أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - فارس محمود - مَنْ -تجاوز- على مَنْ؟!














المزيد.....

مَنْ -تجاوز- على مَنْ؟!


فارس محمود

الحوار المتمدن-العدد: 6361 - 2019 / 9 / 25 - 12:14
المحور: حقوق الانسان
    


(كلمة حول ماساة تدمير "بيوت" عشرات العوائل الفقيرة)
ان المجتمع اليوم، تحت حكم السلطة المليشياتية الطائفية البرجوازية الحاكمة، هو مجتمع المصائب والماسي التي لاحد لها ولا حصر. دمرت هذه السلطة وقواها كل شيء. لم تبقي في هذا المجتمع اسم لرفاه، لقيم، لاخلاقيات، لـ"ضمير"، لانسانية، لاي شيء.
ان قيم هذه السلطة وقواها المليشياتية، وقوى الاسلام السياسي تحديداً، ومجمل ممارستها وريائها وكذبها ونفاقها تبعث على القيء والغثيان فعلا. النهب؟! نهبت مئات المليارات بغضون عقد ونيف من الزمن، الجوع والفقر؟! حدث ولا حرج، اكثر من نصف المجتمع يغط تحت خط الفقر. دمروا مدنية المجتمع، احيوا "تعدد الزوجات"، "القانون الجعفري" وقوانين اغتصاب الفتيات، و"المتعة" وغيرها من ممارسات معادية للمراة والطفولة ولابسط المعايير الانسانية. و لم يبلغ تاريخ العراق هذا الحد من التردي. لا مكان لثقافة، لتحضر، لمدنية، لا... لاي شيء! الدعارة، تجارة اعضاء الجسد، اللهاث وراء التطوع في المليشيات والقتل في الجبهات، تجارة البشر، المخدرات، ملاه تديرها جماعات الاسلام السياسي او لها حصة من عائداتها، الحاج فلان صاحب صالات القمار وشبكات طويلة للدعارة، نهبوا الاثار وهربوها... بايجاز لم يبقوا شيء منحط ووضيع واجرامي لم يقوموا به!
لم يكتفوا بافقار الناس لحد لجوئهم للنفايات ليخمدوا جوعهم واملاقهم، لم يكتفوا باجبار العوائل الفقيرة على ارسال ابنائها لجبهات قتالهم من اجل السلطة والثروة، وبالتالي استغلال زوجات "الشهداء" بـ"زواج المتعة"، لم يكتفوا باجبار النساء على بيع جسدهن من اجل اعالة اطفالهن، لم يكتفوا بحرمان هؤلاء الناس من اي ضمانات في بلد يطفوا على بحار من نفط، هاهم يذهبون بجرافاتهم من اجل تدمير "بيوت"، قل "عشوائيات"، قل "خرابات"، قل فقط سقف ليهجعوا تحته لايحميهم من حر ولايبعد عنهم مطر او برد، بحجة "التجاوز". ابتلعوا بلداً باكمله، ثروات بقدر كل ثروات تاريخ العراق القديم والحديث، ويتحدثوا عن "تجاوز" اناس من المفترض ان يكون لهم سكن وسكن لائق!! اي صفاقة وصلف هذا!
اناس لامعيل لهم، ان اسعفهم الحظ ياكلون "وجبة"، يقضون اسابيع باكملها على الخبز والشاي واللبن او طماطة فقط!!هل يجد احد كلام يستطيع وصف ماساة هؤلاء الناس؟! اناس مذهولين، يلطمون، يعفرون رؤوسهم في التراب، لايعرفوا ماذا يفعلوا. ان انطباق السماء على رؤوسهم افضل من الوضع الذي هم فيه الان. وتاتي عصابات النهب بقرار "حكومي"، ويتحدثوا عن "دولة" و"قانون" يجب ان يراعى! اغلب اطفال هذه العوائل هم "شهداء" ومعوقي الحشد، وان 90% منهم هم من تلك العوائل. مرروا بهم مشاريعهم من اجل السلطة والثروة ورموهم مثل الكلاب (كلي اسف لاستخدام هذا التعبير)، ولكن مثلما يقولوا هم انفسهم "وضع الكلاب افضل منا بكثير"!
بعد هذا وذاك، يتحدثون عن انهم اتوا لـ"نصرة شيعة علي"؟! ويتحدثوا عن "ظلم الشيعة"، و"ظلم مناطق الجنوب"، وينظمون المسيرات حول "الحسين ثورة على الظلم والاستبداد"؟!! بيد ان مايسموهم بـ"شيعة علي" هم في اكثر مراحل التاريخ سوءاً وهدراً للكرامة! مثلما هو معروفاً دوماً انها شعارات ذر الرماد في العيون، شعارات الاوهام هذه، التي للاسف انطلت على اقسام واسعة من الناس في وقتها، هي من اجل صياغة هوية "كاذبة" باسم الطائفة من اجل وصول هذه الجماعات للسلطة والحكم تحت اسم الطائفة والشيعة وغيرها من هويات مزيفة ومعادية الى ابعد الحدود للجماهير.
ان الدرس الاساسي الذي ينبغي ان نتعلمه هو ان هذه الحكومة هي حكومة طبقة، تتعقب مصالح واغتناء طبقة باي ثمن كان، الطبقة البرجوازية. ان المجتمع طبقات، وهناك حكومة ودولة هدفهما الاول والاساسي والوحيد حماية مصالح تلك الطبقة الغارقة في الجشع. الجوع والفقر وقتل اطفالنا بجبهات القتال هو من نصيبنا، والترف الخرافي وجمع الثروات الطائلة من نصيبهم. انها ليست حكومة "اناس فاسدين"، بل حكومة طبقة فاسدة، راسمالية وبرجوازية متقيحة. لكونهم برجوازيين، هم فاسدين. الفساد فساد طبقة.
بالامس، هب رجالات المرجعية ومالكييهم تباكياً على "قدسية كربلاء" التي "انتهكتها" شابة عازفة لالة الكمان نوّرت المدينة فعلاً، ولكن لم نسمع احد ينبس ببنت شفة حول ابسط حقوق هؤلاء الناس، حقهم بالبقاء في بيوت الصفيح هذه! بلعوا السنتهم التي ضجوا العالم بها سنين طويلة!! ان هذا خير مؤشر على ماهية هذه الجماعات واين تقف. الفاسدون وناهبوا ثروات المجتمع ورجالات الدين في خندق واحد، خندق طبقة برجوازية، خندق معادي للجماهير. ان كان دور رجالات الدين تاريخياً يستند الى نيل الفتات من الطبقات الحاكمة عبر تبرير الظلم والاستغلال ودفع الناس لعدم التفكير بواقعهم والانصراف لامور "جنة" موعودة، وبالتالي، تخديرهم واطالة عمر السلطات والطبقات الحاكمة، فانها في عراق اليوم شريكة في الجرم، جرم السلب والنهب والخداع والتضليل، بايديها حصة كبيرة من ثروات المجتمع ومراكزه الاقتصادية.
لم "تتجاوز" الناس على احد، بل ان السلطة المليشياتية من تجاوزت على شعور الاغلبية الساحقة واحساسها ووجودها وحياتها لاكثر من عقد ونصف.
ان وجود هذه القوى واستمرارها جاثمة على صدور الناس لايعني سوى الدمار التام للمجتمع، عدم بقاء المجتمع كمجتمع واضمحلاله. ازفت اليوم، واكثر من اي وقت مضى، ساعة كنس هذه القوى المليشياتية البرجوازية الحاكمة. كل دقيقة اضافية يبقون فيها، يعني تعاظم المصائب والويلات. لم يبق سبيل امام جماهير العراق التحررية والداعية للمساواة، محروميه وكادحيه، نسائه وشبابه سوى ان يوحدوا انفسهم، ينظموها للاطاحة مرة وللابد بهذه القوى. ان اردنا حياة تكون فيها للطفولة معنى، للرفاه معنى، للقيم والكرامة الانسانية معنى، للحرية والمساواة معنى، ينبغي ان تطوى هذه الصفحة الاشد كلحة في كل تاريخ المجتمع.



#فارس_محمود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- محطات من تاريخ الحزب الشيوعي العمالي العراقي - تاريخ حافل با ...
- ليس بوسع الف -فضيلة- ان -يقمطوا- مجتمع متوثب للحرية!
- حوار مع رفيق حول ماهية الحشد الشعبي وامور اخرى!
- تعاطف مع الضحايا ام امتياز للاسلام السياسي؟!
- اوضاع المراة.. وضرورة حركة نسوية مقتدرة!
- اعدام 40 امراة -داعشية-... -حل- سقيم!
- تحرر المراة قضية الطبقة العاملة!
- وانتصر 14 شباط، -عيد الحب-!
- كلمة حول الضجيج الاخير ب-اخراج المحتل-!
- فنزويلا امام مخاطر انفلات الفاشية وسيناريو مظلم
- انه انموذج شيوعية اجتماعية محبوبة!
- ذكرى -6 كانون الثاني- ودعوات -الخدمة الالزامية-!
- تغيير الافكار امر ممكن، ولكن لا يمكن تزييف التاريخ!!
- -25% من الحكومة-... مساواة المراة ام مطلب فئوي ضيق! (كلمة حو ...
- قيم مقلوبة ذات اهداف واضحة! (حول بعض ردود الافعال على حملة ا ...
- -اعتذار شجاع لمقاتل- ام لاسترداد ماء الوجه والبقاء!
- الانتخابات والعملية السياسية وموقف الحزب الشيوعي العمالي الع ...
- (كلمة حول مساعي الخزعلي لحث الناس على المشاركة في الانتخابات ...
- خطوتان للوراء ... فحسب!
- وقاحة يندى لها الجبين! (حول الانتخابات واعادة النازحين القسر ...


المزيد.....




- تخوف إسرائيلي من صدور أوامر اعتقال بحق نتنياهو وغالانت ورئيس ...
-  البيت الأبيض: بايدن يدعم حرية التعبير في الجامعات الأميركية ...
- احتجاجات أمام مقر إقامة نتنياهو.. وبن غفير يهرب من سخط المطا ...
- الخارجية الروسية: واشنطن ترفض منح تأشيرات دخول لمقر الأمم ال ...
- إسرائيل.. الأسرى وفشل القضاء على حماس
- الحكم على مغني إيراني بالإعدام على خلفية احتجاجات مهسا
- -نقاش سري في تل أبيب-.. تخوف إسرائيلي من صدور أوامر اعتقال ب ...
- العفو الدولية: إسرائيل ترتكب جرائم حرب في غزة بذخائر أمريكية ...
- إسرائيل: قرار إلمانيا باستئناف تمويل أونروا مؤسف ومخيب للآما ...
- انتشال 14 جثة لمهاجرين غرقى جنوب تونس


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - فارس محمود - مَنْ -تجاوز- على مَنْ؟!