أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - مهند البراك - صراع الدولة العميقة مع الاحتجاجات .3.















المزيد.....

صراع الدولة العميقة مع الاحتجاجات .3.


مهند البراك

الحوار المتمدن-العدد: 6554 - 2020 / 5 / 4 - 21:35
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


و ترى اوسع الاوساط الجماهيرية و الاحزاب و النقابات و القوى المدنية و الديمقراطية و غيرها، ان انتفاضة تشرين الباسلة بشيبها و شبابها، برجالها و نسائها و بمستوى وعيها، قد كشفت الكثير من اسرار البيت الحاكم في البلاد اثر فزع اطرافه من سعة مشاركيها و تحديّاتهم الجريئة التي ثبتت و توسّعت و جرّت اوسع الاوساط الشعبية التي تعيش الفقر و البطالة و وضعت البرلمانيين و الاوساط الحكومية في صراعات بينهم في محاولات لتبييض ادوارهم، بعد ان خاب امل الدولة العميقة في انّ بامكانها اسكات المنتفضين بالقناصين الملثمين بداية . .
فتراجعت الدولة العميقة امام قوّة الانتفاضة لتعيد تنظيم صفوفها التي بدأت تنهار ـ حتى صارت مؤخراً كتلة حاكمة تهاجم كتلة حاكمة اخرى علناً في الاعلام و الفضائيات ـ ، فاستقالت حكومة عادل عبد المهدي لتصبح حكومة تصريف اعمال ناقصة الصلاحيات، سعت الدولة العميقة لإستغلالها لتغطية كل الإجراءات اللادستورية و اللاقانونية في النهب و لتنفيذ خططها الشيطانية المتنوعة في مقاومة الإنتفاضة على طريقة التجربة (الارجنتينية) في استخدام القوة و الديماغوجية و انواع الأحابيل و التمثيليات، التي تكسّرت امام جبروت الإنتفاضة التي تشقّ طريقها بدماء مئات الشهداء و عشرات آلاف الجرحى و المعوقين، و مئات المخطوفين و المجهولي المصير.
حتى صارت الجارة تحاول بكل الضغوط لفتح الحدود و نشر كوروناتها لفرض مصير قاتم مشترك، و صارت الميليشيات بصراعاتها و بشتى عناوينها هي الحاكمة الفعلية في البلاد، بلا اي تقييد دستوري او قانوني، و صارت الدولة العميقة باطرافها تقاتل بكل امكاناتها للحفاظ على ثروات و مواقع كتلها المتحاصصة و ازلامها، الذين اجمعوا كلّهم في لحظة فزع وجدوا انفسهم فيها بانهم جميعاً سيغرقون، في مرحلة فاصلة لم تعد تحتمل المحاصصة و لا السلاح المنفلت و لا الميليشيات و لا مصاريف و مخصصات الهيئات الحاكمة الخيالية، لفشلهم في الحكم و في ادارة الدولة . .
و فيما يرى كثيرون بأن الكتل الحاكمة اجمعت على اختيار مكلف و وضعت تمثيليات متنوعة للرسو عليه، ليمرّ الوقت و تجد حلاّ لأزمتها بقبوله سائراً على سكّتها التحاصصية (1)، على ان ينفّذ شيئاً من مطالبات الإحتجاجات للتهدئة و محاولة شق الصفوف . .
لتصبح قضية اختيار رئيس وزراء بضجيجها و كأنها سائرة في وادٍ و الاحتجاجات المهملة و المغيّبة اخبارها في وسائل الإعلام الحكومية في وادٍ آخر، لمحاولة عزل الاحتجاجات في مواقعها (تداوي جروحها على حد تصورهم)، في توازن تحاول رسمه الكتل الحاكمة، لإزالتها بعدئذ على حد تعبيرها، كما حصل مع انتفاضات الربيع العربي، و في احتجاجات اسطنبول المليونية في "بارك غازي" قبل بضع سنوات، رغم الاعداد الكبيرة للشهداء و الجرحى.
و يرون في الاستمرار على ملهاة اختيار رئيس وزراء جديد و امور البلاد و حياتها تزداد سوءاً في حالة قد تصل الى ان يُنصّب المالكي عرّاب الدولة العميقة ـ على حد وصف العديد من الوكالات الاعلامية و مناقشات برلمانيين متنوعين ـ رئيساً للوزراء من جديد، وفق تصريحات متنوعة لنواب من كتلة دولة القانون و ممن يرتبطون بها او ينشطون في فلكها، للإتيان بحكومة تنهي الإحتجاجات بالقوة (للحفاظ على السلم الأهلي) !!
و بينما تزداد الازمة الشعبية تفاقماً بسبب : وباء كورونا، و الازمة المالية الخطيرة، في وقت تفاقم الصراع الاميركي ـ الايراني و اطرافهما، رغم تعب الجميع بسبب اجراءات الحصار و خسائر كورونا، حتى صارت البلاد و هي بايديهم، في مهب الريح . . يرى خبراء و سياسيون مستقلون، ان الصراع سيستمر لمدة اطول و ان على الانتفاضة من اجل تحقيق اهدافها و ايفاءً لدماء شهدائها، عليها بعد ان تحوّلت من كونها عفوية طالبت بحقوق مهنية و انسانية مهضومة، الى انتفاضة تسعى من اجل التغيير السلمي للحكم . .
عليها ان تتحوّل الى كيان سياسي ـ اجتماعي لابد منه لتواصل و تصعيد النشاط لتحقيق اهدافها من اجل حياة عموم الشعب بمكوّناته في دولة مدنية و عدالة اجتماعية . . من اجل وطن ! كما طالبت منذ بدء انطلاقتها و شدّت اليها كل مكونات البلاد، و ان يبادر المنتفضون بشجاعتهم المعهودة الى تنظيم و شدّ صفوفهم و الإعداد لفريق يشارك في الانتخابات المبكرة القادمة.
كيان يقرر ماهيته و اسمه و بنائه نشطاء الانتفاضة، بلا تهيّب من المسؤولية، كيان صغير التكوين واسع التاثير يستطيع وقاية نفسه اعتماداً على آليات التواصل الحديثة التي تتطور دوماً، و يستطيع التنسيق بين كل ساحات الإحتجاج، يحقق صلات اوسع و اوثق مع كل التجمعات و القوى الفاعلة في البلاد التي تناضل من اجل نفس الأهداف، لرصّها جميعاً كتفاً لكتف نحو هدف واحد حسب التغييرات و الانعطافات المتتالية في البلاد . .
و ان يكون لها ناطقون يجري تغييرهم دورياً، و ان حتّم الاضطرار(2) ان يكون قسم منهم او حسب الضرورة في خارج البلاد، و يتواصلون بشكل دائم مع ناشطي و متطلبات الحراك في الساحات من جهة و يتواصلوا مع الهيئات و القوى الدولية لتعزيز تضامنها و كسبها لقضية الشعب العراقي . . و يثمّنون التحرك لتشكيل لجان تسعى و تتابع قضية تعويض عوائل شهداء و جرحى الانتفاضة . . و الاّ ستضيع الدماء و الجهود المتفانية لأبطال الانتفاضة و تصبح في ادراج الكتب، و تتراجع البلاد الى ضياعها، في ظروف بدأت فيها خلايا داعش الاجرامية الكامنة بنشاطها التخريبي، و باسلحة و عتاد غلب عليه النوع الإيراني كما تتناقل وكالات الانباء. (انتهى)

4 /5 / 2020 ، مهند البراك
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1. كما جرى في اختيار داعية الإصلاح الرئيس الإيراني الاسبق خاتمي اواخر التسعينات، مجرّداً من اجهزة و ادوات الإصلاح التي شُددت قبضة الدولة الاسلاموية العميقة هناك عليها . . و صار الاصلاح في خبر كان و الرئيس تحت الاقامة الجبرية.
2. الاضطرار ، تسبب به القمع الوحشي و ارهاب السلطة و الميليشيات، تسببها بمقتل و جرح و اختطاف و تضييع الآلاف من المحتجين السلميين، و بمحاولات خائبة لشراء ناشطين .



#مهند_البراك (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صراع الدولة العميقة مع الاحتجاجات .2.
- صراع الدولة العميقة مع الاحتجاجات .1.
- الميليشيات الثماني تزداد عزلة اثر بيانها !
- الزرفي كحل استثنائي، و ماذا يؤشر؟ .2.
- الزرفي كحل استثنائي، و ماذا يؤشر ؟
- ثوار تشرين و (الطشاري المحرّم)!
- التغيير على طريقة اللاتغيير !
- اضطهاد المتظاهرين و تصدع الميليشيات
- - بإسم الدين باكونا الحرامية - ثانية !
- الجماهير تستنجد بالجيش و بالعالم !!
- تحديد مُلكية الحاكمين طريق التغيير
- لن تُخمد (الفصائل) بطولات تشرين ! .2.
- لن تُخمد (الفصائل) بطولات تشرين ! .1.
- لأجل حلول استثنائية لواقع استثنائي .2.
- لأجل حلول استثنائية لواقع استثنائي .1.
- عن اي تغيير يدعو السيد الرئيس ؟
- الصراع الرئيسي بين المحاصصة و المواطنة
- الانتفاضة تتصاعد امام الصمت الوحشي .2.
- الانتفاضة تتصاعد امام الصمت الوحشي .1.
- مفاجأة ويكيليكس : كيف تهيمن ايران على العراق ! .2.


المزيد.....




- شاهد رد مايك جونسون رئيس مجلس النواب الأمريكي عن مقتل أطفال ...
- مصادر تكشف لـCNN كيف وجد بايدن حليفا -جمهوريا- غير متوقع خلا ...
- إيطاليا تحذر من تفشي فيروس قاتل في أوروبا وتطالب بخطة لمكافح ...
- في اليوم العالمي للملاريا، خبراء يحذرون من زيادة انتشارالمرض ...
- لماذا تحتفظ قطر بمكتب حماس على أراضيها؟
- 3 قتلى على الأقل في غارة إسرائيلية استهدفت منزلًا في رفح
- الولايات المتحدة تبحث مسألة انسحاب قواتها من النيجر
- مدينة إيطالية شهيرة تعتزم حظر المثلجات والبيتزا بعد منتصف ال ...
- كيف نحمي أنفسنا من الإصابة بسرطانات الجلد؟
- واشنطن ترسل وفدا إلى النيجر لإجراء مباحثات مباشرة بشأن انسحا ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - مهند البراك - صراع الدولة العميقة مع الاحتجاجات .3.