مكانة فلسطين في كتاب -رجال من فلسطين- عجاج نويهض

رائد الحواري

الحوار المتمدن-العدد: 6539 - 2020 / 4 / 16 - 15:43
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    

مكانة فلسطين في كتاب
"رجال من فلسطين"
عجاج نويهض
عظمة الإنسان تشير إلى رفعة المكان/البلد/الدولة، التي يتواجد فيها، في كتاب "رجال من فلسطين" والصادر عن منشورات فلسطين المحتلة، بيروت، لبنان، عام 1981، يتحدث عن مجموعة كبيرة من الشخصيات التي عاشت في فلسطين قبل احتلالها عام 1948، واللافت في هذه الشخصيات أن من عاش منها أخذ مكانته ودوره في العديد من الدول، العربية وغير العربية، وعلى كافة الأصعدة، العلمية والأدبية والثقافية والاقتصادية، وأثبت وجودها وحضورها، كما أن بعضها لم يكون (فلسطينيا) بالمفهوم القطري، وهذا مؤشر على مدينة المجتمع الفلسطيني، فلم يكن المجتمع قد غرق في عقلية القبيلة أو العشيرة، وكان المجتمع في فلسطين كباقي المناطق العربية، لا ينظر إلى العرق أو الجنس أو الدين ولا إلى الأصل، ويهتم بقدرات الإنسان، وهذا ما فتح الباب أمام المبدعين، ليأخذوا مكانهم في المجتمع.
مما جعل المجتمع موحدا في مواجهة الاحتلال الانجليزي والهجرة الصهيونية: "..من أن الروح الوطنية العربية في فلسطين هي، بالتعبير الكيماوي، ثمرة التفاعل، المختلف العناصر، بحيث أصبحت الروح الوطنية تستند قوتها من عدة جداول فياضة وينابيع دفاقة، كل هذا يسير قافلة واحدة ثلاثين سنة" ص63، من هنا تكمن اهمية الكتاب، التركيز على المواطنة، وليس على القبيلة، فما كان لشخص من مثل "عز الدين القسام" أن يكون من رجل حيفا البارزين اجتماعيا وتعليما وثوريا ودينيا، لو نظر أهل حيفا إليه على أنه (جبلاوي) سوري وليس فلسطيني، ولا الصحفي "نجيب نصار" اللبناني من أن يكون من أهم الشخصيات الصحفية في يافا وفي فلسطين، لكن انفتاح المجتمع هو الذي مهد وأسس على حركة التفاعل بين الأفراد في المجتمع، ونما فيها البعد الاجتماعي، بصرف النظر على الأصل أو الدين أو الملة.
وكما أن الكتاب يشير إلى وضع التعليم في فلسطين خلال العهد التركي:
" فقد بين الحصري أنه في سنة 1914 لم يكن في فلسطين مدرسة ثانوية كاملة إلا واحدة، هي ما كان يعرف بالمكتب السلطاني في القدس وكان ابتدأ انشائه الأول سنة 1889، ...وهناك مدرستان ثانويتنا متوسطتان أحداهما في عكا انشئت 1895، والأخرى في نابلس انشئت 1897 ولا شيء آخر غير هذا في كل فلسطين، وكان مجموعة المدارس الابتدائية في فلسطين سنة 1912 اقل من مئة مدرسة، أو كتاب، وعدد التلاميذ 7758، بينما الأولاد الذين في سن التعليم الابتدائي 71933 ـ فانظر وتأمل ـ اما المدارس الاجنبية والطائفية المسيحية فكانت ـ500 ـ مدرسة...إن في لواء القدس وحده كان يوجد 15 مدرسة للإرساليات الالمانية، فما ابعد الفرق بين ما كان متيسرا من المقاعد للطلاب العرب النصارى، وللطلاب العرب المسلمين" ص51.
ويتناول الكتاب قضية/قصة حجازي والزير وجموم، وكيف ان الانجليز تعاملوا باستهتار مع العرب ـ وحتى الملوك والأمراء منهم ـ عندما طالبوا الانجليز بتخفيف حكم الاعدام على الابطال الثلاثة: "...ثم استصرخ عرب فلسطين ملوك العرب وامرائهم، وكان هذا على يد موسى كاظم باشا الحسيني رئيس اللجنة التنفيذية للمؤتمرات الفلسطينية، فلم يبقى ملك أو أمير أو زعيم إلا ورجا من ملك الانكليز أن يستعمل حقه الملكي، فيأمر بتبديل الاحكام، أو تخفيضها، ولا أحد يستمع في لندن أو القدس، ووضعت كرامة العرب جميعا، ملوكا وامراء وشعوبا وحومات في الميزان، فرفست لندن هذا بأقدام فولاذية، ولم ترد على أحد، ولا اعتقد أنه حصل شيء مثل هذا من جهة الانكليز من قبل في شدة اصرارهم على تنفيذ هذه الاحكام، والسبب إذا ما قالوه هم صراحة، عرفناه نحن وعرفه العالم صراحة، وضمنا، هو "حكماء صهيون، القوة الخفية...وحتى الملوك، ملوك العرب تدخلوا وما استطاعوا أن ينالوا شيئا فإياك أيها العربي أن تفكر بذبح أقل يهودي في فلسطين مرة أخرى" ص84 و85، فالكاتب لا يتناول شخصيات فحسب، بل يحلل الأحداث أيضا، واجزم أن مثل هذا الكتاب مهم وضروري لنا كفلسطينيين، وكعرب لأنه يقربنا ويقدمنا من (مجدنا التليد) ويبعدنا عن واقعنا البائس.

#رائد_الحواري (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل