أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف يوم المرأة العالمي 2021: التصاعد المرعب في جرائم العنف الأسري في ظل تداعيات وباء كورونا وسبل مواجهتها - فارس محمود - مجزرة بحق النساء يجب ان تتوقف فوراً!















المزيد.....

مجزرة بحق النساء يجب ان تتوقف فوراً!


فارس محمود

الحوار المتمدن-العدد: 6548 - 2020 / 4 / 27 - 00:34
المحور: ملف يوم المرأة العالمي 2021: التصاعد المرعب في جرائم العنف الأسري في ظل تداعيات وباء كورونا وسبل مواجهتها
    


تعصف بالعالم كورونا. فيما تعصف بالعراق كورونتان للاسف. ان كانت الاولى معلومة وتتخذ الناس التدابير بوجهها، فالثانية مغطاة لايلتفت لها احد، ولكنها تحصد بالاجساد الطرية للفتيات والنساء. انها كورونا النزعة الذكورية والابوية المقيتة.
كورونا مع فرقين اثنين!
مع الاول، اعين العالم كلها متسمرة على كل وسائل الاعلام ليعرف "هل وجد لقاح" و"متى يكتشف لقاح له" والخ، بيد ان الثاني لاتسأل الاغلبية ماهو لقاحه ومتى يزول، لا يسأل احد الى متى يبقى مسلسل الاجرام بحق النساء، تمضي الامور وكانها "امر عادي"، "من الامور المتعارف عليها في المجتمع"، و"شيء موجود ويبقى"! وثانيا، ان كان ذاك الفايروس مبعث قلق العالم كله، بيد ان هذه الكرونا الذكورية والاجرام المرافق لها ليست موضوع احد. ببساطة لانها لاتؤثر على حركة الاسواق والرساميل والدورة الاقتصادية!!
تحل عليك الاخبار، وما ابشعها، امراة هناك وقد علقت نفسها في "شالـ"ها، امرأة اخرى تحرق نفسها، اخرى يبلغ عنها كذباً انها انتحرت بثلاث طلقات في الراس (!!) هل رايتم كذبة وقحة مثل هذه؟! اي عالم هذا نعيش فيه؟! لمجرد كونك امراة، فانت متهم، مدان بدون اي استجواب. لكونك امراة، فانك اجرمت! مالجرم التي ارتكبه انسان في عالمنا لمجرد كونه عند الولادة كان انثى؟ ولادة لم تكن هي مسؤولة عنها ولا عن تلك الليلة الدافئة بين اثنين، ولا عن ماعقبها من حمل، وليس لها يد في اختيار جنسها ولا ... ولا..!
مالذي يجري في هذا العالم؟! من اين تاتي النزعة الذكورية بكل هذا الحد من القسوة والاجرام؟! يقولون "انها انتحرت"، "حرقت نفسها" و.... وتنتهي القصة! "ماذنبنا فهذا مافعلته بنفسها!"، "انها ليست الاولى ولن تكون الاخيرة!"، "مالذي بيدنا؟!. ان سؤال اخر قبل هذا يتغافله هؤلاء الـ"عديمي الحيلة"، عدم الحيلة التي لا تعني سواء عن قصد او غير قصد عن حسن نية او سوء نية: لماذا فعلت ذلك؟! مالذي اوصلها لهذه الخطوة واللحظة المرعبة؟! والاسوأ من هذا، ما يقولوه: همم..كان بوسعها ان تلتجأ لسبيل اخر بدلا من ان تقتل نفسها!!
جعلتم من حياتها جحيم بكل معنى الكلمة والان تلقون بتبعات هذا الامر على كاهلها؟؟ اي جريمة ارتكبتها الضحية!! هل ثمة منطق في هذا؟! مالذي يدفع بانسان ما الى ان يتجرد من انسانيته، من ضميره، ليجعل من حياة المراة لحظة بلحظة جحيماً بعد جحيم، ماساة بعد ماساة؟! انسان مثله مفعمة بالمشاعر والاحاسيس والطموحات والاماني. اني على ثقة لو ان يدا حنونة واحدة قد مدت لها، لما لجأت لهذا العمل المروع. ولكن اي بشاعة هذه في مجتمع حين تنتفي وتنعدم وجود تلك اليد؟!
اي عالم يبعث على الاشمئزاز هذا؟ تعيش النساء وتموت في احيان كثيرة دون ان تمر على مسامعهن كلمة لطيفة، دون دفيء، دون حنان، دون محبة. انسان عديمة الروح والرأي والقرار والاختيار. حددوا لها كل تفاصيل حياتها من يوم ولادتها، من ولادتها لوفاتها. تدرس ام لا، عبدة للعمل المنزلي، كل "اعدادها" وتهيئتها لاتتعدى في المطاف الاخير اعدادها كزوجة لرجل ما من حقه ان يضربها، من حقه ان يهينها، من حقه ان يحجرها في احد غرف المنزل، من حقه ان يكبل اقدامها في السلاسل، من حقه كل شيء لانه دفع ثمنها، ثمن عبوديتها.
ايها الرجل الذكوري، من اين تاتي بكل هذا الظلم، بكل هذا التعسف، بكل انعدام الضمير والانسانية، بكل وبكل ....؟! كيف يسمح لك قلبك ان تقوم بما تقوم؟! في لحظات خلوتك، حين تتامل هذا الاجرام الذي تقوم، ماذا تقول لنفسك؟! من اين اتيت بكل هذه الحقوق؟ انه الدين والعشيرة والنزعة الذكورية التي يغذيها العالم الرأسمالي البشع ويراها انه لاغنى عنها لاداة هذا الجنون في المجتمع.
كيف تسمح لنفسك ان تقتل زوجتك او بنتك او...؟! حين وقعت عيناك على عيناها الم تفكر ولو لثانية ان هذه هي ايضا انسانة مثلي، تريد ان تكون سعيدة، ان تكون فرحة، ان تتطلع للعالم، ان تضحك من كل قلبها، وان تنام في اخر اليوم قريرة العين؟! حين وقعت عيناك على عيناها قبل ان تمد يدك القذرة او تطلق الزناد عليها، ماذا قال قلبك...؟! كيف تستطيع ان تضع راسك على الوسادة ولا ترى عيون ضحيتك، اقرب انسان لك، وهي تنشد "رحمتك"، تستغيث جزعاً بـ"انسانيتـ"ك، وتضغط على الزناد، وتغفو!
ليس في قتل النساء شجاعة. انه اعلى درجات الجبن. يحسب الذكوري الف حساب لاحد في الشارع، يحسب الف حساب لرفع صوته على احد، ولكن تاتيه كل هذه "الشجاعة الزائفة والمنحطة" على ابنته او زوجته. ان هذا التقليد الذكوري لايتمتع بادنى حدود الشجاعة الاخلاقية: الشجاعة الادبية التي تدفع الانسان الـ"قوي" لاعفاء "فريسة" "ضعيفة" وقعت! انه تقليد اناس عديمي الكرامة. من لديه ذرة كرامة لايقبل بالدوس على كرامة انسان اخر. انه تقليد الانحطاط والتردي والانسحاق.
لايمكن السكوت على هذا الوضع لحظة. يجب كنس هذا المستنقع الذكوري والعشائري والديني الرجعي بكل عفونته. تدافع الاديان قاطبة عن هذه الوحشية ودونتها في كتبها "غير المقدسة"، تدافع عنه العشيرة التي جعلت من المرأة سلعة، "فصلية"، "سلعة تعويضية" لاخطاء الرجال وسخافاتهم وحماقاتهم واستهتارهم ونزقهم.
اي مجتمع هذا يقتل فتيات في العشرين من العمر، فتيات في اوج احلامهن (احلامهن البسيطة بقدر احلامنا بالفرح والحب والسعادة والكرامة واحترام الاخرين لها، لا اكثر!)، في اوج تطلعاتهن، في اوج عوالمهن الوردية وطموحاتهن و..... يترك اغلبهن بيتهن لبيت شريكهن تطلعا لحياة اكثر فرحاً وسعادة، ولكنهن يجدن ان عليهم مجابهة هذا العالم بدءا من البيت باجسادهن الطرية والغضة!! ياتي من ياتي ليدوس عليها وعلى كرامتها، انها هي المتهمة دوماً بالتقصير، و"انعدام الاحترام" و"الغباء" و"اثارة الفتن" و"الدسائس"...! لا تستطيع ان تقول لا لاحد، بالاخص ان كان رجلاً! انه ليس بمجتمع، انه قرف!
تكرر هذه الاحداث وكلها بالضد من المرأة، يدلل على ان ليس الجنون قد ركب رأس احد ما، ليس جنوناً فردياً، وانما جنون كل منظومة المجتمع ونظامه الطبقي الرأسمالي، جنون يرى في الفتيات والنساء ضالته الوحيدة والمنشودة.
لايمكن لاي امرء ان يحترم انسانيته ولو ذرة ان يقبل بهذا. ينبغي على كل النساء التحرريات والساخطات على هذه الوضعية على كل دعاة التحرر والمساواة في المجتمع ان يقولوا كلمتهم "ان وضع "الخبال" غير مقبول، مقلوب، يجب ايقافه على قدميه. يجب ايقاف هذه المجزرة بحق النساء! بينت اوضاع الانتفاضة، اي دور تاريخي بوسع المرأة ان تلعبه، بوسعهن ايضاً بارادتهن العظيمة ايقاف هذه المجزرة وفرض التراجع التام على كل قوى الرجعية ومعاداة المراة.



#فارس_محمود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مرحلة جديدة، وامكانية عالم اخر!
- -كبار السن- وفاشية -البقاء للاصغر سناً-!
- -اضطهاد المراة- ضرورة طبقية راسمالية!
- حول -جرة اذن- مقتدى الصدر - تكتيكان... وهدف واحد!
- خطاب قديم... وعبرة راهنة!
- مَنْ -تجاوز- على مَنْ؟!
- محطات من تاريخ الحزب الشيوعي العمالي العراقي - تاريخ حافل با ...
- ليس بوسع الف -فضيلة- ان -يقمطوا- مجتمع متوثب للحرية!
- حوار مع رفيق حول ماهية الحشد الشعبي وامور اخرى!
- تعاطف مع الضحايا ام امتياز للاسلام السياسي؟!
- اوضاع المراة.. وضرورة حركة نسوية مقتدرة!
- اعدام 40 امراة -داعشية-... -حل- سقيم!
- تحرر المراة قضية الطبقة العاملة!
- وانتصر 14 شباط، -عيد الحب-!
- كلمة حول الضجيج الاخير ب-اخراج المحتل-!
- فنزويلا امام مخاطر انفلات الفاشية وسيناريو مظلم
- انه انموذج شيوعية اجتماعية محبوبة!
- ذكرى -6 كانون الثاني- ودعوات -الخدمة الالزامية-!
- تغيير الافكار امر ممكن، ولكن لا يمكن تزييف التاريخ!!
- -25% من الحكومة-... مساواة المراة ام مطلب فئوي ضيق! (كلمة حو ...


المزيد.....




- كيف تمكنّت -الجدة جوي- ذات الـ 94 عامًا من السفر حول العالم ...
- طالب ينقذ حافلة مدرسية من حادث مروري بعد تعرض السائقة لوعكة ...
- مصر.. اللواء عباس كامل في إسرائيل ومسؤول يوضح لـCNN السبب
- الرئيس الصيني يدعو الولايات المتحدة للشراكة لا الخصومة
- ألمانيا: -الكشف عن حالات التجسس الأخيرة بفضل تعزيز الحماية ا ...
- بلينكن: الولايات المتحدة لا تدعم استقلال تايوان
- انفجار هائل يكشف عن نوع نادر من النجوم لم يسبق له مثيل خارج ...
- مجموعة قوات -شمال- الروسية ستحرّر خاركوف. ما الخطة؟
- غضب الشباب المناهض لإسرائيل يعصف بجامعات أميركا
- ما مصير الجولة الثانية من اللعبة البريطانية الكبيرة؟


المزيد.....

- واقع التمييز والقسوة إزاء المرأة في عهود العراق القديمة والم ... / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف يوم المرأة العالمي 2021: التصاعد المرعب في جرائم العنف الأسري في ظل تداعيات وباء كورونا وسبل مواجهتها - فارس محمود - مجزرة بحق النساء يجب ان تتوقف فوراً!