أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف: وباء - فيروس كورونا (كوفيد-19) الاسباب والنتائج، الأبعاد والتداعيات المجتمعية في كافة المجالات - فارس محمود - -كبار السن- وفاشية -البقاء للاصغر سناً-!














المزيد.....

-كبار السن- وفاشية -البقاء للاصغر سناً-!


فارس محمود

الحوار المتمدن-العدد: 6531 - 2020 / 4 / 7 - 02:01
المحور: ملف: وباء - فيروس كورونا (كوفيد-19) الاسباب والنتائج، الأبعاد والتداعيات المجتمعية في كافة المجالات
    


كشف هذا الفيروس قيح عالم الراسمال باجلى الاشكال لا على صعيد تلك البلدان "العالم ثالثية"، بل في قلب اوربا وامريكا ومايسمى بالعالم المتقدم.
بلغ هذا العالم حدا من التردي لم يكن ليتصورها احد لحد الامس القريب. حيث بعد كل المكاسب التي حققتها البشرية بنضالاتها من اجل علو المكانة الانسانية والرقي الانساني، تعاد "المالثوسية" اليوم بابشع الاشكال. اصبح "كبار السن" "عالة" على المجتمع، وينبغي ان يتحولوا الى "اول من يضحى بهم؟!"
اثبت هذا وللجميع ان العالم الرأسمالي عديم الضمير فعلاً. وبطروحاته الفاشية، أكد للمرة المليون انه نظام متهريء ومنخور وعديم الصلاحية. بعد عقود مديدة من الكد والكدح، من التعب، من "افناء زهرة شبابهم" في خدمة هذا العالم، يرد على "كبار السن" بهذا الشكل؟! اصبحوا هم اول من ينبغي التضحية به! يقولون لهم انقضى عمركم، فقط "عامين اقل او اكثر لايهم او لايفرق كثيرا!" يقولون لهم لقد انتهت منفعتكم وفائدتكم في الحياة، فائدتكم مرتبطة فقط وفقط بانتاج الربح لنا، نحن الرأسماليين، وفي اليوم الذي تكفون فيه عن ذلك، تكفون فيه عن الفائدة وعن ضرورة البقاء!
الادهى من هذا، شرع "اختصاصيو معاداة الانسان والانسانية" من اقتصاديين وخبراء، وفي ايديهم حاسباتهم الالكترونية، يحسبون كلفة "الكبير في السن" على "الدولة" ويحسبونها بعملية ضرب رياضيا في 12 شهرا ثم يصرخون انهم يكلفوننا كذا مليار سنوياً!! علما ان هؤلاء المسنين كانوا قد دفعوا هذه "الكلف" اساسا من عملهم على امتداد سني شقائهم في ضرائب شهرية للضمان الاجتماعي لسني العجز والشيخوخة والمرض!! فليس لاحد اي فضل عليهم. بل ودفع "كبير السن" تكاليف جنازته وقبره مقدما من ضريبة عقود من العمل الشاق والمضني!!
انهم ينعتون هؤلاء المسنين بانهم "عالة على المجتمع"! ولكن لو تأملنا الامر و توخينا الانصاف، سنرى ان "العالة" الحقيقيين على المجتمع، ليس هؤلاء الذين افنوا زهرة شبابهم في "تراكم ارباح الراسمال"، في خلق وتربية وتنشئة واعالة جيل جديد من عبيد العمل الماجور، من "خدم الراسمال والربحية"، بل اؤلئك الطفيليون الذين يعومون في بحار من الثروات دون ان تصب على جبينهم قطرة عرق في حياتهمن اؤلئك الذين تتعاظم ارباحهم وهم نيام او ينعمون في ترف في اماكن استجمام وسياحة.
ان هذا المنطق هو محور منطق الفاشية. قام به هتلر من قبل بنظرياته حول "المانية القوية، التي لامكان فيها للمرضى والمعاقين!". ويشهد التاريخ على توجه هتلر هذا ابان الحرب العالمية الثانية، اذ قتلوا المرضى بسبب ان لا فائدة منهم في الحرب، لايستطيعون القتال! هذه الفاشية التي يمكن ان تشتق منها فاشيات باشكال ومبررات اخرى. التضحية بالاجانب لانهم "ليسوا اهل البلد الاصليين"، التضحية بالسود، التضحية بالنساء لانهن "بدنياً اضعف من الرجل"، التضحية بالمسلمين، المسيح، اليهود، السنة، الشيعة و... اي دين وعرق اخر بحجة انهم من "تصنيف" اخر، او "اقلية"، وهم اولى بالتضحية بهم!
بالنسبة للبشرية المتمدنة الانسان هو انسان بغض النظر عن اي تصنيفات اخرى، وهو الاساس. ان النظرة العنصرية المعادية لحقيقة وهوية الانسان الانسانية هي التي تقسم وتصنف البشر الى اقسام واصناف هي الان التي تملك القرار على من بوسعه ان يبقى ومن ينبغي عليه الرحيل!
البشر متساوون بدون اي قيد او شرط. ان حق الحياة هو حق لاجدال فيه. لا صلة له بسن وعمر، لاربط له بصحة الانسان او باي شيء اخر. حتى لو بقيت من عمر الانسان دقيقة واحدة ، فهذه الدقيقة ذات احترام.
انه لجرم ان تقرر من يعيش ومن لا يعيش. ليست مهمتهم ان يحددوا ذلك. ان مهمتهم ان يصونوا حياة الناس الاحياء جميعا ابان المصائب، وفي هذا الوباء ان يوفروا كل المستلزمات التي تحمي حياة البشر. هذه هي مهمتهم. من اين اتوا بهذا الحق ليقرروا على امر بديهي ومسلم به للبشر؟! اثمة امر اكثر اشمئزازاً من ان يقف الساسة البرجوازيين ويصرحون بصلافة: اننا نغط في ازمة، ولهذا يجب ان نضحي بهذا القسم من البشر لاجل ذلك القسم؟!! و مع هذا يبقون في السلطة، ويحكمون! بوسع المجرمون والقتلة الموغلين بالاستهتار واللامسؤولية فقط ان ينطقوا بهذا! ان دلل هذا على شيء فهو على عدم اهليتهم واهلية نظامهم بالاساس. ولا اتحدث هنا عن السياسات الفاشية "غير المعلنة" و"المغطاة" والتي تمرر من تحت الطاولة بهذا الخصوص.
ان هذا التوجه هو قتل وقتل عمد. انها لمسؤولية الدولة ان توفر الاجواء اللازمة لصيانة حياة الجميع، وتوظف كل الامكانات من اجل عبور هذه الازمة باقل مايمكن من الخسائر.
هل هذا صعب التحقيق، و امر بعيد المنال؟! من المؤكد ان الجواب لا. لماذا توجد اسلحة تكفي لالف حرب وحروب طويلة الامد، وترسانات السلاح تتعاظم وتتعاظم، ولكنهم "عاجزين" عن توفير ابسط ادوات الوقاية من كمامات، ومعقمات والخ؟! انها اولويات النظام الرأسمالي المتناقضة مع اولويات مليارات البشر. تلك تجلب ارباح خرافية، وهذه تقلل من نسب الارباح! ليس حاجات الناس اولويتها!
المجتمع طبقي، و كل ظاهرة فيه طبقية. والدولة هي دولة طبقة، لصيانة مصالح طبقة، الرأسماليين، والتي مصالحها متضادة مع الطبقة العاملة والاغلبية الساحقة للمجتمع البشري. ان معادلة الاختيار مابين الاقتصاد و"كبار السن"، هي معادلة خاطئة من الاساس. ان الاقتصاد الذي لايصون حياة "كبار السن" ليس باقتصاد، انه اقتصاد غارق في دماء البشرية والخزي والبشاعة، اقتصاد لايليق بالانسان. ينبغي تغييره فوراً، وارساء اقتصاد جديد على اساس الانسان، و حاجات الانسان ولا شيء غيره. اقتصاد اشتراكي لا غير.



#فارس_محمود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -اضطهاد المراة- ضرورة طبقية راسمالية!
- حول -جرة اذن- مقتدى الصدر - تكتيكان... وهدف واحد!
- خطاب قديم... وعبرة راهنة!
- مَنْ -تجاوز- على مَنْ؟!
- محطات من تاريخ الحزب الشيوعي العمالي العراقي - تاريخ حافل با ...
- ليس بوسع الف -فضيلة- ان -يقمطوا- مجتمع متوثب للحرية!
- حوار مع رفيق حول ماهية الحشد الشعبي وامور اخرى!
- تعاطف مع الضحايا ام امتياز للاسلام السياسي؟!
- اوضاع المراة.. وضرورة حركة نسوية مقتدرة!
- اعدام 40 امراة -داعشية-... -حل- سقيم!
- تحرر المراة قضية الطبقة العاملة!
- وانتصر 14 شباط، -عيد الحب-!
- كلمة حول الضجيج الاخير ب-اخراج المحتل-!
- فنزويلا امام مخاطر انفلات الفاشية وسيناريو مظلم
- انه انموذج شيوعية اجتماعية محبوبة!
- ذكرى -6 كانون الثاني- ودعوات -الخدمة الالزامية-!
- تغيير الافكار امر ممكن، ولكن لا يمكن تزييف التاريخ!!
- -25% من الحكومة-... مساواة المراة ام مطلب فئوي ضيق! (كلمة حو ...
- قيم مقلوبة ذات اهداف واضحة! (حول بعض ردود الافعال على حملة ا ...
- -اعتذار شجاع لمقاتل- ام لاسترداد ماء الوجه والبقاء!


المزيد.....




- الطلاب الأمريكيون.. مع فلسطين ضد إسرائيل
- لماذا اتشحت مدينة أثينا اليونانية باللون البرتقالي؟
- مسؤول في وزارة الدفاع الإسرائيلية: الجيش الإسرائيلي ينتظر ال ...
- في أول ضربات من نوعها ضد القوات الروسية أوكرانيا تستخدم صوار ...
- الجامعة العربية تعقد اجتماعًا طارئًا بشأن غزة
- وفد من جامعة روسية يزور الجزائر لتعزيز التعاون بين الجامعات ...
- لحظة قنص ضابط إسرائيلي شمال غزة (فيديو)
- البيت الأبيض: نعول على أن تكفي الموارد المخصصة لمساعدة أوكرا ...
- المرصد الأورومتوسطي يطالب بتحرك دولي عاجل بعد كشفه تفاصيل -م ...
- تأكيد إدانة رئيس وزراء فرنسا الأسبق فرانسو فيون بقضية الوظائ ...


المزيد.....

- جائحة الرأسمالية، فيروس كورونا والأزمة الاقتصادية / اريك توسان
- الرواسب الثقافية وأساليب التعامل مع المرض في صعيد مصر فيروس ... / الفنجري أحمد محمد محمد
- التعاون الدولي في زمن -كوفيد-19- / محمد أوبالاك


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف: وباء - فيروس كورونا (كوفيد-19) الاسباب والنتائج، الأبعاد والتداعيات المجتمعية في كافة المجالات - فارس محمود - -كبار السن- وفاشية -البقاء للاصغر سناً-!