1 ماي وليد القهر الطبقي

كوسلا ابشن

الحوار المتمدن-العدد: 6551 - 2020 / 5 / 1 - 21:51
المحور: ملف 1 ايار-ماي يوم العمال العالمي: العمال والكادحين بين وباء -الكورونا- و وباء -الرأسمالية- ودور الحركة العمالية والنقابية
    

ولد فاتح ماي من معانات العمال والكادحين
دعى مؤتمر الاممية الثانية 1889, الى التضامن الاممي مع الطبقة العاملة الامريكية في نضالها من أجل 8 ساعات عمل في اليوم, وفي مؤتمر بروكسيل 1891, قررت الاممية الثانية إعتماد فاتح ماي عيد العمال ويوم النضال المشترك للطبقة العاملة العالمية يوم التضامن الاممي.
في معركة الصراع من أجل الحقوق العمالية, فرضت الحركة العمالية يوم فاتح ماي, يوم عيد العمالي و يوم الاحتجاج واستنكار للإستغلال البشع وكذا التضامن العمالي الاممي, وأصبحت الطبقة العمالية العالمية تحتفل بهذا اليوم, لكن هذا الاعتراف باليوم العمالي لم يعطى هدية للعمال بل أخذ بالنضال والتضحيات التي قدمتها الطبقة العاملة رغم القمع الوحشي و الاعتقالات في صفوف العمال التي مارستها أجهزة القهر الطبقي, كما لم يتحقق هذا الاعتراف في أن واحد في كل البلدان نظرا لميزان القوى بين طرفي الصراع في البلدان المختلفة, فالطبقة العاملة برزت للوجود بفعل نمط الانتاج الرأسمالي, وتشكلت كطبقة ثورية بإعتبارها أكبر قوة إنتاجية في النظام الرأسمالي, و القادرة على إدارة الصراع ضد أعدوها الطبقي ( البورجوازية) بفضل إمتلاكها لأداتها النظرية العلمية وقيادتها السياسية, ولهذا إستطاعت الطبقة العاملة فرض مطالبها الاجتماعية و الكثير من حقوقها, أما في البلدان المتخلفة فكانت مكتسباتها تتراوح ما بين الجزر والمد نظرا لضعف الشغيلة من جهة و من جهة آخرى غياب أداتها الثورية الموجهة للنضال الثوري, وتحقيق المطالب العمالية, وكان الاحتفال بعيد العمال يقاس بميزان القوى, إما الترخص للتظاهر وإما المنع, وكثير ما كانت الشغيلة تتعرض للبطش الوحشي والاعتقالات ان تجازوت أوامر المنع. تعرض الطبقة العاملة للقمع السلطوي أو المنع من الاحتجاجات الاستنكارية اليومية أو الموسمية أو السنوية, يوازيه اليوم القهر الكوروني الاشد قوة, الذي لم يحرمها و يمنعها اليوم من الاحتفال بطريقتها النضالية المعهودة فحسب بل جردها من قوتها اليومي طيلة شهور خصوصا في البلدان المتخلفة إ قتصاديا و إجتماعيا والمستبدة سياسيا, وبهذا يكون القهر الطبقي والقهر الكوروني وجهان لعملة واحدة جوهرها قهر العمال وجميع الكادحين. القهر الكوروني حالة مرضية رغم تأثيرها المرحلي البالغ, فتبقى حالة عابرة, أما القهر الطبقي حالة دائمة لا تزول الا بزوال النظام الاقتصادي والاجتماعي المولد للحالة الطبقية, و ولادة نظام جديد يلغي الصراع الطبقي, و إختفاء الصراع الطبقي وإالغاء الملكية الخاصة لا يتم بالشعارات البراقة ولا حتى بالمظاهرات الاحتجاجية, بل هذا يتم عبر عملية السيرورة النضالية بتوفير الشروط الذاتية والموضوعية للعملية الثورية القادرة على إحداث تغيير جوهري بنفي البنية الحاضنة للملكية الخاصة والاستغلال الطبقي.
الطبقة العاملة في عملية النضال ضد الاستغلال الاجتماعي والاستبداد السياسي والاستلاب الايديولوجي, قد تتعرض في هذه السيرورة لعملية التزييف الايديولوجي ان لم تكن متسلحة بالنظرية الماركسية و بأداتها الثورية تقع في براثين الوعي المغلوط وقيادة إنتهازية إصلاحية, فالقوة الطبقية المستغلة ( كسر الغين) بجانب القمع السياسي توظف زواياها السياسية ودكاكينها النقابية للنشاط الدينامي في أوساط العمال للتأثير على توجهاتهم الاجتماعية والسياسية, وخلق وعي مغلوط لدى العمال من قبيل المصالحة الطبقية او العقد الاجتماعي, الافكار المخادعة التي يروجها مثقفيي و سياسيي السلطة الطبقية في مصلحة الطبقة المستغيلة ( كسر الغين), وضرب مكتسبات الطبقة العاملة التي حققتها عبر التاريخ بنضالها الثوري الدؤوب و المنظم داخل النقابات الملتزمة بالخط النضالي للطبقة العاملة وأحزابها الثورية.
رغم الظروف القاهرة التي يمر منها العمال و جميع الكادحين حاليا, فتبقى الحركة العمالية عموما و بشكلها النضالي المنظم الذي تخوضه ضد القهر الطبقي والكوروني, و من أجل تحسين ظروف معيشة جملع المأجورين وجميع الكادحين, فهي في نفس الوقت وعبر تاريخيتها تعد الحركة العمالية حركة تحرر نضالية ضد النظام الاجتماعي الاستغلالي الرأسمالي لبناء مجتمع خالي من الاستغلال الطبقي, وهي في نفس النهج التحرري تأخذ جانب من مهامها كحركة تحرر تناضل ضد سلطة الانظمة الكولونيالية وتحرير الشعوب من الاضطهاد الاستعماري و تقرير مصيرها و بناء مجتمعاتها المستقلة.

#كوسلا_ابشن (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل