصام -لاممثلوا الشعب-)
- تمخض الجبل فولد فأرا!
- رياء الإسلام السياسي!
- هجمة على محرومي المجتمع برداء مرائي!


المزيد.....




- أغلق باب بعد تحويل القبلة.. هكذا تطورت أبواب المسجد النبوي م ...
- -كان سهران عندي-.. نجوى كرم تثير الجدل بـ-رؤيتها- المسيح 13 ...
- موعد وقيمة زكاة الفطر لعام 2024 وفقًا لتصريحات دار الإفتاء ا ...
- أسئلة عن الدين اليهودي ودعم إسرائيل في اختبار الجنسية الألما ...
- الأحزاب الدينية تهدد بالانسحاب من ائتلاف نتنياهو بسبب قانون ...
- 45 ألف فلسطيني يؤدون صلاتي العشاء والتراويح في المسجد الأقصى ...
- استعدادا لذبحها أمام الأقصى.. ما هي قصة ظهور البقرة الحمراء ...
- -ارجعوا إلى المسيحية-! بعد تراكم الغرامات.. ترامب يدعو أنصار ...
- 45 ألفا يؤدون صلاتي العشاء والتراويح في المسجد الأقصى
- الأتراك يشدون الرحال إلى المسجد الأقصى في رمضان


المزيد.....

- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فارس محمود - -اعتذار شجاع لمقاتل- ام لاسترداد ماء الوجه والبقاء!