أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كوسلا ابشن - إيغور أم إيغود!!!















المزيد.....

إيغور أم إيغود!!!


كوسلا ابشن

الحوار المتمدن-العدد: 6536 - 2020 / 4 / 13 - 21:57
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الانظمة الاستعمارية عبر التاريخ إعتمدت في حملاتها الاحتلالية على آداتين فتاكتين لاخضاع الشعوب للاحتلال, أولها القوة العسكرية وثانيها القوة الايديولوجية, الاولى للإبادة البيولوجية والثانية للإبادة الهوياتية, وهذه الآخيرة, الشكل اللااخلاقي واللاانساني, من يدمر طبيعة البشر ويحولهم الى أعداء الذات البشرية الطبيعية, الى الذات المنسوخة في خدمة الناسخ.
يقول كارل ماركس" التاريخ يكرر نفسه مرتين,الاولى كمأساة والثانية كمهزلة". احتل الغزاة الاعراب بلاد ايمازيغن, فإرتكبوا مجازر دموية و مأساوية ( قتل, نهب, سبي ...) كانت أكثر وحشية ودموية واللاانسانية في تاريخ شمال افريقيا الممتد الى 300 الف سنة من وجود أسلاف ايمازيغن فوق هذه الارض. الاعمال الوحشية ومأساة ايمازيغن ما زالت تمجد من ورثة العقيدة الهمجية, تحت مزاعم نشر الاسلام وتستر عن الحملة البربرية التي حرقت اليابس والاخضر, لم تفرق بين رضيع وكهل ولا بين انسان و حيوان وزعتهم بين قتيل وسبي, حملة القضاء على القيم المادية والفكرية للامازيغ. الاهمية البالغة للسيف في الابادة البيولوجية لم يصل الى درجة الخطورة الذي لعبه العامل الايديولوجي في تدمير الهوية الثقافية والحضارية, من تزوير واختلاقات ومزاعيم في شكلها المهزلي , في ارجاع الاصول البشرية الى منطقة الغرب الاقضى للقارة الاسيوية اعتمادا على النظرية اليهودية ( الاساطير اليهودية) في الانساب البشرية, وعليها اعتمدت المسيحية في "علم" الانساب و من بعدها تبناها كتاب القرآن والشريعة المحمدية, وفي اعتقادي كانوا من خلفيات يهودية و مسيحية (فارسية وآرامية).
مع فترة الاثبات الوجودي امام تاريخية حضارات شعوب المنطقة, إلتجأ رواة الحكايات الاسطورية امثال المسعودي والطبري والكلبي وغيرهم لخلق الوجود الاسطوري لسكان الحجاز والنجد, (المعروفين في الادبيات الارامية واليهودية ب "أورابي أو ها أرابه" بمعنى البدو وليس الهوية القومية للقبائل الحجازية-النجدية), خلق النسب الزائف الذي لم يشمل فقط شعوب الغرب الآسيوي وانما جعله الحكواتيون يشمل كذلك حتى بلاد ايمازيغن البعيدة جغرافيا و قوميا, بالتالي أصبح الكل أعراب (من ابناء كنعان الاسطوري حفيد نوح (((العربي))) ومن سلالته الاسطورية تفرعت جميع شعوب العربية في الامتداد العالمي).
المهزلة المماثلة في وقتنا المعاصر بعد انهيار المنظومة الاسطورية للنسب الشرقي لايمازيغن بفضل علم الجينات الذي فند اسطورة النسب العربي للامازيغ, ظهرت هلوسات جديدة, ترجعنا الى مهزلة التخريصات الاولى, الامازيغ ليسوا سكان المغرب الاصليون, رغم ان المدرسة العروبية أشارت في بدايتها السلطوية الى جملة وحيدة و هي " سكان المغرب الاولون هم برابرة ابناء مازيغ" الجملة الوحيدة المذكورة, كانت في المرحلة الابتدائية. هذه الجملة قد تخلى عنها ابناء العروبة بالتبني, لينسجوا أساطير جديدة منها, ان سكان شمال افريقيا الاصليون هم من العرق الاسود, اما الامازيغ فهم من المهاجرين العرب.
أولا) علم الجينات دحض وفند اساطيرة العروبيون, بإختصار فالامازيغ حاملين للوصفة الوراثية: E1b1b1b
اما الوصفة الوراثية للعرب هي: J1
الاختلاف واضح لا غبار عنه.( لا الامازيغ من اصول عربية, ولا العرب من أصولا أمازيغية), وما تروجه الايديولوجية العروبية من اساطير ميتافيزيقية حول أصول ايمازيغن " الاعرابية", المراد منه البحث عن الشرعية الاخلاقية والطبيعية للاستعمار الاعرابي لبلاد ايمازيغن( بمعنى نحن كلنا من أصول واحدة, الاول سبق الثاني للهجرة الى شمال افريقيا), هذه التخريفات والاوهام كذبها العلم سواء العلم الجيني او الاركيولوجي والانتروبولوجي والاثنوغرافية واللغوي.
ثانيا) الجهلاء من مروجي الاساطير , إختلقوا بدعة جديدة تقول ان القارة الافريقية بلاد العرق الاسود ولهذا فالعرق الابيض (الامازيغ) هو دخيل على هذه القارة, الواهيين في الاساطير يؤمنون بعقاب الرب لحام وذريته عندما فضح عورة نوح, ونتيجة للعقاب ولد العرق الاسود الافريقي المهاجر من الشرق الاقصى الى افريقيا. هذه الاساطير الميتافيزيقية فقدت مصداقيتها في عصر العلوم التي تأكد ان المناخ من يلعب الدور الرئيسي بجانب الظروف المعيشية في تحديد الالوان البشرية وليس الخرافات العقائدية الميتافيزيقية.
موقع شمال افريقيا يتوسط بين الموقع الحر الجنوبي والموقع البارد الشمالي, موقع شمال افريقيا معتدل في مناخه وغني في موارده الطبيعية ( الظروف المعيشية) وهذا ما أثر في لون البشرة الميال كثيرا الى البياض, لون بشرة ايمازيغن, وكذا في مميزات أخرى وقد أشار ابن خلدون في المقدمة الى تأثير المناخ في ألوان البشر والتأثير في أحوالهم.
الصحراء الامازيغية تندرج كذلك في هذا الاطار, كانت قبل التغير المناخي الاخير غنية بمواردها المائية و بسهولها الخضراء و مواردها الحيوانية بمناخها المعتدل, وبهذا فبلاد ايمازيغن قبل التغير المناخي وما بعده لم تكن موطن للعرق الاسود الذي ظهر في مواقع المناخ الحر والجاف, إذا هذا العرق هو وافد على المنطقة في عصور متأخرة لاسباب مختلفة, إندمج في المجتمع الامازيغي وأصبح جزء منه والاعراب كذلك عنصر" وافد " على بلاد ايمازيغن, وهو غير مرغوب فيه لاسباب معروفة.
"...سكان المغرب الأصليين الذين هم الإيغور" هذه الهلوسة كتبها أحدهم, المراد منها إيجاد قوم آخر سبق الامازيغ الى شمال افريقيا (عقدة جديدة عند أبناء العروبة بالتبني إسمها عقدة ايمازيغن), في اعتقادي ان هذه الهلوسة البليدة لا يؤمن بها الا كاتبها.
للجهلاء عليهم معرفة ان الإيغور هم اثنية تركية مستقرة حاليا في منطقة شمال غرب الصين, تتمتع بالحكم الذاتي, مناطقهم الاصلية هي أسيا الصغرى مثل جميع القبائل التركية الأخرى, ولم يعرف عن الايغور انهم استوطنوا خارج آسيا.
أسلاف ايمازيغن يرجع تاريخهم الى 300 ألف سنة حسب ما أكتشف في موقع أثري بمنطقة إيغود بجبال الاطلس, وحمل بقايا الانسان المكتشف إسم المنطقة إيغود, ويظل أنسان إيغود ( هومو سابيان ) أقدم إنسان عاقل في تاريخ البشرية, الأكيد انه عاش في مجموعة أستقرت في المنطقة, كما قد كانت هناك مجموعات ( هومو سابيان) في اماكن أخري قريبة من ايغود او بعيدة عنه عاصرت مجموعة أيغورد, وهذه المجموعات مارست الصيد وقطف الثمار, وتفرقت في مجموعات استوطنت اراضي شمال افريقيا, وهذا ما أدلت عليه الحفريات الاثرية في موقع " أفري ن عمر" قرب مدينة أيت ناظور من اكتشاف بقايا عظمية ترجع الى 175 ألف سنة, هذا يأكد إستمرارية الحياة البشرية ( اسلاف ايمازيغن) في ارض شمال افريقيا, و بأعتباراسلاف ايمازيغن هم الاقدم في تاريخ البشريةو فقد يكونوا قد هاجروا نحو غرب أسيا (قبل 100 الف سنة و60 الف سنة ) ومنها إنتشروا في العالم.
العامل المناخي المعتدل وكثرة الموارد المائية والحيوانية ووفرة الاماكن الطبيعية المناسبة للعيش والتكاثر ( الغابات والكهوف) ساهم في تطوير اساليب حياة المجموعات وثقافتها المادية والفكرية, هذا التطور من انتج الحضارة المعروفة بالحضارة العطارية ما بين 40 الف سنة ق.م. الى 12ألف سنة ق.م. التي أكتشفت بدزاير وفي محيطها الواسع الممتد من ليبيا حتى المحيط الاطلسي, طور فيها الانسان العطار ادوات العمل والقنص, واستمرارية الوجود للانسان الإيغودي سيبدع احفاده أروع الوحات والجداريات التي زينت ارض ايمازيغن لقبل 12 ألف سنة ق.م. حتى اليوم, فالنقوشات الصخرية بأهغار و تيسيلي و جبال الاطلس الى صحراء ليبيا (فزان). يقول إميل هوفمان(Lexikon der steinzeit )
"التحف الحجرية من مختلف المستويات الثقافية من العصر الحجري والفن الصخري يكشف ان المنطقة كانت دائما آهلة بالسكان".
بعد الحضارة العطارية ستظهر الحضارة القفصية قبل 9 ألف سنة ( تانيست). وسيتم تطوير معارف الانتاج الزراعي و تدجين الحيوانات الأليفة من طرف الامازيغ قبل 6 ألف سنة وتطوير الثقافة المادية للعصر الحجري مثل السيراميك وصقل المواد الحجرية مثل الطاحونات الحجرية .
من الوجود الإيغودي الى الحضار العطارية والقفصية الى الحضارة الليبية والنوميدية والمورية الى احفادهم الحاليين الامازيغ (تحت الاستعمار الاستطاني العروبي), فالحياة البشرية ما زالت مستمرة فوق بلاد ايمازيغن منذ ظهور مجموعة إيغود قبل 300 الف سنة (أسلاف ايمازيغن) الى عصرنا الحالي, لم ينقطع النسل الامازيغي من الوجود والعطاء.
إيغود الجد الاول للأمة الامازيغية, والفرضيات الاسطورية حول الاصول تبقى وهمية وللاعلمية ولذا فالقوم الامازيغي كان منذ إيغود وسيظل أمازيغي الى الأبد وسكان شمال افريقيا الاصليون .



#كوسلا_ابشن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تسمية بربر والجهل المفاهيمي
- خطورة الايديولوجية العقائدية على حرية الشعوب
- - اليسار- الشوفيني و نقد النضال الامازيغي
- افراح الميلاد جزء من ثقافتنا
- العفو على الارهابيين الاسلاميين واستثناء المناضلين ايمازيغن
- من زعزعة الامن الروحي الى زعزعة الامن الولائي
- الاستبداد المطلق للمقيم العام العلوي الاستعماري
- التهميش والاقصاء نتيجة حتمية لسياسة التمييز القومي
- المهمشون أولى بأموالهم من الغير
- الريف بؤرة الثورة الامازيغية
- تهنئة للاخوة المسيحيين بالميلاد السعيد
- موقع الحركة الامازيغية من العرقية والقومية التحررية
- الكولونيالية وسياسة الابارتهايد والتمييز العنصري
- التضامن المطلق مع كمال فخار و قاسم سوفغالم المضربين عن الطعا ...
- أهداف مصادرة اراضي ايمازيغن وتفويتها للخليجيين
- الخط الفاصل بين الاقلية والشعب الاصلي (الخاضع تحت السيطرة ال ...
- - طحن دين مو-, امازيغي مجرد حشرة
- الصهيونية والاسلاميون في المروك اية علاقة
- المعتقد الديني بين العاطفة والعقل لدى ايمازيغن
- مقاطعة نجوم ثقافة اغتصاب القصر


المزيد.....




- خمس مدن رائدة تجعل العالم مكانا أفضل
- هجوم إيران على إسرائيل: من الرابح ومن الخاسر؟
- فيضانات تضرب منطقتي تومسك وكورغان في روسيا
- أستراليا: الهجوم الذي استهدف كنيسة آشورية في سيدني -عمل إرها ...
- أدرعي: إيران ترسل ملايين الدولارات سنويا إلى كل ميليشيا تعمل ...
- نمو الناتج الصيني 5.3% في الربع الأول من 2024
- حضارة يابانية قديمة شوه فيها الآباء رؤوس أطفالهم
- الصحافة الأمريكية تفضح مضمون -ورقة غش- بايدن خلال اجتماعه مع ...
- الولايات المتحدة.. حريق بمصنع للقذائف المخصصة لأوكرانيا (صور ...
- جينوم يروي قصة أصل القهوة


المزيد.....

- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كوسلا ابشن - إيغور أم إيغود!!!